يطالبنا العالم كلما سنحت له فرصة بإحترام حقوق المرأة, ولا ضير أن نحترم نحن بني يعرب حقوق المرأة, فليست حقوق المرأة بدعة جديدة, فهي مقرة لدينا منذ زمن بعيد يزيد عن 1400 عام, وذلك حين جاء نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم برسالة الإسلام الخالدة.
فقد كانت المرأة قبل الإسلام مهضومة الحقوق, ليس عند العرب فقط بل لدى معظم أمم الأرض.
فقد تعرضت بسبب العادات أحياناً, وبسبب الأديان أحياناً أخرى إلى أشكال متنوعة من المهانة والإذلال.
فقد كانت لدى اليونان سبب جميع آلام الإنسان ومصائبه, ووصل الأمر عندهم بأنهم لم يكونوا يجالسونها على مائدة الطعام, وتعامل معاملة العبيد والخدم.ولم الحال كذلك حتى تطور الأمر لديهم بأن أطلقوا لها حريتها في المجال الجنسي لتكون لها الحرية لأن تذهب إلى أبعد مدىً في ذلك كأن تصبح عاهرة. وكذلك الحال لدى الرومان الذين كانوا من أرقى الأمم في زمنهم.

وقد بلغ الأمر لدى بعض الأمم أن تشترى وتباع وتورث حالها حال بقية الإرث في حال موت زوجها. وحتى لدى عرب الجاهلية ظلمت المرأة وهظمت حقوقهاحتى أنهم لم يكن لديهم عدد محدد للزواج وكان ليس لها حق في أن ترث, حتى أنه كان للولد الحق في أن يمنع زوجة أبيه من الزواج, وربماتزوجها أو زوجها وأخذمهرها. كما أنها كانت تعتبر عاراً عليهم لذلك لجأوا إلى وأدها تجنباً للعار, قال تعالى ( وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت). وربما قتلت خوفاً من الفقر أو نتيجة للفقر, وقد قال الله تعالى (ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم), وقال جل شأنه (ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم). فالإسلام حث على إحترام المرأة, وكفل لها حقوقها وأبطل كل ما كان يرتكب بحقها.

قد تكون المعاملة للمرأة في واقعنا اليوم ليست كما أراد الإسلام, ولكن لا أرى أن المرأة حرمت من حقوقها, فهي في عالمنا العربي أميرة ووزيرة ومديرة ومعلمة وطبيبة ومهندسة وفي المجالس التشريعية والجمعيات والأحزاب السياسية. فلم هذه المطالبات التي يبدو أن وراءها ما وراءها؟ فهل الغرب أحرص منا على نساءنا؟ أم أن العدل لا يصدر إلا من الغرب؟ فما نرى هذا الغرب المتحضر قد تحرك لحماية شعب غزة مثلاً؟ ألم يكن من بينهم نساء؟ أسئلة بحاجة لإجابات!