رائد الكلمة ... الدكتور مسلك ميمون رعاه الله

[سميرة رعبوب]

عندما هممت بدراسة سيرته ، شعرت وكأنما نضب مداد حبري ، وانحنى قلمي احتراما وتبجيلا أمام هامات انجازاته
شعرت وكأنني قطعة ثلج تذوب في ثنايا شمس إبداعه ، التي أشرقت وأضاءت عتمة زوايا الحروف وانتشلتها إلى أنوار الإبداع وبراعة اللغة ..
إنه فريد زمانه ، وكما قال عنه الأستاذ / عبد القادر بو ميدونة : الرجل فلتة من فلتات زمن النقد .. !
إنه رائد الكلمة ، وفارس من فرسان النقد العربي

إنه أديبنا الكبير والناقد الخبير الدكتور / مسلك ميمون





سنبحر في ثنايا سيرته التي لا تمل ، فهو حديقة غناء ، أزهارها تنثر عبق الياسمين وعبير الورد الطيب في ثنايا " واتا " العطاء
فهو منارة عملاقة تستحق الإشادة بها والاقتباس من أنوارها



>> كونوا معي نكتشف جمال حديقته
ونقتبس من أنوار سيرته ... <<

[أحمد المدهون]

الأستاذة سميرة رعبوب،
بارك الله في همّتك، واجتهادك.

أحسنت الإختيار لواحد من أحبّ أعلام واتا لنفوسنا، لطالما أخذ بيد المتعلّمين والمتأدبين، مشجّعاً، ومقوّماً، وناقداً، بأخلاق العلماء، وأدب النقّاد.

د. مسلك ميمون، تشرّفت بمعرفته، والأخذ عنه، والإفادة منه. وهو مفخرة من مفاخر (واتا) التي نعتزّ بها.
وهو برغم مشغاله وظروفه، لا يتوانى عن خدمة إخوانه وأخواته من عشاق القصة القصيرة جداً، والأدب عموماً.

بارك الله لنا في علمه، وأمدّ الله في عمره، وأدام عليه النعمة والعافية.
وننتظر المزيد لننهل من عطائه، وتجربته.

مع فائق تقديري ومودتي.

[سميرة رعبوب]

الدكتور / مسلك ميمون
نار على علم ، ومنارة تضيء لنا طريق الإبداع
لا أنسى أبدا تفضله علي بالنقد والتهذيب ولم أزل أرجو أن أنال شرف توجيهاته ونقده
فهو ناقد يعي تماما صدق النقد وأمانة الكلمة
وأحمد الله تعالى أن أنهل من سيرته وأرجو أن أوفيها حقها

شكرا لك أستاذنا المجدد / أحمد المدهون
على الدعم والتشجيع وسداد التوجيه

صادق الاحترام والتقدير

[سميرة رعبوب]

& تعريف &

د/ مسلك ميمون

أديب وباحث مهتم بالنقد الأدبي ، وعضو القيادة الجماعية
ولد في مدينة : وجدة عام 1953
أستاذ البلاغة والنقد حاصل على دكتوراه الدولة .
جنسيته مغربي ، يقيم في أغادير المغرب .
يصفه الأستاذ الأديب محمد داني بأنه : " فارس من فرسان الكلمة.. فيه سمت العلماء ووقارهم,, وألفتهم وهيبتهم....
.. غزير العلم... موسوعي المعرفة، عالي الثقافة،متنوع التآليف، حنك التدريس والنقد ومتابعة الإبداع...غزير المشاركات في المنتديات العربية... "

ويضيف أيضا : " والذي شدني عند أستاذي الدكتور ميمون مسلك ، هو منهجه النقدي فيما يخص الأقصوصة والقصة القصيرة... هذا المنهج الذي يتأسس عنده على:

* الصراحة النقدية، وتلاشي المجاملة الكاذبة.
* إقامة صرح جاد للقصة القصيرة جدا وللقصة عموما.
* التنديد بالاستسهال الذي يراه البعض نحو القصة القصيرة.
* اعتماد المصطلح باللغتين العربية والفرنسية.

ولذا اتخذ على نفسه قراءة الإنتاج الإبداعي القصصي دون الاستناد إلى معيار في الاختيار ، ووجد أن قراءة عمل واحد منفرد لا تكفي بالغرض، ولا تعطي صورة واضحة عن العمل وجهد المبدع..
ولذا اختار قراءة مجموعة من الإبداعات تجاوزت أحيانا العشرة، لأن ذلك يفرز فكرة جيدة عن المبدع وإبداعه...لذا جاءت قراءته لكثير من المبدعين المغاربة والعرب، ولعشر من كتاباتهم،أمثال(أمين مخلص- ابراهيم الدرغوثي- فاطمة العتباني- سعيد أبو نعسة- هيمى المفتي- نزار بهاء الدين الزين- عبد الحميد الغرباوي- حسن البقالي...)...
وهو في قراءته لا ينتقي النصوص ، بل يختار بالصدفة ليبين ما للنص وما عليه .. "

إننا أمام هامة شامخة من هامات الفكر العربي الأصيل ، وقد لا حظت من خلال تجولي في إبداعاته أنني أمام رائد الذوق والإبداع النقدي الذي يملك التوغل في أعماق النص وتفكيكه ولمس موطن العطب والخلل والإشارة إليه كخبير ..

لم يزل عبير سيرته يعطر عالم الإبداع
ومازال للحديث بقية
فتابعونا بكل الود

احترامي وتقديري

[كرم زعرور]

أستاذة سميرة

أحسنت ِباختيار ِقامة ٍمن قامات ِواتا

د. مسلك ميمون

الأستاذ الفاضل ، والقاص والنّاقدُ

والّذي ما زلنا ننهلُ من تجربته ِوإرشاداتِهِ وإبداعاتِهِ .

[سميرة رعبوب]

أستاذة سميرة

أحسنت ِباختيار ِقامة ٍمن قامات ِواتا

د. مسلك ميمون

الأستاذ الفاضل ، والقاص والنّاقدُ

والّذي ما زلنا ننهلُ من تجربته ِوإرشاداتِهِ وإبداعاتِهِ .

دكتور كرم زعرور
سرني تواجدك ودعمك
فالدكتور مسلك ميمون يستحق الانتهال من تجاربه وإرشاداته وإبداعاته
فهو رائد من رواد النقد الأدبي

ممتنة لك التواجد
احترامي وتقديري

[سميرة رعبوب]

* ومضات من أقواله *































كونوا معنا فما زال هناك الكثير
تقديري الذي لا ينتهي

[مسلك ميمون]

بسم الله
الأستاذة سميرة رعبوب
السلام عليك

مفاجأة طيبة ، و مشاعر أطيب... الأستاذة سميرة ، و الله أخجلت تواضعي ...
جزاك الله خيراً ، على كل ما تقومين به في رحاب " واتا " أشهد أنك منذ انخرطت في هذا الموقع .. و أنت دائمة العمل ،و التواصل ،و الانتاج ...
فلا نملك إلا أن ندعو لك بكل خير... و نبتهل إلى الله عز و جل أن يشفي السيدة الوالدة ، و أن يعيدها إليكم ، إلى مكة ــ بحول الله ــ و قد تعافت و شفيت ...أمين يا رب العالمين .

بالنسبة لما طلبت مني من معلومات ، أتمنى فتح المجال لأسئلة الأعضاء ، و سأتولى الإجابة عنها إن شاء الله ، بما فيها أسئلتك و بالله التوفيق ..

دمت طيبة يا طيبة

تحياتي / مسلك

[سميرة رعبوب]

وعليكم السلام
اسأل الله تعالى أن يتقبل منك ويمن عليها بالشفاء والعافية ، وجميع مرضى المسلمين .. آمين

أسعدني جدا تواجدك ناقدنا الكبير ، واقتراحك بالحوار مع الأعضاء والإجابة على أسئلتهم
دليل بين على مدى تواضعك وكرم أخلاقك - رفع الله قدرك في العالمين -

أستاذنا الكبير وناقدنا الخبير الدكتور مسلك ميمون
مرحبا بك .. في زواية تشرق بمعرفة المزيد عنك ، وتقتبس من حضورك روح الفن والإبداع

أسئلتي :

* متى كانت لحظة الإنطلاق الأولى لدكتور مسلك ميمون والتحليق إلى عالم الإبداع والنقد الأدبي ، وكيف حدثت ؟!

* تصفحت عالم الأثير وربما قدرتي الضعيفة جعلتني أتعرف على جزء من بصماتك الإنجازية العظيمة كالتنشيط القصصي والعشريات والجهود الجبارة في وضع أسس القصة القصيرة جدا ، والتي لها أثر بالغ في الحراك الأدبي والفكر والثقافة وأتطلع لمعرفة المزيد من انجازاتك الرائعة والتي نقتبس منها الضياء في دروب الإبداع ، فهل تتكرم لنا بمعرفة المزيد من انجازاتك في آفاق الحياة ؟!

ولي عودة قريبة إن شاء الله
مؤكد الجميع يمتلك العديد من الأسئلة والرغبة في الحوار مع أديبنا الكبير الدكتور / مسلك ميمون

للجميع تقديري البالغ

[مسلك ميمون]

بسم الله
الأستاذة سميرة رعبوب
السلام عليك

جوابا على سؤاليك :

متى كانت لحظة الإنطلاق الأولى للدكتور مسلك ميمون والتحليق إلى عالم الإبداع والنقد الأدبي ، وكيف حدثت ؟!

ج ــ البداية كانت مبكرة .. و أعتقد أن ( خربشاتي) في القصة و الشعر كانت في مرحلة الاعدادي، و ارتقت و ازدادت أكثر في مرحلة الثانوي حيث غامرت بالنشر في الجرائد الوطنية . أما في مرحلة الكلية فقد زاوجت بين الإبداع و الكتابة النقدية . و أعتقد أن بدايتي الحقيقية كانت في سنة 1975



* تصفحت عالم الأثير وربما قدرتي الضعيفة جعلتني أتعرف على جزء من بصماتك الإنجازية العظيمة كالتنشيط القصصي والعشريات والجهود الجبارة في وضع أسس القصة القصيرة جدا ، والتي لها أثر بالغ في الحراك الأدبي والفكر والثقافة وأتطلع لمعرفة المزيد من انجازاتك الرائعة والتي نقتبس منها الضياء في دروب الإبداع ، فهل تتكرم لنا بمعرفة المزيد من انجازاتك في آفاق الحياة ؟!

ج ــ نشرت لحد الأن بضعة كتب :أربعة منها في النقد ، و معجم في الإصطلاحات العروضية ، و كتاب خامس سينشر هذه السنة حول القصة القصيرة جدا.
في الإبداع ، هناك مجموعتان قصصيتان ، و الثالثة في الطريق .
و ديوان شعر يتيم .
بيد أن أغلب الدراسات و الأبحاث نشرت في مجلات ورقية متخصصة و محكمة .
هذا فضلا عن نشاطي المعهود في المواقع الالكترونية ، و الإعلام الإذاعي ، حيث أنتجت للإذاعة عدة برامج ثقافية و أدبية و لغوية و مسلسلات رمضانية .
الأمل كل الأمل أن أجد الوقت ، لأجمع انتاجي الموزع في الدوريات من مجلات ، و منشورات فصلية ..في كتب . و هي عملية تتطلب وقتا و جهدا .. و عسى الله أن يحقق ذلك .
و إن كانت عملية القراءة، في الوطن العربي محبطة ، و تدعو للقلق الشديد .

أجدد شكري و في انتظار أسئلتكم

تحياتي / مسلك

[مسلك ميمون]

بسم الله
السلام عليكم

قبل سنة مضت كانت قد أجرت معي هذا الحوار الأستاذة غازية منصور الغجري ، و أجد فيه ما يمكن أن يوضح بعض أفكاري ...

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°° °°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

الأستاذة غازية منصور ( أم شادي) أشكرك أولا على كلماتك الطيبة و حسن الظن بي ..
لقد جئت بأسئلة في غاية العمق و الإجابة عنها بشكل دقيق يتطلب وقتا و جهدا .. بل ماذا أقول إن كل سؤال منها يستغرق صفحات عديدة .. و لكن سأحاول بشكل مقتضب أن أجيب عملا بالمقولة : ( ما لا يدرك كله لا يترك جله ) *

1- لمن يقرأ الدكتور مسلك ميمون من الأدباء ( عرب وغرب) ، وما رأيك بما يعرف بالنص المفتوح " open text" و هل ثمة تجربة أدبية غربية مؤثرة في الأدب المعاصر يتمنى الأستاذ مسلك ميمون لو أنها تتكرر عربيا ً ؟

قراءتي متنوعة و الحمد لله ، بالعربية والفرنسية والإنجليزية و بخاصة في مجال تخصصي البلاغة و النقد أما الحصر و التحديد فهذا ما لا أستطيعه و إنما أشير فقط لبعض الكتاب كنماذج فقط فمن العرب المعاصرين : د جابر عصفور، د محمد مفتاح ، د بنسالم حميش، د عبد السلام المسدي، د عبد الملك مرتاض ،د محمد العمري، د سامي سويدان ، د محمد برادة ، كمال أبو ديب .....أما الأجانب فقرأت لـR Brthes Eric Buysses ;Charles Moris ;F Saussure ;Eco Umberto ; T Todorov ; G Genette ; R Jakobson ; J Molino ; Jean Cohen ; Thomas T Ballmer .Micheal Sllubs ; Mary Hesse ; Julia Kristeva ;
أما المبدعين في الشعر و القصة و الرواية لا أستطيع تحديدا و هم كثر و الحمد لله ، و أخشى ذكر البعض ( يزعل البعض ) و هم كلهم أحبة و أصدقاء .. و بخاصة المعاصرين منهم و المجايلين لي ..

أمّا النص المفتوح . (Le texte ouvert) عكس النص المغلق (Le texte clos) فهو النص الذي يسمح بتعدد القراءات و يدعو المتلقي للمشاركة الفعلية في كتابة النص بمعنى أن الرواية تنتهي لتبدأ من جديد في ذهن القارئ،و أن الكاتب لا يضع نقطة النهاية بل قد تكون إشارة مقصودة من الكاتب لما بدأ به الرواية أو القصة القصيرة إشعاراً منه بالدائرية التأليفية (Circularite) و في النص المفتوح و المغلق يمكن الرجوع
إلى كتابة جوليا كريستيفا Julia Kristeva و ميشال آرفي M. Arrive و بخاصة فيما كتبه تحت عنوان ''إشكالية النص المفتوح أو المغلق ''
(Problématique du texte ouvert ou clos).
و أعتقد أن النص المفتوح ،يتيح ما لا يتيحه النص المغلق ، المحافظ على نقطة النهاية ، و القصة المحبوكة : مقدمة ، وعرض ، و نهاية .

أمّا التجربة التي أتمنى أن يدخلها الأدب المعاصر العربي و التي ظهرت في الغرب هي تجربة ( اللامعقول ) فهناك تجارب عربية و لكنها باهتة و بخاصة في المسرح التجريبي العربي ، و لم يقبل عليها الجمهور ، لأنها ثقافة جديدة بالنسبة له ، و رؤية للواقع بمنظار عكسي و مرايا محدبة .. و واقعنا العربي غرق في اللامعقول ، و التعبير عنه بواقعية لا يجدي دائما ً، بل لا بدّ من رؤية توازي هذا الواقع المشين .
و الجمهور أيضاً، لم يقبل على هذا النوع من الكتابة الدرامية حتى في الغرب في البداية ، فبظهور مسرحيات يونسكو ، و بيكت ، و جينيه ، و أداموف أثارت دهشة النقاد و رواد المسرح .. لأنّ هذا النوع من المسرح هو ثورة على الثوابت المسرحية .
ويقول إسلين " إن مسرح اللامعقول قد يبدو عصرياً إلا أنه ليس كما يميل بعض فرسانه وفريق من ألد نقاده إلى تصويره على أنه جدة ثورية ، إن أفضل فهم لدراما اللامعقول هو الذي ينظر إليه باعتباره مزجاً جديداً لعدد من التقاليد أو السنن الأدبية الدرامية القديمة بل وحتى البالية منها ، كتقليد المحاكاة بالحركات والتهريج التي ترجع إلى التشخيص الهزلي عند الرومان والإغريق وإلى الملهاة المرتجلة التي ظهرت في إيطاليا في عصر النهضة .
ويرى إسلين أنه يجب علينا النظر إلى تاريخ هذه الحركة التي بلغت ذروتها في أعمال بيكيت ويونسكو وجينيه ، وقد كان أسلافها الأقربون هم كتّاب مسرحيون كسترندبرج الذي انتقل من الطبيعة الفوتوغرافية إلى التصورات التعبيرية أكثر صراحة للأحلام والكوابيس والهواجس في مسرحياته ، وكتّاب روايات قصصية مثل جيمس جويس وكافكا ، وكل هذه الأعمال أدت إلى دراما اللامعقول . "

عموما هي أمنية ، و إن كان أمر تحقيقها رهينا بثقافة جديدة . و وعي ثاقب ، و رؤية مختلفة .. لطرائق الإبداع و التعامل معه .

*
2 ـ في القاعة رقم 70 بجامعة جنيف عام 2000م كان لي حظ كبير بحضور محاضرة للمفكر العربي "ادوارد سعيد " حول اللغة العربية ، وسألته على هامش الموضوع هل اللغة العربية ستلحق باللغات الميتة ؟!
كان جوابه : نعم ..إلا في حال أخذ الحيطة والحذر من قبل علماء اللغة العربية .
- هنا أعيد السؤال عليكم استاذي الكريم ..
هل ستموت لغتنا العربية ؟!!


ما هي الخطوات المطلوبة للحفاظ على لغتنا وكيف نرقى بالأدب العربي الرقمي ، وسط هذا الكم من الخلط والهذر المسيء للغة العربية وللأدب والأدباء ؟

لا خوف على اللّغة العربية . كنت أخاف أكثر من خوف المرحوم إدوارد سعيد ، لو كان أمر الحفظ يتعلق بأبنائها و لكن ما دام الله تولى حفظ القرآن و القرآن عربي . فلا خوف من ضياعها أو موتها . فهي باقية ما بقي القرآن الكريم . و لو كان الأمر يتعلق بضياع أو انقراض لكان ذلك في عهد الانحطاط العربي و الاستعمار الأجنبي ، و سياسة التتريك و التغريب ...كل المعانات الممكنة عرفتها هذه اللغة الشريفة . حتى عداء أبنائها . لقد كنا في بعض دول الخليج يتكلم معك المثقف بلغة انجليزية سلسة و إذا تكلم بالعربية أصبح كمن يبحث عن كلماته و جمله ، أما السواد الأعظم ، كأن اللغة العربية دخيلة عليــــه ، غريبة عنه .. و لكن لما أراد الله لهذه اللغة أن تنهض، قيّض لها أناسا أعاجم و أمازيغ من شمالي إفريقيا ، فأصبحت لغتهم الرسمية ، بها يكتبون، و يقرؤون، و بها يبدعون و يفكرون.. و تلك لعمري معجزة .لقد قال أبو الريحان البيروني ( 362 ـ 440 هـ ) العالم الشهير الفارسي الأصل : ( و الله لأن أهجى بالعربية ، أحب إلي أن أمدح بالفارسية ) .
و كنت في الحرم المكي ، أنتظر صلاة العشاء . و جلس بجانب أخ مسلم من بوركينا فاصو من إفريقيا أخذ المصحف الشريف . ( و ليسامحني الله قلت في نفسي : ماذا يريد هذا بالمصحف ) و إذا به بدأ يقرأ.. و الله ثم و الله ما سمعت أرق و لا أعذب من قراءته لقد كان فيها حلاوة و طلاوة ما شاء الله ! حتى أنني طلبت منه أن يرفع صوته قليلا . و لما انتهي من قراءة صافية خالية من أي خطإ أو لحن.سألته كيف تعلم القرآن و العربية ؟ فأخبرني عن شيخ في قريتهم يعلمهم . و قلت له هل تفهم ما تقرأ .. فقال لي قليلا .
انظر و تأمل معي : العجم ،و حباً في الإسلام ،كيف يبذلون جهدهم في تعلّم العربية .. و تأمل أبناء العربية و كم افتقدوا لغتهم ، إلا من رحم ربي !!
العيب ليس في اللّغة ، حاشا لله . العيب فينا ، و في تقاعسنا ، و قلة غيرتنا ، و اهتمامنا
حتى انطبق علينا قول الشّاعر:

نعيب الزمان و العيب فينا **** و ما لزماننا عيب سوانــا

أما كيف نحافظ على لغتنا ( و هي محفوظة بإذن الله ) ينبغي الاهتمام بها ، و بقواعدها و العناية بطرائق تدريسها ، و اختيار المعلم و الأستاذ الذي يحبها ، و يتقنها ...
و على مستوى المنتديات ينبغي عدم التّساهل ، أو غض الطرف عن الهفوات ، أو السكوت عن تنبيه أصحابها ...و الأمر مؤسف جداً ، أن نجد هذا الكم الفظيع من الأخطاء الإملائية و النحوية و الصرفية و اللغوية ..و هي ليست هفوات رقن، بل أخطاء صارخة. عن جهل و أمية ..و إني لأعجب كيف للذي لا يملك اللغة ،أن يحاول الإبداع في مجال الأدب ؟ !

ـ 3أين ترى مكانة القصة والرواية في المغرب العربي ؟. وهل ثمة اختلاف بين القصة والرواية بين المشرق والمغرب العربي .؟!

هذا سؤال يتطلب وقتاً و بحثاً.. و لا يمكن اختصار جوابه في سطرين . و لكن أقول رغم ذلك باقتضاب قد لا يحقق المرغوب ، و لا يفي بالمطلوب :
ـ الرواية في المغرب العربي و بخاصة في تونس و المغرب و الجزائر كانت لها إضافات نوعية ، تخص اللغة الروائية و آفاق التّجريب ، دون التخلي عن فكرة التأصيل، محققة فضاءات من التعبير الجديد ، الذي يعد أحيناً تجاوزاً لما ألفناه في كتابات '' باختين ـ لوتمان ـ أوزبنسكي ـ زيما " مما أدى إلى خلق خطاب يتّسم بنوع من التعقيد من حيث التركيب و تعدده اللغوي ..و توظيف العجائبي و السرد وشعريته ، و سؤال الكينونة و الحوار .. و هذا ما جعل النص الروائي ينفتح على رحاب الحداثة بفضل النمو والتحول و التشخيص الأسلوبي للغة . و التداخل السير ذاتي و الروائي و البعد البيوغرافي في تشكيل رؤية الروائي . فضلا عن وقع التاريخ و التراث و وظيفتهما في الرواية من حيث التأثر و التأثير ، و التفاعل الخلاق ، و تجاوز سلطة السائد و المألوف و بخاصة مع مطلع السبعينات و الثمانينات ......
أمّا بالنسبة للإختلاف بين القصة و الرواية بين المشرق و المغرب العربي ، فالهموم تكاد تكون موحدة ،و المشاغل الذاتية و الشخصية متقاربة ... تبقى الاهتمامات الأسلوبية ، و طرائق الكتابة ، و الانشغالات الإقليمية و المحلية و القومية كل و يراها من زاويته الخاصة . و لا يمكن توحيد الرؤية للأشياء حتى على مستوى روائي البلد الواحد . و يبقى الاتجاه الفرنكفوني مهيمنا على الرواية المغاربية، بينما الاتجاه الأنجلوفوني يستبد بالأقلام المشرقية إلى حد ما. و الأمر في ذلك يعود لثقل التركة الاستعمارية ..



4 ـ ما هي أسباب حماس الدكتور / مسلك ميمون للقص القصير جداً ... وهل توافقني الرأي في أن القصة القديمة بثوبها الطويل يشبه ملابس الإنسان في العصر القديم ( طويلة كثيفة فضفاضة) لها هيبة لا تملكها القصة القصيرة جداً ، كما هو حال السروال القصير في حضرة ملابس الفلكلور في عصرنا.


لا تندهشي إذا قلت لك يا سيدتي، أنني في البداية ، و قبل عقد من الزمن كنت ضد فكرة الق ق ج . و قد كتبت مقالا أهاجم فيه الق قج و من يكتبها . و اعتبرت ذلك لا يمارسه إلا من لا يعرف كتابة القصة القصيرة ، أو من هو فاشل في كتابتها .
و في نقاشات مع الزملاء القصاصين كنت أقول دائما ً: ابحثوا لبدعتكم عن اسم آخر إلا اسم : ( قصة ) . فلا يمكن لهذه الرسائل التلغرافية أن تصبح قصة أبداً .
و لكن ما أن انتهى عقد المفاصلة و العداء . حتى جاء عهد الصلح و الوئام : أهداني صديق ، مجموعة من منتخباته الخاصة للق ق ج. جمعها من المجلات و الجرائد و المجموعت القصصية . كان عددها خمسا و ثلاثين نصا.لما قرأتها شعرت بزلزال داخلي . و داع يدعوني أن أغير رأيي، و أتبنى البدعة الجديدة .فقضيت عقداً آخر في دراسة هذا الفن الجديد ، بل كتبت نصوصاً ، و أعددت كتاباً عن مكانزمات كتابة الق ق ج . و هذا دليل على أن ما قرأته قبل المنتخبات ،كان عبارة عن نصوص رديئة . زادتني نفوراً و عداء..لهذا الفن الجميل . و كما يقول المغاربة عندنا ( بلا خصومة لا تكون محبة )
فإن أصبحت الآن متحمساً لهذا الفن . فلأني أدركت مدى أهميته في زمن، كالزمن الذي نعيشه . و وصلت من خلال بحثي في أكثر من 150 قصة قصيرة جداً ( العشريات ) أنّ هذا الجنس الأدبي، له مكونات يعتمدها ، و تميزه عن باقي أجناس السرد الأخرى .

5 ـ ماهو سر عشريات مسلك ميمون ؟. هل هي مجرد منجز نقدي بحت؟. أم أنها احتفاء بتجارب كتاب نالت استحسانه وفيها مايستحق ممارسة النقد والتشجيع ؟ وهل توافقني الرأي بأن النقد لدينا في أزمة ويحتاج إلى نقاد متذوقين ، لا منظرين ومطبلين (بعيد عنك) ..؟!!


فكرة العشريات . بدأت منذ غيرت رأيي في هذا الجنس السّردي؛ من السلب إلى الإيجاب. و أدركت من أوّل عشرية . أنّ الرؤية ستتغير عند الآخر . لأنّه سيجد نفسه أمام عشرة نصوص لقاص واحد، لها ما لها، و عليها ما عليها . و سيكتشف خصائص هذا الفن و يدرك حقيقته عند كلّ قاص ، و يعلم بطريقة غير مباشرة كم هو صعب ، و صعب جداً أن نكتب ق ق ج ناجحة ، و فق الشروط الفنية ، و مستلزمات الإبداع .

أماالناقد فعملة صعبة في هذا الزمن . و عدد النقاد العرب في مختلف التخصصات قلّــــة قليلة، قياساً للشّعب العربي ،و بخاصة مثقفيه.. و حتى من هو موجود من النقاد،قد لا يجود بالموجود ..للأسف الشديد .
لهذا فُتح البابُ على مصرعيه لكلّ من هبّ و دب .. و انتشرت هذه التّعليقات و الارتسامات و الانطباعات اللا مسؤولة ،في كلّ المنتديات . بل اعتبرها البعض عن جهل و قلة وعي و إدراك ؛ هي النّقد بذاته . و شتّان ما بين النّقد و بين هذه التّعاليق التي هي كالضّحك على الذقون ، لا تسمن و لا تغني من جوع .
كنت أفضل دائماً أنّ القارئ ما دام لا يملك قدرة على النّقد و التّحليل. أن يكتفي بوضع سؤال أو سؤالين و يمر . فوضع السّؤال دليل على حب الاطلاع و الاهتمام مثلا :
ـ لماذا وضعت هذا العنوان الذي يبدو أنه مخالف لما انتهت إليه القصة ؟
ـ لماذا أكثرت من الروابط و بخاصة الفاء ؟
ـ لماذا أهملت كليا علامات التّرقيم ؟
ـ لماذ تكررت الكلمة (؟) خمس مرات في نص من ثلاثة أسطر ؟
ـ لماذا وظفت رمزاً إغريقياً و استغنيت عن الرموز العربية ؟
ـ ألا ترى أنّ النّص غير واضح و صعب حتى على التّأويل .؟
ـ ألاترى أنّ النّص واضحاً لا يحتاج إلى تأمل أو قراءة ثانية ؟
ـ .....................................

هذه الأسئلة و غيرها كثير .. تثير نقاشاً هاماً بين المتلقي و المبدع . فإمّا يقنع المبدع المتلقي ، أو يتدارك المبدع هفوته فيصحح و يغير و يتدارك نصّه ... نحن في حاجة إلى قارئ بهذا الشّكل ،لا القارئ الذي يكتب تعليقاً أفرغ من فؤاد أم موسى .
و ربّما يتساءل البعضُ ؛ لماذا لا يشارك النقاد على قلتهم ؟
ـ السبب الأول : إن الكثير مما يقرؤون لا يمتّ للشّعر أو للقصة بأدنى صلة .
ـ السبب الثاني : إن الناقد حتى إذا أقدم على النص محللا و موضحاً و مقيّماً.. و أضاع في سبيل ذلك وقتاً ثميناً و جهداً فكرياً مضنياً .. يأتي الكاتب في النهاية مستخفاً بكلّ ذلك بل مستخفاً بالنّاقد نفسه . لأنّ في ذهنه المريض أنّ النّقد تهجماً و حطاً من قيمة الإبداع . و يجهل أنّ ما كتبه لا يعدو أن يكون إلا ذاك التّحليل و التّقويم ...و هذه حالات عشتها طوال الثلاثة عقود الماضية . و إن نسيت فلم أنس أحدهم انتقدت قصيدته و ركزت على ما هو لغوي في النّص . حين ردّ لم يعترف و لا بهفوة واحدة ، من هفواته. بل كلّ هفوة وجد لها مخرجاً ليقنعني . و هل هناك مخرج مع القاعدة النّحوية ،أو الصرفية، أو الإملائية ، أو اللّغوية ..إلا القاعدة ؟
فإذا كان النّاقد قد غرق في أتون اللّغة ،و لم يجد لها حلا مع الكاتب فكيف يبحث معه أموراً أخرى كالوزن و سلامته؟ و الرمز و دلالته ؟و الانزياح وتأويلاته؟
ـ السبب الثالث :المبدع لا يدرك قيمة النقد بالنسبة لعملية الإبداع . و لو كان يدرك ذلك لبحث عن الناقد بنفسه ،و لعرض عليه عمله مترجياً متوسّلا أن يفيده ..لا أن ينتظر تعليقات المجاملة و الرياء من قبيل : ( بورك قلمك الذهبي ، و لغتك السّامية ،و أفكارك العظيمة .....) أو( هذا ما قرأته من قبل ، كتابتك تزداد إشراقا و إبداعا.. زدنا و أفدنا ..) أو ( أشرقت الأنوار بإشراقة كتابتك البهية ، دمت بلبل الدوح الغريد ..)
ما هذا الهراء ؟ ما هذا الإسفاف ؟
و المصيبة ، أن هذا الثناء و الرياء هو ما يريده القصاصون و الشعراء .. و و يطمحون أن يتطور إنتاجهم و يتحسن . و لا أدري من أين يأتي التّطور و التّحسن في غياب النّقد أو عدم الإيمان به، و الاكتفاء بالحماس للكتابة و الاعتماد على الرغبة و الهواية . فالحماس بلا معرفة نور بلا ضياء Zeal without knowledge is fire without light
إنّ المنتدى الذي يحظى بثلة من النقاد ، لهو المنتدى المحظوظ حقاً . أمّا إذا كان خال من ذلك. فهو منتدى يخوض فيه الخائضون ليس إلا ..و لا ينتظر فيه إبداع و لا عمل و لا إنتاج .. و أعمم الأمر على جميع المستويات الأخرى : كالثقافة و السياســــة و الاقتصاد، و العلوم ... النقد الجاد ،عملية حيوية و مفيدة، لا يمكن الاستغناء عنها .

[سميرة رعبوب]

معلومات كثيرة تجلت فيها ملامح جميلة لشخصية ناقدنا الكبير وأستاذنا الأديب مسلك ميمون

حفظك الله ورعاك ..

أستاذي الكبير :

* في منطقة الخليج العربي الأزمة لدينا أزمة ثقافة أم أزمة مثقفين ؟!

* برأيك ، ما هي الأسباب لحدوث الاغتراب الثقافي في الدول العربية ؟!

الحوار معك ماتع ومفيد ، أنتظر ردك الذي يثري جانب معرفتي وعلمي
فبارك الله فيك

[مسلك ميمون]

معلومات كثيرة تجلت فيها ملامح جميلة لشخصية ناقدنا الكبير وأستاذنا الأديب مسلك ميمون

حفظك الله ورعاك ..

أستاذي الكبير :

* في منطقة الخليج العربي الأزمة لدينا أزمة ثقافة أم أزمة مثقفين ؟!

* برأيك ، ما هي الأسباب لحدوث الاغتراب الثقافي في الدول العربية ؟!

الحوار معك ماتع ومفيد ، أنتظر ردك الذي يثري جانب معرفتي وعلمي
فبارك الله فيك

بسم الله
الأستاذة سميرة رعبوب
السلام عليك

في منطقة الخليج العربي الأزمة لدينا أزمة ثقافة أم أزمة مثقفين ؟!

ياااااه يا أستاذة سميرة .. سألت عن أمر صعب التحديد و التعريف ، و مهما أقول و كأني لم أق شيئا ، قيل الحديث عن الأزمة ، و من المأزوم . ينبغي أن تعلمي أن الثقافة وحدها البعض أحصى لها مائتي تعريف . و هذا يدل أن مصطلح الثقافة مصطلح لم يضبط و يحدد بعد ، و إذا كان هذا عن الثقافة فماذا عن المثقف ؟ لاشك ان المر أعوص...أتركك مع هذه التعايف لتدركي صعوبة التحديد :
يقول ((فيلسر)) : " الثقافة بأنها كل النشاطات المجتمعية بمعناها الواسع، كاللغة والزواج والملكية والسلوك".


ويرى ((سنتشوري ماغازين))" الثقافة هي الكل المعقد الذي يشمل العادات المكتسبة من قبل المرء بوصفه عضواً في المجتمع".


ويعبر عنها ((محمد الجابري)) بأنها المركب المتجانس من الذكريات والتطورات والقيم والرموز والتغيرات والإبداعات التي تحتفظ بها الجماعة البشرية بهويتها الحضارية في إطار ما تعرفه من تطورات بفعل ديناميتها وفعاليتها للتواصل والأخذ والعطاء".


و يُعرفها ((ش. داوسون))" بأنها نمط من الحياة التي يتشارك فيه المرء مع أناس آخرين، أي تكيف المرء تكيفاً مناسباً مع محيطه ومع حاجاته الاقتصادية".


ويرى ((أ. ل. كروبر))" الثقافة هي كل نشاط أو تظاهرة غير جسدية من التظاهرات الشخصية ونشاطها، شرط أن لايكون ذلك غريزياً. ولا من فعل الارتكاز الذي يتم بصورة آلية...وهي تتفق مع النشاطات التعليمية أو المشروطة".

ويعبر عنها ((صلاح قنصوة)) بأنها المعقد المتشابك من الأنظمة التي تتضمن أساليب الحياة الإنسانية والمادية والروحية".


ويرى ((برهان غليون))" أن الثقافة هي الأنماط المتميزة من الوعي والسلوك ومنظومات قيم وقواعد اجتماعية وعقلية مرتبطة بالحقيقة والبيئة والظروف العامة بتشكلها".

ويعتقد ((محمد حسنين هيكل))" أن المثقف هو الإنسان الذي يستطيع أن يكون لنفسه رؤية وموقف من الإنسان بالدرجة الأولى، ومن المجتمع بالدرجة الثانية، ومن الطبيعة والكون بالدرجة الثالثة. وإنه يستطيع أن يعبر عن هذه الرؤية، وهذا الموقف برموز الكلمات والألوان والأصوات. وعليه فأن المثقف إنسان يستطيع أن يعطي هذه الرموز التي تتضمن رؤيته وموقفه المعبرة عن هذه الرؤية".

ويعتقد ((عبد الكريم غلاب))" أن الثقافة ليست مادة تشرب وتؤكل أو تحقن في وريد عن طريق حقنة أو توضع في دماغ عن طريق الإيحاء السحري أو تُبلغ عن طريق الحفظ والاستظهار كما تحفظ نصوص في مدرسة ابتدائية، ولكنها نتيجة جهد ومجاهدة واستنباط وأعمال فكر وقلب وضمير".

واللائحة طويلة .. أما الأزمة حسب رأيي المتواضع ليست في الثقافة أو المثقف فحسب ،و إنما في درجة الوعي ، و لا أخص المشرق و لا المغرب إنما أعمم .. فامتلاك المثقف الواعي ، امتلاك كنز ثمين ..


* برأيك ، ما هي الأسباب لحدوث الاغتراب الثقافي في الدول العربية ؟!

أغلب الدراسات الأنتروبلوجية و الاجتماعية و النفسية تجمع أن الإنسان العربي يعاني الاغتراب من جهتين متناقضتين الثقافة التقليدية و العولمة الوافدة فدعيني استعير لك ما قرأت : ( أصبح الإنسان العربي لا يستطيع اليوم الانفصال عن النتائج المدمرة لثورات الآخر الهائلة التكنولوجية والرقمية والافتراضية. وبالتالي فإن "مأزق ثقافات العالم اليوم كما يقول وجيه قانصو " لم تعد قادرة على الصمود أمام عقلانية غربية تكتسح وتبتلع كل ما حولها دون أن تميتها، أي عقلانية تقتحم الحدود دون تصريح وتحدث خللا في التوازن النفسي الهيمنة العالمية تحولت الثقافة الاستهلاكية إلى آلية فاعلة لوضع الإنسان العربي في دائرة الاغتراب، ومن ثم تعليب قناعاته الوطنية والأيديولوجية والأخلاقية . "
. إنها ثقافة العولمة التي توصف بأنها عملية غسيل حقيقية للأدمغة ؛ وهي كما أشار "مارتن وولف" في الحقيقة تقتلع الإنسان وتدمر أعماقه الإنسانية حيث يحاصر الفرد ويشعر بأنه أسير أفكار معلومة وقيم مرسومة، إنه طريد عالم غريب عليه يفيض عليه شعورا بالغربة والانسلاخ، أو العداء والعدوانية على كل هذا الصخب العالمي الوافد .نعم هي الصورة قاتمة جدا فيما يتعلق بفعلها الاغترابي، فالثقافة الإنسانية الغائية التي يريدها كانط وطاغور وابن عربي والجاحظ وابن طفيل والحلاج غائبة والمعري والمتنبي غائبة غائبة، والإنسان العربي إن استطاع أن يفك ارتباطه بالثقافة التقليدية فإنه سيسقط في أوحال الثقافة الغربية ثقافة العولمة والميديا إنه سجين المحبسين محبس الثقافة التقليدية ومحبس الثقافة الغربية المعاصرة .)


تحياتي / مسلك

[شريف عابدين]

دكتور مسلك ميمون شخصية نادرة ويعد أحد القامات السامقة في مجال النقد الأدبي وهو يتميز بالإضافة لموسوعية المعرفة برحابة الصدر ودماثة الخلق. أعتبره امتدادا للعمالقة من الأدباء والنقاد في جيل الستينيات وهو فخر لكل عربي.
أشكرك أخت سميرة رعبوب على هذه الالتفاتة الكريمة التي تسلط الضوء على هذا الرمز الحضاري الذي يمثل حقيقة مؤكدة في زمن كثر فيه الأدعياء. وأدعو لأستاذنا الجليل (حفظه الله) بموفور الصحة والسعادة.

[سميرة رعبوب]

دكتور مسلك ميمون شخصية نادرة ويعد أحد القامات السامقة في مجال النقد الأدبي وهو يتميز بالإضافة لموسوعية المعرفة برحابة الصدر ودماثة الخلق. أعتبره امتدادا للعمالقة من الأدباء والنقاد في جيل الستينيات وهو فخر لكل عربي.
أشكرك أخت سميرة رعبوب على هذه الالتفاتة الكريمة التي تسلط الضوء على هذا الرمز الحضاري الذي يمثل حقيقة مؤكدة في زمن كثر فيه الأدعياء. وأدعو لأستاذنا الجليل (حفظه الله) بموفور الصحة والسعادة.

آمين يارب العالمين
أشكرك أستاذ شريف عابدين على المرور الكريم
والدكتور مسلك ميمون منارة سرمدية الضياء تضيء للجميع دروب الإبداع
وهو موسوعة علمية نتعلم منه الكثير والمفيد ليس فقط في زمن كثر فيه الأدعياء إنما أيضا
شح فيه المخلصون في خدمة العلم والمعرفة وربما ندر وجودهم ..
الله نسأل أن يحفظ منارتنا الشامخة الدكتور مسلك ميمون وأن يزيده من فضله
كنا نرغب بطرح أسئلة على دكتورنا الفاضل من قبلكم أستاذ شريف خاصة ولك باع كبير في الثقافة والفكر
وخبرة لا يستهان بها في القصة القصيرة جدا ..

للجميع تقديري واحترامي

[نايف ذوابه]

* ومضات من أقواله *































كونوا معنا فما زال هناك الكثير
تقديري الذي لا ينتهي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسعد الله صباحكم

صباح الخير لأستاذنا الدكتور مسلك ميمون

نحن سعداء بك أن تشرف هذا المتصفح الذي افتتحته الأستاذة البارة نحلة واتا الكريمة الأديبة سميرة رعبوب

هذا من حسن حظنا أن نلتقي بك لننهل من علمك ولنتتلمذ على يديك وخاصة في أصول النقد والعملية النقدية والنظر القويم في مفاصل النص الأدبي لإدراك كنهه ومواطن إبداعه وجماله..

وكما قرأت بالخبرة فضلا عن الثقافة يصل الإنسان إلى مستوى يؤهله أن يسبر أغوار النص ويصل إلى الرؤية فيه ومواطن الدهشة والإبداع والتميز
الخبرة بالتعلم على أمثال أستاذنا الكبير .. أهنئ هذا الصرح بوجوده بيننا وأهنئ نفسي بمتابعة ما يكتب لأقرأ مرة ومرة ما يفيض به قلمه وينقدح به فكره في النقد والإبداع ومثل الدكتور ميمون أكيد خبرة حتى في العلاقات الإنسانية ..

أهلا وسهلا بك أيها الحبيب

أنا ما يدهشني أن إخوتنا المغاربة بدؤوا يسرقون منا الوهج نحن المشارقة مع أنهم لم ينكروا يومًا فضل المشارقة عليهم وهذا من لطفهم وعلو كعبهم في العلم والأدب .. كم قامة سامقة في المغرب العربي في النقد والشعر والقصة تتألق على الشبكة تعرّفنا عليهم وأدهشونا باطلاعهم وسعة أفقهم وذكائهم اللماح وقدرتهم التي تستحق الإعجاب في مختلف الفنون والعلوم ..

أرحب مبدئيا وأدعو الأقلام النقدية والإبداعية والفكرية للتواجد في هذا الحوار الذي سيكون قويًّا ومدهشًا وغنيًّا بوجود أخينا الدكتور مسلك ميمون وهذه شهادة تلميذ لا أستاذ .. معجب لا قاضٍ ...

لا أدري أي الورد أحب إلى قلبك .. لكن من نرجس بلادي المعطر بأرج الأخوة والمحبة سأهديك باقات منه احتفاءً بهذا الوجود السخي الندي الجميل الخبير الذي أسعدني في هذا الصباح





وهذه وردتي المفضلة القرنقل باقة منها

صباح الخير

صباح الورد يا دكتور ..

صباح الورد للجميع

[نايف ذوابه]

صباح الخير

أبدأ بسؤال لأستاذنا الدكتور مسلك ميمون ..

ق. ق. ج. وهي القصة الرقمية الديجيتالية هي من ثمار العصر الرقمي .. هل استوت هذه القصة في الأدب العربي بأصول وقواعد وهل أصبح لها كتابها الحاذقون المتمرسون أم ما زالت تحبو في تجارب الكتاب بانتظار التأصيل والاستقرار..؟! أقرأ أحيانا ق. ق. ج .. هي مجرد عبارات لو وقعنا عليها في سياق خاطرة أو رواية أو حتى نص نثري فني لما لفتتنا كثيرا ولما استحقت منا وقوفا طويلا .. ما عناصر الـ ق. ق. ج...؟

رواية الأستاذة أحلام مستجانمي التي تحدثت فيها عن سيرتها الذاتية وقدم لها المرحوم الشاعر نزار قباني .. هل هي بحق عمل روائي أم تبقى في سياق السيرة الذاتية فنيًّا ..؟

أنا ناشط في الشأن العام نحو ربع أو ثلث قرن وقد بدأ ذلك من نعومة أظفاري بمعنى أن حياتي حافلة بالمواقف القوية جدا التي تستحق التسجيل في السجن أو في النشاط العام نفسه والاصطدام بالقوى النافذة مباشرة أو من خلال أبنائهم أثناء عملي في الكلية العلمية الإسلامية في الأردن؛ إذ كانوا يحاولون تكريس ثقافة الاستبداد وتخويف الناس وتهميش الآخرين واغتيال شخصياتهم وتكريس حضور السلطة وممثليها حتى في العملية التعليمية والتربوية.. هل يمكن أن يكون ما أكتبه عملا روائيا وبم تنصحني وتوجهني في ذلك؟ طبعا المقصود تعميم الفائدة والتجربة الفنية وإجاباتك ستكون هادية لي ومفيدة في إكمال بقية فصول ما كتبت من سيرتي وإعادة النظر فيما كتبت..
شكرا للطفك وأرجو أن أكون خفيفا عليك .. صباح الخير صباح الورد من جديد د. مسلك ميمون ..

[مسلك ميمون]

دكتور مسلك ميمون شخصية نادرة ويعد أحد القامات السامقة في مجال النقد الأدبي وهو يتميز بالإضافة لموسوعية المعرفة برحابة الصدر ودماثة الخلق. أعتبره امتدادا للعمالقة من الأدباء والنقاد في جيل الستينيات وهو فخر لكل عربي.
أشكرك أخت سميرة رعبوب على هذه الالتفاتة الكريمة التي تسلط الضوء على هذا الرمز الحضاري الذي يمثل حقيقة مؤكدة في زمن كثر فيه الأدعياء. وأدعو لأستاذنا الجليل (حفظه الله) بموفور الصحة والسعادة.

بسم الله
الأستاذ د شريف عابدين
السلام عليكم

أشكرك على حسن ظنك بي ، و على كلماتك الطيبة الرائقة ، و أشكرك شكراً جزيلا على دعائك .. و أتمناه لك أيضاً...و لجميع الأحبة في هذا المنتدى ...
دمت أخاً طيبًا و مبدعا ً أريباً..

تحياتي/ مسلك

[مسلك ميمون]

بسم الله
الأستاذ نايف ذوابه
السلام عليكم

بادئ ذي بدء ، أشكرك على اهتمامك ، و حسن ذوقك ، ونبل تواضعك ، و رقيق مشاعرك .. و أجيبك :

ق. ق. ج. وهي القصة الرقمية الديجيتالية هي من ثمار العصر الرقمي ..

1 ــ هل استوت هذه القصة في الأدب العربي بأصول وقواعد .

ج/ البعض من النقاد و المتتبعين لهذا الفن الجميل ، يعتقدون أن القواعد و الأصول متوفرة ـ باعتبار أن هذا النوع من الابداع قديم في تراثنا العربي ، و منذ أن كان و هو يعتمد لعبة المفارقة ، و بخاصة ما كتب هنا وهناك من شذرات قصصية ، حكائية ، لم يكن القصد من وراء كتابتها ، ما هو معروف الآن ( ق ق ج ) . و يرون أنّ هذا الفن عرف في أوروبا ، و أمريكا اللاتينية أواخر القرن 19 و بداية القرن 20 و ازدهر في العالم العربي و بخاصة في لبنان ،و سوريا و العراق و المغرب و الجزائر و تونس و السعودية .. و هو في انتشار دائم..
و لهذا اكتسب أصولا و ضبطته قواعد .
بينما الفريق الثاني ، و على العكس من ذلك ، يرى أن هذا الفن مازال لم يكتسب خصائصه بعد ، و كل ما هو كائن إنما هو تجريب و بحث ليس إلا .
و صراحة وجدت الذين يقولون بهذا الرأي، هم في الأغلبية قصاصون مبدعون ، و بخاصة حين توضع نصوصهم موضع النقد و التقصي، فلا ترضيهم ملاحظات النقد، فيتوسلون : بأنّ الق ق ج مازالت لم تتضح معالمها . و السؤال : كيف يكون الأمر كذلك ، و المبدع يبدع ركاماً من النصوص ؟ و كيف يمكن أن نبدع في فن نجهل تقنياته ؟
أيعقل لأي كان ، لا يعرف قواعد الشعر، أن يكتب شعراً؟ و ما عساه يكتب ؟
لهذا ، أجدني من جملة من يرون أن هذا الفن له أصوله و قواعده الأساسية التي يمكن الاستئناس بها.
عموما لمزيد من التوضيح يمكن العودة لمقالتي :

مكونات الإبداع في القصة القصيرة جدا

http://www.wata.cc/forums/showthread...ٹط±ط©-ط¬ط¯ط§ظ‹

أو معضلة كتابة الق ق ج عند الشباب

http://www.wata.cc/forums/showthread...¯-ط§ظ„ط´ط¨ط§ط¨

2 ــ أقرأ أحيانا ق. ق. ج .. هي مجرد عبارات لو وقعنا عليها في سياق خاطرة أو رواية أو حتى نص نثري فني لما لفتتنا كثيرا ولما استحقت منا وقوفا طويلا ..

ج/ هذا كلام أ أيده وأوافق عليه ، و مرد ذلك للأسباب التالية :

ــ قلة النقد و التتبع ، إن لم أقل انعدامه .
ــ قلة التنظير لهذا الفن .
ــ عدم إيمان المبدع بالنقد و التنظير .
ــ انتشار تعليقات المجاملة و الإكبار.
ــ استسهال بعض المتأدبين كتابة هذا الفن السردي الصعب .


3 ــ ما عناصر الـ ق. ق. ج...؟

ج/ الاستهلال، الجسم ،المفارقة ، القفلة . مع إيثار الإيجاز ، و الحذف ،و الإضمار، و اعتماد لغة مكثفة ..


4 ــ رواية الأستاذة أحلام مستجانمي التي تحدثت فيها عن سيرتها الذاتية وقدم لها المرحوم الشاعر نزار قباني ..
ــ هل هي بحق عمل روائي أم تبقى في سياق السيرة الذاتية فنيًّا ..؟


ج/ لعلك تقصد رواية : ( ذاكرة الجسد ) لأحلام مستغانمي
التي قال عنها : نزار قباني في ظهر الغلاف: (روايتها دوَّختني ، وأنا نادراً ما أدوخ أمام روايةٍ من الروايات ، وسبب الدوخة أن النص الذي قرأته يشبهني لدرجة التطابق ، فهو مجنون ، ومتوتر ، وإقتحامي ، ومتوحش ، وإنساني، وشهواني ، وخارج على القانون مثلي ) .
إلى أن يقول : ( هذه الرواية لا تختصر ذاكرة الجسد فحسب ولكنها تختصر تاريخ الوجع الجزائري ، والحزن الجزائري ، والجاهلية الجزائرية التي آن لها أن تنتهي ... وعندما قلت لصديقي سهيل ادريس رأيي في رواية احلام ، قال لي : لا ترفع صوتك عالياً .. لأن أحلام إذا سمعت كلامك الجميل عنها ، فسوف تجن ... أجبته : دعها تجن ..لأن الاعمال الإبداعية الكبرى لا يكتبها إلا مجانين . )
هي رواية السيرة الذاتية ..تعتمد أحداثا و قضايا . و نلاحظ أن هناك فرقا بين السيرة الذاتية Autobiographyالتي يعمد فيها الكاتب إلى الحديث عن حياته الماضية و أحداثها .. و يشير إلى ذلك و بين الرواية السيرة الذاتية التي يستأنس الروائي من خلالها بقضايا عايشها و أمور ذاتية تخصه دون أن يشير إلى ذلك ، بل يبقى كل المضمون في سياق أحداث روائية خالصة لماذا ؟
يجيب عن ذلك روي باسكال بقوله : ( ما من شك أن التخفي وراء القناع الروائي كان أمرا ضروريا في الأزمنة التي كان الكتاب فيها أقل جرأة في الحديث عن أنفسهم أو أقاربهم. وبالطبع كانت هناك على الدوام حيطة إزاء الأحياء من الناس,إن لم يكن تحرجا من الذوق العام, فخوفا من العقاب القانوني بتهمة التشهير)
انظر :
13 - Roy Pascal. The Autobiographical Novel and the Autobiography,P: 135.

و " ذاكرة الجسد " تحفة ، اعتمدت خلالها الروائية ، على شذرات من حياتها المليئة بالأحداث ، التي لها ارتباط ببلدها الجزائر ..و هي رواية شيقة، صدرت عن دار الآداب ببيروت سنة 1993 ـ و وصلت اليوم إلى طبعتها الـ 18 نالت جوائز عدة :

ـ جائزة نور،تمنح لأحسن إبداع نسائي باللغة العربية، منحت لها سنة 1996 من مؤسسة نور بالقاهرة.
ـ جائزة نجيب محفوظ، للرواية، جائزة في مستوى المسابقة، منحت لها من قبل الجامعة الأمريكية بالقاهرة سنة 1998،مما جعلها تترجم إلى لغات عالمية عديدة.
حازت الرواية أيضا على جائزة "جورج تراباي" الذي يكرّم كل سنة أفضل عمل أدبي كبير منشور في لبنان .
ترجمت الرواية إلى لغات عديدة منها الإنجليزية بواسطة بارعة الاحمر ،و إلى اللغة الإيطالية بواسطة فرانسيسكو ليجيو، و إلى الفرنسيةـ منشورات ألبين ميشيل ـ بواسطة محمد مقدم.
ـ في طريق الصدور باللّغات ( الألمانية، الأسبانية، الصينية، الكردية).
ـ أدخلت الرواية في المقرر التعليمي للعديد من الجامعات الدولية، و في جامعات عربية أيضا ( السربون بباريس،جامعة ليون، جامعة ماريلاند بواشنطن،الجامعة الأمريكية ببيروت و القاهرة،جامعة عمان بالأردن،الجامعة الجزائرية، جامعة سانت ـ جوزيف بيروت....) و أيضا في برنامج الثانوية العامة بلبنان.
ـ كانت الرواية موضوعا لأطروحات الدكتوراه، و لبحوث جامعية كثيرة.
ـ اعتبرها النقاد كأحسن عمل روائي صادر في العقد الأخير.


قلت أخيراً :

5 ــ أنا ناشط في الشأن العام نحو ربع أو ثلث قرن وقد بدأ ذلك من نعومة أظفاري بمعنى أن حياتي حافلة بالمواقف القوية جدا التي تستحق التسجيل في السجن أو في النشاط العام نفسه والاصطدام بالقوى النافذة مباشرة أو من خلال أبنائهم أثناء عملي في الكلية العلمية الإسلامية في الأردن؛ إذ كانوا يحاولون تكريس ثقافة الاستبداد وتخويف الناس وتهميش الآخرين واغتيال شخصياتهم وتكريس حضور السلطة وممثليها حتى في العملية التعليمية والتربوية..

ـــ هل يمكن أن يكون ما أكتبه عملا روائيا وبم تنصحني وتوجهني في ذلك؟

طبعا المقصود تعميم الفائدة والتجربة الفنية وإجاباتك ستكون هادية لي ومفيدة في إكمال بقية فصول ما كتبت من سيرتي وإعادة النظر فيما كتبت..

ج / على ضوء ما قلت سالفاً ، أنت و ما تريد ، إن أردت أن تحدث قارئك عن حياتك الماضية و أنت تشعره بذلك .فهذايعد سيرة ذاتية خالصة. أو أنك تمازج الواقع بالخيال، و تنسج سردا روائيا يستفيد و يستأنس بوقائع من حياتك ،دون إفشاء ذلك و كأنه لا يمت لك بصلة ، بل قد لا يصل إليه إلا من كان له علاقة و طيدة بماضيك... فذاك ما يدخل في رواية السيرة ذاتية.
و في هذا الشأن نجد روي باسكال يقول : ( هناك بعض الميزات الفنية لشكل الرواية على شكل السيرة الذاتية, أولها ميزة أن تكون قادرا على سرد الظروف التي تقع خارج نطاق التجربة الشخصية المباشرة للمؤلف; فالروائي يمكنه أن يستدعي أحداثا من خارج نطاقه الشخصي, وان يتخيل أفكارا ضمنية لم يعبر عنها الآخرون, كما يمكنه أن يعيد تشكيل الحوارات التي لا قدرة للذاكرة على الاحتفاظ بها, أضف إلى هذا أن بطل الرواية يمكن وصفه بضمير الغائب ومن كل جوانبه. أما الميزة الأهم, فهي اختلاف المنظور العام للعمل, إذ يكون المؤلف في رواية السيرة الذاتية مستقلا , شأن المؤلف في كل عمل فني آخر, أو فلنقل إنه لا يكون موجودا داخل صفحات عمله, يمكنه أن يصف مراحل الحياة الأولى للشخصية, دون أن يتورط في متابعة مستقبلها , ويمكنه – من حيث المبدأ – أن يستدعي تجربة طفل بكل طزاجتها, دون أن يشير إلى ما آلت إليه أمور هذا الطفل. الرواية تمنح الكاتب حرية أوسع بهذا الخصوص)

انظر : Roy Pascal. The Autobiographical Novel and the Autobiography, P: 136.14

أهم ما يمكن أن أقول: إن كنت تعتزم كتابة رواية السيرة الذاتية :
1 ــ تجنب المباشرة و التقريرية .
2 ــ تجنب التفاصيل و الجمل التفسيرية و ما يمكن إدراكه من
السياق أثناء القراءة .
3 ــ التعامل مع الأحداث بحيادية تامة .
4 ــ ترك مجال الاستنتاج و الحكم للقارئ .
5 ــ تنوع حالات السارد لتجنب السقوط في شرك السارد العليم.

وفقك الله ...

تحياتي / مسلك

[لطفي منصور]

عشت سويعات من المتعة بقراءة هذا الألق النقدي الممتع
بأسلوب يشد القارئ وإيجاز غير مخل يعطي المعلومة الشافية الوافية
ويجيب عن أسئلة السائلين بما يشفي الغليل دون إسهاب ممل ولا إيجاز مخل
يقتنع بما هو مقنع ويعشق الإبداع عندما يتعانق مع نفسه الذواقة
أحييك أخي د. مسلك ميمون وأتمنى لك الصحة والعافية ومزيدا من الإبداع
أتحفتنا بهذه الومضات النقدية وبرؤاك الأدبية وبحضورك النسيمي الرائع في منتديات واتا
لك التحية والتقدير ولكل من صافح هذه الصفحة وسيصافحها لاحقا .
تقبل تحيات أخيك :
لطفي منصور