بسم الله الرحمن الرحيم
من أروقة الصحافة

انعطاف جذري يشهده التاريخ



أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في كلمة ألقاها يوم 4 فبراير/شباط في مؤتمر ميونيخ للأمن أن ما يحدث في العالم دليل على وقوع انعطاف جذري يشهده التاريخ، وقال: " هناك مبررات للاعتقاد أننا نشهد اليوم انعطافا جذريا تاريخيا حقيقيا بوسعه أن يؤدي إلى وقوع التغييرات الراديكالية على الساحة الجيوسياسية ". وأوضح لافروف قائلا " قد تقدمت عملية إعادة توزيع القوى والنفوذ على نطاق عالمي وتوطيد أقطاب جديدة والنظام الدولي المتعدد المراكز ".


لا شك أن الرأسمالية تمر بأسوأ مراحلها التاريخية على الإطلاق، بل إنها تسير صوب قبرها لتدفن فيه إلى غير رجعة كما دفنت الاشتراكية قبلها، ولا شك أن المبادئ التي طبقت في العالم خلال القرن الفائت قد أثبتت فشلها الذريع في تحقيق السعادة والطمأنينة للبشر، فقد خرج الاشتراكيون قبل سنوات يحملون معاول الهدم للتخلص من شرور الاشتراكية والمسارعة بقبرها والخلاص منها، وها هم اليوم أبناء الحضارة الرأسمالية يلحقون بهم ليحتلوا مراكز تكدس الأموال في الغرب ويهدموه فوق رؤوس أصحابه، فقد سئموا من معالجات الراسمالية الجشعة، وظلمها في التوزيع والإنتاج، ونهب ثروات البشر أجمعين.


إن الأمن المفقود لن يتحقق بمؤتمرات الأمن الدولية التي تمثل أصحاب رؤوس الأموال والدول الكبرى، بل إن هؤلاء هم الخطر الحقيقي على أمن العالم كله، فهم أسّ البلاء وهم لا يمثلون سوى الجشع والطمع واستعباد الشعوب ونهب ثرواتها... لذلك كان لزاما أن يشهد التاريخ انعطافا جذريا... ولكن هذا الانعطاف سيكون فيه الخير للعالم أجمع، وللبشرية جمعاء.


فالعالم الآن هو في أمسّ الحاجة إلى الإسلام العظيم، دين الله سبحانه، مبدأ الخير كله، بعقيدته العظيمة وشرعه الحنيف، فما أحوج البشر للإسلام، وما أحوجهم لعدل الإسلام ورقيه وسماحته، فهو الذي سيخرجهم من ضنك الرأسمالية البغيض إلى سعة الإسلام وعدله في توزيع الثروات والمساواة بين الأحمر والأصفر من الناس بالحق.


إن هبوب نسمات الربيع العربي سيزهر بإذن الله موسما مليئا بالخير، موسما إسلاميا يانعا يغير مجرى التاريخ، ويقضي على النظام الدولي الظالم المشلول، ويستبدل العدل به.


فلا الصين ولا روسيا ولا غيرهم لديه الإمكانية لتقديم البديل الحضاري!!!


فقد آن أوان الإسلام ليحكم البشرية، وقد آن أوان الخلافة الراشدة على منهاج النبوة...







كتبه للإذاعة: أبو باسل