- ماهو التفكير الزوراني ؟

التفكير الزوراني هو الشك في نوايا الآخرين وعدم الثقة بالآخر بصفة مستمرة
فالتفكير الزوراني قد يكونُ سمةًُ من سمات شخصية طبيعية متلائمة مع المحيط الاجتماعي وناجحة فيه ولكن صاحبها يميل إلى ذلك النوع من التفكير، وما دام الأمر في الحدود المعقولة فإنه لا يصبح مريضا نفسيا بالمعنى المفهوم، وقد تكون سمة التفكير الزوراني متغلغلة وقوية الأثر في الشخصية إلى الحد الذي يجعلها تسبب المشاكل للشخص في كل مناحي حياته، فهو لا يكاد يفسر سلوكا من الآخرين إلا بتلك الطريقة فتكونُ النتيجة معاناته المستمرة ومعاناة المحيطين به أيضًا وهنا يكونُ هذا الشخص مصابا باضطراب الشخصية الزورانية Paranoid Personality Disorder، وهو مريض يحتاج إلى علاج معرفي وربما تحليلي طويل المدة.
وأما الشكل الثالث من أشكال التفكير الزوراني فهو الذي تصل فيه الأمر إلى حدود الوهام Delusion، وهنا قد نجد اضطرابا نفسيا يعود كله إلى فكرة زورانية يعتقدها الشخص ويؤمن بصدقها كما يعتقد أفكاره الدينية أي لا يقبل فيها نقاشا، ويكون متماسك الكيان النفسي طالما ابتعدنا عن تلك الفكرة وهذه الحالة نسميها الاضطراب الوهامي من النوع الزوراني Delusional Disorder, Paranoid Subtype، كما نجد اضطرابا تمثل فيه الفكرة أو الأفكار الزورانية جزءًا من كلٍّ مضطرب كما في حالات الفصام الزوراني Paranoid Schizophrenia.

- ماهي الشخصية الزورانية ؟
هى نمط من الشخصية المولعة بالجدل والدفاع ، مع اتخاذ مواقف عدوانية مفرطة ، وتتسم هذه الشخصية بالحساسية الزائدة ، والاهتمام الشديد والمبالغ فيه بالمعانى والدوفاع الخفية ، وتحميل الأمور والكلام فوق ما يحتمل وفوق ظاهرة ، بالاضافة للاتسام بالتصلب والصرامة والقسوة ، وعادة ما ترتبط تلك الشخصية بقدرة عقلية عالية ، وبذاكرة قادرة على تذكر المعلومات ، بتفاصيلها الدقيقة ، وخاصة توافه الأمور التى حدثت فى الماضى ، ولا تميل الى الصفح والتسامح أبدا مهما مدت اليها الأيدى ، اذ أن الموقف الزوراني يعني شيئين متداخلين أحدهما هو الشعور بالفوقية والعظمة Grandiosityوالآخر هو الشعور بالاضطهاد Persecution من الآخرين أو الخوف من ذلك الاضطهاد، وغالبا ما يكونُ تفسير الاضطهاد الذي يشتكي منه المريض هو محاولة الآخرين الحد من نجاحه أو تميزه أو تفوق ، وبالتالى فلا يميل الشخص الذى يعانى من ذهان الاضطراب الى المهادنه ابدا لأنه يعتبر كل من يختلف معهم أعداء دائمين يجب ألا يتوقف عن حربهم !
كذلك تميل تلك الشخصية الى المحافظة على وجود مسافة فى العلاقات الشخصية المتبادلة ، وهى بالتالى علاقات غير مرضية عادة !

- سمات الشخصية الزورانية .
تتميز هذه الشخصية بالشك وعدم الثقة بالآخرين بصفة مستمرة وعادة ما يكون عدواني ومتوتر ويتصف بالتعصب وعدم العدالة وكذلك الغيرة المرضية واللجوء كثيرا للقضاء
وأهم سماتها :
• تبدأ هذه السمات منذ بداية البلوغ
• تتميز هذه الشخصية بالجدية وتفتقد لروح الدعابة وكلامهم منطقي ومحدد الأهداف رغم عدم منطقية ما يقدمونه من حجج.
• يهتمون بالرتب والمناصب.
• التفكير يتميز بالإسقاط أي اتهام الآخرين بما يجيش في صدورهم من مشاعر ونزوات والتحيز مع وجود أفكار الإشارة أي الإحساس بأن الآخرين يتحدثون أو يتغامزون عليه.
• الشك بدون دليل بأن الآخرين يستغلونهم أو يريدون لهم الأذى بطريقة أو أخري.
• الشك في ولاء أو إمكانية الاعتماد أو الثقة بالأصدقاء من دون داعي أو دليل.
• الغيرة والشك في ولاء وشرف الزوجة دون دليل.
• الاتصاف بالسرية وعدم اطلاع الآخرين بأسراره خوفا من أن تستغل يوما ضده.
• الحقد المستديم مع عدم القدرة علي الغفران .

- حجم المشكلة:-
حوالي نصف إلي اثنين ونصف في المائة في المجتمع ونسبتها أكثر بين الرجال مقارنة بالنساء. ونسبتها أكثر بين أقرباء المرضي الفصامييين والنسبة أيضا عالية بين المهاجرين واللاجئين والأقليات وضعيفي السمع.
لا يوجد دليل أنها وراثية.

- المسببات : -
1/ أن الأسباب النوعية لهذا الاضطراب غير معروفة.
2/ قد يؤدي ترافق سوء المعاملة والحرمان المبكر مع الاستعداد الوراثي إلى تطور الشخصية الزورية.

- مآل الحالة:-
لا توجد دراسات موثقة عن مآل الشخصية الزورانية ولكن تستمر مدي الحياة وربما تكون نذير لحدوث فصام زوراني.
ربما مع التقدم في السن والنضج وزوال الضغوط ينتقل ذوي الشخصية الزورانية إلي الاهتمام بالأخلاق ويكون توجههم غير أناني مع حب الخير للآخرين.

- العلاج:-
1. الجلسات النفسية هي العلاج المفضل ويجب علي المعالج أن يكون واضح في التعامل معهم وأن الثقة والتحمل والانتماء مضطرب لديهم.
–الجلسات الفردية تحتاج لمعالج متمرس ويجب أن يبتعد من إقامة علاقة حميمة.
2. العلاج الدوائي:-
يحتاج التوتر والقلق لعلاج دوائي من مضادات القلق.
ربما يحتاج لعلاج من مضادات الذهان بجرعة صغيرة ولفترة محدودة لعلاج الأفكار الضلالية.


قمت بجمعها وترتيبها
المصادر
موقع طبيب نفسي كوم
الشبكة العربية لصحة النفسية الاجتماعية
الموسوعة الحرة .