الإعاقة النفسية

بقلم : د. عبدالله الشمراني

هناك من يعتقد أن الإعاقة فقط هي الإعاقة الجسدية ونسي أو تنسى أن هناك إعاقة نفسية هي أكثر سلبية من الإعاقة الجسدية بل كلها سلبية . أما الإعاقة الجسدية فليست عيبا في شخصية الإنسان لأننا لو أمعنا النظر في واقعنا لوجدنا الكثير من المعاقين جسديا هم صناع الحياة ولعلني هنا أذكر بعض الأمثلة لذلك . فمنهم الصحابي عمرو بن الجموح حينما حاول أبناؤه صده عن الجهاد فقال والله لأطأنا بعريجائي الجنة ومنهم سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز علامة الدنيا رحمه الله ومنهم الشيخ أحد ياسين مؤسس حركة حماس التي أحدثت نقلة في تاريخ الجهاد الفلسطيني وهو مشلول شلالا رباعيا والأمثلة أكثر من أن تحصى .
أما المعاق نفسيا فهو يعاني من مرض نفسي فنجده يكذب معتقدا أن الكذب فضيلة ونسي أن المؤمن لا يكذب , ونجده شكاك مرتاب لا يثق بأحد ساء فعله فساءت ظنونه , نجده مغتاب لا يقر له قرار ولا تطمئن له نفس حتى يذكر مثالب الآخرين, سيء الظن ينظر للكل بريبة وتوجس متناسيا أن بعض الظن إثم , نجده متكبرا يريد أن يخفي عيوب نفسه وراء دثار الكبر متغافلا ومتناسيا أن المتكبرين يحشرون يوم القيامة كأمثال الذر يطأُهم الناس , نجده خائنا غادرا معتقدا أن هذا من الدهاء ونسي أن هذه الصفات من شعب النفاق العملي , تجده إن رأى شخصين يتحدثون بسرية يرتاب ويتأبط شرا , وإن سمع صوت امرأة ساء ظنه بها ووصمها بأقبح العبارات , المعاق نفسيا شخص ملأ الحقد والحسد قلبه فهو يتمنى زوال النعمة عن كل ذي نعمة ونسي أن المؤمن طيب السريرة يحب للناس ما يحبه لنفسه , نجد المعاق نفسيا كئيب الحال سيء المنظر لا أحد يحبه وإن تظاهروا له بذلك اتقاء لشره , نجده دائما متذمرا يسب هذا ويشتم هذا ويعتقد أن هذا هو سبب مصائبه وذاك سبب بلواها , دائما ينظر للحياة بمنظار أسود ولا يرى الجزء الفارغ من الكأس , نجده دائما يستفز الآخرين ويحاول زرع الفتنة والفرقة بين الناس وعلى قاعدة فرق تسد قد سدت أبواب الفلاح والنجاح في وجهه فالجزاء من جنس العمل , يرى الناجحين متغطرسين ومتكبرين ويعتقد أنهم سبب نكباته في الحياة ويتمنى زوال النعمة عنهم . هذه بعض من صفات المعاقين نفسيا .
وأنا على يقين أن الكل قد تغيرت نظرتهم للإعاقة وأصبحوا يعلمون أن هناك نوعان من الإعاقة فهناك إعاقة ليست عيبا وهي الإعاقة الجسدية وإنما العيب وكل العيب يكمن في الإعاقة النفسية لأن الشخص هو الذي اكتسب الإعاقة النفسية بنفسه . وأنا على يقين أن الكل سيعلنها مدوية ويقول لا للإعاقة النفسية ونعم للصحة النفسية وحسن الطوية .