الأساتذة المشاركين الكرام
الموضوع يخص الأزمة السورية الحالية ومعاناة شعبنا العربي في سورية ولن يفيدهم النقاش حول البعث في العراق !!!؟؟؟؟
مع التقدير
لست مسؤولا يا أستاذي عن تحول الموضوع لجانب آخر، بل الأخ أعيان القيسي هدانا وهداه الله.
ولقد سألت أخوة من العراق وأكدوا لي تأكيدا قاطعا وجازما أن تلفزيون العراق الرسمي لم يكن يعرض شعائر صلاة الجمعة بالثمانينات إطلاقا، وهذا أمر مؤكد، أما من يخلط بين الثمانينات والتسعينات وقت ظهور قناة الشباب والرياضة فهو حر ولكن هذا لن يغير من الأمر.
واعتقد أننا برغم ذلك لم نخرج عن الموضوع كثيرا، فكلا الحزبين في سوريا والعراق وجهان لعملة واحدة ويحملان نفس المبادئ والقناعات الآيدولوجية، وليس معنى أنهما اختلفا على كعكة السلطة والحكم (كعادة حكامنا العرب) أنهما مختلفين بالمقوم الأساسي لحزب البعث ألا وهو "العلمانية". ومن اليقيني والثابت أن العلمانية والإسلام لا يجتمعان بمكان واحد فالمرء إما أن يكون مسلما أو علمانيا. واسأل هنا الاستاذ القيسي وأتمنى أن يجيب بكلام واضح لا لبس فيه: من هو عضو مجلس قيادة الثورة الذي طرد في الثمانيات من المجلس بسبب ميوله الدينية(وتحديدا بسبب انتظامه بالصلاة)؟ فهذه المأساة تعطينا نموذجا لكيفية تفكير النخبة الحاكمة بعلمنة الدولة وفرضها على الناس بطريق الإكراه والترهيب، وبالمناسبة هذا النموذج ليس في العراق أو سوريا وحدهما بل متوفر أيضا بمعظم الأنظمة الحالية، لأنها تعتبر التوجه الإسلامي الحقيقي خطرا عليها، والسبب بذلك واضح وجلي، وهو أن منظومة سايكس-بيكو تعتمد أسلوب التشتيت المتعدد ما بين القومية والليبرالية والديمقراطية ولا بأس عندها بالزج بالاشتراكية والشيوعية أيضا ما دام ذلك يشتت الناس عن منظومتهم الفكرية والحضارية التي عاشوا بها 1400 عام وسادوا خلالها العالم. وهذا بالضبط هو ما دعا إليه لويس التاسع بعد افتدائه من الأسر في دمياط، حين قال "لن ننجح بغزو هؤلاء القوم عسكريا بل علينا غزوهم فكريا وضربهم بصميم عقيدتهم أولا". وهذا السقوط الفكري وقع فعلا مع نهاية القرن التاسع عشر بنشوء ما يسمى "حركة القومية العربية". لا معنى من قراءة التاريخ ما لم نستشعر إسقاطاته الواقعية علينا.
المفضلات