شعر : عادل الهمّامي (من ديوانه السابع: أعي ما أقول)

تَجِيءُ المواعيدُ حتّى نَرَانَا
رَبِيعًا مِنَ الوَرْدِ غَطَّى شَذَانَا
وَ نَبْقَى نُنَادِيكِ كُلَّ صَبَاحٍ
نُحِبُّكِ تُونِس، أَنْتِ مَدَانَا
وَ أَنْتِ الضِّيَاءُ لِكُلِّ العِبَادِ
وَ أَنْتِ الحَنِينُ قَصِيدًا تَفَانَى
وَ أَنْتِ التّي بِالفُؤَادِ بَقَاءً
وَ أَنْتِ تَنْسُجِينَ خُطَانَا
* * *
أَتُونِس جِئْنَاكِ نَمْتَدُّ عِشْقًا
وَ فِينَا نَقَاءٌ
وَ حُبٌّ يُنِيرْ
وَ جِئْنَاكِ مِنْكِ نُعَلِّي الحُرُوفَ
وَ نَبْنِي القَوَافِي
وَ نَبْنِي المَسِيرْ
فَكُنْتِ البِلاَدَ بِلاَ ضَفَّتَيْنِ
وَ كُنَّا الحَنِينَ إِليْكِ يَسِيرْ
وَ كُنَّا أَهَازِيجَ عِشْقٍ غَزِيرٍ
فَكُنْتِ الشَّذَى، إِذْ يَحُطُّ يُعِير
ْ
وَ كُنْتِ فُؤَادًا يُهَدْهِدُ حُبًّا
فَكُنْتِ الزُّهُورَ
وَ كُنْتِ العَبِيرْ
أَ تُونِس هَلْ فِيكِ بَوْصَلَةٌ للمُحِبِّينَ ؟
أَمْ فِيكِ مَلْحَمَةٌ للمَسِيرْ ؟
فَأَنْتِ مَسِيرُ التَّفَتُّحِ، أَنْتِ
وَ أَنْتِ وُضُوحُ المَدَى وَ المَصِيرْ
وَ أَنْتِ التِّي تَجْمَعِينَ تَوَاصُلَ عِشْقِ العِبَادْ
وَ أَنْتِ المَوَاعِيدُ، مَا خَانَكِ الوَرْدُ يَوْمًا
وَ لاَ الاِمْتِدَادْ
* * *
اُحِبُّكِ تُونِس مِلْء فُؤَادِي
أُحِبُّكِ تُونِس مِلْء العُمُرْ
فَمَجْدُكِ خَطَّ طَرِيقَ العُلُوِّ
صَدَاكِ تَمَادَى كَضوْءِ القَمَرْ
رُبُوعُكِ لَحْنٌ يَمُدُّ الأَغَانِي
جَمَالُكِ سِحْرٌ لِكُلِّ البَشَرْ
فَأَنْتِ مَجَادِيفُ شَوْقٍ تَعَالَى
وَ أَنْتِ رَيَاحِينُ لَحْنِ الوَتَرْ
وَ زَهْرُكِ يَعْلُو ...
وَ يَعْلُو ...
وَ يَعْلُو ...
وَ لَوْ غَابَ مِنْكِ رَذَاذُ المَطَرْ

* * *
أُحِبُّكِ تُونِس ، أَنْتِ الوَطَنْ
وَ أَنْتِ مَنَارَةُ كُلّ الزَّمَنْ
فَفِيكِ يَعِيشُ الفُؤَادُ مُحِبًّا
وَ عَنْكِ تَغِيبُ جَمِيعُ المِحَنْ
فَكَيْفَ أُقِيمُ لِغَيْرِكِ حُبًّا
وَ حُبُّكِ يُرْسِي بِقَلْبِي السُّفُنْ ؟
فَكَيْفَ أَغِيبُ عَنِ الوَرْدِ ؟
كَيْفَ ؟
وَ كَيْفَ أَغِيبُ ؟
وَ كَيْفَ إِذَنْ ؟

تونس ـ حي الإنطلاقة : صيف 1994