بداية المسرح العربي

يري بعض الباحثين أن في مقامات الحريري وبديع الزمان بعض العناصر المسرحية أجهضها الواقع الذي يحرم التمثيل تحريما تاما فقنع أصحابها بأن يجعلوها علي الورق تاركين للراوي او الخيال أن يقوم بدور الممثل .
وانه كان من نصيب ابن دانيال حكيم العيون المصري أن ينقل المقامة خطوة نحو المسرح فاستبدل بالراوي الفرد ظل الشخصيات المسجدة علي ستارة مضيئة وأصبح الراوي رئيس فرقة مسرحية والجمهور المتخيل حقيقيا لابد من الدخول معه في علاقة مباشرة فعلي إقباله يتوقف نجاح الفرقة وحظها من الكسب

وكانت الخطوة المنطقية التالية هي الانتقال من التمثيل بالتصوير الي التمثيل البشري غير أن حاجز التحريم كان لا يزال قائما فضاعت فرصة أن يقوم مسرح عربي في العصور الوسطي .نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
وترك خيال الظل اتجاهه في أثرين الفصول المضحكة التي عرفتها البيئات الشعبية في المدينة والريف , ثم فن الأراجوز الذي قام بدوره حين انحسر خيال الظل .

هكذا تتحدد بداية المسرح العربي بهذا الشكل الذي عرفوه بين ما عرفوا من فنون أوربا وعلومها مع بداية صدمة اليقظة في أوائل القرن التاسع عشر .
ولم يلعب المسرح المصري دورا في تهيئة مناخ انتفاضة 1919 او مواكبتها ان هي الا بعض أعمال قدمت في أعقابها وأسهم وجود فنان الشعب سيد درويش في إعطائها كثيرا من قيمتها .
أما مجمل ما كان يقدمه المسرح طوال العقود الثلاثة من هذا القرن فاقتباسات عن كتاب معروفين او غير معروفين وغنائيات تتخذ مادتها موضوعات بعيدة كل البعد عن الواقع .

في هذه الفترة نفسها بدأ ظهور النص المسرحي الذي يتخذ مادته من الواقع ولعل العمل الأول الذي يستحق الاشارة هو مسرحية فرح انضوان (مصر الجديدة ومصر القديمة ) .
وفيها يعرض ما تحمله ريح الغرب من فساد وتحلل وكانت أول مسرحية تتخذ مادتها من شخصيات الواقع وأحداثه رغم انها لم تخل من الخطابة وتسلل المؤلف وراء شخوصه للوعظ والإرشاد .