جماليات الزمن في رواية نوار اللوز
مقاربة سيميائية تطبيقية
الدكتور حسين فيلالي
جامعة بشار
تهدف هذه الدراسة إلى استثمار بعض الآليات المنبثقة عن المنهج السيميائي(عتبات النص،علامات النص...) لدراسة جماليات الزمن في رواية نوار اللوز.إننا نؤمن بأن المنهج الواحد يظل عاجزا عن اكتشاف طاقات النص الجمالية كما يظل الالتزام بالمنهج الواحد وعدم الحياد عن نهجه الصارم مطلب لا يتحقق إلا على مستوى التنظير، لذا لا نستغرب في التطبيق إن وجدنا ما يمت بصلة لمناهج متعددة داخل الدراسة الواحدة.
إن هذا القول لا يبرر الخلط بين المناهج، وإنما يحاول أن ينبه إلى صعوبة الفصل بين المناهج في الدراسات التطبيقية.

سيميائية العنوان:
إن أول ما يشد انتباه القارئ في هذه الرواية عنوانها المركب من مقطعين زمنيين:
1. نوار اللوز.
2. تغريبة صالح بن عامر الزوفري.
هذان المقطعان يشكلان ثنائية ضدية : الزمن المنفتح/الزمن المنغلق .
الزمن المنفتح :
المقطع الأول نوار اللوز:
إن التعبير عن الزمن في هذا المقطع الأول من عنوان الرواية يتم باسم نكرة معرف بالإضافة، زمن ينفتح على دلالات متعددة، زمن لم يتم التعبير عنه بالأدوات الزمنية المتعارف عليها لدى النحاة: "ماض، حاضر، مستقبل" وإنما تم التعبير عنه بإشارات لغوية دالة عليه، إشارات يستنبط منها زمن طبيعي متجدد في كل دورة كونية، يفعل فعله في الطبيعة، يحرر طاقاتها الكامنة، يغيرها من حالة الانكماش إلى حالة الانبعاث فيتفتح نوار اللوز ويثمر.
ويتضح من هذا أن زمن الرواية الذي نقترح تسميته بزمن الانبعاث (الربيع) يتوسط زمنين آخرين من أزمنة الدورة الكونية الطبيعية هما :
1. زمن الانكماش (الشتاء)
2. زمن الأفول (الصيف)

إن هذا الموقع هو الذي أهل زمن الرواية ليحتل مكانة متميزة داخل منظومة الدورة الكونية وجعله يشكل بحق بؤرة الرواية، وذروة الزمن الطبيعي (الربيع) الذي تنتهي إليه أحداثها. هذا الزمن يؤطر فضاء الرواية من بدايتها إلى نهايتها،حيث تبدأ الرواية في الفصل الأول بزمن طبيعي (الشتاء) ومن المتوقع أن تنتهي بزمن طبيعي في الفصل الأخير وهو زمن الربيع حسب ما يوحي به عنوان الرواية (نوار اللوز).
سيميائية اللون:
إن المقطع الزمني(نوار اللوز)الذي أسميناه بزمن الانبعاث نجده يحيل على دلالة لونية تفاؤلية، فنوار أشجار اللوز يتخذ من الألوان، اللون الأبيض الناصع الذي قد يرمز إلى السلم والتفاؤل، والذي يمكن قراءته أيضا في سياق أحداث الرواية قراءة زمنية معينة ذلك أن تفتح نوار اللوز في نهاية الرواية وانقشاع الجليد تعني التبشير بزمن مستقبلي مفتوح على أمل التغيير الإيجابي.
ويمكن أن نستجمع حقلا دلاليا من المقطع الأول لعنوان الرواية (نوار اللوز) نرمز إليه بالحقل الدلالي(أ)،عناصره:لون، زمن ،غذاء.
إن المؤشرات المتولدة من تفكيك المقطع الزمني (نوار اللوز) إلى وحدات دلالية صغرى تغري الباحث بالتأويل وتدفعه لاستشراف زمن مستقبلي.زمن له خصوصيات الفرح، والتفاؤل والانفتاح .
ولا نكاد نرجح أن هذه العناصر الدلالية المذكورة ستفضي بنا إلى زمن منفتح حتى نفاجأ بالزمن يأخذ اتجاها معاكسا( تغريبة صالح بن عامر الزوفري)، وينحو منحى مغايرا لما توقعناه،إذ يميل إلى الانغلاق والانكفاء بل أكثر من ذلك يفضي إلى تغريبة وانغلاق على الذات.
2-الزمن المنغلق:
المقطع الثاني: تغريبة صالح بن عامر الزوفري
إن الزمن الطبيعي المتولد من المقطع الأول لعنوان الرواية (نوار اللوز) أفضى إلى زمن نفسي يتوصل إليه عن طريق إشارتين لغويتين بارزتين:التغريبة والزوفري، هاتان الإشارتان نعتبرهما بمثابة المفاتيح التي نفك بها مغاليق هذا المقطع الثاني من عنوان الرواية (تغريبة صالح بن عامر الزوفري) فالتغريبة تحيل على زمن نفسي لذات جماعية أو فردية منغلقة على ذاتها، ذات لم تقدر على خلق التواصل مع الآخر فانكفأت على ذاتها، وأصبحت في الوقت نفسه باثة ومتلقية.
فالتغريبة حسب رأينا تحيل هنا على زمن نفسي منغلق منكفئ على الذات، زمن يختصر العالم في الذات المغتربة،و يعتبرها مركز الأحداث منها تنطلق وإليها تعود.
هذا الزمن النفسي المنغلق يفضي إلى زمن تاريخي وقعت فيه التغريبة وإلى حيز مكاني احتوى أحداث هذه التغريبة .
إن كلمة (الزوفري) تجعلنا نستبعد تغريبة الذات الجماعية لأنها إشارة صريحة إلى تغريبة وغربة الذات المنفردة، الذات الوحيدة التي لا أنيس لها في وحدتها.
فاتحة الرواية:
إذا كنا قد رأينا عند دراستنا للدلالة الزمنية لعنوان الرواية (نوار اللوز، تغريبة صالح بن عامر الزوفري)أن الزمن قد تم بناؤه وفق ثنائية زمنية ضدية أفضت إلى زمن طبيعي منفتح على الآخر (الطبيعة) وزمن نفسي منغلق على ذاته فإن الكاتب في فاتحة الرواية يعمد إلى المحافظة على عنصر الزمن في بناء الأحداث الروائية معتمدا على ثنائية زمنية ضدية الحاضر/ الماضي/المستقبل.
ثنائية الزمن الحاضر/الماضي:
إن الزمن في فاتحة الرواية ينطلق من الحاضر (قبل قراءة هذه الرواية التي قد تكون لغتها متعبة تنازلوا قليلا واقرؤوا تغريبة بني هلال). هذا الحاضر ما يلبث أن ينقلب إلى الماضي يبحث عن النص الغائب يستحضر بعض أجزائه (تغريبة بني هلال) يبحث عن شرعية لوجوده داخله،بل يحاول أحيانا التماثل معه، يغيب فيه يبحث عن المفتاح السري الذي يمكنه من فك لغز الزمن الحاضر. إن فهم الحاضر في رواية "نوار اللوز" لا يتأتى إلا بالعودة إلى الماضي (تغريبة بني هلال).
هذه الإشارة التراثية تومئ إلى زمن موغل في القدم، زمن تتداخل فيه الأسطورة بالتاريخ. فالرواية على هذا الأساس تقرأ من الماضي، وفي الماضي يجد القارئ خيوط لغز الحاضر ("ستجدون حتما تفسيرا واضحا لجوعكم وبؤسكم )"
إن الحاضر ينكفئ إلى الماضي البعيد (تغريبة بني هلال) يبحث فيه عن تفسير لوجوده، ويستشرف من خلال النص الغائب زمن المستقبل القريب "(ستجدون حتما تفسيرا واضحا..)".
ففي الماضي إذن تكمن حتمية تفسير الحاضر والمستقبل "(فاسترجاع الماضي لا يقابله إلا استشراف المستقبل أو سد ثغرة به في الحاضر)" .
فالماضي يحرك الحاضر، ويمتد فعله إلى المستقبل("ما يزال بيننا وحتى وقتنا هذا الأمير حسن بن سرحان، وذياب الزغبي وأبو زيد الهلالي والجازية")
فإذا كانت الأسماء: الأمير حسن بن سرحان وذياب الزغبي وأبو زيد الهلالي والجازية تخرج الزمن الماضي من اللاتحديد وتحصره في الفترة ما بين منتصف القرنين الرابع والخامس الهجريين "(وهذه الملحمة الهلالية هي التي صورت وقائع العرب القيسية في المدة ما بين منتصف القرنين الرابع والخامس الهجريين إبان الدولة الفاطمية...)" فإننا نصادف في فاتحة الرواية زمنا آخر يصعب تحديده؛ زمن عائم رغم إيغاله في القدم وإن تأثيره في الحاضر يظل مستمرا ("فمنذ أن وجدنا على هذه الأرض وإلى يومنا هذا والسيف لغتنا الوحيدة لحل مشاكلنا المعقدة") . فنحن إذن أمام زمن حاضر محكوم بمنطق زمن ماض غابر، فالزمن لم يتغير جوهره، فمنذ أن وجدنا على هذه الأرض كان السيف وسيلة التعبير الوحيدة عن الرأي .
فالزمن بهذا المنظور لم يؤثر في تطور الفكر البشري بل ظل التفكير بدائيا خارجا عن تأثير عامل الزمن، فالأحداث في الرواية يتبادل التأثير فيها ماضيان:ماض بعيد محدد بفترة زمنية يتوصل إليه من خلال إشارة دالة عليه (تغريبة بني هلال)، وماض غير محدد موغل في القدم يؤرخ لبدايته ببداية الوجود، ولنهايته بزمن خطاب الرواية.
ثنائية الحضور/الغياب:
إن الفصل الأول من الرواية ينفتح على زمن نفسي داخلي يؤثر فيه زمن خارجي (تغريبة بني هلال) هذا الزمن النفسي يؤطر الأحداث ويغيرها من حال إلى حال ("مسكونا بالدهشة وبرائحة الحناء والاحتراق)" .
هذه الإشارات المفاتيح (الدهشة)، (الاحتراق)، (الحناء) تجعلنا ندرك أننا أمام زمن نفسي، فالدهشة التي تتولد من جراء صدمة نفسية ، والاحتراق الذي يعبر عن الاستجابة وقمة الاشتياق إنما يصوران حالة نفسية متأزمة لصالح بن عامر الزوفري، فأدوات الزينة الطبيعية :الحناء، المسواك، العطور الصحراوية التي تشكل ديكور محيط الشخصية المحورية يجعلنا نكتشف وجود شخصية باثة مستترة تخالف البطل في الجنس، وتشكل معه ثنائية ضدية ذكر/أنثى.
ثنائية ذكر/أنثى:
إن ظهور هذه الشخصية (الأنثى) مصدر الحرقة والشوق (الجازية) يوقف الزمن الحاضر، ويفسح المجال أمام زمن آخر مغاير له هو زمن الماضي البعيد (تغريبة بني هلال) المنبثق من الذاكرة المعتمد على التذكر ("إننا هنا أمام مزيج من الذكريات (Les souvenirs) والتذكارات (les mémoires) التي من خلالها نشارك الشخصية المحورية معرفتها بذاتها، لذلك تبدو لنا الرؤية السردية التي يرمي الراوي (الشخصية) من خلالها إرسال القصة المحكية داخليا،فتمحور كل الأحداث حول الشخصية المحورية يجعلنا أمام شخصية مركزية ليس كل خارج عنها إلا صورة داخلية لها)"
هذا الزمن الذي تلعب الذاكرة والتذكارات دورا أساسيا في بنائه لا يعاد إلينا كاملا وإنما يتم استعارة رمز من رموزه الفاعلة في بناء أحداثه (الجازية).
فإذا كانت شخصية الجازية في السيرة الهلالية شخصية نامية قوية تؤثر في تطور أحداث السيرة الهلالية وتشارك في بنائها، فإننا نجد شخصية الجازية في رواية نوار اللوز تظل مسطحة،شخصية باهتة غير مؤثرة في بناء الأحداث،حضورها في الرواية يبقى مجرد مثير جنسي يخلق نوعا من التماثل الاسمي مع الجازية في السيرة الهلالية المعروفة تاريخيا("تسرب في دمه مذاق المسواك الهندي والعطور الصحراوي الذي ينبعث من الجازية كلما تشقق حائط بيته الهرم،قبل أن تعود على أعقابها…في كفها لجام عودها الذي لا يتعب)…"
إن لعب دور الفاعل أو المثير الجنسي لا يقتصر على الجازية في الرواية بل يمتد إلى شخصية "لونجا" و"المسيردية"( حتى المسيردية التي لا تملك إلا طيبوبتها ذبحتني من القلب،ذهبت ورغوة الأمومة ما تزال تملأ ثديها وفمها ولونجا…من حادثة التبن لم أعد أراها أبدا") .
فالزمن يبدأ في الفصل الأول من الرواية نفسيا متوترا "(مسكونا بالدهشة كان)…" زمنا مشحونا بالرغبة، والاشتهاء.هذه الرغبة لما يعجز البطل عن تحقيقها في الواقع يهرب إلى عالم السكر فيتعطل العقل الواعي ويفسح المجال لللاوعي، فيختلط الوهم بالواقع فتأتي الصور من الذاكرة متداخلة مشوشة تجعل الجازية تقف كشارة غير واضحة يلفها الضباب فلا يرى منها صالح بن عامر الزوفري إلا ما يعوضه عما افتقده في المسيردية ولونجا ("ليلة البارحة انتظرتك بحب العاشق المحترق، وحين جئتني في ساعة متأخرة من الليل وكنت متعبا من السكر حاولت لمسك فاحترقت بين أصابعي.).
وهكذا ولما يقترب صالح بن عامر الزوفري من تحقيق رغبته مع الآخر المختلف (لجازية) يصحو من سكره فيحترق الحلم، ويدرك أنه يعيش زمنا يمكن تسميته بزمن التوهم ،تظل رغبته مؤجلة، معلقا تحقيقها بحضور/غياب الجازية الحلم/ التوهم.
إن التوتر النفسي يغيب بحضور الجازية كحلم، ويعود بغيابها، فوقع الحاضر وآلامه الذي يغذيه غياب المسيردية، ولونجا في الواقع يعوضه حضور الجازية المنبعثة من أغوار الذاكرة كمعادل نفسي يضمن لصالح بن عامر الزوفري توازنا نفسيا مؤقتا موهوما تحدد مداه ثنائية غياب /حضور الجازية .
إن ثنائية الحضور/الغياب تتعلق بها ثنائية ضدية أخرى هي ثنائية اللذة/الألم فيشكلان معا العالم النفسي الخاص للبطل ("إن كل شعور يبدع عالمه الخاص وهذا هو مصدر تقلبنا واتخاذنا مواقف متباينة وعدم استقرارنا على رأي)"
فشعور صالح بن عامر الزوفري وإحساسه بالزمن عند انشقاق الحائط وحضور الجازية إلى مجلسه ليس هو نفس الشعور والإحساس بالزمن عند مغادرة الجازية لمجلسه، فمع حضور الجازية، تحضر رائحة البخور الصحراوي ومذاق المسواك، ويقترب الزمن من تحقيق لحظته الأبدية ومع غياب الجازية تحضر السكاكين تهاجم الحواس فيتحول الإحساس باللذة إلى إحساس بالألم.
الزمن الأسطوري :
ثنائية الخفاء والتجلي .
إن رواية "نوار اللوز" وظفت بنيات نصية متنوعة،منها البنية الأسطورية، هذه البنيات وإن كانت تختلف في تيماتها، وبنياتها الحكائية الأصلية، إلا أنها ساهمت مجتمعة في بناء الحدث الروائي الجديد ونوعت في بنياته الزمنية ولونته بتلوينات مختلفة، فأخرجت الزمن في أحيان كثيرة من عالم الواقع إلى عالم الأسطورة أين ينعدم المنطق، حتى لتصبح محاولة القبض على الزمن وتحديده تحديدا دقيقا ضرب من العبث الأسطوري
"( والأسطورة لا تخرج عن أن تكون قصة خيالية قوامها الخوارق والأعاجيب التي لا يقبلها المنطق)"
إن هذه البنيات النصية المنفردة انصهرت في الأخير في بنية حكائية واحدة كونت البنية النصية الكلية للرواية "(لأن نشاط القص حسب تعبير بول ريكور لا يتوقف عند حد السرد البسيط الذي يقوم على إضافة الأحداث بعضها البعض، وإنما يرمي في آخر الأمر إلى تكوين وحدات كلية ذات معنى من تلك الأحداث المنفردة")
إن رواية "نوار اللوز"تعمد إلى توظيف إشارات يفهم منها الزمن الأسطوري دون التصريح به مما يجعل قراءتها تستعصي على القارئ الاستهلاكي الذي لا يدخل في مغامرة مع الدال، فهي تشترط قارئا له إلمام بالتراث العربي وأساطيره. فالوقوف عند الإشارة اللغوية "(عود بوبركات") في الرواية قد لا يعني شيئا عند القارئ العادي، لكنها تعني أشياء كثيرة عند القارئ المحترف، وتفتح النص الروائي على قراءات متعددة. فهي تعني ببساطة التحول من زمن إلى آخر فحضور. "(عود بوبركات") في النص الروائي يعني لدى القارئ المنتج حضور زمن أسطوري،يتوقف معه تأثير الزمن الفيزيائي ليفسح المجال أمام زمن متعال على الزمن الطبيعي. "فعود بوبركات" يظل يخترق الأمكنة ويقهر الأزمنة الطبيعية ليصبح خارج مجال الزمن الطبيعي ومتمردا على القوانين الفيزيائية التي تحكمه، وهو بهذا يخلق زمنا خاصا به لا يخضع للمنطق العقلي، يمكن أن نسميه الزمن العجائبي، زمن يحلق في فضاءات عجائبية تشبه الحلم، ينعدم فيه المنطق ويصبح المستحيل فيها ممكنا (يخرج بقايا الروج المعتقة ويأتي عليها واحدة، واحدة حتى يرى الحائط ينشق لتتسرب منه الجازية مثل الومض بلباسها الفضفاض الأبيض.)
إن الزمن في هذه الفقرة ينبعث من اللاوعي وتحت سلطة المحذر (الخمر) ففي لحظة زمنية عجائبية ينشق حائط "براكة" (صالح بن عامر) كأنما تحركه قوة غير مرئية فتتجلى الجازية بلباسها الفضفاض الأبيض تتحدى هندسة المكان فتدخل دون استئذان (براكة صالح) وينشق الحائط مرة ثانية فتختفي الجازية ("الجازية حين تخرج من الحائط يحلف المرء أنه رآها)"
الزمن التاريخي:
سيرة بني هلال.
إن الزمن التاريخي يتمثل خاصة في الحضور القوي لسيرة بني هلال، ودورها في بناء أزمنة الرواية المختلفة فانتماء البطل "صالح بن عامر" إلى فخد من أفخاذ قبيلة بني هلال (عامر) جعله يرث عنها صفات نفسية وخلقية متمردة "(يروى أيها السادة الطيبون والعهد على سيدي على التوناني أن أولاد عامر كانت مركز المتاعب ومصدر قوة الهلالين)"
ففي الزمن التاريخي (الماضي البعيد) كانت أولاد عامر مصدر قوة ومتاعب قبيلة بني هلال وفي زمن خطاب الرواية صار "صالح بن عامر مصدر قوة ناس "البراريك" القوة التي تقهر غرور (ياسين) وتحد من زمن بطشه وظلمه "(يا لطيف ذئب يخافه جميع الذين عرفوه…) "
إن أحمر العينين الذي يخافه الناس لا يقف في وجه إلا (صالح بن عامر الزوفري) ويوقف زمنه المتسلط على ناس البراريك "(وقبل أن يلتفت أحمر العينين كما يسمونه في البلدة مرة أخرى ويعيد الكرة هذه المرة من الظهر كان صالح قد عالجه بضربة على دماغه… تدحرج في مكانه)… "
الزمن الثوري:
إن الزمن الثوري الجماعي يمكن أن نتوصل إليه من خلال سياق أحدات الرواية "(خرجت العائلة، لقد قضوا الليلة بكاملها في صنع علم. لم يكن العلم جيدا خصوصا النجمة والهلال، ولكنه كان كافيا لإشباع الجفاف الذي كانوا يشعرون به طيلة هذه المدة)"
يفهم من السياق أن هذه إشارة إلى ليلة 8 ماي 1945 عندما وعدت فرنسا الجزائريين بالاستقلال مقابل مشاركتهم إلى جانبها لمحاربة النازية، وما يؤكد ما نذهب إليه هذا المقطع من الرواية الذي جاء قبل المقطع المذكور مباشرة "(كان هو من الدفعة الأولى التي غزت الصحراء المصرية على أمل أن يقيم عرسا ذات ليلة على أحراش بلدتنا المتعبة" )
الزمن الثوري الخاص:
ونقصد به ما يتعلق بتاريخ شخصيات الرواية،فقراءة عبارة "(هذا ملفك من وقت فرنسا )" تجعلنا نقف على زمن تاريخي لشخصية طبيعية تواجه شخصية اعتبارية (فرنسا)، زمن كان يعتبر فيه كل من خرج عن طاعة فرنسا خارجا عن القانون،و يجب ملاحقته وردعه،فكان أن كثر في الخطاب الاستعماري عبارة "(عنصر خطير" élément dangereux")"،هذه العبارة كانت تحمل في عهد الاستعمار دلالة مزدوجة يحدد معناها المتلقي فهي للذم في قاموس المستعمر الفرنسي،وهي للمدح في قاموس المحارب الجزائري المدافع عن وطنه المغتصب.
إن عبارة "(عنصر خطير") ظلت تلاحق صالح بن عامر الزوفري حتى بعد الاستقلال، وظل –حسب الروائي- مفهومها لا يختلف عند البعض عن المفهوم الاستعماري،فصالح بن عامر أيام الاستعمار متهم (عنصر خطير) ويظل هذا الاتهام يلاحقه حتى أيام الاستقلال: اقرأ يا صالح.
 (لا تقرأ، إذن سأتولى أنا القراءة.)
 élément dangereux)
فالزمن الاستعماري يمتد إلى زمن الاستقلال حسب الروائي "(تذكرت الزمن الغائب الذي مازال
يعذبنا") هذه العبارة تجعل العذاب مستمرا لا يتوقف بخروج الاستعمار من الوطن "(حتى اللحظة هذه بتاريخ... نحاكم وفق القوانين التي خلفها عسكر البارح الفرنسيين، صالح متهم في نزاهته وتاريخه)…
إن الشخصية المحورية ظلت تعيش على تأثير الماضي حتى وإن كانت تعيش في الحاضر "(ماذا ربح صالح منهم حتى الآن مازال هو هو فقير معدم. زمن الاستعمار كان يلبس حذاء خشنا ولباسا عتيقا واليوم اللباس نفسه يبس على جلده..")
إن الماضي تماثل مع الحاضر، ظل مستمرا فيه والبطل ظل مشدودا إلى الماضي يحن إلى زمن الاستدمار، يتلذذ به رغم قساوته "( آه يا لزمن الفايت. كم كنت قاسيا وعذبا )"
فقراءة هذه الثنائية قاسيا/وعذبا، قراءة حرفية توهمنا أننا أمام شخصية غير سوية، شخصية تعيش تناقضا وجدانيا وهو ما يسميه علماء النفس "Ambivalence"، وقد توهمنا ثنائية قسوة / عذوبة، أننا أمام شخصية ماسوكية تتلذذ بتعذيب نفسها، والحقيقة أن هذه الشخصية ليست ماسوكية ولا تشكو من تناقض وجداني، وإنما استعذبت الزمن الفايت (زمن الاستعمار) القاسي لأنه كان زمن التحرر من أغلال المستعمر، فكان أن تحولت قسوة الظروف إلى عذوبة في النفس التواقة للتحرر والحرية.
الزمن الاجتماعي :
إن المقطع الزمني (ناس البراريك) يجعلنا نقف على زمن اجتماعي نتعرف على بعض خصوصياته من خلال مؤشر لغوي دال عليه- البراريك – (ومن الأزمنة –بفتح الميم-السردية التي تمت في النص بفضل الاتكاء على السياق أو المؤشر دون العمد إلى تجشم اصطناع أدوات الزمن التقليدية ذكر لأمارات زمنية مجسدة في أعلام ودول وأمارات أخرى...)"
هذه الأكواخ/ البراريك تعبر عن زمن اجتماعي، وعن نظام معين يحدد العلائق الاجتماعية المختلفة لشريحة سكان البراريك، ويظهر نمطا معيشيا يمكن ترتيبه في آخر درجة من درجات السلم الاجتماعي العام( "هؤلاء هم أصحاب البراريك كأنهم في...كل واحد يحاول أن يفرض نفسه على البقية بأدواته الخاصة، العمال، المخدرون الطيبون، المهربون القوادون، القتلة، كل واحد رمته منطقته الجائعة إلى هذا المكان. الغرائب تحكي عن هذه الأشكال البشرية ") فالبراريك تجمع فسيفساء من الأشكال البشرية لا جامع بينهم غير عنصر الفقر والجوع. هذه الأنماط البشرية تعطي مجتمعا متناقضا تناقض تركيبته النفسية والاجتماعية، مهيأ للانفجار في كل لحظة "(هؤلاء هم ناس البراريك تقودهم أحيانا عواطفهم فلا يفكرون لحظة واحدة في العاقبة، يتقاتلون من أجل أتفه الأسباب...)"
إن الزمن الاجتماعي يشتد وقعه على ناس "البراريك" عندما يضاف إليه زمن طبيعي يفعل فعلته فيه ("السماء تلبدت بالغيوم السود التي بدأت تتشكل في صور أفاعي وحيات ضخمة، زخات الأمطار السميكة التي بدأت تتساقط فجأة يسمع صوتها من بعيد وهي تتكسر على أسطح "البراريك" التي خفت مقاومتها في زوايا من الحي، اختبأ الناس في جحورهم وتكهنوا : الدنيا قاسية وهذه علائم الثلج فالوادي سيفيض حتما )"
إن الزمن الطبيعي ينفتح على زمن مستقبلي جماعي منتظر الحدوث مؤجل إلى حين، فكلمة حتما أخرجت الزمن المنتظر من مجال التكهن إلى حتمية الوقوع الفعلي في لحظة مستقبلية ما. هذا الزمن الطبيعي المنتظر، فيضان الوادي، يتولد عنه زمن نفسي جماعي يسير جنبا إلى جنب مع زمن اجتماعي جماعي آخر"(فالوادي الذي يشق البلدة إلى نصفين كل سنة يهدد أهلها ولا يملكون إزاءه غير رفع الأيادي إلى السماء والطلب من الله أن يفرج الكربة ")
إن الوادي يهدد هذه المجموعة البشرية في اقتصادها وفي أرواحها وبذلك يصبح وقع تأثير الزمن المنتظر مزدوجا نفسيا اجتماعيه جماعيا مما يجعلنا نضطر في تحليلنا لهذا الزمن إلى الاستنجاد بما أسماه جاك لينهارت بـ: سوسيولوجيا القراءة "…إن على علم النفس والاجتماع أن يسيرا جنبا إلى جنب من أجل تحليل الظواهر البشرية" .
فالزمن الاجتماعي يتصارع مع الزمن الطبيعي ولما يعجز عن مقاومته والتغلب عليه يتولد عن هذا الصراع زمن ثالث آخر، زمن نفسي متأزم يعيش على قلق وخوف الزمن الآتي ويظل الوادي ("بين اللحظة والأخرى يهدد بالفيضان ويمحو القرية من الوجود، أمواجه بدأت تعلو") . فلا يملك سكان "البراريك" إلا الدعاء، والدعاء استنجاد بالآخر وبالتالي يبقى الزمن المنتظر مفتوحا على المجهول وموقوفا على استجابة الآخر (المستنجد به)
علاقة الزمن بالمكان:
لقد ارتأينا أن ندخل هذا العنصر لاعتقدنا أنه من الصعب( دراسة الزمان بمعزل عن المكان "حيث يستحيل تناول المكان بمعزل عن تضمين الزمان كما يستحيل تناول الزمان في دراسة تنصب على عمل سردي دون أن ينشأ عن ذلك مفهوم المكان في أي مظهر من مظاهره)"
إن علاقة الزمان بالمكان في رواية"نوار اللوز" يمكن أن يتوصل إليها من خلال السياق الذي يمكن الدارس من اكتشاف العلاقة الجدلية بين الزمان والمكان، فقراءة "(ها هي ذي بلعباس بأحيائها الواسعة وشوارعها التي لاتحد، مدينة رحبة الصدر قاومت في زمن ما جيوش الاحتلال..)." تجعلنا نستشف زمنا ثوريا من خلال صمود مدينة بلعباس ومقاومتها للاحتلال الفرنسي ("إننا حين نقرأ اسم مدينة تاريخية كالقاهرة ، فلا ينبغي أن نقرأ هذا الاسم بمعزل عن التاريخي الذي يفضي هو أيضا الى سياق زمني يكون عائما ومحصورا بحسب الظروف والأطوار، فقولنا (القاهرة) (أو مكة) أو (بغداد) أو (تلمسان) أو (فاس) لا يعني إلا خلفيات زمنية طويلة ونابضة بالحيوية والحركية والعنفوان")
إن علاقة المكان بالزمان نجدها في بعض الأحيان في رواية (نوار اللوز) علاقة نفسية تعويضية أو نفعية مادية.
علاقة نفسية تعويضية:
إن المكان (براكة صالح) يتولد عنه زمن نفسي متأزم،تلعب المخدرات مفتاح الانفراج والتأزم في علاقة الزمن بالمكان. هذه العلاقة المتأزمة بين الزمان والمكان تجعل الهروب من المكان الواقعي/الزمن الواقعي إلى زمن ومكان غير واقعيين أمرا محتوما لخلق نوع من التعويض"(عندما تقتحمه الأحزان،ينزوي في براكته ويخرج بقايا"الروج"حتى يرى الحائط ينشق لتتسرب منه الجازية…") .
إن توهم حضور الجازية هنا يعوض غياب (المسيردية) في الواقع.
علاقة نفعية مادية:
مادية نفعية: إن العلاقة بين الزمان والمكان تكون في بعض الأحيان نفعية مادية في رواية"نوار اللوز"ينتج عنها زمن له خصوصيات معينة بيع/شراء، ربح/خسارة يمكن أن نسميه بالزمن الاقتصادي "(هه يا سيدي أبيع هذه الأقمشة المتبقية من سوق مسيردة…هه جيوب سيدي بلعباس ساخية" ) إن العلاقة بين الزمان والمكان أنتجت زمنا مربحا والذي أسميناه بالزمن الاقتصادي.
علاقة حسية:
إذا كانت العلاقة بين المكان (بلعباس) والزمن أنتجت زمنا اقتصاديا مربحا فإن العلاقة بين (فلاج اللفت) والزمن أنتجت زمنا مدنسا "(مر في الدرب الضيق المؤدي إلى فلاج اللفت الصدئ نفذت إلى نفسه روائح الماخور: يا أخي بيننا وبين هذا المكان فترة ليست قصيرة") زمن يغري بالخطيئة "(..اقتربت من صالح وهمست في أذنه بشهوة وإغراء: أنا أسكن هناك".)
علاقة الزمن بالسرد:
جاء في لسان العرب"(السرد في اللغة تقدمة شيء إلى شيء، تأتي به متسقا بعضه في أثر بعض متتابعا، سرد الحديث ونحوه يسرده سردا تابعه وفلان يسرده الحديث سردا إذا كان جيد السياق له")
فالسرد بهذا المعنى لا يختلف كثيرا عن منظور (قريماسإن) الذي يرى(أن المسار السردي هو عبارة عن تتابع وحدات سردية تجمع بينها علاقات مراتبية وتكون وإما بسيطة أو معقدة في تواترها بحيث تتبادل التأثير فيما بينها، هذه الوحدات السردية هي عبارة عن تعاقب جمل نحوية بسيطة")
وعلى هذا الأساس فإن مفهوم السرد على العموم من بين ما يعني تتابع الأحداث،و الأحداث يحكمها تعاقب الجمل النحوية،هذه الأخيرة محكومة بزمن نحوي خطي (ماضي، حاضر، مستقبل).
إن خطية السرد نجدها تتكسر في رواية"نوار اللوز"بتنوع الزمن من نحوي إلى أسطوري إلى تاريخي،هذا التنوع في الزمن هو الذي يغير مجرى السرد ويحول اتجاه مساره من جهة إلى أخرى.
إن علاقة السرد بالزمن تبدأ في الحاضر("تنازلوا قليلا واقرأوا.)."
هذا الحاضر سرعان ما يتوقف ليفسح المجال لماضي ("الجازية،سيرة بني هلال ") ثم ما يلبث هذا الماضي أن يتوارى ليظهر الحاضر من جديد"(بدأت بعض الوجوه تدب في القرية بخجل)"
هذا الحاضر ينقلب إلى الماضي مرة ثانية("أغمضت عيني تراءى لي الشهداء سربا من الحمام ينزف دما")
هذا الماضي"ثورة التحرير"ما يلبث أن يتركه البطل لينقلب إلى الحاضر،حاضر مدينة مسيردة( "دغدغته السهول الواسعة وأشجار اللوز التي بدأ نوارها يخترق نتف الثلج العالقة بالأشجار).
وهكذا فإن تلون الزمن وتغيره هو في الأساس تغيير لبنية و حركة مسار السرد في رواية نوار اللوز.
ما يشبه الخاتمة:
- إن بناء الزمن في رواية "نوار اللوز" يقوم على تقنية حديثة تعمد إلى تكسير التسلسل الزمني "الكرونولوجي" لأحداث الرواية من خلال التركيز على الشخصية المحورية، واستغلال المكان استغلالا فنيا, فلقد ألفينا المكان في هذه الرواية لا ينحصر في كونه مجرد وعاء يحتوي أحداث الرواية، وإنما صار عنصرا مهما من عناصر التجسيد الفني للرواية بحيث ساهم في تنوع أزمنة الرواية.
- إن الزمن يتلون بتلون المكان من طبيعي إلى نفسي، ومن واقعي إلى أسطوري، ومن عجائبي إلى تاريخي.هذه الأزمنة وإن كانت في حقيقة الأمر يعسر على الكاتب الجمع بينها في عمل فني واحد لانتمائها إلى بنيات نصية مختلفة، فإن اصطناع الروائي لتقنية حديثة جعلت هذه البنيات النصية تذوب وتنصهر لتكون في الأخير نصا جديدا متميزا،و إن كان يحمل بعض ملامح النصوص المنصهرة فيه.
هذه التقنية فتحت النص الروائي الجديد على أزمنة متنوعة، وأهلته لأن يصبح مفتوحا على قراءات متعددة.
وعلى هذا الأساس يمكن القول: إن الزمن في "نوار اللوز" يتسم بالتنوع والتعقيد مما يجعل طموح القبض عليه وحصره في نقاط محددة طموحا يظل بعيد التحقيق، لأن البنيات النصية التي تشكل نص الرواية (بنية أسطورية، تاريخية، تراثية...) تعمل على تعويم الزمن وتجعله كالموج يغشى بعضه بعضا حتى ليصبح من الصعب على الدارس أحيانا التفريق بين الأزمنة.

الهوامش:

1- واسيني لعرج،رواية نوار اللوز، دار الحداثة بيروت، ط 1/1998، ص5.
2- واسيني الأعرج- المصدر السابق- ص:233
3عبدالجليل مرتاض، البنية الزمنية في القص الروائي، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 1993، ص4.
4- واسيني لعرج، رواية نوار اللوز، ص5.
5- - عبد الحميد يونس، السيرة الهلالية، مجلة عالم الفكر، أبريل/ماي/جوان1989، ص49.
6- واسيني لعرج- المصدر السابق-ص:5
7- واسيني لعرج، رواية نوار اللوز، ص8.
8 - سعيد يقطين، القراءة والتجربة، الشركة الجديدة، دار الثقافة، الدار البيضاء، ط1/1985. ص149.
9 - واسيني لعرج المصدر السابق ص:8
10- - واسيني لعرج، المصدر السابق، ص12.
11- واسيني لعرج، المصدر السابق ص:8
12- واسيني لعرج، المرجع السابق. ص:12
13- سمير الحاج شاهين،لحظة الأبدية،المؤسسة العربية للدراسات،بيروت،1980،ص45.
14-أحمد أ بوزيد-الأسطورة والواقع في القص الشعبي-الفكر العربي المعاصرم,7 عدد1/1986.
15 - شايف عكاشة- مقدمة في نظرية الأدب- ديوان المطبوعات الجامعية -1990.
16- واسيني لعرج، المصدر السابق- ص:14.
17- المصدر نفسه- نفس الصفحة.
18- لمعرفة المزيد عن أولاد عامر- ينظر مبارك الميلي- تاريخ الجزائر في القديم والحديث المؤسسة الوطنية للكتاب-ج3- ص:194
19- واسيني لعرج،المصدر السابق،ص114.
20- المصدر نفسه- ص:115
21- ،المصدر نفسه: ،ص،109
22 - المصدر نفسه،ص:109
23- المصدر نفسه- ص:85
24- واسيني لعرج،المصدر السابق،ص86
25- نفسه،85
26 - نفسه،ص:174.
27- نفسه،نفس الصفحة.
28- نفسه،ص85.
29- عبد الملك مرتاض- تحليل الخطاب السردي ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 1995-ص233
30- واسيني لعرج، المصدر السابق، ص112
31 - واسيني لعرج، المصدر السابق، ص106
32- نفسه،ص:157
33- نفسه،ص:159
34- جاك لينهارت-سوسيولوجيا القراءة-حوار وترجمة هشام صالح- مجلة الكرمل بتاريخ:27/4/90
35- واسيني لعرج، المصدر السابق، ص:168
36- عبد الملك مرتاض،المرجع السابق،ص:227
37- واسيني لعرج، المصدر السابق، ص60
38-. عبد الملك مرتاض المرجع السابق،ص:228
39- واسيني لعرج، المصدر السابق،14
40-نفسه،ص:61
41- نفسه،ص:62
42- نفسه،ص:71
43-ابن منظور،لسان العرب ، دار صادر- بيروت 1955.
44- غريماس-مدخل إلى نظرية السرد،تر،عبد العزيز بن عرفة، مجلة الحياة الثقافية،عدد 41بتاريخ 1986/ص: 189تونس
45- واسيني لعرج، المصدر السابق، ص:5
46- نفسه، ص8
47- نفسه،91
48- نفسه،85
49- نفسه،85