د.محمد مرسى كما عرفته
دار السلام 5/ 5/ 2012: بقلم: ا/إبراهيم حسين السوهاجي (رئيس قسم تحصيل كهرباء دار السلام _ سوهاج)
جاء رجل ذات يوم يشهد عند عمر بن الخطاب فذكاه رجل أخر فقال له عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)هل أنت جاره الأدنى تعرف صباحه ومساءه قال : لا.قال هل عادله في الدرهم والدينار الذين تمتحن بها أمانات الناس قال : هل رافقته فى السفر الذى يتكشف فيه أخلاق الناس
قال :لا فقال عمر : آذ فلست تعرفه.
اما بالنسبه لي فقد قدر لي أن أكون رفيقا للدكتور /محمد مرسى فى اعتقالات القضاه مايو2006 فى مزرعه طره فى عنبر واحد والسراير متجاوره والله واحده يعلم اننى رايت رجلا من طراز فريد . حينها قلت فى نفسى . ان رجلا هذه صفاته هو واخوانه يستجقون ان يكونوا فى سدره الحكم لا فى ظلمه السجن لكن الموازين مقلوبه ولله فى خلقه شئون ان الله عز وجل يبتلى المرء على قدر دينه يختبر صبره وتحمله فى سبيل الله فان صبر واحتسب اجره من الله رفع الله قدره وعظم الله شانه وتاريخ الانبياء والصحابه والسلف والدعاه بحى الله يشهد بذلك وصدق الله اذ يقول ( ونريد ان نمن على الذين استضعفوا فى الارض ونجعلهم ائمه ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم )
ويحضرنى لطيفه لامام ابن القيم رحمه الله يقول فيها ( لقد صبوا الماء على الزيت فى انا ء واحد فارتفع الزيت على الماء . فقال الماء للزيت : ايها الزيت كيف تعلو على وترتفع وانا سبب وجودك فى الحياه فلولا الماء مانبت له بذره ولا كبرت لك شجره . فقال الزيت : ايها الماء لا تقسوا على . (اه لو وضعت على النار مثلى وطحنت بالطوحين مثلى فصبرت ما قلت هذا الكلام فالصبر يرفع اصحابه ) وصدق الله اذ يقول (انى جزيتهم اليوم بما صبروا انهم هم الفائزون )
وأعود إلى رفيقي وحبيبي الدكتور محمد مرسي فقد كانت أمنية بالنسبة إلى أن التقى برجل مثله أتعلم منه واقتدى به فقد كنت من اشد المعجبين به أتابع صولاته وجولاته في مجلس الشعب ووقوفه فى وجه الباطل مما جعله يفوز بافضل برلمانى فى العالم فى هذه الدوره واذا بالامنيه تتحقق فيدخل علينا فى سجن مزرعه طره ومعه كوكبه من اساتذه الجامعات وجميع التخصصات من الاخوان المسلمين وكان الدكتور مرسى من نصيب عنبرنا فسلطت بصري عليه لاتعلم منه وتعلمت :
1- الابتسامة الجميله التى دخل بها علينا وقت الشده وهى علامه للرضا بقضاء الله وقدره ومعانقه إخوانه بسعادة كبيرة وكان يريد ان يقول لهم ان سجنى معكم سياحه .
2- تواضعه الجم مع الصغير والكبير ولا انسى حينما رايته يمسح حمامات العنبر فهرولت اليه لا قول له عنك يا دكتور محمد فيقول لى:انا احوج الى الاجر مثلكم
3- ثقافته السياسيه المتنوعه فقد القي عدد كبير من المحاضرات فى الثقافة السياسية فقد بين لنا كيف تدار الدول وتتكون الموسسات والفرق بين الديمقراطيه والشورى وكيف ان هناك دول ذات مؤسسات وأخرى تدار بالقطعة وإعطانا فكره واسعه عن تجارب الدول الاخرى فى الحكم وكيف تصاغ الدساتير وكيفيه قيام الشريعه الاسلاميه بسياسه امور الناس
4- كرمه وجوده ولما لا وهو ابن محافظه الشرقيه واذا ذكرت الشرقيه ذكر الكرم الرجولة ولقد كنا ننتظر زياره اولاده لمل يحملون معهم ملاذ وطاب من أجود أنواع الطعام ليس لدكتور وحده بل لجميع إفراد العنبر ويزيد.
5- قوته وجرأته فى الحق . فقد رايناه لايهاب احد الا الله لا تاخذه فى الله لومه لائم يقول الحق ولو فى ذلك رقبته .ولا انساه وهو يجيب على احد الاسئله : كيف نتعامل مع ضباط امن الدوله ؟فقال بصوت حاد تعاملوا معهم بعزه المومن وعندك يقين انك الأقوى فتتهمه قبل ان يتهمك فانت تحمل الحق وهو يعمل الباطل والحق أبلج والباطل لجلج ولقد طبقت هذا الكلام بنفسي واتى ثماره بفضل الله
6- رقه مشاعره وجياشة عواطفه فقد رأينا منه حبا لإخوانه يربط على قلوبهم ويزيل عنهم همومهم يفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم ولا أنسى دموعه في لحظه الإفراج عنا لحظه الوداع مما ابكانا جميعا ونحن نهتف
آخى خبرا على الم الفراق كلانا للتوى والشوق باق
إذا انفصلت هياكلنا وباتت فروض بخور رجل فى عناق
*اخيرا . رجل هذه صفاته وهذا قليل من كثير يستحق ان يحمل أمانه هذا الوطن ويقود سفينه الى بر الامان يحمل مشعل الشريعه لتكون واقع تعيشه الناس ولله الفضل والمنه وهو الذى يعطى ويمنع واملنا فى الله كبير وهو القائل
(قل اللهم مالك الملك توتى الملك من تشاء وتنزع الملك من تشاء )
المفضلات