تدريب الممثل والإعداد للدور

قال الممثل الأمريكي جورج بيرنز أن الشئ الأكثر أهمية للمثل هو الصدق فإذا أستطاع الممثل أن يتظاهر بذلك أصبح راسخا في مجاله .
ويشتمل هذا التوجيه المحكم علي المنحنيين الكبيرين في فن التمثيل ويطلق عليهما النسق أو النظام الخيالي , والنسق التقني وأحيانا ما يطلق علي النسق الأخير اسم النسق الفرنسي .

يتعلق الفارق المميز الأساسي بين هاتين المدرستين بما اذا كان علي الممثل أن يتحرك أداؤه من الداخل الي الخارج أم يتحرك من الخارج الي الداخل أي ما اذا كان عليه أن يركز علي الشعور بالدور .
أو أن عليه أن يسقط نفسه أو يلقي بها الي الوضع الخاص بالجمهور بحيث يري هذه الذات من خلال وجهة نظر المشاهدين أنفسهم لهذا السبب قد يسمي هذان الاتجاهان بالاتجاه الداخلي والاتجاه الخارجي .

المنحني الخيالي في مقابل المنحني التقني :
يرتبط المنحني الخيالي كما هو معروف الي حد كبير باسم قنسطيطين ستانيسلافسكي وبمسرح موسكو للفنون .
فقد شعر ستانيسلافسكي أن المسرح الأوروبي حوالي منعطف الفرن التاسع عشر كان شديد الاهتمام بالمظاهر الخارجية للشخصية ومن هذه المظاهر الوضع الجسمي والإيماءات والابراز الصوتي أو التجسيد .
ولذلك حاول ستانيسلافسكي أن يعيد توجيه الانتباه الي العمليات الداخلية لدي الممثلين وفي كتابه الشهير ( ممثل يستعد ) لخص بشكل عام الوسائل التي يستطيع الممثلون من خلالها أن يستحضروا الي مجال خبراتهم المواقف والانفعالات التي يمر بها الكاتب المسرحي ويحاول ان يجعل الشخصيات المسرحية تشعر بها .
وبشكل أكثر تحديدا فأنه قد أوصي بضرورة أن يشعر الممثلون بأنفسهم داخل الدور الذي يلعبونه ويتخيلوا ما يمكن أن يكون عليه هذا الدور خلال الموقف الدرامي علي المسرح .
وهناك ملكة أخري شعر ستانيسلافسكي بضرورة أن يجربها الممثلون ويطوروها وهي الملكة الخاصة بالذاكرة الانفعالية فينبغي علي الممثلين أن يحاولوا تذكر المناسبات التي حدثت فيها خلال حياتهم .
ثم يمكنهم بعد ذلك دمج ذلك الانفعال وكذلك الإيماءات التي أوحي بها في المشهد الدرامي الحالي بشكل مناسب .
لذلك فأن وظيفة الممثل هي أن يكتشف مادة داخل نفسه يكون في امكانه تكييفها بشكل يتناسب مع الدور .