بسم الله الرحمن الرحيم
الاعتدال على الطريقة الغربية (رؤية مراكز الابحاث الغربية)
منذ أن نجح الكافر المستعمر في هدم دولة الخلافة ، عمد إلى فصل الدين عن السياسة في حياة المسلمين كافة وإيجاد رأي عام عن طريق عملائه أن لا سياسة في الدين ولا حزبية في الإسلام ، وعمل جاهداً على استمرار هذا الرأي ووجوده في أوساط المسلمين ، وحشد لذلك الإمكانات والطاقات اللازمة لكي لا يتلمس المسلمون طريقهم إلى النهضة وكي لا يفكروا في إعادة الخلافة الإسلامية التي كانت تشكل خطراً داهماً على الكفار المجرمين ثانية ً ، ولكن رب الكون خيب فألهم وقيض لهذه الأمة الشيخ تقي الدين النبهاني رحمه الله فأنشأ حزب التحرير وبتوفيق من الله عادت فكرة الإسلام السياسي والحكم بما أنزل الله وسياسة الناس بالشرع الإسلامي وانتشرت في العالم حتى غزت عقر دار الكافرين ، فلم يستطع الكفار مواجهة هذا الفكر المستنير بالحجة والبرهان ، لذلك عمدوا إلى التسليم بقبول الإسلام السياسي كأمر واقع لا يستطيعون الوقوف في وجهه بشكل واضح ولا تجاهله ولكن بمحاربته بأساليب أكثر دهاءً وخبثاً بحيث يلبسون الحق بالباطل ويلبسون على المسلمين دينهم مستخدمين لذلك أعوانهم من أبناء المسلمين سواءً كانوا من الذين يلبسون ثياب الإسلام ويركنون إلى الكفار أم كانوا من الملحدين وذلك بناءً على خطة مكونة من شقين وضعتها مراكز الأبحاث الغربية المطلعة على طبيعة المسلمين وحركاتهم وأحزابهم وعلمائهم في العالم، ومن يمكن أن يتعاون معهم وكيف سيسخرونه لتحقيق أهدافهم ، وهذان الشقان يبدوان للناس وكأنهما متناقضان ،بينما هما مكملان لبعضهما في الصد عن دين الله القويم : -
الشق الأول - مساواة دين الإسلام الحق الذي جاءت عقيدته لتقنع العقل وتملأ القلب طمأنينة وكانت أدلة عقيدته قطعية ، مساواته مع باقي الأديان التي لا تتبع إلا الشك والأهواء في عقائدها، والقول بأن جميع الديانات هي حق، مستخدمين لهذا الشق الذين يلبسون ثوب الإسلام من المسلمين ويركنون إلى الكفار بحيث يمكن توجيههم في تغيير أحكام الإسلام وتحريف تفسير نصوصه حتى تتوافق مع وجهة نظر الغرب وأفكاره وعقائده وأنظمته ، وكذلك إمكانية استغلالهم في تبرير ظلم الأنظمة الوضعية والحكام المجرمين والحد من نقمة الناس عليهم وذلك لإطالة أمد عروشهم ، وفي تشويه صورة الإسلام السياسي ومحاربة الأحزاب المبدئية الني تسعى لاستلام الحكم والسلطة للحكم بما انزل الله وتحارب أفكار الغرب ببيان زيفها وبطلانها وسوء معالجاتها ، وأطلقوا عليهم اسم المعتدلين أو حركة التجديد الديني ، ففي دراسة حديثة أصدرها معهد السلام الدولي (USIP) يقول كاتب الدراسة : (( أنه لا شك في أن الترابط بين الإسلام والسياسة أمر واقعا، يجب أن تتقبله الولايات المتحدة عاجلا أو آجلا. ولكن التساؤل يبقى، أي رؤية إسلامية ستنتصر في الصراع الجاري بين التطرف والتحديث، رؤية التشدد والتعصب الديني أم رؤية التسامح والمساواة والتطور؟ هذا صراع يمكن أن يحسم لصالح الرؤية الأخيرة إن ساندت السياسة الأمريكية مؤيدي التجديد الإسلامي)). وتقول نفس الدراسة:(( ورغم أن معظم الأفراد والمؤسسات المنسوبين إلى حركة التجديد لا تجمع بينهم أي رابطة تشمل من قريب أو بعيد بصلات رسمية مباشرة، إلا أننا نلاحظ تجمع جهودهم تحت حزمة أهداف واحدة، ومن أهمها تحديث المبادئ والقيم والمؤسسات الإسلامية لتتلاءم مع العالم الحديث))، وطبقا للدراسة: (( تتكون حركه التجديد الإسلامي من الأفراد والمؤسسات التي تهدف إلى استعاده التراث الإسلامي من العلماء التقليديين التابعيين للحكومات والأنظمة السياسة بالدول الإسلامية، وما أسمته الجماعات الإسلامية المتطرفة التي تقتصر أهدافها على رفع راية التعصب والعنف، والحركات الأصولية التي تحاول استغلال العملية الديمقراطية لإنشاء نظام سياسي غير حر مبني على مفاهيم ضيقة الأفق تحت شعار الإسلام وتطبيق شريعته فقط)). وتضيف نفس الدراسة: (( وتتمثل أهمية هذه الحركة بالنسبة للولايات المتحدة في امتلاكها عناصر القدرة على دفع عملية الإصلاح والتطور، إضافة إلى محو وكشف التطرف الديني الذي ساعد على انتشار الكراهية والمشاعر السلبية داخل البلدان الإسلامية تجاه الثقافة الغربية بمجتمعاتها المختلفة))، وتضيف نفس الدراسة : ((حركة التجديد الإسلامي"، قد تنجح في إضعاف الجماعات الإسلامية المتطرفة إن حظيت بالدعم اللازم من الولايات المتحدة))