من صور ادبنا الثر ( فن التلخيص ) بقلم / طارق فايز العجاوى
واقع الحال ان الجميع مارس هذا الفن الرائع وذلك بنقله خبرا ام قصة ام حادثة ام رسالة الخ ولكن بصورة موجزة متوخيا الصدق والمحافظة على ماهية الخبر ومضمونه وذلك بقدر ما يملك من قدرة تعبيرية سواء على صعيد الكلمات ام العبارات التى توصل ما نقل الينا
اذن هو حقا فن تلقائى يمارس وبصورة دائمة فى كافة المجالات وعلى كافة الصعد وهو بدون ادنى شك مكمل او نشاط ذهنى وفكرى متعلق بذات الناقل وفهمه لمضمون وفحوى الموضوع المراد ايصاله
على كل الاحوال التلخيص الحق المبنى على اسس صحيحه وعلمية له اصول وقواعد لاعتمادها عند الاخذ بذلك النقل سنعرج وبحدود الممكن عليها
بداية ما هو التلخيص / هو فن الايجاز فى نقل ما نسمع او نقرء او نرى وذلك باقل قدر ممكن مع مراعاة ما يفرضه الموقف من لفظ ومعنى متوخين ايصاله حاملا المضمون )
وللتلخيص الصحيح اسس يجب التزامها لكى لا نجانب الحق والصواب والعلمية والموضوعية نذكر منها
** الاستيعاب الشامل للموضوع والالمام به
** الوعى الكامل حول الموضوع المراد تلخيصه وذلك عن طريق تحديد محور الموضوع وما يدور حوله
** النظر فى الموضوع من حيث المساحة المراد تلخيصها فاذا كانت محدودة رجع للفكرة الرئيسة فى الموضوع او تسمح بايراد بعض الدقائق او التفصيلات
** علينا تجاوز العبارات التى جاءت فى الموضوع وان نتحرر منها وذلك بهدف هضم الفكرة الرئيسة واتقان صياغتها باسلوبنا الخاص
** يجب ان ننتبه للجانب الفنى عند التلخيص فتكون المادة المراد تلخيصها باسلوب رائع قريب الى القلب بعيد عن المبالغة
** يجب اعتماد اسلوب يقرب الموضوع من القارىء بحيث يفهمه ويستطيع ان يهضمه
** يجب علينا التزام الامانة الادبية ( فالفضل لصاحب الفضل ) فى تلخيص الموضوع وهذا الامر يعود الى قدرة الملخص وايضا الى الفكرة من الموضوع ذاته وانا ارى ان فى ذلك صعوبة

على كل الاحوال فان الدقة فى التلخيص مهما بلغت لا يمكن تحقيقها وباعتقادى ليس من الجائز اعتماد التصغير وعده تلخيصا ولا بد من الاشارة ايضا الى الصور التى جاءت بالموضوع الاصلى المراد تلخيصه من استعارات وتشبيهات الخ لا يمكن تلخيصها - قد يشوه الموضوع الاصلى - بل ارى ان التعبير عنها يكفى ويحقق الغاية
اما بخصوص العبارات الاساسية فى الموضوع المراد تلخيصه لا يمكن للملخص مهما بلغ من الجدارة والدقة ان يتحرر منها بالمطلق

وبناء ا على ما تقدم يمكن اجمال شروط التلخيص بالتالى
*** بخصوص الموضوع يجب الالمام به قطعا
*** المساحة هو ذاته فن التلخيص
*** التحرر من راى الكاتب
*** الامانة فى النقل
*** اعتماد وتحديد الفكرة الرئيسة فى الموضوع
*** يجب ان يدلل تلخيصنا على فكرة الموضوع الاساسية

اما مجالات التلخيص فهى
**** فن له اثر كبير وجليل فى حياتنا الثقافية والفكرية وهو ضرورة لفهم واستيعاب الموضوع والوصول الى زبدته وجوهره
**** التلخيص يضحى ضرورة ملحة فى الوقت الذى لا يمكن فيه اطالة الموضوع كنشرات الاخبار والصحف ولاحظ هنا خطورة هذا التلخيص تكمن فى اثرها على الراى العام ويمكن ملاحظة اثر التلخيص فى المحاضرات والدروس التى تلقى على الطلاب ويفيدهم عند الرجوع له
اما بخصوص موضوعية التلخيص فنجد عند تلخيص الاعمال الادبية من دواوين ومقالات وقصائد الخ نلاحظ ان الملخص يبداء بالتمهيد لهذا العمل المراد تلخيصه واعطاء القارىء بشكل عام نبذة عنه ثم عرضه
على المقاييس بنظر النقاد ثم يتناول الحكم على هذا العمل

بالمحصلة ليس التلخيص فنا من الفنون الجميلة على اعتبار ان الفن مصدره مشاعر وذات المبدع وفى الوقت ذاته يملك الفكرة ويراعى القالب الفنى لها - القطعة المراد تلخيصها - ويضا ملائمة الجمهور لها
وارى ايضا ان الملخص لا يملك الفكرة من العمل الابداعى ولا ذات المشاعر التى يملكها المبدع واضع العمل الابداعى فلذلك يقوم الملخص بتادية مهمته موجزة ولا يضفى على الموضوع شىء من نفسه ومشاعره
الذاتية


وقد يتقلص الفارق بين الادب والتلخيص فيقرب منه بصورة مزج الملخص العمل بتحليله ومنظاره الخاص او عرضه بقالب ادبى مغاير فقد يحول الشعر الى نثر وهكذا
وعليه فان الملخص يترك بصمات واثر مكنونات نفسه فى العمل المراد تلخيصه وهذا امر ثابت ومثبت فروح الملخص يتركها فى تلخيصه اذا ملك ادوات التلخيص
ونرجو من الله السداد
بقلم / طارق فايز العجاوى