هديتي إلى الأحبة في "تجمع شعراء بلا حدود"، بعد انقطاع

صباح العشق يا جفرا

صباح الأَخْضَرِ المَغْسُولِ بالأَنْوارِ يا جَفْرا
صَباحُ الطَّلِّ...
يَنْدِفُ آهَةَ الكَوْثَرْ
صَباحُ العِشْقِ...
مِنْ أَيْقُونَةِ الأَحْلامِ قد أَزْهَرْ

صَباحُ السُّنْدُسِ المُزْدانِ بالياقُوتِ والمَرْمَرْ
يَفُكُّ ضَفائِرَ الأَنْغامِ
يَمْزِجُها بِضَوْءِ البِشْرِ
يَنْشُرُ صَوْتَها المَسْكُون بالعَنْبَرْ

صَباحُ الطَّيْرِ...
تَأْسِرُهُ عُيُونُ الزَّهْرِ
وهو يَرِفُّ فَوْقَ الحَقْلِ والبَيْدَرْ

صباحُ شَقائِقِ النُّعْمانِ
وهي تُوَشْوِشُ الحَنُّونَ...عن جامٍ لها أَحْمَرْ

صَباحُ الطِّفْلِ يَنْسِجُ مَجْدَ ماضِيهِ
ويَنْقُشُهُ بِمُقْلاعٍ...وقد كَبَّرْ

صَباحُ الوَعْدِ يا جَفْرا
صَباحُ اليانِعِ الأَخْضَرْ
صَباحُ الشَّوْقِ
حِنَّاءُ القُلُوبِ
ونَدَّها الفَوَّاح
راح الشِّيحِ والشَّوْمَرْ
صَباحُ الزَّيْتِ والزَّعْتَرْ
***
صَباحُ العهْدِ يا جَفْرا
صَباحاً عَطَّرَ العُمْرا
صَباحُ البِدْءِ...
في لَيْلِ الأَسَى السَّاجي
يُضِيءُ القلبَ...
والشِّعْرا

يُفَجِّرُ في بَوادي الرُّوحِ
لَحْناً أَنْطَقَ الزَّهْرا

وطارَ على بِساطِ الرُّوحِ
يَرْسُمُ لَيْلَنا فَجْرا

دَلالُ تُعانِقُ الآمالَ
تَمْلَأُ دَرْبَنا عِطْرا

وَنَبْعُ المِسْكِ...
من قَلْبِ الشّقِيفِ على جِبالِ العُمْرِ...
يُشْرِقُ فَيْضُهُ نَهْرا

يَصُبُّ النُّورَ في بحر انْتِفاضَتِنا
وَيَشْعِلُ مَوْجَنا كِبْرا

صَباحُ الظَّفْرِ...
يَعْبِقُ من رُؤَى الأَسْرَى
نِداءً أَزْهَرَ الجَمْرا

يَلُمُّ الشَّمْلَ...
نَبْضَ الوِحْدَةِ الكُبْرَى

لِنَعْزِفَها مَواوِيلاً
لِنَنْشُرَها أَكاليلاً
لِنُحْيِي دَبْكَةَ العُشَّاقِ...
ليلةَ زَفَّةِ الشُّهَداءِ...
يا جَفْرا

نَبُثُّ شَذا انْطِلاقَتِنا
ونَقْطُفُ مِنْ عَراجِينِ الفِدَى نَصْرا
***
الدمام: 1/1/1993م