عليكم السلام أيها الأحرار
أما بعد،
فقد رأيتُم صُنع طاغية الشام في أهله، وشهِدتُم ما يعجز القول عن وصفه. حلَّ بحمص البلاء، وتوالت الدواهي، وطلى النجيعُ أرض بابا عمرو وسماءها. وكأني بالطاغية في ساحة وغى وقد لقيَه المغول فعزم على استئصال شأفتهم واقتلاع أصلهم. عظمت جرائره، واستفحلت بوائقه، فانتهك الأعراض، وروَّع الولدان، ورمَّل النساء، والناس من قبل يشكون عضَّ النوائب، وهاهُم قد دهمتهم المصائب.
فمَن للحرائر يحفظ أعراضهن؟ ومن للصبية يُؤمِّنُهم من خوف؟ ومن للمستضعفين يردُّ عنهم الفَلِيقة؟ ومن للناس يدفع عنهم الجَلِيفة؟ ألا فادرؤوا عن إخوانكم ما نزل بهم من بأس ومذلة! فإنه ليس لهم بعد الله سواكم، ولا ملاذ لهم يلوذون إليه. فقد أنكرهم الصديق، وخذلهم الرفيق، واتَّقتْهم العرب، كما يُتقى الجرب، وعزَّ ناصرُهم، وكثر خاذلهم، فلا أَجارَهم مُجير، ولا ذاد عنهم نصير. فأسْرِعوا النهضة في الصَّريخ يرحمكم الله! وهبوا إلى نجدتهم! واعلموا أن الطاغية وجنده في الإثم سواء! قد روَّعوا الآمنين، وأثخنوا المسالمين، واستحلُّوا الدماء بغير حق، وخربوا الديار، فقاتِلوا أهل الغدر والخيانة! عسى أن يَكْبِتَهم الله فينقلبوا خائبين. ألا شاه وجه الطاغية ونُكِّسَت رؤوس أجلافه!
فيَا فيالق العزة عليكم بتقوى الله على كل حال، والله منجز وعده، وناصر جنده.
والسلام
عبد الرحيم صادقي
14 ربيع الثاني 1433ه، الموافق 07/03/2012م