كتابة المسرحية التاريخية

نلاحظ في هذه الفترة كذلك ميلا الي كتابة المسرحية التاريخية واهتمام متزايد بها .
فكتب فرح أنطوان صلاح الدين ومملكة أورشليم وقدمها جورج أبيض في 1913 بعدها قدمت مسرحيات تاريخية أخري لإبراهيم رمزي من بينها الحاكم بأمر الله وبنت الأخشيد .

وكلها تقدم لحظات من التاريخ المصري في عصوره المختلفة تقدم تلك اللحظات كما هي دون محاولة لإعادة صياغة جوانب منها أو تفسيرها أو اكسابها دلالات معاصرة .
تلك كانت الملامح العامة حتي بداية الثلاثينيات وفي هذه الفترة لابد أن نقف عند مسرحيين ثلاثة .

أول هؤلاء تاريخيا هو علي الكسار الذي بدأ مسرحه في 1912 وظل يعمل حتي نهاية الأربعينيات وكان له جمهوره الخاص ويري الدكتور علي الراعي في دراسته عن مسرح الكسار أننا أمام ظاهرة فريدة .
والثاني هو نجيب الريحاني معاصر الكسار ومنافسه اللدود علي قلوب العشاق الكوميديا الي تلك المسرحيات التي عرفت صدقا وسخرية بالفرانكو أراب الي مسرحيات كشكش بك ثم الي المسرحيات الممصرة عن البوليفار الفرنسي مضي الريحاني في خط واضح متطور .

ثالث الثلاثة هو يوسف وهبي الذي شغل مساحة واسعة من الساحة المسرحية منذ إنشاء مسرح رمسيس للمرة الأولي في 1923 .
وفي هذه الفترة أيضا شهدت حدثين مهمين في التأليف المسرحي بدأ أحمد شوقي كتابة مسرحياته في أواخر العشرينيات وبدأ توفيق الحكيم نشر أهم أعماله من أوائل الثلاثينيات .
أبطال شوقي في جوهرهم أبطال رومانسيون يندفعون وراء العاطفة ولا يأبهون بالعقل لكن شوقي لم يعرف سوي لون واحد من ألوان المسرح هو مسرح الرومانسيين الفرنسيين .
واذا كانت مسرحيات شوقي هي الأصل فمسرحيات عزيز أباظة هي دون شك ظلها الباهت هنا تفقد المسرحيات تلك الميزة التي أجمع عليها نقاد شوقي وهي المقطوعات الغنائية .

كانت أعمال عزيز أباظة تلائم أكثر من غيرها ذلك المسرح الصقيل البارد الذي دأبت الفرقة علي تقديمه في تلك السنوات .
وبالنسبة لأعمال توفيق الحكيم فهو لاشك في أن الحكيم قطع بالنص المسرحي العربي خطوات واسعة للأمام ولعل أهم انجازاته أنه استطاع أن يزيح قليلا حائط الغرابة بين المسرح من حيث هو فن له جديته وأصوله وبين قطاع من صفوة الجمهور المتلقي .

ولقد نجح الحكيم في أن يكتب للمرة الأولي باللغة العربية مسرحيات تلتزم الي حد كبير قواعد البناء الذي عرفه المسرح الأوروبي حتي عشرينيات هذا القرن .