سورة الكهف وبوح الجمعة ..دعوة لتلاوتها كل جمعة

[نايف ذوابه]

جمعة مباركة على الجميع ..
إلهي وأذقنا في جمعتنا هذه بردعفوك وحلاوة حبك

وافتح مسامع قلوبنا لذكرك وخشيتك، واغفر لنا بكرمك يا أكرم الأكرمين ..

المحدِّث الناسك




إن الإنسان قد يعصي ربه في غفلة لكن قلبه ما زال فيه تعظيم لله وتوقير له فيوقظ الله فيه الوازع ويوفقه للهداية .. إنها قصة أبلغ من بليغة وتشبهها قصة بشر الحافي ..
المحدِّث الناسك

د. محمد مطر الكعبي


الفضيل بن عياض المحدِّث الناسك، أوصله العلم بعد الغواية إلى كشف الحقائق والنظر إليها بما تستحق، فحاسب نفسه على الصغير والكبير وختم لسانه عن كل قول خطير وزهد في الدنيا حتى غدا ليس له نظير، لقد كان في نشأته شاباً عابثاً، يقطع الطريق وعشق فتاة فأثرت في قلبه وفكره، وفي ليلة من الليالي تسلل إليها فارتقى الجدار طمعاً في الوصال، فلما بلغ من الجدار أعلاه سمع قارئاً يقرأ قول الله تعالى: (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق)، فلما سمع تحركت نوازع الإيمان في قلبه فقال: بلى يا رب، قد آن، فرجع فآواه الليل إلى خربة فإذا فيها مسافرون فسمع بعضهم يقولون: نرتحل،

وبعضهم يقولون: حتى نصبح، فإن فضيلاً على الطريق يقطع علينا! قال ففكرت في أمري وقلت أنا أسعى بالليل في المعاصي، وقوم من المسلمين ها هنا يخافونني وما أرى الله ساقني إلا لأرتدع، اللهم إني قد تبت إليك، وجعلت توبتي مجاورة بيتك الحرام.

فأقبل على العلم والعبادة، وأخلص لله في ذلك وصدق ربه فأجرى الحكمة على لسانه قال بعض تلامذته: ما رأيت أحداً كان الله في صدره أعظم من الفضيل كان إذا ذكر أو ذكر عنده، أو سمع القرآن ظهر به من الخوف والحزن وفاضت عيناه وبكى، حتى يرحمه من يحضره وكان دائم الحزن شديد الفكرة، ما رأيت رجلا يريد الله بعلمه وعمله وأخذه وعطائه، وبغضه وحبه وخصاله كلها غيره، لقد كان من المؤسسين للعلم القائم على الكتاب والسنة والعلم الصحيح فصار قدوة في العلم والعمل.


نقل الناس عنه في ذلك أموراً كثيرة بقيت مثالاً يحتذى واعتزَّ له أخيار العلماء، وكبار الصلحاء فكان سفيان بن عيينة إمام الحرم في الفقه والحديث يقبل يده عرفانا بمكانته واستقامته وكان بينه وبين عبد الله بن المبارك الإمام الكبير صلة حسنة بل كان عبد الله بن المبارك يرسل له الهدايا وما يعيش به، وكان ابن المبارك يقول: إذا نظرت إلى الفضيل بن عياض جدّد لي الحزن، ومقتُّ نفسي ثم يبكي وقد فاضل بينه وبين أقرانه الكبار في عصره فقال: رأيت أعبد الناس عبد العزيز بن أبي رواد، وأورع الناس الفضيل بن عياض، وأعلم الناس سفيان الثوري، وأفقه الناس أبا حنيفة ويقول: ما بقي على ظهر الأرض أفضل عندي من الفضيل بن عياض. .



ما أجمل هذا الكلام حين يشهد به الناس لعبد من عباد الله ..ما رأيت أحداً كان الله في صدره أعظم من الفضيل كان إذا ذكر أو ذكر عنده، أو سمع القرآن ظهر به من الخوف والحزن وفاضت عيناه وبكى، حتى يرحمه من يحضره وكان دائم الحزن شديد الفكرة، ما رأيت رجلا يريد الله بعلمه وعمله وأخذه وعطائه، وبغضه وحبه وخصاله كلها غيره

وكان ابن المبارك يقول: إذا نظرت إلى الفضيل بن عياض جدّد لي الحزن، ومقتُّ نفسي ثم يبكي وقد فاضل بينه وبين أقرانه الكبار في عصره فقال: رأيت أعبد الناس عبد العزيز بن أبي رواد، وأورع الناس الفضيل بن عياض، وأعلم الناس سفيان الثوري، وأفقه الناس أبا حنيفة ويقول: ما بقي على ظهر الأرض أفضل عندي من الفضيل بن عياض..

نسأل الله عز وجل أن يكلأنا بحفظه وأن يحمينا وأن ييسر سبل الهداية والتوفيق لنا.. ما أكرمه لا يغلق بابه في وجوه عباده وإن كانوا عصاة.. إن الله حليم رفيق غفور رحيم ..

[سوسن صبّاح]

1. الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا
2. قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا
3. مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا
4. وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا
5. مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا
6. فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا
الصبر :
فضيلة الصبر وقد ذكرها المولى عزّ وجل بسورة الكهف وقد جعلها محورا لقصة سيدنا موسى مع الفتى الذي كان مرافق له وقد فقد صفة الصبر في المواقف التي مرّ بها مع سيدنا موسى
1. قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا
2. وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا
3. قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا
4. قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا
5. فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا
6. قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا
7. قَالَ لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا
الصبر مفتاح الدخول للجنة وقد جعل رب العباد هذا المفتاح غير متيسر إلا لمن وطّن نفسه على كبح جماح النفس عن اللحاق بركب شهواته وتبصّر بالأمور ولم يستعجلها
هو السهل الممتنع وقد بيّنت لنا ظلال قصة موسى كيف
أن الصبر كان سبب فراقه عن مرافقة فتى قد فقد صبره على معرفة أمور لم يحط بها علما من قبل وقد اخبره موسى قبل ذلك أن لا يسأله شيئا عنها
إذن الصبر ملح حياة المبتلين وملاذ المؤمنين وما بعده يكون
أمل لكل من توشح به
وتظهر سيماه فوق الوجوه
وتأتلف بطبعه القلوب
وتتسابق إلى قطف خيراته كل نفس تحملته في هجير الشقاء يوم السباق العظيم
دعوة لتجديد عهدك بالصبر في ظلال سورة الكهف كل جمعة
جمعة مباركة للجميع

[نايف ذوابه]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا. إنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلا).

الحمد لله الذي أنزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين، اللهم اجعل القرآن قرة نفوسنا ونور عيوننا



أنسي بالله إذا استوحشت من الناس ولنعم الأنيس
وفي ذكر الله سلوى وفي تدبر آياته زاد في وعثاء السفر الطويل

لا تأس على تجهم الناس لك في مشوار الحياة .. فإنه يلذ لهم أن يأمنوا ويتجنبوا المخاطر ولو كانت تحيط بهم من كل جانب ..

لا تبك على حظوظهم من هذه الدنيا فإنها جيفة وما عند الله خير وأبقى ..فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على بال بشر ..

(ولا تمدن عينيك إلى مامتعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى)



وهنيئا لمن غلب يقينه هواه ولم يبدل عاجلا فانيًا بآجل باق .. يتبلغ من هذه الحياة بما يبلغه الآخرة

جمعة مباركة
..