♥♥ ألبوم الذكـرياات ♥♥

[سميرة رعبوب]

دروب نمضي بها ، يفوح منها عبق الرياحين ، وتنهمل قطرات الندى برقة ، لتسكن في القلب ترانيم الحنين ..
بين صفحات الزمان ، سطرت أجمل لحظات حياتي على جدران وطني الحبيب " واتا "
أدرك مليئا أن الروح قد تتلاشى ، وقد ترحل الأجساد ، ولكن تبقى الحروف والألفاظ ذكرى خالدة
تصارع موج النسيان ،،

أحبتي الكرام في كل وطن ومصر ..

ما رأيكم أن نتشارك سويا ونخط ألبوم الذكريات بمداد من الروح ..



ربما يحول بيننا الزمان ، وتفرقنا ظروف الحياة ، ولعلنا نرحل إلى عالم سرمدي ننتظر فيه اللقاء
لنترك خلفنا ذكرى جميلة ، وبصمة بهية ، توقد في قلوب الأحبة أجمل حنين ، يفيض منه أصدق دعاء
فقط سجل اسمك وتاريخ التسجيل
وأترك ما تشاء " رسالة لشخص ما – ورود – إهداء – عتاب - شكر – طرفة - خاطرة – أو ما يدور في خلدك "
سوف يكون ألبوما رائعا بتواجدكم ومشاركاتكم
فهو للذكرى فقط ... يرحل الانسان وتبقى الذكريات !!
مودتي ...

الفكرة مكررة مع تهذيب لصياغة

[سميرة رعبوب]

13 / 5

يعتبر يوم ميلادي في كوكبة واتا
حيث سرت الحياة هنا بفيض من عطائكم

توقيع : سميرة رعبوب

[عبدالله بن بريك]

الاخت الغالية سميرة رعبوب :

هي فكرة طيبة تؤرخ لعلاقات منسوجة يخيوط المحبة.

أرجو لاقتراحك الجميل كل التجاح.

دامت لك السعادة ،و دامت لنا أفكارك النيرة.

تحياتي ،،أختي الفاضلة.

[سعيد نويضي]

بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأديبة الفاضلة سميرة رعبوب سلام الله على الأحبة الكرام من أهل واتا العتيدة...

فكرة جميلة فكل كتابة هي ذكريات لمن مر من هنا و ترك حرفا يحمل خيرا ضمن فكرة أوخاطرة أو مقالة أو قصة أو تعليقا يذكره القراء به...

و نعم الذكريات حملتها واتا حبذا لو يتذكروها الأوائل الذين لا زالت في قلوينا ذكراهم تنبض بكل خير...

تحيتي و تقديري لجميل روحك الطيبة و لنبل أخلاقك...

[نايف ذوابه]

صباح الخير أستاذة سميرة سفيرة الخير والجمال في هذا المتصفح الأنيق .. صباح الخير للجميع .. أهلا وسهلا بك في ألبوم الذكريات والذكريات صدى السنين ..
واتا مهد الإبداع الفتان والفكر الرصين والوعي الخلاق .. ولي فيها إخوة أحبهم وأمحضهم صفو الود وأشتاق للقائهم .. فاللقاء في الفضاء الإلكتروني لا يبل الشوق ولا يطفئ ظمأ الحب الذي يسكن جوانحنا لهم.. عبد الوهاب القطب وشرفة القمر .. عبد الوهاب عرفته في شرفة القمر التي غربت عن الشبكة الإلكترونية وبقي القمر .. بقي عبد الوهاب .. وقدر له أن يكون في أقلام لكنه لم يطل بها المقام .. لا أدري لماذا .. ربما صدمته بغياب الشرفة التي كانت دفئا وحنانا وجمالا لعل ذلك ما عجل له بالرحيل .. فشرفة القمر كانت جوا مفعما بالألفة والمحبة وإن شابها أحيانا بعض صخب لا تخلو منه أي منتديات .. وأخيرا وجدته في واتا .. عبد الوهاب كما هو .. جميل رقيق .. دافئ حان .. وأشعر بالأنس بقربه .. وقرب غيره ...من الأحبة والأخوات العزيزات الغالية .. وأدع التفاصيل لحلقة قادمة ..





سأودع هذا المكان بعضا من بعضي .. بعض ذكريات الطفولة الغضة .. حتى تصل إلى خريف العمر الذي يأذن بالأفول .. لا أفلت شموسكم أيها الأحبة وأبقى شمس محبتكم ساطعة في واتا الحبيبة ..

في قرية وادعة جميلة تنام هادئة في حِضن سفحي جبل أنيق، وتمتد سهلاً على الساحل الفلسطيني مدّ النظر تتعانق فيها أشجار الزيتون وبيّارات البرتقال، وتصحو على وقع أقدام الفلاحين مع تسابيح الفجر... وُلدت وترعرعت ودرجت ... في عنبتا، تلك القرية الجميلة الأخّاذة بكل ما فيها من سحر الجمال وأناقة المباني ونظافة الحارات والشوارع والساحات... جميلة بأهلها الفلاحين البسطاء وأبنائها المثقفين المتعلمين؛ فأبناء عنبتا ساهموا في تعليم القرى المحيطة والبعيدة في منطقة طولكرم ونابلس، والناس يعترفون بفضلهم ويذكرون ذلك لهم... وقد لمست ذلك كثيراً أثناء تطوافي و سياحتي في بلاد الاغتراب؛ فكلما التقيت بأخٍ من قرى هاتين المدينتين اللتين تربضان شمالي فلسطين ذكروا لي أسماء المعلمين المرموقين من أبناء عنبتا... الذين علموهم وعرفوا لهم أيادي بيضاء في قراهم.. ويشهدون لهم بكفاءتهم وإخلاصهم ...
وإن أنس فلا أنسى أن عنبتا مسقط رأس الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود الذي استشهد في معركة الشجرة وهو صاحب الأبيات المشهورة:




سأحمل روحي على راحتي وألقي بها في مهاوي الردى
فإما حياةٌ تسرُّ الصــديــــقَ وإما ممات يغيـــظ العــــدا
وما العيشُ إنْ لــمْ أعشْ مهيبَ الجنابِ حرامَ الحمى
ونفسُ الشريف لها غايتان ورودُ المنايا ونيلُ المنـــى
لعمرك هذا مماتُ الرجـالِ فمنْ رام مـوتاً شريفاً فــذا

في شهر نيسان ولدت، وما أدراك ما شهر نيسان في بلادي... شهر الربيع والجمال، حين يشيع الدفء وتبدأ الشمس تسطع بأشعتها الذهبية تعانق الحياة بحرارة الحبيب الذي طال به الغياب واستبد به الشوق، وتبدأ الحياة والنشاط يسريان في العروق ... وتكون الأرض خضرة فوّاحة بأريج أزهار الربيع.. والربيع الفتان يكسو الوهاد والسفوح والسهول الممتدة من بيارات بلادنا، فضلاً عن حدائق البيوت التي لا يخلو بيت منها من بضع شجرات من البرتقال والليمون واللوز والتين وكروم العنب ...

لك الله يا عنبتا!! يا مهد الطفولة الشقيّة والصبا الفتّان...!! كم أحبك وكم أهيم في كل ساعة من ساعات الصبا فيك، ويا لأحلام الطفولة الوردية و وشوشات العصافير تحكي قصص الكفاح في صباحاتك الندية...

يتبع

هل وضع شيء من مذكراتي يخرج الزاوية عن إيقاعها المرسوم لها يا ست سميرة .؟ إن كان ذلك فسأحذف ما أودعت

[كرم زعرور]

فكرةٌ جميلةً ،

ضمنَ فيض ِإبداعِكِ المُتواصل ِ.

ولي عودةٌ إن شاءَ اللهُ .

تحيّاتي

[شذا عمر]

موضوع مميز كعادة شـــــــــــــــمـــــــــــــــس واتــــــــــــــــــــــا

شذا عمر
3/8/2011



All our dreams can come true, if we have the courage to pursue them.

Walt Disney



اهداء الى شـــــــــمــــــــــس واتـــــــــــــــــــــا

[سميرة رعبوب]

الاخت الغالية سميرة رعبوب :

هي فكرة طيبة تؤرخ لعلاقات منسوجة يخيوط المحبة.

أرجو لاقتراحك الجميل كل التجاح.

دامت لك السعادة ،و دامت لنا أفكارك النيرة.

تحياتي ،،أختي الفاضلة.

الأخ الفاضل الأستاذ عبد الله بن بريك
سعيدة بتواجدك هنا .. وكم تكتمل سعادتنا أن تشاركنا
كتابة الذكريات ، فالذكرى الجميلة باقية مهما تلاشت الأرواح بعيدا
ننتظر هطولك الربيعي ... تحياتي أخي الكريم

[سميرة رعبوب]

بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأديبة الفاضلة سميرة رعبوب سلام الله على الأحبة الكرام من أهل واتا العتيدة...

فكرة جميلة فكل كتابة هي ذكريات لمن مر من هنا و ترك حرفا يحمل خيرا ضمن فكرة أوخاطرة أو مقالة أو قصة أو تعليقا يذكره القراء به...

و نعم الذكريات حملتها واتا حبذا لو يتذكروها الأوائل الذين لا زالت في قلوينا ذكراهم تنبض بكل خير...

تحيتي و تقديري لجميل روحك الطيبة و لنبل أخلاقك...

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أهلا بك أستاذنا الأديب / سعيد نويضي
أشرقت صفحات ألبوم ذكرياتنا بإطلالتك البهية
أعلم بأن كل كتابة ذكرى لصاحبها خالدة ، لكن أحببت أن يتكرر ويتجدد جمعنا
في كل زاوية من زوايا صرحنا الشامخ .. لتذوب مسافات البعد وتقوى أواصر القرب
ولننهل من بعضنا البعض زلال العلم والمعرفة في كل جانب وفي كل فن .. فتبقى لنا ذكرى خالدة
فربما أرحل مع المغيب ، فتهتف تلك القلوب التي أحبتني ذات يوم دعاء طيبا لي ..
فما أريد إلا أن نخلد أرق وأنبل مشاعر الإخوة والإحترام ..

وذكرى خالدة أخطها هنا :
يسعدني كثيرا رؤية تواجدك في كل نص أكتبه وأقبل مسرعة لقراءة ردودك وكتاباتك
التي أعتبرها مصدر أساسي أستقي منه وأنهل ، دام قلمك مسددا للخير والحق والجمال
أستاذنا النبيل والله يرعاك ،،،

[سميرة رعبوب]

أستاذنا الأديب نايف

رائعة جدا ذكرياتك ، لها عبير الورد
سأعكف على متابعتها بقلب منصت واعي ..

أتشوق للمزيد من جمال ذكرياتك أستاذنا النبيل ..

[سميرة رعبوب]

فكرةٌ جميلةً ،

ضمنَ فيض ِإبداعِكِ المُتواصل ِ.

ولي عودةٌ إن شاءَ اللهُ .

تحيّاتي

ارتقب عودتك بكل شوق دكتورنا النبيل
فدوما يكون للمكان سطوته وجماله بوجودك
رعاك المولى

[سميرة رعبوب]

موضوع مميز كعادة شـــــــــــــــمـــــــــــــــس واتــــــــــــــــــــــا

شذا عمر
3/8/2011



All our dreams can come true, if we have the courage to pursue them.

Walt Disney



اهداء الى شـــــــــمــــــــــس واتـــــــــــــــــــــا

الحبيبة والغالية شذا
أسعدني كثيرا حضورك وإهداءك الجميل
شكرا لك يا غالية ..
لا عدمنا جمال حضورك
وتميز مشاركاتك .. دمتي بود

[سميرة رعبوب]

رحلتي في عالم الأثير حديثة .. كنت أتصفح باحثة عن مواضيع معينة
فوجدت أقلام ناقدة ..
أتذكر الموضوع إنه موضوع للأستاذ الأديب محمد الهاني ، رفسها برجل من نار
وكان حوله نقد وردود تثري الموضوع ، شدني الأمر كثيرا فقلت : ما رأيك سمورة تسجلي حتى تصقل موهبتك ويهذب قلمك !!

قمت بالتسجيل

وكنت أترقب قبولي كعضوة فيه
طال المقام حتى يئست من قبول تسجيلي في مملكة واتا

ثم تم القبول والحمد الله ،،،

وضعت خاطرة بعنوان : " أنا والذكريات " ، رد الدكتور كرم زعرور ناقدا لما كتبت بأسلوب ذكي ربما البعض يعتبره ساخرا
لكنني اعتبرته أسلوب " اللبيب بالإشارة يفهم " ..

نقده علمني أن أنقح ما أكتب ، كان رده بالنسبة لي رسالة ايجابية ..
كنت سعيدة جدا بذلك ، ونقحت الخاطرة على قدر استطاعتي ، وراسلته من خلال رسائل الزوار
للعودة للخاطرة ونقدها مرة أخرى ..

ولكنه كريم جدا دعمني بكلمات مشجعة ، أوقدت في أعماقي الأمل
لذا لا تتعجبوا مطلقا إن كنت أخصه بالتقدير والود والإحترام
فأنا أعتبره مثل والدي ومعلمي وأستاذي وقدوتي

تحياتي لكم جميعا

توقيع : سميرة رعبوب

[كرم زعرور]

.. في كلِّية ِالطِّبِّ ( القصر العيني ) بجامعة القاهرة ،

كنتُ طالباً في السَّنة الرّابعة ، ويُدرسُنا مساقَ

الأمراض النسائية والولادة ، الأستاذ الدكتور محمود أبو الغار ،

أطالَ اللهُ عمره ، حيثُ اعتدتُ هذه الأيّام أن أسعدَ برؤيتِهِ على شاشة التلفاز

مُعارضاً صلباً ونشيطاً ، معَ أنّي أعتقدُ أنَّهُ في الثِّمانينات .

كانَ الدَّرسُ عن الأعراض ِالأولى للحمل ِ، وهي :

انقطاعُ الدورة الشهرية 1Amenorrhoea

الشعوربالإرهاق صباحا 2Morning Sickness

فقدان الشهية وقلة الأكل
3Loss Off Appetite

كبرُ حجم الثَّديين 4Enlargment Of The Breast

تلوُّنُ الحلمات باللون البني PIGMENTATION Of The Nipple

.. قبلَ أن نُغادر القاعة ، أصرَّ الدكتور أبو الغار ، أن أكتبها

شعراً وفي دقائق ، فكان ما يلي ( قبل أربعين سنة ..)


مِنْ مَبْيَض ِالأمِّ الّذي في جَوْفِهِ = بَيْضٌ تَعَلَّقَ في عُرى العُنقود ِ

فَإذا تَصادَفَ أنْ يُقابِلَ مُخِْصِباً = بَدَأتْ أمورُ الحَمْل بِالتَّأكيد ِ

حَيْثُ انْتهى الإدْماءُ وَازْدادَ الأسى = صُبْحا لِأكل ٍناقِصٍ مَحْدود ِ

وَازْدادَ ثَدْيُ الأمِّ حَجْماً واكْتَسَتْ = حَلَماتُها لَوْناً كَصَبْغَة ِيود ِِ

[نايف ذوابه]

أستاذنا الأديب نايف

رائعة جدا ذكرياتك ، لها عبير الورد
سأعكف على متابعتها بقلب منصت واعي ..

أتشوق للمزيد من جمال ذكرياتك أستاذنا النبيل ..

شكرا لك يا أستاذة سميرة .. أنا أعرف أنها متواضعة ولغتها بسيطة لكن سر جمالها في عفويتها وخروجها غضّة نقيّة نديّة من قلب صاحبها طفلة صغيرة تحبو تتلمس طريقها ولعلها تستدّ بتوجيهات الكبار ونقدهم ..


صباح الخير للجميع

شكرا لك ..

[نايف ذوابه]

.. في كلِّية ِالطِّبِّ ( القصر العيني ) بجامعة القاهرة ،

كنتُ طالباً في السَّنة الرّابعة ، ويُدرسُنا مساقَ

الأمراض النسائية والولادة ، الأستاذ الدكتور محمود أبو الغار ،

أطالَ اللهُ عمره ، حيثُ اعتدتُ هذه الأيّام أن أسعدَ برؤيتِهِ على شاشة التلفاز

مُعارضاً صلباً ونشيطاً ، معَ أنّي أعتقدُ أنَّهُ في الثِّمانينات .

كانَ الدَّرسُ عن الأعراض ِالأولى للحمل ِ، وهي :

انقطاعُ الدورة الشهرية 1Amenorrhoea

الشعوربالإرهاق صباحا 2Morning Sickness

فقدان الشهية وقلة الأكل
3Loss Off Appetite

كبرُ حجم الثَّديين 4Enlargment Of The Breast

تلوُّنُ الحلمات باللون البني PIGMENTATION Of The Nipple

.. قبلَ أن نُغادر القاعة ، أصرَّ الدكتور أبو الغار ، أن أكتبها

شعراً وفي دقائق ، فكان ما يلي ( قبل أربعين سنة ..)


مِنْ مَبْيَض ِالأمِّ الّذي في جَوْفِهِ = بَيْضٌ تَعَلَّقَ في عُرى العُنقود ِ

فَإذا تَصادَفَ أنْ يُقابِلَ مُخِْصِباً = بَدَأتْ أمورُ الحَمْل بِالتَّأكيد ِ

حَيْثُ انْتهى الإدْماءُ وَازْدادَ الأسى = صُبْحا لِأكل ٍناقِصٍ مَحْدود ِ

وَازْدادَ ثَدْيُ الأمِّ حَجْماً واكْتَسَتْ = حَلَماتُها لَوْناً كَصَبْغَة ِيود ِِ

صباح الخير د. كرم .. شجّعتني يا غالي شجّعتني .. كلامك حلو مثلك يا حلو.. معناها اتفقنا .. سنبوح هنا أو ننوح على أيام قد خلت

وبعض البوح والنوح يشفي النفس ويطهرها من حمأة الأسى ..

صباح الخير .. صباح الجمال الذي يتألق على هذا المتصفح الذي أسعدتنا به الأستاذة سميرة

صباح الخير للجميع

[نايف ذوابه]

لعل أقدم ما أذكر من ذكريات الطفولة الغضّة تلك الحادثة التي كان فيها الطفل الصغير يقف إلى جوار أمه بينما كانت تنتظر الحافلة لتذهب إلى مدينة طولكرم إلى الطبابة(المركز الصحي)... وكان الصغير ملازماً لأمه ملازمة الظل... لم تستطع الأم أن تنفك من صغيرها المتعلق بها إلاّ أن تدفعه بشق الأنفس على الرغم مما يكلفها ذلك، فإنها حين دفعته كأنما دفعت بقلبها أو فلذة من كبدها، ولكن للضرورة أحكام!! وبينما هي استقلت الباص وتركته على الرصيف على أمل أن يقتنع بالعودة راضياً إلى بيته القريب من الشارع، أو يصادفه أحد أقربائه من البيوت المجاورة القريبة من الشارع العام فيأخذه راغماً... إذا الصغير العنيد يصر على اللحاق بقلب أمه، وظل يعدو خلف الحافلة ويستمر بالعدو ظناً منه أنه سيدركها، ويصطحبها في رحلة العمر ويركب الحافلة...!! ويعدو الطفل الذي لم يكن ليظهر من على الأرض؛ فقد كان ضئيل الحجم خفيف الحركة، والغريب أنه لم يلفت نظر أحد من المارة وهو يعدو، حتى قطع مسافة طويلة لا تقل عن كيلو متر ونصف أو أكثر، فيصادفه شيخ مسن، ويصطحبه إلى حقله في المنطقة المعروفة بالمنطار بين عنبتا وقرية بلعا، وهي منطقة عالية مشرفة على الساحل الفلسطيني يكاد الواقف على قمته أن يرى منها الساحل ومدنه التي تبعد نحو ثلاثين كيلو متراً عن المكان، وكانت تقيم في المنطار حامية للجيش الأردني ليشرف منها على مواقع العدو قبل عام 1967 ... وقد مشى الطفل مسافة طويلة حتى أشفق الشيخ عليه من شدة الإعياء، ولكن لا حيلة، وقد انعدمت الوسيلة، وسار برفقة الشيخ ماشيين، ومكث معه حتى انتصف النهار في حقله...
الطفل الذي أجهده المشي أسلم عينيه للنوم تحت ظل شجرة، وظل ينتظر حتى انتهى الرجل من بعض شؤونه في العزق والنكش معتمداً على فأسه التي يحتفظ بها في كرمه.. ويعود الطفل بعيد الظهر بصحبة الشيخ، وكعادة الفلاحين لا يفتقدون أبناءهم إلا حين يحل موعد طعام أو يحل الظلام؛ لذلك لم يكن في الأمر مشكلة إلاّ حين عرف الأهل حقيقة ما حصل...!!
هذه القصة تذكرتها وهي حية في ذاكرتي، ولعلها أقدم ما أتذكره من طفولتي اللافتة، وكان عمري نحو خمس سنوات أو أقل قليلاً، وما أن دخل الطفل المدرسة حتى كان لافتاً للأنظار أكثر؛ فقد كان تلميذاً نجيباً، وكان موضع افتخار والديه واعتزازهما، ولكن اعتزاز الوالدة بطفلها كان أكثر، أما الوالد فقد شغله السعي في طلب الرزق وتأمين لقمة العيش التي كانت عزيزة وصعبة في تلك الأيام شغله عن توفير الإرواء العاطفي والرعاية الوجدانية لصغيره... فمنحته الأم من حنانها و اهتمامها ما حقق الإشباع، ولم تكن -حفظها الله- تقبل أن تمضي مناسبة استلام شهادته دون أن تشتري الشوكلاته لتحلى المعلمين بمناسبة تفوّق صغيرها أملها وموضع افتخارها بين الجارات...!!

أيام على البال وذكريات على بساطتها لكنها تحرك في النفس الأشجان وتقلّب عليها المواجع، وتهيج بعض الفرح والقلق على مستقبل أبنائنا الذين نخشى عليهم أن يخرجوا من البيت لقضاء حاجة من حوائجه فإذا تأخر أحدهم قليلاً حسبنا أن الدنيا قد قامت ولم تقعد بغيابهم لضعف إرادتهم وضعف خبرتهم في الحياة، و لافتقادهم حسن التصرف إذا ما ألم بهم شيء أو فاجأهم طارئ ...

[كرم زعرور]

صباح الخير د. كرم .. شجّعتني يا غالي شجّعتني .. كلامك حلو مثلك يا حلو.. معناها اتفقنا .. سنبوح هنا أو ننوح على أيام قد خلت

وبعض البوح والنوح يشفي النفس ويطهرها من حمأة الأسى ..

صباح الخير .. صباح الجمال الذي يتألق على هذا المتصفح الذي أسعدتنا به الأستاذة سميرة

صباح الخير للجميع

صباحُكَ جميلٌ وطيِّبٌ ، جمالَ روحِكَ ، وطيبَةَ منبَتِكَ .

أخي العزيز نايف

لماذا ننوحُ ، نحنُ فقط نبوحُ ،

إن كنّا سننوحُ ، فعلى مانَحنُ فيه ِاليومَ ،

أمّا ما نبوحُ بِهِ فقد رأينا فيه ِبعضا من كرامة ِ،

هدرتها فئرانُ اليومِ !

.. لماذا جعلتني أنوحُ ؟؟

[سميرة رعبوب]

الطفولة بريئة وخلابة ..
كنت في طفولتي أعشق تربية الحيوانات والطيور
أكثر الحيوانات التي أعشقها الخيل ..
وأكثر الطيور التي أحبها الحمام ..

في يوم ما ..
ذهبنا لمزرعة أحد الأقارب وطلبتُ أن أمتطي الخيل
كنت حينها أبلغ 12 من عمري

كان فرسا أصيلا سريع العدو .. شعرت بالخوف حينها
والمتعة في نفس الوقت ..

انطلقت كفارسة فوق جوادها ..
أحببت تلك التجربة وكم رغبت بأن أكررها ..
رغم اعتراضات من حولي وخاصة أمي - حفظها الله -
إلى هذه اللحظة أعشق الخيول وأعشق الحمام
رغم توقفي عن الاهتمام بها وتربيتها ...

فالمدنية وحياة التحضر تمنع المرء مما يحبه ويعشقه ..
فأحيانا يفرض علينا الواقع الذي نعيشه التخلي عما نحب

[نايف ذوابه]

صباحُكَ جميلٌ وطيِّبٌ ، جمالَ روحِكَ ، وطيبَةَ منبَتِكَ .

أخي العزيز نايف

لماذا ننوحُ ، نحنُ فقط نبوحُ ،

إن كنّا سننوحُ ، فعلى مانَحنُ فيه ِاليومَ ،

أمّا ما نبوحُ بِهِ فقد رأينا فيه ِبعضا من كرامة ِ،

هدرتها فئرانُ اليومِ !

.. لماذا جعلتني أنوحُ ؟؟

أهلا بك يا حبيبي .. والله يا حبيبي ننوح فعلا على هذا الزمان الشديد الذي ذقنا فيه على يد بني جلدتنا ما لم نذقه على يد ألد أعدائنا

ننوح على هذا الزمان الصعب الذي نرى فيه ما نرى من استئساد الأرذال على خيرة الرجال ولما نرى من صمت مشين على ما ينال أحباءنا في شامنا عرين الرجال .. قلت يوما لإحداهن اعترضت على تغطيتي لما يجري في شامنا هناك: وجداني يحترق ..ماذا تريدين مني ..؟هل تريدين مني أن أصمت على ما ترى عيني .. وتسمع أذني مما يفقد الصواب ويجعل الحليم حيران .. هل تريدين أن أجاملك وأمجّد العيش المشترك معكم وأنتم تذبحون أهلي وأحبائي وتستبيحون عرضي .. وغربت شمسها عن ذلك المكان .. ولم تعد إلا بعد أن تركت ذلك المكان لتسرح وتمرح بغيابي .. بعد أن غيّب شأن الشام من ذلك المكان .. وأسدل الستار على فظاعة الجريمة ولتنطلق فئران تتحدث بما يتحدث به تليفزيون دنيا ..

الله حسبي ونعم الوكيل