خبز أمي

اقرأ " أبانا الذي ..."
وارشم الصليبَ فوق صدرك
اقرأ " ليتقدّسْ اسمك .... "
واغمسْ خبز أمي
في النبيذ المعتّق ...... وصَلِّ
من أجل يهوذا
باراباس
من أجل بيلاطس
الملوثةِ يديه بالدماء
تناول قربانَك وأقرأ " أحبوا أعداءَكم .... "
واصرخْ
في وطني يتوالدُ الفئرانُ
كالقنابلِ العنقودية
يمسحون آثارَ السنابك
من قبلِ بدء النزال

كانت هناك ثورةٌ
وثوّارٌ
قلنا .... سقط الجدارُ
فلنتعمّدْ
شمَّر النهرُ عن ساعديه
نطقَ البسملة
تبَسَّمَ
هوت شَفرةُ المقصلة
فوق رقبة محمد
تدحرجَ رأسُ يوحنا

أيها الطائرُ الأسودُ
أيها القادمُ من الظلمات
في بلاد النور
ليس لك مَهْبِطٌ
أيها الحاملُ لنكهة الشمسِ العتيقة
أيها الراقصُ لموت الحقيقة
احمل عصاك وارحل
ألا تخجلُ من نهاري ؟

اهجر ترابَنا
دعنا
نكون جمرا
نكون قمحا أو نكون خمرا
يلتهمُنا الجائعُ .... لا يجوع
يشربُنا الظامئُ فترحلُ الدموعُ

بي برودة المقابر
غدا موتي مهزلةً
يتندرون على أشلائي الممزقةِ
امنحوني جسدا غير مقَطَّعٍ
أدفنُ كرامتي فيه
فلا ترقصي سالومي
الحفل انتهى

يُحادِثُني عني قلبي
يقول :
كنتثُ في سمائي أجول
ترافقني بشاشتي
أحلامي
وذكرى غزال نحيل
وسنابلُ تطرحُ ذهبا وبخورا ومرّا
كنتُ
كلما أغوى النحلَ أزهارُ شجرتي
أرى صدرها عاريا
فيفيض من عينيَّ الشهد

شهادُة ميلادي
مزوّرةٌ
أصدرتها طحالبُ البحرِ
تُوَثِّقُ ميلادَ إنسانِ أليفِ
بقناع مُسَجَّلٍ خَطَرْ
يراقصُ الذئاب
وكلما أضربت نعجةٌ
عن عناقِ العشبِ
واحترقت الفراشاتُ
واستقبلها الموتُ هادئةً كالمسيح
نشدو مرنمين
سلامٌ على الأرض
وفي الناس المسَرَّة

أيا عصافيرَ بلادي
تلوح في الأفق
مذبحةٌ
مالي أراكم تودعونَ أعشاشَكُم
تَمْضون وراءَ أحلام جامحةٍ
تَتْلونَ من أجلها الفاتحةَ
العصافير خلقت كي تغنيَّ وتطير
عصافيرُ بلادي
غدت مسوخا بمناقيرها الجارحةِ

إني أحس بصلاتي الآنَ جوفاء
فأزدادُ خجلا
أجلسُ على قارعةِ الطريق
أتسولُ خبز أمي
المغمسَ بالنبيذِ المعتقِ