أرسلت لهم كتابا
كان اسمه سلاما
حمله حماما
لم يجدهم نياما
قلت لهم كلاما
ليس بعده نداما
أخبرتهم
أن قلبي معهم
وأن حبي لهم
صاف صفاء
قلب أمهم
عيونهم تبرق
بدمع متحجر
و شفاه جفت
لبرد و جوع
أصغرهم أكبرهم
وأكبرهم أتعسهم
صبيان يجرون
يلعبون بالحجر
وليس للعبة
أو الدمية
لديهم مكان
سألهم الحمام
أين الأهل؟
أين الدار؟
أين القوت؟
أخبروه:
لا دار ولا أهل
ولا قوت
الكل أخده
الرصاص
ناح الحمام
ليتني كنت معه
لأنوح لنوحه
لكنني تذكرت
بسمة تلك
الصبية تخط
الرمل
ترمي الأعواد
تبتسم إبتسامة
تنسيني لنوح
الحمام
فقدت الأهل
و الدار
و القوت
لكن بسمة
لم تفقد البسمة
إنها حية
و تحب أن تحيا
تحلم بالأرجوحة
و ببعض الخبز
وبمعلمة
تحب الطبشور
تريد الكتابة
على لوح
و ليس على جدار
بسمة إسم
على مسمى
رغم الدم السائل
رغم الشوك المغروز
رغم الشوق للمفقود
بسمة تبتسم وتحلم
و تصمد ،و تحلم
لا تشتكي ،و تحلم
لا تبكي ،وتحلم
و كأنها خلقت لتحلم
ربما ارضعت حلما
لا، ما تعلمته
و ما حفظته
و ما أفهموها إياه
بل ارضعته
نعم الأم تلك
التي أشبعت بسمة
حلما بل أحلاما
ارضعت بألوان قزح
و بنملة وحبة قمح
ارضعت ثورة على
على من يذبح
لا زالت بسمة تفرح
تجمع التربة و تمرح
تخفيها في جيبها
ظنا منها أنها ستنهب
بسمة تعشق التراب
و ليس أي تراب
تراب ذفن فيه الأبوان
تراب ذفن فيه الأخوان
تراب ذفن فيه الأختان
تراب ذفن فيه الخلان
لكن تعود بسمة تحلم
تحلم بيوم أجمل
صمودك يثير إعجابي
صمودك يشمئز منه غيري
صمودك بسمة
يزيد غازيك غزو
تشرق الشمس
إشراقة حلم بسمة
فرحت لأنها تحيا
وأملها لا زال يحيا
لم تعد تحلم
بمعلمة ، و طبشور
و لوح فحسب
بل تحلم بالأهل
بالدار
بالقوت
تحب الإخضرار
ملت من إحمرار الجدار
ترفع علم الأحرار
وتتدمر من آثم جبار
بسمة من مكان لمكان
تنقب عن كنزها المفقود
لعلها تجده يوما
فتسميه الحرية