آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 22

الموضوع: الشعر المعاصر الفارسي

  1. #1
    باحثة وأستاذة اللغة الفارسية الصورة الرمزية د. فدوى
    تاريخ التسجيل
    11/03/2007
    العمر
    51
    المشاركات
    491
    معدل تقييم المستوى
    18

    Thumbs up الشعر المعاصر الفارسي

    انبثقت بوادر التجديد في الشعر الفارسي في مستهل القرن الفائت بعد جملة من التغييرات الجذرية التي طرأت على الحركة الثقافية الايرانية في مجالي المسرح والرواية تحديدا، ففي المسرح تم اخراج العديد من المسرحيات العالمية الشهيرة ذات المضامين الاجتماعية والفكرية، فيما ساهمت ترجمة روائع الروايات الفرنسية والانكليزية والروسية بضخ روح جديدة في النثر الفارسي مما جعلت ينفتح على قاموس الحياة اليومية، كما لعبت الصحافة دورا بالغ الاثر في تشذيب اللغة الفارسية من عبء الكليشيهات التي طغت على الأدب الفارسي منذ أفول المدرسة الاصفهانية في نهايات القرن السابع عشر ميلادي. فكانت النقلة النوعية الأولى في مضامين الشعر الفارسي على يد مجموعة من الشعراء الصحفيين؛ شعراء انتموا الى اتجاهات سياسية وتيارات فكرية مختلفة وكان العديد منهم يترأس تحرير الصحف اليومية والاسبوعية كمحمد تقي بهار(1886-1951) صاحب صحيفة "نوبهار" وأبو القاسم لاهوتي محرر صحيفة "بيستون" وكان شاعرا ثوريا أغتيل في شبابه وأديب بيشاوري (1842-1931)وأيرج ميرزا جلال الممالك (1874-1925) وعارف قزويني (1838-1929)وميرزادة عشقي (1893-1924) وهم شعراء إتسمت قصائدهم بالنفس الثوري الرومانسي، أما على صعيد التقنية فلم يساهم هؤلاء الشعراء المنخرطون في النضال السياسي بتقديم رؤية جديدة أو شكل جديد، غير أننا لانستطيع انكار دورهم في وضع حد ونهاية للقصيدة التقليدية وإبداع قصيدة ناضلت معهم من أجل تحقيق مكاسب اجتماعية، وان لم تخل من مسحة الحزن الرومانسي الذي يبلغ أحيانا حد النرجسية، لقد مهّد هؤلاء الشعراء (وشعراء آخرون بادروا بكسر الأوزان الشعرية والتمرد على ثوابت القصيدة الكلاسيكية كتقي رفعت وجعفر خامنئي وشمس كسمائي وأبوالقاسم الهامي) الطريق للثورة التي سيطلقها علي اسفندياري الملّقب بنيما يوشيج (1897-1960) رائد الشعر الفارسي المعاصر بلا منازع. فبعد قراءات معمّقة للشعر الفارسي الكلاسيكي وشعراء المدرسة الخراسانية بشكل خاص، وهي المدرسة المهتمة بتوظيف الأسطورة والنفس الملحمي وأعتماد لغة فخمة، زاوج نيما يوشيج تجربته الشعرية (وبحكم تضلعه باللغة الفرنسية التي درسها في مدرسة سان لوئيس بطهران ) بما نهله من الشعر الفرنسي الرومانسي.
    ويرى بعض النقاد أن تجربة هذا الشاعر لم يكن ليحالفها النجاح لولا مزاوجته بين الرومانسية الكلاسيكية الفارسية المتمثلة بنتاج "المدرسة العراقية" وعلى رأسها حافظ الشيرازي والرومانسية الكلاسيكية الفرنسية وقد بدأ الشاعر هذه التجربة الثرية مع قصيدته الشهيرة "القصة الشاحبة" إذ قدّم مضامين انسانية لاتخلو من عبق الرومانسية الكلاسيكية الفارسية مطعمة بفضاء الحرية المستمد من التجربة الفرنسية، وقد أشار نيما يوشيج شخصيا في تنظيراته وكتاباته النقدية ان الدخول الى عالم الحداثة لايمكن أن يتم دون المرور بالمرحلة الرومانسية وبالرغم من الرفض التام الذي واجهته قصائده الاولى من قبل أنصار الشعر الكلاسيكي، الا أن الوسط الأدبي سرعان ما احتفى بملحته " الأسطورة" والتي أشار بعض النقاد الى تأثرها الكبير بالموشحات الأندلسية كذلك بقصيدته "أيها الليل" وقصائد اخرى هجر فيها الرومانسية والتأرجح بين النفس الكلاسيكي والمعاصر، وأرتكز على واقعية حادة لم يألفها الشعر الفارسي من قبل ويُستشف منها وعي عميق بالزمان والمكان واللغة والمجتمع، قصائد بوأته مكانة مرموقة كشاعر معاصر تعتمد رؤيته الشعرية على الموضوعات الاجتماعية والطابع القصصي وخلخلة التتابع السائد لنظام التفعيلة بالاعتماد على الايقاع الداخلي. وبسبب الاختناق السياسي الذي شهدته البلاد بعد انتهاء الفسحة الديمقراطية1942-1947 انتهج نيما يوشيج الرمزية في قصائده وتوظيف حكايات ذات مداليل رمزية ككليلة ودمنة وقصص مستوحاة من الأدب الفارسي الكلاسيكي. كما كتب قصائد عديدة اتسمت بالذهنية المفرطة.
    من نيما يوشيج الى الجيل الشعري الذي تلاه وواصل مسيرته ممثلا بأحمد شاملو ومهدي أخوان ثالث وفريدون مشيري ومنوجهر آتشي ونصرت رحماني ونادر نادربور ورضا براهني ومحمد حقوقي وسهراب سبهري ومحمد علي سبانلو وفروغ فرخزاد وآخرين نادرا ما نلحظ غياب صدى الواقع الاجتماعي في الشعرية الفارسية (باستثناء الشاعر سهراب سبهري) وقد أفرط بعض شعراء هذا الجيل في محاكاة الواقع الاجتماعي الى أن أنهك القصيدة بتقريرية مملة. وبالرغم من الجهود المضنية التي بذلها الشاعر أحمد شاملو من أجل مسار شعري مغاير للنموذج النيمائي، إلا أن عوامل عديدة حالت دون نجاح هذا المشروع لعل في مقدمتها إرتكاز قصيدة شاملو على المضامين السياسية تارة وعلى موضوعة الحب التقليدية تارة أخرى. كما شهدت فترة الخمسينات جدلا حادا وردود فعل عنيفة تجاه القصائد النثرية التي نشرها هوشنك ايراني في مجلة "الديك الحربي" تحت تأثير السريالية بعد عودته من فرنسا، أما المحاولات الأكثر أهمية في ترسيخ مكانة لقصيدة النثر فقد جاءت مع جماعة "الموجة الجديدة " التي ثارت في ستينات القرن الماضي وأرست مناخات جديدة في الشعرية الفارسية، ومن أبرز رموزها الشاعر أحمد رضا أحمدي الذي تتسم قصائده بمهارة عالية في المزج بين الفكرة والصورة الحسية واعتماد الذائقة البصرية عبر تداعيات ذهنية تمنح المخيلة فضاء شاسعا لتفصح عن رغبة عميقة في الهروب من الواقع أو التعالي عليه رغم توظيف مفرداته. والشاعر يد الله رؤيائي الذي اهتم في منجزه الشعري بتفجير اللغة وإثراء المفردة بمداليل جديدة.
    في الستينات ايضا فاجأت الشاعرة فروغ فرخزاد الوسط الأدبي بقصائدها ذات النبرة الاحتجاجية المتحدية لكل القيم الاجتماعية السائدة. وتشكل مجموعتها الشعرية "ولادة اخرى" علامة مشرقة في الشعر الفارسي المعاصر. وقد شهد عقد السبعينات إعادة قراءة للموروث الشعري الفارسي الذي يمتد قرابة الألف عام كما كان للجهد النقدي المنفتح على المناهج الفكرية والنقدية الغربية دور بالغ الأهمية في رفد حركة التحديث التي أستطاعت ان تقطع شوطا مهما في التحرر من هيمنة التيارات الثقافية الايديولوجية. ومع الثمانينات تم إعادة الاعتبار للشاعر سهراب سبهري الذي ركّزت تجربته الشعرية على البعد التأملي وتوظيف المناخ العرفاني في القصيدة الحديثة بعد أن همّشه الوسط النقدي ولسنوات طويله بسبب إهماله لواقع الاجتماعي، كما شهدت هذه الفترة لجوء العديد من الشعراء الى القوالب الشعرية الكلاسيكية وعودة قصيرة الأمد للشعر الملحمي فرضتها أجواء حرب الخليج الفارسي الأولى، كما ساهم الشعراء الافغان المقيمون في ايران بتجديد الغزل كشكل شعري قادر على استيعاب المضامين الجديدة.
    منذ التسعينات والي يومنا هذا يشهد المشهد الشعري الفارسي سواء في ايران انفتاحا على اتجاهات متنوعة بتنوع المصادر الثقافية وتجارب مهمة مسكونة بهاجس التجريب وتقويض النمطيات السائدة، أصوات شعرية همّها ابتداع جماليات جديدة وقصائد تحمل في طياتها مستويات عديدة من التواصل مع الذات والعالم.

    د.فدوى الشكري ، أستاذة للغة الفارسية ، مترجمة ، باحثة في مجال الداراسات الشرقية / سفيرة واتا في المغرب.

  2. #2
    باحثة وأستاذة اللغة الفارسية الصورة الرمزية د. فدوى
    تاريخ التسجيل
    11/03/2007
    العمر
    51
    المشاركات
    491
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    نظرة للشعر الايراني الحديث

    ان آفاق الشعر الفارسي في القرن العشرين قضية اكبر بكثير من ان تختصر في مقال كهذا، الا اننا في هذه العجالة نشير الى انه رغم ان بدايات القرن الشعرين لم تكن تشهد تحولاً وتطوراً حقيقياً في دائرة الشعر الفارسي، الا انه كان ثمة رياح جديدة تهب على الفكر والثقافة الايرانية وتنبئ بتحولات جديدة، وعلة تلك التحولات حضور اشخاص من امثال طالب اوف، مراغه اى، ميرزا ملكم خان و.. وعلى رأس هؤلاء اخوند زادة، حيث عمل هؤلاء على جلب افكار التجديد الى ايران. ورغم ان هؤلاء لم يكونوا شعراء باستثناء ميرزا آقا كرماني لكنهم كانوا ينشدون احداث تغييرات اجتماعية وسياسية في قلب المجتمع الايراني وقد سخّر ميرزا آقاكرماني كل امكاناته الشعرية في هذا المجال، لذا ففي هذه المرحلة نال النثر حظاً اوفر، وفي آثار تلك المرحلة بتنا نشهد حركة ضد الشعر الفارسي الكلاسيكي. من ذلك تلك الحملات التي راح يشنها هؤلاء الافراد في كتاباتهم على الحكيم سعدي الشيرازي الذي يمثل رمزاً للشعر الكلاسيكي الفارسي. والواقع ان تلك الانتقادات لم تكن تقصد النيل من شخص سعدي بالذات وانما كان هدفها تلك الثقافة التقليدية وذلك المنهج الفكري الذي كان ينعكس في اشعار سعدي.
    ۱- على كل حال فهذه الجهود قد تكرست في ثورة سكان المدن الايرانية اي في حركة الدستور او « المشروطة» سنة ۱۹۰۶/۱۳۲۴ه۲- لكن قبل عدة اشهر من حدوث هذه الحركة سعى بعض الشخصيات من امثال نسيم شمال، واديب الممالك فراهاني، وعارف قزويني الى تخطي الاسلوب الشعري التقليدي؛ فقد حاول هؤلاء على الباس الشعر الفارسي حلة اخرى، وراحوا يعترضون على القيم والسنن التي تحول دون تجاوز الشعراء لاساليب الشعر الفارسي واغراضه التقليدية.
    وهذه الاطر قد تبلورت على الاخص خلال مرحلة الحكومة القاجارية البالغة ۱۵ عاماً والتي واكبها حالة من الارتداد الادبي نحو سبك القرن الثامن الهجري.
    ان حركة الدستور قد اوجدت تحولاً كبيراً في الشعر وانعكس ذلك جلياً في آثار اهم اعلام تلك الحركة وهم نسيم شمال وملك الشعراء بهار وبعد مدة وجيزة من هذه الحركة في اثار لاهوتي وميرزادة عشقي الامر الذي اوجد تغيرات كثيرة غير مسبوقة في مفاهيم الشعر الفارسي. ويمكن تلخيص التغييرات التي طرأت على الشعر الفارسي في محورين من المواضيع.
    الاول هو الفهم الجديد للوطن الذي ورد ايران نتيجة التحول السياسي والاجتماعي الذي حدث في الغرب في القرن التاسع عشر.
    والثاني: الحرية
    فهاتين المقولتين اكثر مما اثارتا شعراء مرحلة الدستور منذ سنة ۱۹۰۶ وحتى ۱۹۲۵ يعني منذ ان استبدل رضاخان ميربنج برضاشاهي بهلوي. اذاً فهذه المرحلة من الشعر الفارسي كانت قائمة على نوع من التحول في المضامين.
    اما من الناحية اللغوية او الاسلوبية فان شعراء هذه المرحلة قد خاضوا تجارب جديدة فمثلاً سعى نسيم شمال وميرزادة عشقي اللذان كانا يتمتعان بلغة اكثر بساطة من شعراء المراحل السابقة الى تجاوز تقاليد اللغة القديمة وان يخطوا خطوة تجاه الامام، لكن الواقع ان قضية اللغة لم تكن شغلهما الشاغل، والسبب ان شعراء مرحلة الدستور كانوا يحيون مرحلة تموج بالحوادث والقضايا المهمة، لذا فلم يكن لديهم الفرصة للانشغال بالشكل والتلاعب باللغة.
    ۳- ان مرحلة حكومة رضاشاهي كانت مرحلة نظم في ايران اي انها كانت تلبي بعض آمال التنويريين في حركة الدستور، لكن رضاشاهي لم يكن قادراً على ان يكون ممثلاً للديمقراطية في المجتمع، وضاق ذرعاً بتطلعات المفكرين والشعراء الايرانيين الى الحرية الامر الذي ادى لغياب شعراء سبق ذكرهم وانقطع ذكر شعراء حركة الدستور خلال مدة ۱۶ عاماً من مرحلة حكم رضاشاهي وذلك بسبب الغاء احدى اعمدة تطلعاتهم اي الحرية وهي قضية لم تكن مقبولة لديهم.
    ولكن شعراء مرحلة رضاشاهي لم يكن لديهم التصور الصحيح عن التغيرات في المضامين وكانوا يسعون من خلال ذلك القالب المعرفي الى التجديد في نظراتهم، وعلى خلاف الآراء الشائعة فقد كانوا شعراء موفقين. وان لم يكونوا جميعاً فعلى الاقل بروين اعتصامي وشهريار. من جهة اخرى كان هناك عدد من الشعراء المهمين مثل رهي معيري وحميدي شيرازي الذين بدأوا مرحلتهم الشعرية منذ ۱۹۳۵ وطبعوا اشعارهم في سنة ۱۹۴۶ الموافقة لزمان رضاشاهي.
    لكن رغم ذلك، وكماسبق الذكر، فان تعاملهم مع الشعر كان محدوداً، فمثلاً اذا كان شهريار في بعض القضايا يأخذ نيما بعين الاعتبار او ان حميدي شيرازي كان يتعرض لمقولة الوطن في بعض اشعاره الا ان هذا وحده لا يمكن ان يثبت شيئاً.
    لكن في سنة ۱۹۱۱ حدث تحول آخر ينبئ عن ميلاد مرحلة جديدة، مرحلة تختلف تماماً عن مرحلة الدستور رغم مساعي التقليديين الدائمة بربط انفسهم مع مرحلة الدستور، لكن الواقع ان شخصيات كعارف قزويني وميرزادة عشقي وفرخي يزدي وملك الشعراء بهار لم يكن لديها روابط حقيقية مع هؤلاء التقليديين.
    وقد انصب تراث هؤلاء الشعراء وتكامل فيما بعد في قالب الشعر «النيمائي»* الامر الذي يدفعنا للقول ان «نيما» كان استمراراً لمرحلة الدستور. لكن بسبب الفجوة التي حدثت في مرحلة رضاشاهي فان شعر نيما يعتبر نتاجاً لتلك المرحلة اي مرحلة الدستور.
    على كل حال فبعد عام ۱۹۱۱ يكون الشعر الفارسي قد اجتاز مرحلتين: التغير الظاهري في المحتوى، والتصادم المباشر مع الشعر الكلاسيكي والتحولات اللغوية في شعر نيما وتلامذته.
    اجل، فهكذا يكون قد بدأ فصل جديد في الشعر الفارسي، واما الذين كانوا يرفضون حركة نيما الشعرية. رغم قلتهم - فقد باتوا يعترفون اليوم ان نيما قد اوجد تحولاً عميقاً في الشعر الفارسي.
    لكن هناك حادث آخر خلال المرحل -1931 » وهو ان تناول الموضوعات السياسية والاجتماعية في الشعر الفارسي قد شاع واتسع حتى احتل قسماً اساسياً من الشعر الفارسي وهذا قد ترك آثاراً كبيرة على الشعراء وجعل الشعر الفارسي خلال خمسة او ستة عقود يتواءم والمعاني السياسية الاجتماعية، ولعل آثار هذا الشكل من التلقي مازال قائماً وسط الشعراء ومحبي الشعر الفارسي في ايران. وعلة ظهور هذه الرؤية هو ذلك التيار العظيم المسمى بالرؤية المثالية الذي اجتاح العقد السابع الماضي وسخّر الشعر الفارسي تحت لوائه وادى الى ظهور اعظم اشعار التاريخ المعاصر، ولعل هذه السمة هي التي ميّزت اشعار هذه العقود الخمسة عن شعر القرون السابقة.
    على كل حال فما فعله نيما وتلاميذه في الميدان الشعري ادى الى دفع الشعر التقليدي او الكلاسيكي الى الهامش، وبعد شهريار وبروين اعتصامي لم يتمكن شعراء من امثال رهي معيري وحميدي شيرازي من ان يكونوا بدلاء وممثلين اقوياء لسبك الشعر الكلاسيكي او التقليدي. والواضع ان الشعر التقليدي في عصر نيما لم يكن يتمتع بالقدرات والامكانات الكافية للوقوف في وجه هذه الحركة الجديدة، ولعل هذا التيار الذي اجتاح الشعر التقليدي قد امتد الى الجيل الثاني والثالث من الشعراء النيمائيين «الحداثيين» بعد عصر نيما فالاشخاص الذين ساروا على نهج نيما قد حاول كل منهم تناول زاوية من شعر نيما ومن ثم سعوا للخروج عن السنن التي خطها واعتماد تقاليد جيدة. حتى اولئك الذين كانوا قريبين فكرياً من نيما من امثال نادربور ومشيري، سعوا لخلق مفاهيم جديدة وتجاوز التقاليد السابقة.
    ۶- على كل حال فقد تعرض افكار نيما خلال الاجيال الشعرية اللاحقة للتحليل، بسبب شيوع الفكر الانطباعي والتنويري التجريدي فهاجموه، وبتنا نشهد ظهور نوع آخر من الشعر لدى الكثيرين هو اقرب ما يكون الى النثر وسمي بالشعر «الابيض»، الامر الذي اضعف خط نيما الشعري حتى كان آخر ممثلين له في العقد الثامن من القرن الماضي لتبدأ مرحلة جديدة من مراحل الشعر الفارسي المعاصر.

    نص منسوب للشاعر الايراني المعاصر نيما يوشيج
    مترجم للغة العربية

    د.فدوى الشكري ، أستاذة للغة الفارسية ، مترجمة ، باحثة في مجال الداراسات الشرقية / سفيرة واتا في المغرب.

  3. #3
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    20/09/2007
    المشاركات
    2
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. فدوى مشاهدة المشاركة
    انبثقت بوادر التجديد في الشعر الفارسي في مستهل القرن الفائت بعد جملة من التغييرات الجذرية التي طرأت على الحركة الثقافية الايرانية في مجالي المسرح والرواية تحديدا، ففي المسرح تم اخراج العديد من المسرحيات العالمية الشهيرة ذات المضامين الاجتماعية والفكرية، فيما ساهمت ترجمة روائع الروايات الفرنسية والانكليزية والروسية بضخ روح جديدة في النثر الفارسي مما جعلت ينفتح على قاموس الحياة اليومية، كما لعبت الصحافة دورا بالغ الاثر في تشذيب اللغة الفارسية من عبء الكليشيهات التي طغت على الأدب الفارسي منذ أفول المدرسة الاصفهانية في نهايات القرن السابع عشر ميلادي. فكانت النقلة النوعية الأولى في مضامين الشعر الفارسي على يد مجموعة من الشعراء الصحفيين؛ شعراء انتموا الى اتجاهات سياسية وتيارات فكرية مختلفة وكان العديد منهم يترأس تحرير الصحف اليومية والاسبوعية كمحمد تقي بهار(1886-1951) صاحب صحيفة "نوبهار" وأبو القاسم لاهوتي محرر صحيفة "بيستون" وكان شاعرا ثوريا أغتيل في شبابه وأديب بيشاوري (1842-1931)وأيرج ميرزا جلال الممالك (1874-1925) وعارف قزويني (1838-1929)وميرزادة عشقي (1893-1924) وهم شعراء إتسمت قصائدهم بالنفس الثوري الرومانسي، أما على صعيد التقنية فلم يساهم هؤلاء الشعراء المنخرطون في النضال السياسي بتقديم رؤية جديدة أو شكل جديد، غير أننا لانستطيع انكار دورهم في وضع حد ونهاية للقصيدة التقليدية وإبداع قصيدة ناضلت معهم من أجل تحقيق مكاسب اجتماعية، وان لم تخل من مسحة الحزن الرومانسي الذي يبلغ أحيانا حد النرجسية، لقد مهّد هؤلاء الشعراء (وشعراء آخرون بادروا بكسر الأوزان الشعرية والتمرد على ثوابت القصيدة الكلاسيكية كتقي رفعت وجعفر خامنئي وشمس كسمائي وأبوالقاسم الهامي) الطريق للثورة التي سيطلقها علي اسفندياري الملّقب بنيما يوشيج (1897-1960) رائد الشعر الفارسي المعاصر بلا منازع. فبعد قراءات معمّقة للشعر الفارسي الكلاسيكي وشعراء المدرسة الخراسانية بشكل خاص، وهي المدرسة المهتمة بتوظيف الأسطورة والنفس الملحمي وأعتماد لغة فخمة، زاوج نيما يوشيج تجربته الشعرية (وبحكم تضلعه باللغة الفرنسية التي درسها في مدرسة سان لوئيس بطهران ) بما نهله من الشعر الفرنسي الرومانسي.
    ويرى بعض النقاد أن تجربة هذا الشاعر لم يكن ليحالفها النجاح لولا مزاوجته بين الرومانسية الكلاسيكية الفارسية المتمثلة بنتاج "المدرسة العراقية" وعلى رأسها حافظ الشيرازي والرومانسية الكلاسيكية الفرنسية وقد بدأ الشاعر هذه التجربة الثرية مع قصيدته الشهيرة "القصة الشاحبة" إذ قدّم مضامين انسانية لاتخلو من عبق الرومانسية الكلاسيكية الفارسية مطعمة بفضاء الحرية المستمد من التجربة الفرنسية، وقد أشار نيما يوشيج شخصيا في تنظيراته وكتاباته النقدية ان الدخول الى عالم الحداثة لايمكن أن يتم دون المرور بالمرحلة الرومانسية وبالرغم من الرفض التام الذي واجهته قصائده الاولى من قبل أنصار الشعر الكلاسيكي، الا أن الوسط الأدبي سرعان ما احتفى بملحته " الأسطورة" والتي أشار بعض النقاد الى تأثرها الكبير بالموشحات الأندلسية كذلك بقصيدته "أيها الليل" وقصائد اخرى هجر فيها الرومانسية والتأرجح بين النفس الكلاسيكي والمعاصر، وأرتكز على واقعية حادة لم يألفها الشعر الفارسي من قبل ويُستشف منها وعي عميق بالزمان والمكان واللغة والمجتمع، قصائد بوأته مكانة مرموقة كشاعر معاصر تعتمد رؤيته الشعرية على الموضوعات الاجتماعية والطابع القصصي وخلخلة التتابع السائد لنظام التفعيلة بالاعتماد على الايقاع الداخلي. وبسبب الاختناق السياسي الذي شهدته البلاد بعد انتهاء الفسحة الديمقراطية1942-1947 انتهج نيما يوشيج الرمزية في قصائده وتوظيف حكايات ذات مداليل رمزية ككليلة ودمنة وقصص مستوحاة من الأدب الفارسي الكلاسيكي. كما كتب قصائد عديدة اتسمت بالذهنية المفرطة.
    من نيما يوشيج الى الجيل الشعري الذي تلاه وواصل مسيرته ممثلا بأحمد شاملو ومهدي أخوان ثالث وفريدون مشيري ومنوجهر آتشي ونصرت رحماني ونادر نادربور ورضا براهني ومحمد حقوقي وسهراب سبهري ومحمد علي سبانلو وفروغ فرخزاد وآخرين نادرا ما نلحظ غياب صدى الواقع الاجتماعي في الشعرية الفارسية (باستثناء الشاعر سهراب سبهري) وقد أفرط بعض شعراء هذا الجيل في محاكاة الواقع الاجتماعي الى أن أنهك القصيدة بتقريرية مملة. وبالرغم من الجهود المضنية التي بذلها الشاعر أحمد شاملو من أجل مسار شعري مغاير للنموذج النيمائي، إلا أن عوامل عديدة حالت دون نجاح هذا المشروع لعل في مقدمتها إرتكاز قصيدة شاملو على المضامين السياسية تارة وعلى موضوعة الحب التقليدية تارة أخرى. كما شهدت فترة الخمسينات جدلا حادا وردود فعل عنيفة تجاه القصائد النثرية التي نشرها هوشنك ايراني في مجلة "الديك الحربي" تحت تأثير السريالية بعد عودته من فرنسا، أما المحاولات الأكثر أهمية في ترسيخ مكانة لقصيدة النثر فقد جاءت مع جماعة "الموجة الجديدة " التي ثارت في ستينات القرن الماضي وأرست مناخات جديدة في الشعرية الفارسية، ومن أبرز رموزها الشاعر أحمد رضا أحمدي الذي تتسم قصائده بمهارة عالية في المزج بين الفكرة والصورة الحسية واعتماد الذائقة البصرية عبر تداعيات ذهنية تمنح المخيلة فضاء شاسعا لتفصح عن رغبة عميقة في الهروب من الواقع أو التعالي عليه رغم توظيف مفرداته. والشاعر يد الله رؤيائي الذي اهتم في منجزه الشعري بتفجير اللغة وإثراء المفردة بمداليل جديدة.
    في الستينات ايضا فاجأت الشاعرة فروغ فرخزاد الوسط الأدبي بقصائدها ذات النبرة الاحتجاجية المتحدية لكل القيم الاجتماعية السائدة. وتشكل مجموعتها الشعرية "ولادة اخرى" علامة مشرقة في الشعر الفارسي المعاصر. وقد شهد عقد السبعينات إعادة قراءة للموروث الشعري الفارسي الذي يمتد قرابة الألف عام كما كان للجهد النقدي المنفتح على المناهج الفكرية والنقدية الغربية دور بالغ الأهمية في رفد حركة التحديث التي أستطاعت ان تقطع شوطا مهما في التحرر من هيمنة التيارات الثقافية الايديولوجية. ومع الثمانينات تم إعادة الاعتبار للشاعر سهراب سبهري الذي ركّزت تجربته الشعرية على البعد التأملي وتوظيف المناخ العرفاني في القصيدة الحديثة بعد أن همّشه الوسط النقدي ولسنوات طويله بسبب إهماله لواقع الاجتماعي، كما شهدت هذه الفترة لجوء العديد من الشعراء الى القوالب الشعرية الكلاسيكية وعودة قصيرة الأمد للشعر الملحمي فرضتها أجواء حرب الخليج الفارسي الأولى، كما ساهم الشعراء الافغان المقيمون في ايران بتجديد الغزل كشكل شعري قادر على استيعاب المضامين الجديدة.
    منذ التسعينات والي يومنا هذا يشهد المشهد الشعري الفارسي سواء في ايران انفتاحا على اتجاهات متنوعة بتنوع المصادر الثقافية وتجارب مهمة مسكونة بهاجس التجريب وتقويض النمطيات السائدة، أصوات شعرية همّها ابتداع جماليات جديدة وقصائد تحمل في طياتها مستويات عديدة من التواصل مع الذات والعالم.
    تقتضي الامانة العلمية هنا التنبية على ان الموضوع هو في الاصل للاستاذ محمد الامين وهو أمر لم تنكره د.فدوى في موضوع آخر
    مع الشكر


  4. #4
    باحثة وأستاذة اللغة الفارسية الصورة الرمزية د. فدوى
    تاريخ التسجيل
    11/03/2007
    العمر
    51
    المشاركات
    491
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    أرجو أن لا يتحول منتدانا الجميل ، للخوض في مسائل لا طائل منها مثل الاثبات و الانكار و غيره... ، انني هنا في الواقع
    لخدمة القارئ و كل ما أقدمه من نصوص سواء كانت لي أو لغيري ، هي نصوص تحاول أن تتوخى الافادة، و أن يستنير بها كل من كان متعطشا لكي ينهل من درر الأدب الفارسي عبر تقديم ترجمات و مقالات متنوعة .

    و شكراااااااااااااا

    د.فدوى الشكري ، أستاذة للغة الفارسية ، مترجمة ، باحثة في مجال الداراسات الشرقية / سفيرة واتا في المغرب.

  5. #5
    باحثة وأستاذة اللغة الفارسية الصورة الرمزية د. فدوى
    تاريخ التسجيل
    11/03/2007
    العمر
    51
    المشاركات
    491
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    خسرو علي أكبر من باريس:

    رحل قي العاصمة الايرانية طهران في 30أكتوبر من 2007 ا لشاعر والدكتور الايراني قيصر أمين بور عن سن يناهز 48 عاما إثر جلطة قلبية أودت بحياته و يعد من بين شعراء الجيل الأول للثورة الاسلامية الايرانية، اذ يحتل أمين بور مركز الصدارة، وقد تميزت قصائده السياسية بتشذيب صارم من الشعاراتية واستبدالها برومانسية نهلت من الشعر الكلاسيكي الفارسي والمدارس الشعرية الحديثة على حد سواء.ذ ويضم منجزه الشعري قصائد كلاسيكية واخرى نيمائية معادلة لقصيدة التفعيلة العربية.
    وقد شهدت قصيدة قيصر امين بور تغيرا مهما في السنوات الأخيرة، اذ صار للهم الذاتي فسحة أكبر مما كانت له في المجاميع الشعرية الاولى، ولم تعد القضايا الاجتماعية المحور الأساس لمادة القصيدة بقدر ما تحولت الى عنصر من عناصر القصيدة، الا أن البساطة في التعبير عن مضامين واهتمامات جوهرية وعميقة بقيت ميزة اساسية وعلامة بارزة في المنجز الشعري لأمين بور، يضاف الى ذلك اهتمامه الكبير بتكوين صور شعرية ذات ارتباط بالمتخيل الجمعي وهو العنصر الذي حقق للشاعر شهرة واسعة واعترافا بموهبة شعرية كبيرة ليس من قبل المؤسسة الثقافية الرسمية وانما من قبل كبار الشعراء والنقاد المحسوبين على التيار المعارض للسلطة في ايران.

    ولد قيصر أمين بور عام 1959 في مدينة دزفول باقليم خوزستان الايراني، انتقل الى طهران لمواصلة تحصيله الدراسي في مجال الطب، وانتقل الى فرع الآداب لاحقا ليحصل على شهادة الدكتوراة على بحثه في الأدب الفارسي، عمل استاذا في جامعة طهران، صدرت له ثمانية كتب، نذكر منها: في زقاق الشمس / تنفس الصبح / مرايا الدهشة / الزهور كلها عباد الشمس / مثل ينبوع، مثل نهر (للأحداث والناشئة) / بتعبير السنونو (للأحداث والناشئة): الطيران بلا أجنحة (نثر)/ التحليق داخل أقواس(نثر).‏

    الشاعر قيصر امين بور ، شاعر معاصر يتميز برهافة الحس وعمق الفكرة وجزالة اللفظ ، ويعد ممن يشار اليهم بالبنان من بين شعراء الفارسية في هذا اليوم ، اذ يطغى على شعره في معظم الاحيان طابع الرمز واللجوء الى لغة الاستعارة بدلا من لغة التصريح ، ربما ان اسلوب المجاز يمنح المرء قابلية اكبر للتحدث بحرية ودون ان يشعر بالحرج ، او لان اللغة الرمزية تقدح القريحة وتشحذ الشاعرية وتفتح امام الشاعر ابوابا تعجز اللغة الواقعية عن فتحها.
    والطابع الاخر الذي يمكن ان نقول بانه يطبع معظم قصائد الشاعر قيصر امين بور ، هو طابع الالم ، حيث نجد شعره يزخر بالألم ويقطر حزنا ويفوح لوعة وليس المه - كما يبدو - من نوع الالم الذي يعاني منه الناس، او يتحدث عنه الاخرون، انه الم من نوع آخر ، قد لايستطيع حتى الشاعر نفسه ان يعبر عنه في بعض الاحيان، بل ويعتبره جزءا منه وممثلا له في احيان اخرى.

    نراه يقدم لنا صورة غير واضحة عن آلامة لكنها مثيرة في ذات الوقت:

    آلامي ليست ثوبا

    كي أخلعها

    ليست قصيدة

    كي أصبها في قالب الكلام

    ليست صرخة

    كي اطلقها من ناي الروح

    آلامي ليست مما يقال

    آلامي كامنة

    آلامي وان كانت ليس مثل آلام اهل الزمان

    الا أنها آلام اهل الزمان

    انه يعتبر آلامه، آلام الاخرين الذين يعيشون في عصره رغم انها ليست مثل آلامهم! اي انه يريد ان يقول لنا ان الاخرين لا يعرفون حتى آلامهم ولا يشعرون بها او انهم يشعرون بالام غير آلالام التي كان لابد لهم ان يشعروا بها ، يريد الافصاح عن حقيقة كونه يدرك الآلام الحقيقية للناس ويعاني من هذه الآلام حتى وان لم يحس بها الناس انفسهم. ان الالم ليس امرا عابرا في حياته، انه جاثم على صدره، وملتصق بعينيه، ومنغمر في اعماق قلبه، لذلك يقول:

    تقلب يد الألم

    دفتري

    وينطق الألم

    شعري الجديد

    اذن فعن اي شيء أتحدث؟!

    فحينما يقلب الألم دفتره الذي ربما يريد به دفتر حياته، وحينما ينطلق شعره من الالم نفسه، اليس من حقه ان يتساءل بحيرة:

    اذن فعن اي شيء اتحدث؟

    من حقه ان يقف مبهوتا وعاجزا عن الحديث ، فالكلام الصادر من الألم لايقوى على وصف الالم، وظلام الغرفة المنبعث من الليل هل بامكانه ان يصف الليل؟!

    الألم في حقيقة الامر شعور ووجدان وضمير.. لذلك ليس بامكان المتألم من هذا النوع ان يعبر عنه بالكلمات نثرا او شعرا ، سيما اذا كان هذا المتألم شاعرا مثل قيصر امين بور ذا روح مرهفة وطبيعة حساسة ومعايشة صادقة للواقع ، لذلك نراه يعتبر الالم اسما ثانيا له بل نفسه:

    الالم ليس كلاما

    الالم، اسمي الاخر

    فكيف ينادي نفسه؟

    اذن فهو ألم متحرك على مسرح الحياة، وحينما يصبح هو الالم، ويصبح الالم هو، فهل بامكانه ان يصف هذا الالم او يشير اليه او يحدد ملامحه؟ ونراه في بعض الاحيان يحاول بطريقة واخرى تجسيد بعض هذا الالم الكبير في بعض الصور والمشاهد، وبامكاننا ان نقف من خلالها على جزء من بواعث ذلك الالم:

    منذ مدة وانا أشعر

    وكاني اكثر رمادية من السنتين المنصرمتين

    اشعر بان الوقت متاخر الى حد ما

    لم يعد بامكاني ان اولد وانا ابن العشرين متى شئت

    يبدو ان فرصة دموع الحادثة قد انتهت

    لم يعد بامكاننا ان نفعل مالم يستطع الاخرون فعله

    الوقت طويل للحديث اشعر وكان اسمي اعوج قليلا

    وكذلك اسم اسرتي ، امضائي الجديد

    لم يعد مثل امضاء ايام الصيف ليتني

    اجد ذلك الزقاق ثانية

    ليتني

    اجد ذلك الزقاق ثانية

    ذلك الزقاق الذي فقدت فيه يوما اسمي فجأة

    وضاعت فيه خاطراتي .....

    نستشف من هذه الابيات الرمزية انه يبحث عن ذاته في خضم الالم، ولربما لا يريد بها ذاته بالذات ، بل يريد بها ذات الانسان الذي يعيش في عالم يفرض عليه كل شيء ويحاول ان يصبغه بصبغته منتزعا منه ارادته ومحطما اختياره.
    ومن الطبيعي ان تختفي البسمة من بين الشفاه في ظل هذا الجو الذي ينبعث فيه الالم من كل شيء:

    منذ زمن طويل

    وانا ادخر ابتسامتي النحيفة في القلب ليوم الحاجة

    ولكن لايوجد في صفحات التقويم

    يوم باسم يوم الحاجة

    ذلك اليوم مهما كان

    هو شبيه بالامس

    شبيه بالغد

    يوم مثل هذه الايام

    لكن من يعلم؟

    ربما يكون هذا اليوم، يوم الحاجة ايضا!

    وحينما تختفي الابتسامة او تخزن ليوم الحاجة ـ على حد تعبير الشاعر - لابد وأن تمتزج بالجرح المنبعث منه الالم، بل وتتحول نفسها الى جرح ايضا، وهذا ما عبر عنه الشاعر بالصورة التالية:

    ابتسامتنا تحولت الى جرح

    وجروحنا بلغت العظام

    وقبلاتنا تآكلت

    اخفينا قبلاتنا العظامية

    بين طيات الجرح

    منذ مئات السنين

    ونحن نرقد الجروح الجافة المتصدعة

    في باطن طيات الملح

    والكسبة الرسميون الدوارون

    ابتسامتهم المثلجة

    على موائدهم للفرجة

    اذن فالجروح التي يحملها الشاعر في قلبه ليست جروح اليوم او الامس انها جروح مئات السنين، اي انها جروح البشرية التي ادمت قلوبها الوان الاضطهاد والتفرقة والعنصرية وشتى اشكال الاجحاف واضاعة الحق ، ونظرا لمعايشة الشاعر للالم والذي هو في الواقع تعبير عن معايشة العالم للالم في ظل الاوضاع غير المطلوبة، فقد تحول هذا الالم لديه الى حالة عادية، بل تآلف معه حتى لم يعد يراه غريبا عليه، ولم ير في سلوكه المتالم ما يدعو لتعجب الاخرين ودهشتهم:

    سلوكي طبيعي

    ولكن لا ادري لماذا

    كل من يراني من اصدقائي ومعارفي

    في هذه الايام، يهتف من بعيد:

    يبدو ان لك حالا اخرى لكنني

    مثل باقي ايامي

    ساكت وهادىء

    بعناويني البسيطة

    وبنفس السلوك المعتاد

    اشعر في هذه الايام

    اني ابكم قليلا احيانا

    ورأسي يدور بي قليلا احيانا

    اشعر اني احب هذه الايام اكثر

    قليلا من الايام السابقة

    لا اخفي عليك

    اني اغني مع الاحجار احيانا

    واعرف قدر هذه اللحظات جيدا

    منذ الليلة الماضية ارى لاول مرة

    ان اسمي الصغير ليس كبيرا ولا مهيبا كثيرا

    في هذه الايام

    لم اعد اعرف شعيرات رأسي البيضاء

    قد احتفل على مدى يوم كامل احيانا

    تكريما للحظات صغيرة

    اموت في اليوم الواحد مائة مرة...


    وفي غمرة هذا الالم الذي لم تخبو في نفسه جذوة الامل، ولم ينطفىء مصباح التطلع الى ذلك اليوم الذي يخرج فيه من يجتث جذور هذه الالام من صدره، ويزرع بدلا منها البسمة الرائعة التي انتزعت من الشفاه منذ مئات السنين:

    هذه الايام حينما تمر، اشعر

    كل يوم ان شخصا في الهواء يصرخ

    اشعر ان احدا يناديني

    من عمق الطرق الضبابية

    نغمة صوته المعروفة

    مثل عبور النور

    مثل صوت مجيء النهار

    ذلك اليوم الذي لابد منه، حينما يأتي

    سيمتلك العابرون المحدودون

    لحظة يرفعوا رؤوسهم

    ويشاهدوا الشمس في السماء

    ذلك اليوم سيتوقف هذا القطار القديم

    لحظة واحدة في السرير الموازي للتكرار

    كي تشاهد العيون المتعبة الناعسة

    خلف النافذة

    صورة السحب في الاطار

    وصورة الغابة المقلوبة في الماء

    في ذلك اليوم

    يبدأ تحليق الايدي الحميمة

    بحثا عن الحبيب

    سيكون يوم تحليق جديد

    يوم فتح جميع الرسائل

    اليوم الذي نوقع فيه على اجنحة الحمام

    بدلا عن الرسائل والختم والطابع

    صناديق البريد في ذلك اليوم:

    اوكار للحمام ........

    د.فدوى الشكري ، أستاذة للغة الفارسية ، مترجمة ، باحثة في مجال الداراسات الشرقية / سفيرة واتا في المغرب.

  6. #6
    عـضــو الصورة الرمزية عصري فياض
    تاريخ التسجيل
    15/10/2007
    العمر
    59
    المشاركات
    89
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    سلمت وسلمت يمناك
    وبارك الله بإيران واهلها


  7. #7
    باحثة وأستاذة اللغة الفارسية الصورة الرمزية د. فدوى
    تاريخ التسجيل
    11/03/2007
    العمر
    51
    المشاركات
    491
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    شكرا للأخ الكريم عصري فياض ،بارك الله فيك .

    مع احترامي و تقديري

    د.فدوى الشكري ، أستاذة للغة الفارسية ، مترجمة ، باحثة في مجال الداراسات الشرقية / سفيرة واتا في المغرب.

  8. #8
    أستاذ بارز الصورة الرمزية نصر بدوان
    تاريخ التسجيل
    26/10/2006
    المشاركات
    483
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    شكرا لك د. فدوى, فقد طوفت بنا تطوافا ذا فائدة , وكان مسك الختام نبذة عن الشاعر الدكتور قيصر أمين بور,

    الذي أحسسنا ولمسنا من خلال ما طرح من نماذج شعره, أن له هذا التميز والخصوصية, التي تليق بالشعراء

    الجميلين الذين يرحلون عنا مبكرين. لأننا نجد في شعرهم مسحة الحزن الملفوفة في طيات وجدانهم لا تسطع ولكنها

    لكنا نحسها بوضوح. إنه الألم الذي يتلبس من ينتظر فرحا ما لمدة طويلة ولكن هذا الفرح لا يجيء,

    هو الحزن المعتق إذن.

    لك التحية مرة أخرى

    [poem=font="Simplified Arabic,6,deeppink,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="../backgrounds/4.gif" border="groove,4,teal" type=3 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    وجعلت لي قلبا قد من رحمة =ومن قد من رحمة كيف يقسو؟[/poem]

  9. #9
    أديب الصورة الرمزية ابراهيم خليل ابراهيم
    تاريخ التسجيل
    16/03/2007
    المشاركات
    1,653
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    أختى الدكتورة فدوى
    لقد أستفدت كثيرا من مشاركتك هذه
    لك تحياتى وتقديرى


  10. #10
    باحثة وأستاذة اللغة الفارسية الصورة الرمزية د. فدوى
    تاريخ التسجيل
    11/03/2007
    العمر
    51
    المشاركات
    491
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    الأساتذة الكرام
    نصر بدوان
    إبراهيم خليل إبراهيم

    شكرا لكم على مروركم البهي و قرائتكم المتأملة ، أتمنى ان نستفيد دوما مما تطرحونه من آراء قيمة و أرجو من الله دائما أن نكون عند حسن ظن الجميع . في الحقيقة لولا ضيق الوقت و كثرة المشاغل لكان هذا المنتدى يشهد حركية كبيرة عبر نشرالعديد من المواضيع المتميزة و المواكبة للمستجدات في مجال الأدب المعاصر الفارسي.
    أتمنى ان يقوم الإخوة الكرام ممن هم متخصصين في الأدب الفارسي و من لهم اطلاع لا بأس به بنشر
    مواضيع بين الفينة و الاخرى لإفادة القارئ المختص و غير المختص.

    احترامي ، تقديري و مودتي

    د.فدوى الشكري ، أستاذة للغة الفارسية ، مترجمة ، باحثة في مجال الداراسات الشرقية / سفيرة واتا في المغرب.

  11. #11
    باحثة وأستاذة اللغة الفارسية الصورة الرمزية د. فدوى
    تاريخ التسجيل
    11/03/2007
    العمر
    51
    المشاركات
    491
    معدل تقييم المستوى
    18

    Arrow

    الكاتبة والشاعرة الإيرانية د. طاهره صفار زاده في ذمة الله


    توفيت الشاعرة الايرانية ومترجمة القرآن طاهرة صفار زادة في احد مستشفيات طهران عن عمر يناهز 72 عاما. وكانت الشاعرة والمترجمة صفار زادة قد اجريت لها عملية جراحية في الدماغ قبل نحو شهر، وكانت في حالة اغماء منذ عشرة ايام.ولدت الشاعرة والكاتبة والباحثة والمترجمة صفار زاده في مدينة سيرجان بمحافظة كرمان، جنوب شرق ايران، وحصلت على شهادة الليسانس في اللغة والادب الانجليزي، وتابعت دراستها العليا خارج البلاد. وفي عام 1992 اختارتها وزارة العلوم استاذة نموذجية، وفي عام 2001 نالت لقب خادم القرآن بعد ان نشرت ترجمة القرآن الكريم الى اللغة الانجليزية.كما انتخب منظمة اتحاد كتاب آسيا وافريقيا في مارس/آذار 2006 في اليوم العالمي للمرأة طاهرة صفار زادة كشاعرة مناضلة ومفكرة مسلمة من النخب.

    د.فدوى الشكري ، أستاذة للغة الفارسية ، مترجمة ، باحثة في مجال الداراسات الشرقية / سفيرة واتا في المغرب.

  12. #12
    عـضــو الصورة الرمزية عصري فياض
    تاريخ التسجيل
    15/10/2007
    العمر
    59
    المشاركات
    89
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: الشعر المعاصر الفارسي

    تغمدها الله برحمته واسكنها فسيح جناتة
    انا لله وانا اليه راجعون


  13. #13
    عـضــو الصورة الرمزية عصري فياض
    تاريخ التسجيل
    15/10/2007
    العمر
    59
    المشاركات
    89
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: الشعر المعاصر الفارسي

    الاخت الكريمة الدكتورة فدوى هل من رابط نستطيع ان نحصل على معلومات اضافية عن المرحومة طاهرة الصفار


  14. #14
    باحثة وأستاذة اللغة الفارسية الصورة الرمزية د. فدوى
    تاريخ التسجيل
    11/03/2007
    العمر
    51
    المشاركات
    491
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: الشعر المعاصر الفارسي

    الأخ الكريم عصري فياض

    يمكن البحث عن معلومات إضافية عن طريق محرك البحث غوغل عبر كتابة اسم الشاعرة باللغة العربية.

    احترامي، تقديري

    د.فدوى الشكري ، أستاذة للغة الفارسية ، مترجمة ، باحثة في مجال الداراسات الشرقية / سفيرة واتا في المغرب.

  15. #15
    عـضــو الصورة الرمزية د.رأفت رشوان
    تاريخ التسجيل
    11/10/2008
    العمر
    46
    المشاركات
    25
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: الشعر المعاصر الفارسي

    السلام عليكم ورحمة الله.. الدكتورة الفاضلة / فدوى الشكرى
    أشكر لكم تلك الاطلالة الطيبة على الشعرالحديث والمعاصر وبداياته ورواده وخصائصه , وأتمنى منكم المزيد حول هؤلاء الشعراء ودورهم الكبير فى تغيير حركة الشعر فى ايران , وهل حقا , كان لشعرهم دورا فى التعبير عن واقع المجتمع الذى يعيشونه, وكان لهم أثرا فى تغيير ذلك الواقع؟ ولا أريد بمداخلتى هذه الأثقال عليكم بالأجابة على أسئلتى بسرد المقالات ولكن يكفينى من علمكم الواسع ذكر المواقع على الشبكة الدولية أومصادر أخرى للتعرف على هؤلاء الشعراء ودورهم التاريخى فى ايران, خاصة وأنى أحتاج لهذا الأمر كثيرا فى تلك الفترة .
    مع شكرى وتقديرى لمجهوداتكم الطيبة فى الرقى بالمنتدى من خلال الدراسات الجادة.


  16. #16
    باحثة وأستاذة اللغة الفارسية الصورة الرمزية د. فدوى
    تاريخ التسجيل
    11/03/2007
    العمر
    51
    المشاركات
    491
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: الشعر المعاصر الفارسي

    الأخ الكريم : د. رأفت رشوان

    شكرا لك على مرورك الطيب ، بالفعل لقد أثرت قضايا مهمة في مجال الشعر الفارسي الحديث و أتمنى أن
    أجد لك منابع أو مصادر مفيدة ، و من المؤسف أن أكثر المصادر هي كتب مؤلفة باللغة الفارسية غير رقمية و لا وجود لها على الانترنيت ، من الممكن أن تستعمل محرك البحث غوغل للاطلاع على مقالات تخص هذا الموضوع و إن كنتم تريدون مراجع باللغة الفارسية سأمدكم بها لاحقا إن شاء الله.

    تقديري و احترامي الخالصين

    د.فدوى الشكري ، أستاذة للغة الفارسية ، مترجمة ، باحثة في مجال الداراسات الشرقية / سفيرة واتا في المغرب.

  17. #17
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    17/02/2009
    العمر
    36
    المشاركات
    25
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: الشعر المعاصر الفارسي

    انها حقا معلومات جد مفيدة خاصة لدارسى الادب الفارسى الحديث والمعاصر وانتهز الفرصة لاطلب منكى استاذتى بعض المعلومات والكتب ان امكن عن اثر ابو القاسم لاهوتى فى حركة التجديد وايضا ظاهرة الشكوى من الزمان عند عشقى
    مع احترامى وتقديرى

    شيماء نبيل المصرية جدا الصعيدية جدا

  18. #18
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    03/03/2009
    المشاركات
    12
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: الشعر المعاصر الفارسي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الله یعطيكي العافية د فدوي
    خيلي شيرين است


  19. #19
    عـضــو الصورة الرمزية عسل فاضل
    تاريخ التسجيل
    24/03/2009
    المشاركات
    87
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: الشعر المعاصر الفارسي

    سلام علیکم اقدم الیکم شعر من المرحومة صفارزاده وهی اشتهرت بهذا الشعر
    (طفل هذا القرن او العصر) کودک این قرن !

    کودک این قرن هرشب در حصار خانه‌یی تنهاست

    پرنیاز از خواب اما! وحشتش از بستر آینده و فرداست

    بانگ مادرخواهیش، آویزه‌یی در گوش این دنیاست

    گفته‌اند افسانه ها از مهربانیهای مادر، غمگساریهای مادر

    در برگهواره‌ها، شب زنده داریهای مادر

    لیک آن کودک ندارد هیچ باور

    شب چو خواب آید درون دیده‌ی او

    پرسد از خود"باز امشب مادرم کو"

    بانگ آرامی برآید:

    "چشم بر هم نه که امشب مادرت اینجاست"

    پشت یک میز،

    زیر پای دودهای تلخ سربی رنگ

    درمیان شعله‌های خدعه و نیرنگ

    در تلاش و جستجوی بخت!

    چهره‌اش لبریز از زنگار فکر برد

    فکر باخت، فکر پوچ، فکر هیچ!

    کودک تنها دهد آواز:

    مادر!

    خالهای بخت من در دستهای تست

    آری آن دستی که محکم می‌فشارد برگ بازی را

    زود برخیز از میان شعله‌های خدعه و نیرنگ

    سخت می‌ترسم که دست تو و بخت من

    بسوزد بر سر این آتش خون رنگ

    های و هوی این صداها:

    آخرین دست، آخرین برگ، آخرین شانس

    راه می‌بندد بروی ناله‌های کودکانه

    می‌پرد ازخواب

    دیده در بیداری آن چیزی که او در خواب دیده

    شام دیگر چونکه خواب آید درون دیده‌ی او

    پرسد از خود "باز امشب مادرم کو "

    بانگ آرامی درون گوش او آهسته لغزد:

    مادرت اینجاست !...

    در سرای رنگی شب زنده داران

    در هوای گرم و عطرآمیز یک زندان

    قامت آن مادر زیبا بگرد قامت بیگانه‌یی

    پیچان و دستش گردن آویز است

    پای آنها در زمین نرم آهنگی قدم ریز است

    آن اطاق از بانگ نوش‌وخنده‌ی مستانه لبریز است

    می‌زند فریاد :

    مادر !

    جای من آنجاست

    آغوشی که مرد ناشناسی سرنهاده

    ناله‌های پرشگفتش گم شود در نعره‌های :

    آخرین دور

    آخرین رقص

    آخرین جام

    تا سپیده دم که خواب از دیده‌ی شبها در آید

    مادر آن کودک تنها

    درون لانه‌ی آغوش ها پر می‌گشاید

    دیده در بیداری آن چیزی که او در خواب دیده

    شام دیگر مادرش در خانــه‌است ، آنجاست

    در اطاق او جدالی با پــدر برپاست

    گفتگویی تلخ و ناهنجار ، دعوایی پر از تکرار

    باز دعوا بر سر پـول است و دعوا بر سر ننـگ‌خیانتهاست

    کودک بیچاره ترسان ، لرز لرزان

    سرکند در زیر بالاپوش پنهان

    پیش خود گوید:

    " خوش آنشب‌ها که در این خانه مادر نیست! "

    از هیاهوی شباهنگام :

    آخرین دست، آخرین رقص، آخرین جام

    آخرین دعوای ننگ و نام

    کی رود در خواب راحت

    کودک این قرن بی‌فرجام؟


    طاهره صفارزاده ـ تابستان


  20. #20
    عـضــو الصورة الرمزية عسل فاضل
    تاريخ التسجيل
    24/03/2009
    المشاركات
    87
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: الشعر المعاصر الفارسي

    سلام علیکم ایها الکرام اقدم لکم قسما من شعر" ای وای مادرم "من المرحوم محمد حسین بهجت تبریزی ،معروف باسم(شهریار) ...ویتحدث عن والدته

    آهسته باز از بغل پله ها گذشت
    در فکر آش و سبزی بیمار خویش بود
    اما گرفته دور و برش هاله یی سیاه
    او مرده است و باز پرستار حال ماست
    در زندگی ما همه جا وول می خورد
    هرکنج خانه صحنه ای از داستان اوست
    در ختم خویش هم به سر کار خویش بود
    بیچاره مادرم

    انصاف می دهم که پدر رادمرد بود
    با آن همه درآمد سرشارش از حلال ،
    روزی که مرد روزی یکسال خود نداشت.
    اما قطار های پر از زاد آخرت
    وز پی هنوز قافله های دعای خیر ،
    این مادر از چنان پدری یادگار بود
    تنها نه مادر من و درماندگان خیل،
    او یک چراغ روشن ایل و قبیله بود
    خاموش شد دریغ.

    او مُرد و در کنار پدر زیر خاک رفت
    اقوامش آمدند پی سرسلامتی،
    یک ختم هم گرفته شد و پُر بدک نبود
    بسیار تسلیت که به ما عرضه داشتند
    لطف شما زیاد!!
    اما ندای قلب به گوشم همیشه گفت :
    این حرفها برای تو مادر نمی شود

    پس این که بود ؟
    دیشب لحاف رد شده بر روی من کشید !!
    لیوان اب از بغل من کنار زد
    در نصفه های شب ،
    یک خواب سهمناک و پریدم به حال تب
    نزدیکی های صبح
    او باز زیر پای من اینجا نشسته بود.
    آهسته با خدا
    راز و نیاز داشت
    نه ، او نمرده است.

    آینده بود و قصه بی مادری من
    ناگاه ضجه ای که به هم زد سکوت مرگ
    من می دویدم از وسط قبرها برون
    او بود و سر به ناله برآورده از مغاک
    خود را به ضعف از پی من باز می کشید
    دیوانه و رمیده ، دویدم به ایستگاه
    خود را به هم فشرده خزیدم میان جمع،
    ترسان ز پشت شیشه در آخرین نگاه
    باز آن سفیدپوش و همان کوشش و تلاش
    چشمان نیمه باز:
    از من جدا مشو!!

    می آمدیم و کله من گیج و منگ بود
    انگار جیوه در دل من آب می کنند
    پیچیده صحنه های زمین و زمان به هم
    خاموش و خوفناک همه می گریختند
    می گشت آسمان که بکوبد به مغز من
    دنیا به پیش چشم گنهکار من سیاه،
    وز هر شکاف و رخنه ماشین غریو باد
    یک ناله ضعیف هم از پی دوان دوان
    می آمد و به مغز من آهسته می خلید:
    تنها شدی پسر !!!

    باز آمدم به خانه چه حالی ! نگفتنی
    دیدم نشسته مثل همیشه کنار حوض
    پیراهن پلید مرا باز شسته بود.
    انگار خنده کرد ولی دل شکسته بود:
    بُردی مرا به خاک سپردی و آمدی ؟
    تنها نمی گذارمت ای بی نوا پسر
    می خواستم به خنده در آیم به اشتباه
    اما خیال بود.
    ای وای مادرم.


+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •