بسم الله الرحمن الرحيم
التحدى بالقرآن-ليس بكلام بشر
تدبر/محمد إبراهيم عبد الغنى قطب
{ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً }
( الإنسان خليفة )

الحمد لله رب العالمين الذي خلق الإنسان وعلمه البيان والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبعه بإحسان إلى يوم يبعثون.
يقول الله عز وجل في محكم آياته { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ } (البقرة30)

يقول الطبري في تفسيره هذه الآية الكريمة.
(وقيل: إن الملائكة قد رأت وعلمت ما كان من إفساد الجن وسفكهم الدماء. وذلك لأن الأرض كان فيها الجن قبل خلق آدم فأفسدوا وسفكوا الدماء, فبعث الله إليهم إبليس في جند من الملائكة فقتلهم وألحقهم بالبحار ورءوس الجبال, فمن حينئذ دخلته العزة. فجاء قولهم: "أتجعل فيها" على جهة الاستفهام المحض: هل هذا الخليفة على طريقة من تقدم من الجن أم لا؟ قال أحمد بن يحيى ثعلب. وقال ابن زيد وغيره. إن الله تعالى أعلمهم أن الخليفة سيكون من ذريته قوم يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء, فقالوا لذلك هذه المقالة, إما على طريق التعجب من استخلاف الله من يعصيه أو من عصيان الله من يستخلفه في أرضه وينعم عليه بذلك, وإما على طريق الاستعظام والإكبار للفصلين جميعا: الاستخلاف والعصيان. وقال قتادة: كان الله أعلمهم أنه إذا جعل في الأرض خلقا أفسدوا وسفكوا الدماء, فسألوا حين قال تعالى: " إني جاعل في الأرض خليفة " أهو الذي أعلمهم أم غيره.) .
وجاء في الدر المنثور فى التفسير المأثور فى الاصدار1,34 للإمام جلال الدين الاسيوطى:
(وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس قال: لقد أخرج الله آدم من الجنة قبل أن يدخلها قال الله { وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء } وقد كان فيها قبل أن يخلق بألفي عام الجن ينو الجان، ففسدوا في الأرض، وسفكوا الدماء. فلما أفسدوا في الأرض بعث عليهم جنودا من الملائكة، فضربوهم حتى ألحقوهم بجزائر البحور، فلما قال الله { وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء } يعنون الجن بني الجان، فلما أفسدوا في الأرض بعث عليهم جنودا من الملائكة فضربوهم حتى ألحقوهم بجزائر البحور قال: فقالت الملائكة: أتجعل فيها من يفسد فيها كما فعل أولئك الجن بنو الجان؟ قال: فقال الله: { إني أعلم ما لا تعلمون } هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .

وجاء في مختصر تفسير ابن كثير (مختصر الصابوني):
{ وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون }.
التفسير: "يخبر تعالى بامتنانه على بني آدم بتنويهه بذكرهم في الملأ الأعلى قبل إيجادهم بقوله: { وإذ قال ربك للملائكة } أي واذكر يا محمد إذا قال ربك للملائكة واقصص على قومك ذلك، { إني جاعل في الأرض خليفة } أي قوماً يخلف بعضهم بعضاً قرناً بعد قرن، وجيلاً بعد جيل، كما قال تعالى: { هو الذي جعلكم خلائف الأرض }، وقال: { ويجعلكم خلفاء الأرض }، وقال سبحانه : { ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون } وليس المراد هاهنا بالخليفة آدم عليه السلام فقط كما يقوله طائفة من المفسرين، إذ لو كان ذلك لم تقول الملائكة: { أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء }، فإنهم أرادوا أن من هذا الجنس من يفعل ذلك، وكأنهم علموا ذلك بعلم خاص، أو بما فهموه من الطبيعة البشرية، فإنه أخبرهم أنه يخلق هذا الصنف من { صلصال من حمأ مسنون } أو فهموا من الخليفة أنه الذي يفصل بين الناس ما يقع بينهم من المظالم ويردعهم عن المحارم والمآثم (قاله القرطبي) .أو أنهم قاسوهم على من سبق كما سنذكر أقوال المفسرين في ذلك.

وقول الملائكة هذا ليس على وجه الاعتراض على اللّه، ولا على وجه الحسد لبني آدم كما قد يتوهمه بعض المفسرين، وقد وصفهم اللّه تعالى بأنهم لا يسبقونه بالقول أي لا يسألونه شيئاً لم يأذن لهم فيه، وههنا لما أعلمهم بأنه سيخلق في الأرض خلقاً وقد تقدم إليهم أنهم يفسدون فيها فقالوا: { أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء }؟ الآية. وإنما هو سؤال استعلام واستكشاف عن الحكمة في ذلك، يقولون: يا ربنا ما الحكمة في خلق هؤلاء، مع أن منهم من يفسد في الأرض ويسفك الدماء؟ فإن كان المراد عبادتك فنحن نسبِّح بحمدك ونقدِّس لك أي نصلّي لك ولا يصدر منا شيء من ذلك، وهل وقع الاقتصار علينا؟ قال اللّه تعالى مجيباً لهم عن هذا السؤال: { إني أعلم ما لا تعلمون }، أي إني أعلم من المصلحة الراجحة في خلق هذا الصنف على المفاسد التي ذكرتموها ما لا تعلمون أنتم، فإني سأجعل فيهم الأنبياء، وأرسل فيهم الرسل، ويوجد منهم الصديقون والشهداء والصالحون، والعُبَّاد والزهاد، والأولياء والأبرار، والمقربون، والعلماء العاملون، والخاشعون والمحبون له تبارك وتتعالى، المتبعون رسله صلوات اللّه وسلامه عليهم .
وقيل: معنى قوله تعالى: { إني أعلم ما لا تعلمون } إني لي حكمة مفصلة في خلق هؤلاء والحالة ما ذكرتم لا تعلمونها، وقيل: إنه جواب { ونحن نسبِح بحمدك ونقدس لك }، فقال: { إني أعلم ما لا تعلمون } أي من وجود إبليس بينكم وليس هو كما وصفتم أنفسكم به. وقيل: بل تضمن قولهم: { أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبِّح بحمدك ونقدس لك } طلباً منهم أن يسكنوا الأرض بدل بني آدم، فقال اللّه تعالى ذلك: { إني أعلم ما لا تعلمون } من أن بقاءكم في السماء أصلح لكم وأليق بكم. ذكرها الرازي مع غيرها من الأجوبة واللّه أعلم.
وقال ابن جرير عن ابن عباس: إن أول من سكن الأرض الجن، فافسدوا فيها، وسفكوا فيها الدماء، وقتل بعضهم بعضاً قال: فبعث اللّه إليهم إبليس، فقتلهم إبليس ومن معه حتى ألحقهم بجزائر البحور وأطراف الجبال ثم خلق آدم فأسكنه إياها، فلذلك قال: { إني جاعل في الأرض خليفة }. وقال الحسن: إن الجن كانوا في الأرض يفسدون ويسفكون الدماء، ولكن جعل اللّه في قلوبهم (الضمير في (قلوبهم) يعود على الملائكة لا على الجن فتنبه) أن ذلك سيكون، فقالوا بالقول الذي علمهم. وقال قتادة في قوله { أتجعل فيها من يفسد فيها }: كان اللّه أعلمهم أنه إذا كان في الأرض خلق أفسدوا فيها وسفكوا الدماء، فذلك حين قالوا: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء}؟.
قال ابن جرير: وقال بعضهم إنما قالت الملائكة ما قالت { أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء } لأن اللّه أذن لهم في السؤال عن ذلك بعد ما أخبرهم أن ذلك كائن من بني آدم، فسألته الملائكة فقالت على التعجب منها: وكيف يعصونك يا رب وأنت خالقهم؟ فأجابهم ربهم { إني أعلم ما لا تعلمون }، يعني أن ذلك كائن منهم، وإن لم تعلموه أنتم ومن بعض ما ترونه لي طائعاً، قال، وقال بعضهم ذلك من الملائكة على وجه الاسترشاد عما لم يعلموا من ذلك، فكأنهم قالوا: يا رب خبرنا - مسألة استخبار منهم لا على وجه الإنكار - واختاره ابن جرير.
وقوله تعالى: { ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك }، قال قتادة: التسبيح والتقديس الصلاة، وقال السدي عن ابن عباس { ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك }: نصلي لك. وقال مجاهد { ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك }، قال نعظمك ونكبرك. وقال ابن جرير: التقديس هو التعظيم والتطهير. ومنه قولهم: سبوح قدوس، يعني بقولهم سبوح تنزيه له، وبقولهم قدوس طهارة وتعظيم له، وكذلك قيل للأرض: أرض مقدسة، يعني بذلك المطهرة فمعنى قوله الملائكة إذا { ونحن نسبح بحمدك }: ننزهك ونبرئك مما يضيفه إليك أهل الشرك بك، { ونقدس لك } ننسبك إلى ما هو من صفاتك من الطهارة من الأدناس وما أضاف إليك أهل الكفر بك.
عن أبي ذر رضي اللّه عنه أن رسول اللّه صلى اللَه عليه وسلم سئل أي الكلام أفضل؟ قال: "ما اصطفى اللّه لملائكته: سبحان اللّه وبحمده" (رواه مسلم عن أبي ذر الغفاري) وروي أن رسول اللّه صلى اللَه عليه وسلم ليلة أسري به سمع تسبيحاً في السماوات العلا "سبحان العلي الأعلى سبحانه وتعالى" (رواه البهيقي عن عبد الرحمن بن قرط) { قال إني أعلم ما لا تعلمون } قال قتادة: فكان في علم اللّه أنه سيكون في تلك الخليقة أنبياء ورسل وقوم صالحون وساكنوا الجنة.
وقد استدل القرطبي وغيره بهذه الآية على وجوب نصب الخليفة، ليفصل بين الناس فيما اختلفوا فيه، ويقطع تنازعهم وينتصر لمظلومهم من ظالمهم، ويقيم الحدود، ويزجر عن تعاطي الفواحش إلى غير ذلك من الأمور المهمة التي لا تمكن إقامتها إلا بالإمام، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. والإمامة تنال بالنص كما يقوله طائفة من أهل السنّة في أبي بكر. أو بالإيماء إليه كما يقول آخرون منهم، أو باستخلاف الخليفة آخر بعده كما فعل الصدّيق بعمر بن الخطاب، أو بتركه مشورة في جماعة صالحين كذلك كما فعله عمر، أو باجتماع أهل الحل والعقد على مبايعته أو بمبايعة واحد منهم له، فيجب التزامها عند الجمهور، وحكى على ذلك إمام الحرمين الإجماع، واللّه أعلم.
نرى أن المفسرين ومنهم الشيخ الشعراوى اجمعوا على أن قول الملائكة في الآية الكريمة { أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء } .أن الأرض كان يسكنها الجن وقامت بينهم مقتلة عظيمة وسالت دماؤهم زمن طويل ثم نزل إبليس ومعه نفر من الملائكة ليصلح بينهم لوقف نزيف الدماء بين الجن الى آخر ما قالوا في هذا الشأن ولكن السؤال هنا ,هل الجان مخلوق مثلنا تجرى في عروقهم دماء فتسيل منهم في المعارك ؟ومن أخبر بذلك ؟

وقولي في هذه لآية بعد استعراضي للتفاسير المختلفة لعلماء المسلمين الأجلاء.
نحن نصدق بأن الأرض يسكن فيها جن كما أخبرنا ربنا تبارك وتعالى وكما اخبرنا رسولنا عليه الصلاة والسلام ولكن مالا نعلمه الصفة التشريحية والى الآن لم يمسك أحد من البشر جن واحد وأخضعه للتشريح والدراسة لنعلم إذا كان لهم دورة دموية مثلنا وتسفك دماؤهم في المعارك أم لا
إذا قول أن الملائكة قالوا قولهم هذا لم يكن لأنهم شاهدوا الجن وحروبهم المزعومة بينهم وتطوع إبليس بعقد الصلح بينهم.
ولكن الثابت علميا ملا يقبل الشك أن الإنسان كان آخر المخلوقات التي سكنت الأرض وكانت الأرض قبل أن يهبط إليها الإنسان بها نباتات وغابات كثيفة وكثيرة وخلق أيضا حيوانات تأكل النباتات وتهلكها ثم كانت الحيوانات المفترسة التي كانت تقتل الحيوانات التي تتغذى على النباتات وتسفك دمائها وتتغذى عليها وثبت أيضا أن كثيرا من النباتات قد أهلكت واندثرت وكذلك كثيرا من الحيوانات مثل الديناصورات وغيرها من الحيوانات التي اندثرت وكان الإنسان هو آخر المخلوقات التي نزلت الى الأرض وسكنتها.
إذا قول الملائكة لربهم { أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء } لما رأوه على سطح الأرض من هلاك النباتات بفعل الحيوانات آكلة النبات وكذلك قتل هذه الحيوانات وسفك دمائها بفعل الحيوانات المفترسة وهذا ثابت علميا كما الثابت أيضا أن الحيوانات المختلفة لها دورة دموية وإذا قتلت أو ذبحت سالت دماؤها وسفكت.
أما قول الله تبارك وتعالى { إني جاعل في الأرض خليفة } ، اى أن الإنسان يتناسل ويخلف بعضه بعضه ولا ينقرض مثل باقي الإحياء التي تتعرض للانقراض منهم مثل انقراض الدينصورات وكثير من الحيوانات والنباتات انقرضت وكثير من الحيوانات والنباتات معرضه للانقراض ويحاول العلماء جاهدين أن ينقذوا هذه المخلوقات من الانقراض رغم ان هذه الكائنات لم تتعرض مثل الإنسان لعوامل الهلاك من الحروب المدمرة والتي تحصد ألاف بل ملايين من الرجال والنساء والأطفال مثل الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية وقد حصدت هذه الحروب ملايين من البشر والحوادث الكثيرة والأمراض الفتاكة ولكن سبحان الله فالإنسان في تزايد مضطرد فى العدد.
وما يهمني هنا هو هل سيدنا محمد كان باحثا جيولوجياgeology وحاصل على درجة الدكتوراه في علم طبقات الأرضstratigrphy أو علم الحفرياتfossiles ؟
بالتأكيد لا ولم يكن يعلم عن هذا شيئا وكان أميا لا يعلم القراءة ولا الكتابة والثابت أيضا أن هذا العلم حديث وهو علم نشأ على ايدى العلماء الغير مسلمين وهم الذين أكدوا من غير قصد منهم صدق القرآن وأكدوا أيضا إنما القرآن هو من عند الله عز وجل وهم لايدرون وليس كما يدعى المشككين من الكافرين وغيرهم من أن القرآن هومن تأليف محمد.
فما قولهم في هذا؟
أما مناقشة الملائكة لله عز وجل على هذا الوجه فله حديث آخر
اللهم انك تعلم اننى ما كتبت هذا إلا من فيض علمك لي وليس لي فيه فضل إنما الفضل لك في الأولى والآخرة .
وما رجائي ربى إلا أن تحتسبه لى عندك لترحمني به يوم لقاك اللهم تقبل آمين
تم بحمد الله وتوفيقه
المصدر
emadkotob.blogspot.com