معالجة المعلومات

توجد أسس قوية لهذا الاستعداد الإنساني الخاص لإنتاج وتذوق الفن وهذه الأسس موجودة في النشاط المعرفي الخاص بأمخاخنا بالغة التقدم .
فجهازنا الادراكي مزود بالقدرة المتبلورة المرهفة علي التميز بين الأنماط الادراكية السمعية والبصرية من المثيرات .
وكذلك توجد لدينا امكانات وقدرات غير عادية خاصة بالذاكرة وهي امكانات وقدرات لها قيمتها الكبيرة مثلا في التعرف علي وجوه الأفراد ودون شك تساهم المتعة المكتسبة من ممارستنا لهذه القدرة الخاصة بالإدراك التفصيلي في أشكاله البصرية والسمعية في اهتمامنا بعديد من الأشكال الفنية .

توجد لدينا كذلك حاجة ما الي أن نفرض نظام علي المثيرات العشوائية والمركبة وأن نبحث عن شكل قابل للتعرف عليه .
والشئ الأكثر أهمية هو أننا نحمل في أمخاخنا مفاهيم مجردة مثل شكل شجرة أو صوت الحية وهي مخططات أو برامج نحاول أن نجعلها تتناسب مع الاحساسات القادمة الينا وأن نستفيد بها في تحديد هذه الاحساسات .

وتعمل عملية ادراك الأنماط الكلية في البيئة علي معاونة الذاكرة في التخزين والاستعادة للمعلومات كما تمكننا من الاكتشاف السريع للأخطار الموجودة في البيئة .
ولم تتطور مثل هذه القدرات أصلا من أجل الإنتاج الفن لكن ظهور هذه القدرات في المخ الإنساني جعل إنتاج الفن أمرا ممكنا بل ضروريا .
ويكمن الكثير من استمتاعنا بالموسيقي وكذلك الفن البصري في حالة الاشباع الخاصة التي نشعر بها .
ويحتاج الفن العظيم دائما الي درجة ما من العمل العقلي من جانب المشاهد أو المستمع وذلك قبل أن يتم حصد المكافأة لكن الاشباع هو أكثر الثمار التي يتم جنيها .
وتقترح نظرية تشغيل المعلومات حول الفن وجود مستوي مثالي من الألفة أو عدم اليقين بالنسبة للتفاعل بين العمل الفني والمتلقي له .
فإذا كان العمل الفني شديد الوضوح وقابلا للتنبؤ به بسهولة فأنه سيصبح مملا علي نحو ملحوظ .
كذلك إذا كان العمل الفني مركبا أو معقدا جدا بحيث نقلع تماما عن محاولة اكتشاف الأنماط الزاخرة بالمعني فيه فأننا نصبح واقعين في أسر الملل أو نصبح حتي قلقين علي نحو واضح .