Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
الجاهلية - ماهي - هل نعيش جاهلية في القرن الحادي والعشرن

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: الجاهلية - ماهي - هل نعيش جاهلية في القرن الحادي والعشرن

  1. #1
    أستاذ بارز الصورة الرمزية محمد خطاب سويدان
    تاريخ التسجيل
    28/06/2009
    المشاركات
    536
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي الجاهلية - ماهي - هل نعيش جاهلية في القرن الحادي والعشرن

    الجاهلية
    أطلق اسم العصر الجاهلى على العصر ما قبل الاسلام أي قبل البعثة النبوية فقيل مثلا الشعر الجاهلي والأدب الجاهلي ، وكنا نتساءل هل الجاهلية فقط ما كان قبل الاسلام ؟، هل نعيش الان في جاهلية هي اسوأ من جاهلية قبل البعثة ؟ النبوية ، أم أن التسمية اقتصرت على الذين عاشوا قبل الاسلام ، هل هي مفهوم يكون من اتصف بشروطها جاهلي وكذلك العصر الذي نعيشه عصر جاهلي .
    يرجع لفظ الجاهلية إلى الأصل اللغوي «جهل» الذي يعني الخفة وخلاف الطمأنينة من جهة، وما هو نقيض العلم من جهة أخرى. ويعبّر العرب عن المفهوم الأول بألفاظ متنوّعة متعدّدة تبقى في إطار حقل دلالي متجانس، كالطيش والنزق والسَّفَه والحُمق والتهور والحَميّة، كما في قول عمرو بن كلثوم
    ألا لا يَجْهَلَنْ أحدٌ علينا
    فنجهلَ فوقَ جهلِ الجاهلينا
    وكأن المعنى : نجازي من يجهل علينا بسفه او نزق وتهور بما هو أعظم من تهوره ونزقه .
    وقول الفرزدق :
    أحلامُنا تَزِن الجبالَ رزانةً
    وتَخالُنا جنّاً إذا ما نجهل
    والمقصود بالجهل هنا التهور فإذا كانت الاهانة او الاعتداء من أحد فإن رد الفعل يكون خاليا من التعقل والتبصر فتكون الهجمة على الاعداء بدون حساب للعواقب .
    و الجاهلية- كما عناها القرآن وحددها- هى حالة نفسية ترفض الاهتداء بهدى الله، ووضع تنظيمى يرفض الحكم بما أنزل الله فكان الموضع الاول لكلمة جاهلية بقوله تعالى : (أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون) المائدة 50
    هى إذن مقابل معرفة الله ، والاهتداء بهدى الله ، والحكم بما أنزل الله وليست مقابل ما يسمى العلم والحضارة المادية ووفرة الإنتاج .
    وكانت لهم صفة الجاهلية لأنهم يحكمون أهواءهم ويرفضون حكم الله وقد اعطاهم الاسلام البديل بأن يحكموا بما أمر الله سبحانه وتعالى .
    فذلك هو المقياس الذى يقيس به القرآن الحياة البشرية وهو المقابل للجاهلية، سواء جاهلية العرب أو أية جاهلية غيرها فى التاريخ .

    ومن ثم فهى ليست محصورة فى الجاهلية العربية ولا فى فترة من الزمن معينة وإنما هى حالة يمكن أن توجد فى أى وقت وفى أى مكان كما توجد كذلك فى أى (مستوى) من المعرفة و (الحضارة) والتقدم المادى والقيم الفكرية والسياسية الاجتماعية و (الإنسانية) إذا كانت هذه كلها لا تهتدى بالهدى الربانى، وتتبع أهواءها وترفض أن تتبع ما أنزل الله
    وأن(الجاهلية) و (الهوى) سيان
    فالجاهلية تحكم بأهوائها وتنحرف عن هدى الله لتتبع سواه
    وقد وردت كلمة (جاهلية ) في القران الكريم في قوله تعالى :
    ( يَظنُون باللّه غَيْرَ الحقِّ ظنَّ الجاهلية يَقُولُون هَلْ لنا من الأمْرِ من شيء قل إن الأمر كلَّه للّه ) آل عمران 154
    وإنما كان هذا ظنَّ السوء، وظن الجاهلية- وهو المنسوب إلى أهل الجهل وظنَّ غير الحق، لأنه ظنَّ لا يليق بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى .
    كما وردت الجاهلية في الآية القرآنية :
    (وَقَرنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) .الاحزاب 33
    وبهذا النص تكن الجاهلية ايضا التبرج بشكل ينافي تعاليم الدين الاسلامي وعدم طاعة أوامر الله ورسوله ، فهي اذن مخالفة تعاليم الاسلام فيما فرض الله علينا . فهي تخص المرأة من حيث الملبس والخروج والسلوك .
    ووردت في قوله تعالى (إذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ) الفتح 26
    وهي هنا ليست مقابل العلم ولكن غمط الحق واتباع الباطل والتكبر على الناس . وأن يرى نفسه فوق البشر للون أو المكانة أو غير ذلك .
    كان لأبي ذر رضي الله عنه عبداٌ مملوكا، وحصل أن دار بينهما خلافٌ حول مسألةٍ ما ، وتطوّر الخلاف إلى تلاسن بالقول وتراشقٍ بالألفاظ، فعيّر أبو ذر رضي الله عنه الرجل بأمّه الأعجمية فقال: "يا ابن السوداء"، فغضب العبد من هذه المقولة لما انطوت عليه من استنقاصٍ وتعريضٍ به، فانطلق إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يشكو إليه قول أبي ذر رضي الله عنه.
    وعندما استمع النبي – صلى الله عليه وسلم- شكاية العبد تمعّر وجهه غضباً، وقال لأبي ذر رضي الله عنه: ( أساببت فلاناً؟، أفنلت من أمه؟) ، فاعتذر قائلاً: "يا رسول الله، من سبّ الرجال سبّوا أباه وأمه"، لكنّ اعتذاراً كهذا لا يمكن القبول به في ميزان الإسلام والشرع، بل هو ضربٌ من ضروب العصبيّات الجاهليّة التي جاء الإسلام لاجتثاثها، فقال له عليه الصلاة والسلام : (يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية) " .
    إذن هي رواسب الجاهليّة في نفس أبي ذر ، وهو الذي ظلّ يُفاخر الناس بإسلامه مبكّراً، واستاء أن يتسلّل إليه ذلك الخلق دون انتباهه ، فقال رضي الله عنه: "على حين ساعتي هذه من كبر السن ؟"، فجاءه الجواب : (نعم) ثم تطرّق النبي – صلى الله عليه وسلم - إلى قيمٍ أخلاقيّة ومُثُلٍ عالية لم يحظ بمثلها الضعفاء على مرّ العصور فقال : ( إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن جعل الله أخاه تحت يده فليُطعمه مما يأكل، وليُلبسه مما يلبس، ولا يكلّفه من العمل ما يغلبه، فإن كلفه ما يغلبه فليُعِنْه عليه ) .( بأبي انت وأمي يارسول الله) .
    وبهذا تكون الاساءة الى الغير بدافع الغيرة او الحقد او الحسد او الشعور بأنه أفضل يعتبر جهالة ومن باب الجاهلية لقوله تعالى في سورة يوسف (قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ ) 89 .
    وهي الجهل بالشيء أي عدم معرفة سبب كون الشيء على الحالة التي يراها الانسان بمعنى عدم الحكم على الناس بالمظاهر والظاهر لقوله تعالى (لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ ).
    والجاهلية الانحراف عن الفطرة السليمة الني فطر عليها الانسان لقوله تعالى (أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ) النمل 55
    وكانت عبادة غير الله في الارض جاهلية وجهالة لقوله تعالى (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَآئِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْاْ عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَـهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ) الاعراف 138
    وهي ما يؤكده قوله تعالى (قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُم مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ ) الاحقاف 23
    إذن كأن الجاهلية هي عدم عباة الله في المعنى الشمولى وذلك بعد اتباع اوامر الله واجتناب نواهيه في علاقة الانسن بنفسه وبمن حوله وعلاقته مع الله إذ ان هناك حقوقا لنفسه وعليه وحقوقا للناس عليه ولربه حقا عليه يجب عليه ان يؤديها ومن قصر في إحدى هذه الحقوق ففيه جاهلية وهو ما يؤكده حديث ابي ذر رضي الله عنه .
    ولذلك نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجاهلية بأشكالها وصورها ودعا الى نبذها ونركها .
    جاء في صحيح البخاري أن رجلان من المهاجرين والأنصار تشاجرا فَقَالَ الأَنْصَارِىُّ يَا لَلأَنْصَارِ. وَقَالَ الْمُهَاجِرِىُّ يَا لَلْمُهَاجِرِينَ
    فَسَمِعَ ذَاكَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فَقَالَ مَا بَالُ دَعْوَى جَاهِلِيَّةٍ
    قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ .
    فَقَالَ : (صلى الله عليه وسلم ) دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ

    كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليس منا من دعا الى عصبيه وليس منا من قاتل على عصبيه وليس منا من مات على عصبيه) صحيح مسلم .

    فالعصبية هى أساس الفتن وتجعل المسلمين فى فرقه وتناحر والدعوة لتجنبها واجبه حتى تسلم امتنا من النعرات العصبيه لطائفه أو مذهب أو وطن
    قال – صلى الله عليه و سلم -: { مَن نصر قومه على غير الحق فهو كالبعير الذي رُدّيَ فهو ينزع بذنبه }
    ( رواه أبو داود و إسناده صحيح )
    قال – صلى الله عليه و سلم :" إنه أوحيَ إليَّ : أنْ تواضعوا حتى لا يفخر أحدٌ على أحد و لا يبغي أحد على أحد " ( رواه مسلم ) )
    و لهذا حذَّر النبي – صلى الله عليه و سلم - مِن أمور الجاهلية في حجة الوداع فقال :" .... ألا كلُّ شيء مِن أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع ..." ( رواه مسلم ) .
    ولهذا نحس هذه الغربة بين أهلنا حيث نعيش بين الناس ونحس بالغربة بين إخواننا حيث نسافر اليهم للعمل او لمهمة نقوم بها . فإذا انتهت الجاهلية في نفوسنا كانت الخطوة الاولى في بناء المجتمع المسلم على غرار السلف الصالح .
    فالأمر إذا إما الهدى وإما الضلال.. إما الإسلام وإما الجاهلية.
    محمد خطاب


  2. #2
    مـشـرفة منتدى التطوير الذاتي والإنماء المهني الصورة الرمزية سميرة رعبوب
    تاريخ التسجيل
    13/05/2011
    المشاركات
    7,487
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: الجاهلية - ماهي - هل نعيش جاهلية في القرن الحادي والعشرن

    طرح مميز جدا تشكر عليه دكتور محمد خطاب سويدان
    فالأمة الاسلامية اليوم تعيش جاهلية معاصرة تتمثل في كثير من الأمور
    التي نخرت في قواها وكانت سببا في ضعفها وتكابل العدو عليها
    وأصبح أبناء الاسلام يشعرون بالغربة في أوطانهم ، بسبب قوانين وأنظمة ربت
    الجاهلية في نفوسهم واتخذوها أصناما لهم .. وليس هناك خلاص للأمة الاسلامية
    إلا بالانقياد التام لشريعة المولى جل وعلا وسنة الهادي الأمين محمد صلى الله عليه وسلم
    أكرر شكري وتقديري لقلمك الرصين ،،

    رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا

  3. #3
    أستاذ بارز الصورة الرمزية محمد خطاب سويدان
    تاريخ التسجيل
    28/06/2009
    المشاركات
    536
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: الجاهلية - ماهي - هل نعيش جاهلية في القرن الحادي والعشرن

    اشكر لك اختنا الفاضلة سميرة رعبوب لهذه المداخلة القيمة
    حتى نصل لبر الامان يجب ان نعرف اين المصاب
    فنعرف علاجه . ولا علاج إلا بكتاب الله وسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم
    تحياتي لك


  4. #4
    أديب وكاتب الصورة الرمزية سعيد نويضي
    تاريخ التسجيل
    09/05/2007
    العمر
    68
    المشاركات
    6,488
    معدل تقييم المستوى
    23

    افتراضي رد: الجاهلية - ماهي - هل نعيش جاهلية في القرن الحادي والعشرن

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    سلام الله على الاستاذ الدكتور محمد حطاب سويدان...

    مقالة قيمة جدا تناولت مفهوم الجاهلية في تعدد صورها في الكتاب الكريم و في الواقع التاريخي الذي ما نزل الوحي إلا لتصحيح تلك الآفة الكبيرة و ذاك الانحراف سواء على المستوى النفسي أو الاجتماعي أو العقدي حتى يستقيم الإنسان على مراد الله جل و علا...

    و من خلال القراءة تبادرت إلى ذهني بعض الأسئلة انطلاقا من قراءات هنا و هناك حول الظاهرة موضوع المقالة...

    مكن القول و الله المستعان أن الجاهلية ظاهرة تاريخية...تعيد إنتاج آلياتها داخل منظومة معرفية فكرية...و كل ظاهرة تاريخية هي بالضرورة ظاهرة اجتماعية لها حضور على المستوى النفسي ألفردي و كذا الجماعي ،مما يجعلها أكثر صعوبة من غيرها حتى تخضع لعملية التغيير...لكنها قابلة للتغيير و ليست مستحيلة...و هنا يكمن بيت القصيد...

    فهل يمكن القول بناء على ما هو نسبي و مطلق فيما يخص الظواهر التاريخية... أن ظاهرة " الجاهلية " ذات أسس "مطلقة" لا يمكن اقتلاع جذورها بالمرة ،أم أنها ذات بعد نسبي تتغير بتغير حالات الفرد و المجتمع على السواء...فإذا كان الأمر كذلك فالإسلام هو الدواء الناجع لهذه ألظاهرة كما هو الدواء لغيرها من الظواهر المرضية و المنحرفة، و هذا لا شك فيه...فهل وجودها لذى الغير يؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر في الحفاظ على ميكانيزماتها حتى تحتفظ بوجودها كظاهرة ذات أسس تاريخية...و بالتالي تعيد إنتاج نفسها بنفسها...و كأنها ظاهرة مغلقة من الصعب تغيير الأسس العميقة القائمة عليها...على اعتبار أن تغيير ما بالنفس هو أصعب بكثير ما دونه...؟

    دليلي على هذا القول هو ورودها بتعدد صورها في كتاب الله عز و جل الذي لا يحده مكان و لا زمان...و من تم فوجودها قبل الإسلام و خلال الإسلام بدليل ذكرها في أكثر من موضع في القرآن الكريم وجود الأحاديث النبوية لسيد الخلق و المرسلين صلى الله عليه و سلم و استمرارها كظاهرة من شأنها أن تنتج حالة عدم التوازن في نسيج الشخصية الإسلامية حتى تنحرف عن مسارها و لا تؤدي دورها ، دور الاستقامة في عالم يحتاج إلى العديد من الوصفات حتى تستقيم إنسانيته التي تناسب "العلمية" التي ينعم فيها بدل "الجاهلية" التي تشكل أكبر نقمة على الإنسان...

    فالجاهلية و هي ثمرة من ثمار شجرة الجهل لهي رديفة لشجرة الظلم التي ما وجد الإنسان إلا لكي يقومها بما أودعه الله عز و جل من حكمة و يستبدل ثمار الجهل بفواكه العلم و عناقيد الظلم بحبات العلم...

    تحيتي و تقديري...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    {فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى }الأعلى9
    افتح هديّتك و أنت تصلّي على محمّد رسول الله
    http://www.ashefaa.com/islam/01.swf

    جزى الله الأخ الكريم خير الجزاء على هذا التذكير.
    اللهم صل على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم و بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

  5. #5
    أستاذ بارز الصورة الرمزية محمد خطاب سويدان
    تاريخ التسجيل
    28/06/2009
    المشاركات
    536
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: الجاهلية - ماهي - هل نعيش جاهلية في القرن الحادي والعشرن

    الاخ الكريم الاستاذ الفاضل سعيد نويهض
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    اشكر لكم هذه المداخلة الرائعة حول موضوع الجاهلية وهذه التساؤلات في جوهر الموضوع وأساسه .
    الانسان على مر العصور ومنذ بدء الخليقة تتحكم به أهواء وميول هي نفس ميول الإنسان الأول وإن اختلفت الصور المادية من حوله وتطورت قدراته في استخدام الآلة ولذلك فما ان استعمر الارض حتى كان له هدى من الله حتى لا يحيد عن الصواب قال تعالى في سورة البقرة ( فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ) .
    والانسان بميوله وأهوائه التي تنازعه حقيقة كونه مخلوقا لخالق ، يظلم أخاه الانسان بطرق شتى منها انه الافضل ويستحق ما لا يستحق غيره ويرى انه المستحق التحكم بمقادير ومقدرات الاخرين وينحرف عن الطريق السليم في اشباع حاجاته فكانت الجاهلية بصور شتى كما ناقش المقال .
    وكما ذكر الغزالي رحمه الله انه ليس ثمة مطلق إلا الله فالإنسان وهو ما نتفق عليه انه يحتاج من الله سبحانه وتعالى طريق الهداية فهي من الله الخالق وليست نابعة من اتباع الاهواء او الظن .
    ولعل الجاهلية ترتبط احيانا بالأفراد وسلوكهم تجاه الاخرين وقد يكون سلوكا جاهليا من دولة تجاه دول أخري فقد سميت دولة الروم والفرس بدولة جاهلية رغم كونهما دول ذات حضارات قديمة ، وجاهلية الدول اكبر وأخطر منها من الافراد لانها تقوم على معاملة شعوب بأكملها على مبدأ أبي ذر مع خادمه ، فتسلب ثرواتهم وتنزع حقوقهم كبشر لهم الحق في الحياة وتصادر اختياراتهم في الدنيا .
    ورأينا ذلك يتكرر على مر العصور فحضارة الانكا والازتيك تم تدميرهما من منطلق جاهلى ولاشك ومحاولة تغيير وجه الجزائر من فرنسا هو كذلك والامثلة كثيرة متعددة تؤكد ما ذهبت اليه من انها ظاهرة تاريخية تعيد اننتاج نفسها بصور مختلفة ووجوه متعددة .
    القران الكريم ذكرها مما يعني تواجدها وحضورها بين البشر لانه امر يتعلق بفكرهم ونفسيتهم الذي لابد من ضابط لهما ولا طريق إلا الاسلام .
    اشكر لك اخي سعيد هذا الحضور المتالق


  6. #6
    أديب وكاتب الصورة الرمزية سعيد نويضي
    تاريخ التسجيل
    09/05/2007
    العمر
    68
    المشاركات
    6,488
    معدل تقييم المستوى
    23

    افتراضي رد: الجاهلية - ماهي - هل نعيش جاهلية في القرن الحادي والعشرن

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    سلام الله على الفاضل الدكتور الفاضل محمد خطاب سويدان...

    حقا المطلق هو الله عز و جل و ما دونه نسبي لطبيعة الفناء التي قضى بها رب العالمين على ما دونه...

    إن الجهل ضد العلم.
    حقيقة لا يناقشها اثنان و لا يجادل في واقعيتها عاقلان. و الحقيقة هي كشف لمجهول أصبح معلوما في لحظة زمنية معينة...و من تم تظل الحقيقة سارية المفعول إلى أن يتم تفنيدها أو الإتيان بأكثر منها صحة و مصداقية و واقعية...

    فهل الجاهلية و هي وصف لحالة تكررت عدة مرات في الكتاب الكريم الذي ينطق بالحق و لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه و لا ريب في عدم خضوعه للزمان و المكان بالرغم من ورود آيات تشير إلى أزمنة معينة و أمكنة معينة...فالعبرة بشمولية الدلالة و المعنى لا بخصوصية اللفظ و الحدث...أو بالحكمة التي تبتغي الآية تبليغها لا بالحدث التي نزلت من أجله...

    حقيقة هو الحدث ينال نصيبه من الحكمة التشريعية أو الحكمة الوعظية أو حكمة التدبر و التفكر...و كذلك يمكن تنزيل الحكمة في معناها رغم بعد المسافة الزمنية و المكانية للحدث التي قيلت و نزلت من أجله الآية الكريمة...فالجاهلية بصورها المتعددة هي دعوة باطلة كما تفضلت بشرحها و توضيحها في المقال السابق الذكر...و العلم باعتباره نقيض الجهل هو وعي بالضرورة و من تم يأخذ شرعيته لأنه دعوة الحق و الحق هو الإسلام...

    و من هذا المنطلق يصبح اختلاف التصورات التي تنطلق من المعتقدات هي تكريس لما يسمى الجاهلية أو إعادة إنتاج سلوكيات الجاهلية التي تتجاوز الحق لما هو باطل...اختلاف التصورات هو مربط الفرس الذي يستند إليه من يرغب في تبرير سلوك يناقض الحق...اختلاف المعتقد نابع من طبيعة التنشئة الاجتماعية التي تربى فيها الفرد و شربت منها الأسرة و المؤسسات الاخرى التي أنشأت في نهاية المطاف ما يمكن تسميته بــ"الشخصية"...على اعتبار أن الشخصية هي صفة جامعة تمثل الهوية الثقافية بكل مكوناتها تبتدئ من أبسط شيء كطريقة التحية إلى أعقد عملية فكرية يمكن أن تصدر عن الإنسان كرد فعل...

    فالإنسان لا يمكن أن يعيش بدون معتقد...لأن المعتقد هو الذي يشكل له الطمأنينة و الأمان حتى و إن اعتقد في الشجر و الحجر و غير ذلك من المعتقدات التي لا تنفعه و لا تضره...فضرورة الإنسان و حاجته للمعتقد هي التي تملي عليه التمسك بمعتقده حتى ولو كان على ضلال...لأن ذلك المعتقد هو قرون من التنشئة... طبقات فوق طبقات من الزمن تراكمت في أعماق الإنسان...فحتى و لو كان عمر الإنسان لا يتجاوز الثلاثين أو الأربعين سنة...فالمعتقد الذي يحمله في أعماقه هو ثقل تلك السنين مضاعفة اضعافا كثيرة...لأن المجتمع الذي شرب منه ذلك المعتقد تأسس عبر حقب عرفت الصواب و الخطأ عرفت الحق و الباطل... فعرفت الهدى كما غلب عليها الهوى فاختل المعتقد...فأصبح من الضرورة إرسال الأنبياء و الرسل لمعالجة الخلل ، حتى يستقيم الإنسان على مراد الله و يتخفف الظلم و الجهل...

    و ما جاء الإسلام إلا لتصحيح ما يسمى المعتقد...و الجميل الرباني في هذا أنه لم يأت بالإكراه و الغصب و العنف و الضرب و ما إلى ذلك من أشكال القهر بل أتى بالحب بالحجة بالمنطق الأكثر عقلانية الذي لم تصل إليه العقول البشرية لأنه من عند الخالق رب العالمين الأكثر علما و إحاطة و معرفة بما يسعد الإنسان في دنياه و في آخرته...

    لكن الإنسان بحكم العقل [الباحث عن الكمال الغير مدرك في الحياة الدنيا بطبيعة الحال]المتفاعل الموجود بين ماضيه و حاضره استطاع أن يسائل الواقع التاريخي عن السنن التي تحكمه...باعتباره واقعا قائما على سنن و قوانين تعيد إنتاج أدواتها من تلقاء نفسها و كأنها سنن موضوعية و قوانين حتمية...

    و من هنا هل يمكن اعتبار السنن التاريخية التي حاول الإنسان ضبطها للتحكم في حركتها و صيرورتها قد نوصل لمعرفة بعضها و غابت أخرى عنه...فانزلقت من يديه كلية أو أنه لا مس بعضها و لم يستطع السيطرة عليها كما سيطر على بعض من السنن الطبيعية و من تم تسخيرها لرفاهية و رقيه و تقدمه (سلبا و إيجابا) فلم يستطع الإمساك بها و من تم ظلت السنن الضمنية في الطبيعية البشرية هي السنن المتحكمة في الواقع و من تم تنتج نفسها بشكل يحافظ على الجوهر باعتباره جوهر " مطلق " أي لا يتغير مهما تغيرت الظروف و الشروط الموضوعية و ما يتغير هو الشكل الذي يأخذه بالإضافة إلى التعليلات التي تساند و تبرر كل تغيير و كل تصرف على حده...الشيء الذي ينتج عنه نسبية الشكل و مطلقة الجوهر على اعتبار أن الحق جل و علا و هو المطلق الذي يغير و لا يتغير بل ليس كمثله شيء ، و من تم لما خلق السنن الجوهرية جعلها مطلقة لا تتغير إلا بمشيئته...

    يقول الحق جل و عل :
    {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (62) } سورة الأحزاب.
    {سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (23) } سورة الفتح.

    كذلك يمكن القول أن الحقائق التي اكتشفها علماء التاريخ و سموها قوانين و سنن هي حقائق نسبية لم ترتق إلى الجوهر المطلق لأنهم وجدوها تتغير بتغير الشروط المنتجة لها...

    لذلك فالجاهلية و هي الصفة الثانية التي وصف بها الحق جل و علا الإنسان في مسألة تحمل " الأمانة " بعد الظلم...{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا(72)} سورة الأحزاب.

    هي إشكالية الأحزاب في وقتنا الحالي فهي التي تتقاسم ما يسمونه التداول في الحكم في تسيير شؤون المجتمعات...فهل يمكن اعتبار أن المهمة الأساسية للأحزاب هي تحقيق العدل في تدبير شؤون الأمة و من تلافي آفة الجهل حتى لا تعيد الظلم و الجهل كشرط أساسي لتحمل الأمانة...؟

    لأن السياسي إن لم يكن في دائرة العلم فهو بالضرورة في دائرة الجهل...و العلم يأخذ بعدا شموليا تتشكل أكبر دائرة في مجمل دوائره دائرة الدين/الإسلام....و ضمن الدائرة الكبرى توجد دوائر أخرى ضمن الدائرة الأصل...فالفطرة التي هي الإسلام كما ورد في الميثاق الأول الذي أخذه الله من ذرية آدم...يقول الحق جل و علا:{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173) وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (174)} سورة الأعراف.

    فالمؤمن لا يجادل في الحقيقة المطلقة و لكن درجة الاعتقاد بحقيقتها كسنة فاعلة في الفطرة تفاوت من حيث التأثير بحسب درجات العلم أو دركات الجهل...لأن العلم ينتج عنه العدل و الجهل ينتج عنه الظلم...و لأن العدل يزيد من توسيع دائرة العلم كما أن الجهل يزيد من دائرة الظلم...و الاستثناء الوحيد في التاريخ - إذا اعتبرنا أن الجهل هو نتاج الأمية على مستوى القراءة و الكتابة - كان هو سيد الخلق و المرسلين النبي الأمي الذي صنع حضارة كان أساسها العلم الذي ارتقى بالإنسان من دائرة الجاهلية إلى دائرة الحضارة...لأنه استقى علمه من العليم الحكيم جل في علاه...

    فإذا كانت سنن الطبيعة لا تتغير من تلقاء ذاتها و أن سنن الطبيعة البشرية قابلة للتغيير بحكم سنة التغيير التي وضعها الحق جل و علا كشرط لبلوغ و تحقيق التغيير الذي يرضى عنه الحق جل و علا و يباركه و يزكيه هوالذي يبتغي التقوى بدليل قوله جل و علا : {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ (11) } سورة الرعد.

    فالعلم بسنن التغيير الموضوعية تؤدي إلى التقوى التي تؤدي بدورها إلى اكتساح مناطق الجهل الذي يشكل النواة الجوهر لما يسمى الجاهلية سواء الأولى أو الثانية...

    تحيتي و تقدير و كل عام و أنتم بألف خير و رمضان كريم...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    {فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى }الأعلى9
    افتح هديّتك و أنت تصلّي على محمّد رسول الله
    http://www.ashefaa.com/islam/01.swf

    جزى الله الأخ الكريم خير الجزاء على هذا التذكير.
    اللهم صل على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم و بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •