اعترافات رجل في زنزانة التعذيب!

قبلَ الولادة ِ كنتُ موعودَ الأسى
حاولتُ أنْ أنْسى و قلبي ما نَسى
قبلَ الولادة ِ هل وُعدت ُ بحاضر ٍ؟!
فكأنَّ عمري في المواجع ِ قد رسا
و كبرتُ حتى أشتدَّ عودي بأسه
في الصبح ِ أرْكُضُ لاهثاً أو في المَّسا
فرأيتُ وجهاً ذات يوم ٍ عابر ٍ
فغدوتُ للحب ِ الكبير ِ مؤسّسا
أحببتُها و عشقتُها و هويتُها
و بغير هذا الحب أُصْبحُ مُفلسا!
و مشيتُ مزهوّاً كزهو ِ مشاعري
و غدوت ُ في دُنيا الهوى مُتحمّسا
لكنْ...و في تلك المحبة ِ خنجرٌ
سمُّ الزُّعاف ِ لمقْتلي قدْ كُرَّسا
خانتْ و جارتْ في الغرام ِ حبيبتي
و أنا الذي في الحُب ِ كنْت ُ مُدَّرِسا
خانتْ و غيري قد أحَّبتْ في المدى
منْ بعدِها في العُمر ِ لنْ أتَنفَّسا!
معه مَضتْ يوماً فزاد َ تألُّمي
عُقِد َ اللَّسان ُ و صرت ُ بعْدك ِ اخرَسا
هذا اعْترافي: لا أزال ُ مُحطَّما ً
رغم العذاب ِ المُر ِ لنْ أتَحسَّسا
أبقى على الذكرى بقايا شاعر ٍ
لزم َ السُّكوت َ و في الهوى لنْ يهمِسا!

شعر: زيد محمد سعيد القريشي