رد فعل المتلقين للأداء

من أعراض هذا التنشيط الجسمي التصفيق والتصفير والصراخ وضرب الأرض بالقدمين وهي أعراض تظهر لدي المتلقين الذين تم تحريكهم فعلا بفضل هذا الأداء .
وقد لاحظ براديير أن هذا هو ما يفرق بين مشاهدة الأداء والحلم فخلال الأحلام يكون الجهاز الحركي مفصولا وذلك من أجل منع أي تعبير جسمي عن الأشكال السلوكية التي يتم تصنيعها في المخ .

وتستعيد فنون الأداء خاصة الأشكال الحية منها كالمسرح في مقابل الأنواع التكنولوجية كالأفلام والتليفزيون ذلك التكامل الخاص بين العقل والجسم وتظل في الوقت نفسه محافظة علي الشكل الشبيه باللعب الخاص بها ويعمل الأداء علي حث حركات أولية لدي المتلقين وهي حركات قد يمكن قياسها نظريا ومن ثم يمكن التفكير في الأداء كما يقول براديير باعتباره نوع من الحلم المنشط .

المحاكاة والتعبير الإيمائي :
هناك غريزة أخري في الأداء الإنساني وهي غريزة المحاكاة حيث تعتبر مشاهدة الآخرين وهم يتصرفون من المصادر الادراكية لحب الاستطلاع ويحدث ذلك سواء كنا علي الشاطئ او في القطار او كنا نشاهد تمثيلية .
وأحد أسباب ملاحظتنا للآخرين هو أن نتمكن من استدماج بعض الجوانب المحددة من سلوكهم في المخزون السلوكي الخاص بنا .
أن المحاكاة هي الطريقة الأولية التي نكتسب من خلالها العديد من جوانب سلوكنا الثقافي وبشكل خاص اللغة وقواعد السلوك المهذب وأساليب الملاطفة وغيرها .
ان الدلالة التطورية للمحكاة دلالة واضحة فهي تساعد علي نحو كبير في تمثلنا للأنماط السلوكية الثقافية وتساهم بدرجة كبيرة أيضا في التخاطب مع الأعضاء الأخرين .
نحن نعتمد أثناء الأداء الدرامي علي مهارتنا الخاصة في المحاكاة والتعبير الإيمائي بطرائق عدة وربما كان الشكل الأكثر وضوحا الدال علي ذلك هو تبينيا لنبرات صوتية ذات شكل كلي اجمالي .
واضافة الي ما سبق نحن نحفظ أبيات القصائد الشعرية وبصفة خاصة ما يكون منها علي هيئة أغاني أساسا من خلال المحاكاة كذلك توحي الكلمة التي تشير الي التمثيل او التعبير الإيمائي بأن لغة الجسد تكتسب أيضا الي حد كبير من خلال المحاكاة .