حوار منفرد

يدخل غرفتها في المصحة وهي في الغيبوبة لا تدري بوجوده .. يأتي إليها مكسور حزين يجلس بجانبها يخاطبها وكأنه يتحدث مع روحه المكسورة :
- كل شئ يتسرب مني الكل يتركني للجراح والآم أحس أني فوق جبل شاهق أقف عند حافة هاوية أكاد أسقط في اللانهاية لا أحد يحس بي لا أحد يدري ماذا يحدث لي .
الكل يصطنع البكاء يقولون أنهم بجانبي لكن لا ليسوا بجانبي ، ليس هناك إلا قلب واحد فقط بجانبي ويعلم ماذا يدور لي .

أسير ولا أعلم ماذا سينتهي بي الطريق أشعر بوحدة لم أعشها قط لكن هل سأظل بهذه الوحدة دائما أم سأجد روحي ثانيا ؟ .
أحيانا عندما يطرق اليأس بابنا وبنفوسنا الضعيفة نفتح له نفقد إحساسنا بالحياة وبالحب الذي ظللنا نحلم به وعندما نعود لوعينا ونجده ليس بجانبنا ننهار في الآم الندم والجراح.
وأنا حبيتك وتركتك تعيشين هذه المأساة لكن كنت ضعيف خشيت أن لا أستطيع حمايتك من جراح الدنيا وأنا نادم .. نادم علي تركك.
لقد وقعت في مداهة بدونك ولم يتبقى لي أحد غيرك علي الرغم أنك قد تتركيني .
ألم أقل لك أني لعنة الكل يهرب منها . لقد فكرت ذات يوم أني عندما أشاهدك سأتحدى الدنيا وتكون لي الشجاعة في مواجهة العالم لكن لم أتغير لقد حاولت معي كثيرا لكن لم أستطع .
الكل داركني .. الكل لا يردني حتى أحن قلب لي افتقده ..افتقده وليس بإرادتي حتى أنت لم أستطيع أن أحافظ عليك بالرغم حبك ألذي يسكن قلبي ولا أجد أحد يحب ويسكن في قلبه حب مثلي أنا وأنت .
لكن لماذا ؟ لماذا أنا هكذا لماذا أستسلم بهذه السرعة لماذا لم أستطيع أن أكون لك طلاما أحبك لماذا جعلتك مع شخص أخر وأنت لا تريدينه ؟
كانت أمنيتي أن تكون بجانبي كان حلمي أن أول ملجأ أتي إليه وأبكي علي بابه يكون أنت .
ينظر إليها ويسقط سيل الدموع من عينيه .. يحاول يوقظها لتعيد له وعيه ليستطيع أن يدرك صوابه :
- هل ستظلي في هذه الحالة إلي الأبد إلي متي ستبقين هكذا أفيقي .. تحدثي .. استيقظي .. أحقا لا تحسي بي أحقا لا تسمعيني أني أحتاجك ضميني كي أعيد صوابي جففي دموعي التي نزلت لأجلك تحدثي قولي أي شئ أنا أنهار أمامك لا تتركيني مثلهم .. لا تتركيني مثلهم .
تحاول أن تلمس يده وتواسيه بدون كلام .. يحس بها يحدثها بلهفة :
استيقظتي اجبيني تحدثي معي .. لا تحيريني لقد لمستي يدي لا تتركيني هكذا اجبيني .
ترد عليه بقلبها :
وأنا أيضا كان حلمي أن أكون بجانبك أني أحس بك وأعلم أنك تتألم .
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي