السلام على جميع في المنتدى ورحمة الله تعالى وبركات
مبروك لجمال الدين الخضري مجموعاته القصصية اتمنى له التوفيق
ومزيد من الابداع والتألق
ما همني اكثر في ما طرح الاستاد مسلك ميمون جزاه الله خير هو هذا المقطع.
00000000000000000000000000000000000000000000000000 00000000000000000000000
هكذا وضع العنوان في العمل الإبداعي ــ و كما أسلفت ــ يختلف عن كـــــل العناوين و الأسماء.لأنه ليس تسمية فقط . بل هو عمل من عوامل البناء الإبداعي ، لأنه يساعد،و يكمل و يحيل، و يدعو للتأمل ...و هذه وظائف و ليست وظيفة. و من هنا كانت خطورة العنوان، و دوره الذي قد يغفله الكثيرون . إذ ينبغي أن يوضع بقدر كبير من الذكاء و النباهة... و أن يكون عاملا مساعداً يجعل الحدث نقطة البدء، ليجنح بعيدًا بخيال القارئ أبعـد من تخوم النص . و هذا ما نلمسه بوضوح في عناوين مجموعة '' وثابة كالبراغيث '' وفي ذلك قال د محمد مفتاح» معرفةٌ لضبط انسجام النص وفهم ما غمض منه، إذ هو المحور الذي يتوالد و يتنامى ويعيد إنتاج نفسه، وهو الذي يحدد هوية( الرواية) فهو إن صحت المشابهة- بمثابة الرأس للجسد، والأساس الذي تبنى عليه ،غير أنه إما أن يكون طويلا فيساعد على توقع المضمون الذي يتلوه، وإما أن يكون قصيرا. وحينئذ فإنه لابد من قرائن فوق لغوية توحي بما يتبعه . »
فليس كل المبدعين في القصة ...قادرين على اختيار العنوان المناسب . مسألة الاختيار هي ــ في حد ذاتها ــ فن، و ذوق، و دراية ، و وعي، و إدراك....إن العنوان الذي يشي ، و ينم ،و يفضح ،و يكشف المحتوى أو يلخصه ...يهدم البناء الفني و يأتي عليه . إنّ عناوين الأعمال الفنية لا ينطبق عليها أبداً المثل السائر" الرسالة تقرأ من عنوانها " كما لا تنطبق عليها دلالات أسماء الأشخاص و الأماكن. و لا يمكن أن نقارن ذلك بما نتخذه من عناوين في إبداعاتنا .
مسألة اختيار العنوان صعبة.ولا يستسهلها إلا غير واع بها و بأهميتها.. فيرمي العناوين كما اتفق . لا شيء يؤرق المبدع الحق ،كاختيار العنوان المناسب.و إن كان أحياناً يأتي كاللمحة الإبداعية..وليس كما يرى البعض " في نهاية الكتابة "،بل أحياناً يكون هو الباعث على الكتابة، وفي جميع الحالات، أرى أنّ العنوان لا ينفصل عن النص، و لا يلخصه ، ولا يكشفه..و لكن ــ بشفافية تلميحية ــ يغشاه،و يمازجه، و يكسبه بعداً تأمليا وً دلاليا ..يحمل القارئ ــ قبل و بعد القراءةــ أن يقف عنده، متأملا مراميه و فضاءاته..التي لم يحددها المحتوى،ولا يمكن أن يحددها كلها، لأن المحتوى " حدث " ليس إلا ،مرهون بالزمان و المكان.بينما العنوان تكثيف لغوي، يخترق الزمان و المكان .
بدون تعليق
اماني
المفضلات