البحرين وميثاق الشرف الاعلامى ...نجاح اعلامى جديد
---
جاءت خطوة هيئة شئون الاعلام البحرينية بتدشين ميثاق الشرف للإعلام المرئي والمسموع فى لحظة مفصلية يعيشها العالم اجمع، حيث يعلب الاعلام بصوره المختلفة دورا مهما فى تشكيل الوعى المجتمعى، فإذا كان صحيحا ان الدولة القوية هى القادرة على مواجهة التهديدات العسكرية والتحديات الاقتصادية، فإن المجتمع القوى هو القادر على حماية ابناءه ومواطنيه من التهديدات الاعلامية التى تمثل خروقا وخروجا على قيمه وتقاليده وعاداته، وتهديد امنه واستقراره. ومن ثم تبرز مسئولية القائمين على شئون المجتمع بصفة عامة والقطاع الاعلامى بوجه خاص. فقد كان نجاح الحكومة البحرينية برؤاه واستراتيجيتها، وبجهودها ومجهوداتها فى مواجهة الازمة المجتمعية التى كادت ان تعصف بكيان الدولة وبوجودها خلال احداث فبراير ومارس 2011، فإن ضمان استمرار هذا النجاح وعدم تعطل مسيرته واعاقة خطواته تستوجب من وسائل الاعلام بمختلف اشكالها وصورها ان تقف امام ما يهدد كيان المجتمع ووحدته ولحمته الوطنية من ناحية. والعمل على دعم مسيرة التطور السياسى والديمقراطى التى انتهجتها المملكة والمبينة على المبادئ والقيم الاساسية للحرية والاستقلالية الاعلامية مع الحفاظ على مصلحة الوطن وأمنه واستقراره واحترام الحقوق والحريات الاساسية التي يضمنها الدستور والتشريعات القانونية وفى مقدمتها حرية الرأي والتعبير في اطار من الضوابط الاخلاقية والمهنية بما يحقق المصلحة العليا للوطن وجميع المواطنين من ناحية أخرى.
ومن هذا المنطق، هدفت تلك الخطوة الى تأسيس عمل اعلامي هادف وحر ونزيه قادر على التعاطي مع كافة الأحداث والتطورات باستقلالية كاملة وحيادية شاملة، من خلال احترام الحرية الاعلامية المسئولة والالتزام بالمبادئ والقيم المهنية للعمل الاعلامي، من خلال تحديد واضح لكافة حقوق وواجبات جميع العاملين في قطاع الاعلام، بما يضمن بناء نظام اعلامي متطور، وارتقاء بجودة اداء العاملين به من خلال الالتزام بالمبادئ والقيم المهنية من صدق وجرأة وتوازن ومصداقية وشفافية ونزاهة .
ومن الجدير بالاشارة أن الميثاق تضمن دليل السلوك الاعلامي الذي يشتمل على عدة مبادئ وهي الحرية والاستقلالية ، المصداقية والشفافية ، الدقة والموضوعية ، المسئولية والمساءلة ، المساواة وتكافؤ الفرص، الحفاظ على المصالح و المكتسبات الوطنية ، الحقوق والمشاعر الانسانية ، الحقوق الفكرية ، المنافسة والترويج ، الاهتمام والترحيب بالمشاهدين أو المستمعين والضيوف ، الاهتمام الوظيفي ، والالتزام بالسلوكيات المهنية ، وذلك كله تفعيلاً لأحكام الدستور ومبادئ ميثاق العمل الوطني فيما يتعلق بكفالة حرية الصحافة والإعلام، وادراكا من الجميع بأهمية دور الكلمة النزيهة والآراء الموضوعية في تنمية المجتمع البحريني وتعميق روح الألفة والوحدة الوطنية .
ويذكر أن اعداد هذا الميثاق جاء في اطار تنفيذ التوصية 1724 (ب) من توصيات اللجنة البحرينية المستقلة لتقصى الحقائق، والتي نصت على "وضع معايير مهنية للإعلام والأشكال الأخرى للمطبوعات تتضمن مدونة سلوك وآلية للتنفيذ بهدف المحافظة على المعايير المهنية والأخلاقية حتى يمكن تجنب إثارة الكراهية والعنف وعدم التسامح، دون الإخلال بالحقوق المحمية دولياً لحرية التعبير".
خلاصة القول ان تدشين هذا الميثاق يمثل بلا شك خطوة لضمان حرية الصحافة والإعلام وفقًا للشروط والأوضاع التي يبينها القانون مع عدم المساس بأسس العقيدة الإسلامية ووحدة الشعب وبما لا يثير الفرقة أو الطائفية، وتماشيًا مع التزامات مملكة البحرين بالمواثيق والتشريعات الحقوقية الدولية، لاسيما الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية للأمم المتحدة، وميثاق الشرف الإعلامي العربي.