آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 1 2 3
النتائج 41 إلى 48 من 48

الموضوع: كيف تقيم موضوعاً؟

  1. #41
    أستاذ بارز الصورة الرمزية الدكتور إلياس عطاالله
    تاريخ التسجيل
    15/09/2007
    العمر
    76
    المشاركات
    53
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    أستاذي بروفسور علي شعبان الأكرم
    الأساتذة المشاركون مع حفظ الألقاب،
    تحيّاتي لكم جميعا
    نفعنا الله بعلم أستاذنا البروفسور شعبان وأخلاقيّات نقاشه وجلاء فكره، ولا أقول هذا إلا من صدق علميّ وصفاء طويّة، وليس لقولي هذا علاقة لا بالمدح ولا بالقدح، ولا تحمل كلماتي لا لمزا ولا همزا.
    أستاذي،
    أوردت في ردّك التوضيحيّ الأخير الكثير ممّا أفدتُ منه، ولكن اسمح لي أن أقف قليلا عند المقتبس التالي من ردّكم:
    " ثم إنكم قلتم : "أما التقييم، وهو تبيان القيمة، فمشتقّ من القيمة، أي مشتق من مشتقّ، وهو ما نعرّفه في علم اللسانيّات بالاشتقاق الثانويّ " secondary derivation، ولست أدري أين وجدتم ذلك، وفي أي مرجع؟ فأنا لم أجد من بين كتب العربية التي أتيح لي الاطلاع علها – على كثرتها – ما يذكر أنهم اشتقوا الفعل "قيَّم" من المصدر "قيمة".كما أنكم ذكرتم أن مجمع اللغة العربية قد أجاز ذلك في قولكم: "ومهما يكن من أمر، فإن الكلمة ووزنها- ومثلها قيّم تقييما- ممّا يشيع في العربيّة المعاصرة غير الخاضعة أو المذعنة لرأي القدماء في بعض الأوزان، الأمر الذي دفع مجمع اللغة العربيّة في القاهرة إلى إجازة استعمال التقييم بمعنى بيان القيمة، وذلك في الجلسة الثامنة من الدورة الرابعة والثلاثين" وأؤكد لكم سيدي أن المجمع لم يجز ذلك، بل كان هناك اقتراح بذلك في بحث ألقي في الجلسة الثامنة من الدورة الرابعة والثلاثين كما تفضلتم، وهناك فرق بين أن يلقى بحث في إحدى الجلسات وأن يقر المجمع ما ورد في البحث، فالمجمع في معجمه الوسيط في مادة (قوم) ص 768 يقول" (قوَّم المعوج: عدله وأزال عوجه، وقوَّم السلعة: سعرها وثمنها). فأين ذلك الذي أقره المجمع؟"-
    1- لا خلاف بيننا جميعا على أنّ التقييم والتعييد وأضرابها ليست موادّ قاموسيّة( ممعجمة) كلاسيكيّة، ولم يدرجها أحد منّا في فصيح العربيّة، وغاية ما قلناه إنها من المستحدث أو المولّد، واستثنيت كلمة" ديّمت السماء" الممعجمة.
    2- أحلت إلى مرجع إجازة التقييم في تعقيبي السابق، ويظهر يا أخي أن المرجع المذكور- وهو مرجع مختصر شامل- ما أفاد في هذه المسألة، وعليه تفضّلتم وراجعتم المصادر المعتمدة لتؤكّدوا أنّ المجمع القاهريّ ما أجاز التقييم في الجلسة المشار إليها، ثمّ جنحتم إلى معجم المجمع " المعجم الوسيط" تأكيدا على عدم إيراد كلمة تقييم، وعليه أرجو أن أوضح كالتالي:
    أ- أجاز المجمع القاهريّ استعمال كلمة التقييم وفي الجلسة المشار إليها، وهذ ما أورده في كتاب" القرارات المجمعيّة في الألفاظ والأساليب، من 1934إلى 1987م. ( القاهرة، 1989)، جاء في الصفحة 102 ما يلي:" استعمال "التقييم" بمعنى بيان القيمة
    الياء في كلمة ( قيمة) أصلها واو ساكنة مكسور ما قبلها، وكذلك كلمة ( ديمة) من الدوام، وعيد من العود. والأصل في الاشتقاق من أمثال هذه الألفاظ أن ينظر إلى أصل الحرف، كما قال العرب في بعض الاستعمالات دوّمَتِ السماءُ، إلاّ أنّ العرب ربّما قطعوا النظر عن أصل حرف العلّة، ونظروا إلى حالته الراهنة، كما قالوا ديّمت السماءُ في بعض الاستعمالات، وكما قالوا: عيّد الناس إذا شهدوا العيدَ، ولم يقولوا في هذه الكلمة: عوّد الناس، تحاشيا عن توهّم أنّها من العادة. وعلى ذلك يجوز أن يقال: قيّم الشيءَ تقييما بمعنى حدّد قيمتَه للتفرقة بينه وبين قوّم الشيء بمعنى عدّله، وقد جاءت المعاقبة بين الواو والياء المشدّدتين للتخفيف في أمثلة من كلام العرب يُستأنسُ بها في قبول ذلك".
    ب- المعجم الوسيط ليس مرجعا في حالتنا، فالنسخة التي بين أيدينا، على اختلاف طبعاتها، رصدت الجديد المجمعيّ على مستوى المفردة حتى تاريخ صدوره، وكان صدوره سنة 1960 إن لم تخنّي الذاكرة، وعليه لن نجد فيه كلمة تعييد الواردة في القرارات، لأنّ القرار بها صدر عام 1968، وكذلك لن تجد كلمة تسييس( بدلا من تسويس)_ وهي من الفصيلة نفسها- لأنّها أقرّت في الجلسة التاسعة من مؤتمر الدروة الثالثة والخمسين وبالجلسة الثامنة عشرة من مجلس الدورة نفسها، وكان المرحوم الدكتور شوقي ضيف قد قدّم بحثا بعنوان " تسييس"، ينظر المصدر المذكور أعلاه؛ القرارات المجمعيّة، ص 268، وينظر: كتاب الألفاظ والأساليب، الجزء الثالث، القرارات التي صدرت في الدورات من الخمسين إلى الخامسة والستّين، ص 78( مجمع اللغة العربيّة، القاهرة، 2000).
    لا يعني كلامي هذا أنّ كلّ ما يجيزه مجمعٌ يصبح عندي قاعدة منزلة، ولكنّ شيوع التقييم( رغم تعدّد دلالات التقويم وشمولها للكثير من دلالة التقييم) والتسييس، أجازهما المجمع أم لم يجزهما، يظلّ أقوى من آرائنا... والظاهر أن للسيرورة فعلا، يعجبنا حينا ولا يعجبنا أحيانا.
    واقبل، أستاذي، خالص التقدير
    إلياس عطاالله


  2. #42
    أستاذ بارز الصورة الرمزية الدكتور إلياس عطاالله
    تاريخ التسجيل
    15/09/2007
    العمر
    76
    المشاركات
    53
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    أستاذي بروفسور علي شعبان الأكرم
    الأساتذة المشاركون مع حفظ الألقاب،
    تحيّاتي لكم جميعا
    نفعنا الله بعلم أستاذنا البروفسور شعبان وأخلاقيّات نقاشه وجلاء فكره، ولا أقول هذا إلا من صدق علميّ وصفاء طويّة، وليس لقولي هذا علاقة لا بالمدح ولا بالقدح، ولا تحمل كلماتي لا لمزا ولا همزا.
    أستاذي،
    أوردت في ردّك التوضيحيّ الأخير الكثير ممّا أفدتُ منه، ولكن اسمح لي أن أقف قليلا عند المقتبس التالي من ردّكم:
    " ثم إنكم قلتم : "أما التقييم، وهو تبيان القيمة، فمشتقّ من القيمة، أي مشتق من مشتقّ، وهو ما نعرّفه في علم اللسانيّات بالاشتقاق الثانويّ " secondary derivation، ولست أدري أين وجدتم ذلك، وفي أي مرجع؟ فأنا لم أجد من بين كتب العربية التي أتيح لي الاطلاع علها – على كثرتها – ما يذكر أنهم اشتقوا الفعل "قيَّم" من المصدر "قيمة".كما أنكم ذكرتم أن مجمع اللغة العربية قد أجاز ذلك في قولكم: "ومهما يكن من أمر، فإن الكلمة ووزنها- ومثلها قيّم تقييما- ممّا يشيع في العربيّة المعاصرة غير الخاضعة أو المذعنة لرأي القدماء في بعض الأوزان، الأمر الذي دفع مجمع اللغة العربيّة في القاهرة إلى إجازة استعمال التقييم بمعنى بيان القيمة، وذلك في الجلسة الثامنة من الدورة الرابعة والثلاثين" وأؤكد لكم سيدي أن المجمع لم يجز ذلك، بل كان هناك اقتراح بذلك في بحث ألقي في الجلسة الثامنة من الدورة الرابعة والثلاثين كما تفضلتم، وهناك فرق بين أن يلقى بحث في إحدى الجلسات وأن يقر المجمع ما ورد في البحث، فالمجمع في معجمه الوسيط في مادة (قوم) ص 768 يقول" (قوَّم المعوج: عدله وأزال عوجه، وقوَّم السلعة: سعرها وثمنها). فأين ذلك الذي أقره المجمع؟"-
    1- لا خلاف بيننا جميعا على أنّ التقييم والتعييد وأضرابها ليست موادّ قاموسيّة( ممعجمة) كلاسيكيّة، ولم يدرجها أحد منّا في فصيح العربيّة، وغاية ما قلناه إنها من المستحدث أو المولّد، واستثنيت كلمة" ديّمت السماء" الممعجمة.
    2- أحلت إلى مرجع إجازة التقييم في تعقيبي السابق، ويظهر يا أخي أن المرجع المذكور- وهو مرجع مختصر شامل- ما أفاد في هذه المسألة، وعليه تفضّلتم وراجعتم المصادر المعتمدة لتؤكّدوا أنّ المجمع القاهريّ ما أجاز التقييم في الجلسة المشار إليها، ثمّ جنحتم إلى معجم المجمع " المعجم الوسيط" تأكيدا على عدم إيراد كلمة تقييم، وعليه أرجو أن أوضح كالتالي:
    أ- أجاز المجمع القاهريّ استعمال كلمة التقييم وفي الجلسة المشار إليها، وهذ ما أورده في كتاب" القرارات المجمعيّة في الألفاظ والأساليب، من 1934إلى 1987م. ( القاهرة، 1989)، جاء في الصفحة 102 ما يلي:" استعمال "التقييم" بمعنى بيان القيمة
    الياء في كلمة ( قيمة) أصلها واو ساكنة مكسور ما قبلها، وكذلك كلمة ( ديمة) من الدوام، وعيد من العود. والأصل في الاشتقاق من أمثال هذه الألفاظ أن ينظر إلى أصل الحرف، كما قال العرب في بعض الاستعمالات دوّمَتِ السماءُ، إلاّ أنّ العرب ربّما قطعوا النظر عن أصل حرف العلّة، ونظروا إلى حالته الراهنة، كما قالوا ديّمت السماءُ في بعض الاستعمالات، وكما قالوا: عيّد الناس إذا شهدوا العيدَ، ولم يقولوا في هذه الكلمة: عوّد الناس، تحاشيا عن توهّم أنّها من العادة. وعلى ذلك يجوز أن يقال: قيّم الشيءَ تقييما بمعنى حدّد قيمتَه للتفرقة بينه وبين قوّم الشيء بمعنى عدّله، وقد جاءت المعاقبة بين الواو والياء المشدّدتين للتخفيف في أمثلة من كلام العرب يُستأنسُ بها في قبول ذلك".
    ب- المعجم الوسيط ليس مرجعا في حالتنا، فالنسخة التي بين أيدينا، على اختلاف طبعاتها، رصدت الجديد المجمعيّ على مستوى المفردة حتى تاريخ صدوره، وكان صدوره سنة 1960 إن لم تخنّي الذاكرة، وعليه لن نجد فيه كلمة تعييد الواردة في القرارات، لأنّ القرار بها صدر عام 1968، وكذلك لن تجد كلمة تسييس( بدلا من تسويس)_ وهي من الفصيلة نفسها- لأنّها أقرّت في الجلسة التاسعة من مؤتمر الدروة الثالثة والخمسين وبالجلسة الثامنة عشرة من مجلس الدورة نفسها، وكان المرحوم الدكتور شوقي ضيف قد قدّم بحثا بعنوان " تسييس"، ينظر المصدر المذكور أعلاه؛ القرارات المجمعيّة، ص 268، وينظر: كتاب الألفاظ والأساليب، الجزء الثالث، القرارات التي صدرت في الدورات من الخمسين إلى الخامسة والستّين، ص 78( مجمع اللغة العربيّة، القاهرة، 2000).
    لا يعني كلامي هذا أنّ كلّ ما يجيزه مجمعٌ يصبح عندي قاعدة منزلة، ولكنّ شيوع التقييم( رغم تعدّد دلالات التقويم وشمولها للكثير من دلالة التقييم) والتسييس، أجازهما المجمع أم لم يجزهما، يظلّ أقوى من آرائنا... والظاهر أن للسيرورة فعلا، يعجبنا حينا ولا يعجبنا أحيانا.
    واقبل، أستاذي، خالص التقدير
    إلياس عطاالله


  3. #43
    أستاذ كرسي القراءات القرآنية بكلية الآداب بالرباط و بمسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء الصورة الرمزية الدكتور التهامي الهاشمي
    تاريخ التسجيل
    19/07/2007
    العمر
    87
    المشاركات
    130
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
    تحية و احتراماً ،
    و بــعــد
    أسأل نــفــســي : { ما هــو معيــارك في تـــــقـــــيــــــيـــــــــم الــمــوضـــوع الـــذي تــطــلــع عـــــلـــيـــه }

    و قبل أن يحضرني الجواب سـمـعـت أخــاً يــــقـُـــــول :

    ( ليس معياراً و لكن أعتمد مـَــــــقـُــــــــــولـَــــــة : " إذا قرأت نصاً فاقرأه بعين عدو لا بعين صديق "

    بعد أن اتضح الأمر أقـُــــــــول :

    " لا أقرأه لا بعين عدو و لا بعين صديق ؛ بل أقرأه مـُــــــحـَــــاولاً الـْــغَــوص إلى أعماقه لعلي أدرك الـمـَـغـْـزى الحقيقي من تحريره "

    أي أقرأه مــحــاولاً أن أكون مجرداً من كل الحمولات التي أحملها ؛ تلكم الحمولات التي أحملها بسبب تكويني الثقافي و الاجتماعي و ما ترصب في { Mon Subconscient } من مـحـيـطـي الذي أعيش فيه.

    هو حقيقة صعب جداً أن يتجرد الإنسان من كل هذه الأشياء و هو يقرأ نصاً ؛ بل إنه مستحيل أن يتجرد تجرداً تاماً ؛ هذه طبيعة البشر ، و هنا يكمن السر في فهمنا
    المتباين لنفس التصوص

    مـــع تـــــقـــديـــري و احـْـــتـِــــرامــــي


  4. #44
    عـضــو الصورة الرمزية عبد الكريم فرحي
    تاريخ التسجيل
    02/11/2007
    المشاركات
    18
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
    تحية و احتراماً ،
    و بــعــد
    كم كان جميل أن نجلس اليكم متعلمين وكم كان الوقت أجمل حينما رد العالم على عالم آخر بأدب جعلني لا أخاف على العربية من أهلها وغيرهم أيضا ,لكنني صراحة لم ألق انصراف السؤال الى غير مصبه لكون صاحبة المدخل تبحث عن معيار لنقد ووزن النص بمقاييس و أقيسة ان صح التسمية فجعلت سؤالها عاما لكونها لم تخص نوعا بعينه من النصوص فهي صاغت تساؤلها بمبناه:
    ماهو معيارك لتقييم الموضوع؟
    فكان الأولى أن نستفسر منها عن أي اتجاه من المواضيع تتحدثين لأن كل موضوع له ضوابطه و ان كان المشترك في جلها الدقة و التمكن و الموضوعية و التجرد قدر الامكان.
    ودي و تقديري


  5. #45
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    04/01/2008
    العمر
    37
    المشاركات
    3,628
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي

    الأساذة الكرام

    في تقييمي للمواضيع خاصة الإبداعية

    أحاول بداية ان أتجرد من كل شيء مستعملا عين العقل
    فاول شيء أفكر فيه هو : هل قرات موضوعا مشابها أي هل الفكرة جديدة؟
    ثم أذهب لجوانب اللغة وإيحاءاتها والرموز التي قد خبأها المبدع
    ثم تأتي الأبعاد التي تلتف حول النص وهل هناك بعد غير منظور في النص
    لتنتهي اخيرا ربط العلاقة بين النص وما هو معيش إنطلاقا من محيطي القريب إلى جغرافية العالم
    وكىخر نقطة أنظر إلى القيم الإجتماعية الفلسفية التاريخية و الفنية التي يمكن إستخراجها من باطن النص
    متحريا التجرد مستبعدا المجاملات رغم أنها موجودة بحكم العادة
    والله أعلم


  6. #46
    عضو المجلس الاستشاري الصورة الرمزية عبدالرؤوف عدوان
    تاريخ التسجيل
    02/02/2008
    العمر
    72
    المشاركات
    644
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    الأستاذة فادية: من كان لها السبق في فتح باب التحاور العلمي،

    الأستاذة هدى، والأستاذ إبراهيم خليل إبراهيم، والدكتور شاكر شبير والأستاذ محمد فؤاد منصور والدكتور علي شعبان، والأستاذ الغالي سمير نوح، والأستاذ معتصم الحارث الضوي، والأستاذة آمال عابدين حيدر، والدكتور إلياس عطا الله الذي أجاد وأحسن، والدكتور التهامي الهاشمي شيخ القراءات، والأستاذ حسَان الحاج إبراهيم والسيد عبدالكريم فرحي، والسيد شوقي بن حاج، والسادة المتصفحين والقراء الذين زاد عددهم عن الخمسين والمائة: أعود إلى الطرح الأول عن معيار التقييم، أو التقييم المعياري الذي طرحته الأستاذة فادية من دمشق معلنة إنارة الشمعة:

    أقول للأستاذة فادية: قبل الولوج إلى عالم التقييم عليَ أن أقرأ الموضوع قراءة بنيوية كما علَمني أستاذي الدكتور عبدالله الغذامي، قراءة بنيوية متأنية لا تنقص عن مرات ثلاث. مرة لمسح النص، وثانية للغوص في معناه، وثالثة للتعرف على محاسنه وجمالياته والوقوف على الجديد فيه. هذا إذا كنت أود أن أكتب عنه نصاً موازياً إبداعياً (أدبياً كان أم علمياً كما يقول الأستاذ الراحل الدكتور شلش). فالسبق في التعبير والتشخيص هما للغة والأدب، مهما كان النص المكتوب فنياً أم علمياً أم زراعياً أم غير ذلك. وإذا كنت أود كتابة نصٍ إبداعي نقدي يتوازى مع روح النص الأصلي للوقوف على الهفوات وتتبع مواطن الذلل فعليَ الشروع بقراءة رابعة أو أكثر.

    أتذكر في قراءاتي الثلاث أو الأربع أن أتجرد عن الأنا والذات، أستشف المقصود والكنه، أبحث عن المحسنات والجديد والبصمات المتروكة والممهور بها النص والتي تعكس روح الكاتب، ثمَ أنعم النَظر في ماوراء النص وفي بلاغته ومصداقيته وثبوت الرؤية والتركيز ووحدة النص والموضوع. أستفسر رجوعاً إلى صاحب النص إذا مرت بيَ تورية مبهمة، خاصَة في النصوص السياسية والقانونية.

    أعرج هنا على التقييم والتقويم وأسأل: ماتعريفكم للقيامة؟ وهل القيامة من التقييم أم التقويم؟ وهل إذا قيَمت النصَ تقييم مقيِم أكون أحدث قيامة؟ أم هل إذا قوَمت تقويماً مع المقومين أحدث قيامة؟ وهل القوامة من التقويم أم التقييم؟ قوله تعالى: (الرجال قوامون على النساء). وما الفرق بين قيَام وقيُوم؟ وهل يقيم الله القيامة لتقييم أعمال العباد أم لتقويمهم؟

    نعلم أنَ (قيَم، يقيِم، تقييماً) هي في الدارج بمعنى سبر، يسبر سبراً ليعرف الميل إلى الصواب أم الخطأ ويتحرى الصحَة من الزلل، ومنها تقييم المناهج سعياً لتطويرها وتحسينها حتى تستقيم (صراطاً مستقيماً).

    ومرَ معنا على لسان من أدلى بدلوه مشتقات: (قوَم، يقوِم، تقويماً). هنا أرى أنَ قوَة بدنية نفسية جسدية تدخل في تعريف هذه المفردات: (كنت تقومه فكسرته)، (تقويم المعوج من مهمة الآمرين بالمعروف، الناهين عن المنكر)، (وقف يقوِم عماد البيت، وعماد المنزل)، (وطريق قويم أي مستقيم تدخَل فيه الجهد الجسدي البنائي فجعله قويماً، أو تدخلَ فيه الجهد التربوي النفسي فجعل منه إنساناً مستقيماً)

    أما عن اللغة وهل هذه كلمة محدثة أم تقليدية قديمة فهذا كلام لا يستند إلى منطق مادامت الأوزان الصرفية موجودة تجاري الزمان، إرجعوا إلى المجامع اللغوية العربية وجهابذتها، وكيف يطوعون مااستحدث من الفاظ أعجمية فيجدون لها منفذاً عبر لغتنا المتطورة النابضة بالحياة. خذوا كلمات مثل (الفاكس) حورها اللغويون في المدرسة الصرفية الخليجية والشامية والعراقية إلى (المزجلة)، وحولها أصحاب المدرسة الصرفية المصرية والسودانية والمغاربية إلى (ناسوخ). قفوا عند مصادرها وتأملوا حفظكم الله، ثمَ ليسحب من قال إن هناك ألفاظاً دخيلة استحدثت ودخلت على المدرسة الصرفية العربية.

    رجائي من الجميع قبل الشروع في التحاور أن يراجعوا ويتأملوا في ماذكر من موضوعات حتى ترتقي مداخلاتنا إلى المثالية التي لمستها عند أخي الدكتور إلياس عطا الله الذي أجزم بأنه وقف على كلِ ماكتب.

    علينا أيضاً الرجوع إلى مفردات وألفاظ وتعابير شائعة دارجة حتى نتحاور ونتواصل بناءً على أرضية معرفية مشتركة بيننا.

    ارجعوا جميعاً إلى كتاب أستاذي الجليل الدكتورعبده الراجحي (التطبيق الصرفي)الذي كان أستاذاَ للعلوم اللغوية بجامة الإسكندرية وبيروت العربية والإمام محمد بن سعود الإسلامية. ارجعوا إلى كتابه للوقوف على الميزان الصرفي، والقلب المكاني، والأفعال المعتلة :(مثالاً، وأجوفاً، وناقصاً، ولفيفاً مفروقاً، ولفيفاً مقروناً)

    أسأل هنا: كثير من المذيعين يصرفون (ينونون) كلمة (أشياء) فيقولون (أشياءً كثيرة). لماذا هذه المفردة ممنوعة من الصرف (التنوين)؟

    أشكركم وأرجو أن لا أكون قد أطلت.

    عبدالرؤوف عدوان
    دمشق - سوريا


  7. #47
    أستاذ بارز الصورة الرمزية الدكتور إلياس عطاالله
    تاريخ التسجيل
    15/09/2007
    العمر
    76
    المشاركات
    53
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    الأخ الكريم الأستاذ عبد الرؤوف عدوان،
    لك ألف تحية عربيّة خالصة لوجه الله... والعربيّة والعروبة،
    كلمة أشياء، صرفها وعدم صرفها.
    أجيب على سؤالك من ثلاثة محاور:
    1- تيسيرا على الطلبة، تجمع كتب تدريسهم على أنّ أشياءَ ممنوعة من الصرف شذوذًا، ولا بأس في التيسير، فالخوض في إشكاليّاتها لا مبرّر له، وكفانا القرآن الكريم فيصلا في منع صرفها( أو عدم إجرائها بمصطلح القدماء)- تنظر سورة المائدة: الآية 101.
    2- جموع التكسير الممدودة( المنتهية بهمزة قبلها حرف المدّ/ الألف)، تقسم أصنافا وفق همزتها، من حيث كونها:
    (أ)همزة أصليّة( موجودة في المفرد، نحو: أجزاء، أشياء، أعباء، أضواء...)، أو
    (ب) منقلبة عن واو( نحو: أشلاء، أنحاء...)،أو
    (ج) منقلبة عن ياء( نحو: أنداء، أثداء...)، أو
    (د) زائدة( نحو: كرماء، أصدقاء، عقلاء...)، فالمجموعة الرابعة وحدها ممنوعة من الصرف، وسائر الجموع المذكورة منصرفة، وحيث إنّ أشياء من المجموعة الأولى( شكليّا) علّلوا منعها من الصرف شذوذا.
    3- منذ الخليل بن أحمد، ومن جاء بعده من العباقرة، والكلمة موضع خلاف على صعيد وزنها الصرفيّ، فوزنها هو الذي يقرّر في كونها منصرفة أو ممنوعة من الصرف،
    أ- يرى الخليل وسيبويه أن وزن أشياء هو " لفعاء" على القلب من " فعلاء"، وأصلها شَيْئاء من المفرد شيْء.
    ب- يرى الكسائيّ أنّها وزن" أفعِلاء" جمعا لشيء.
    ج- يرى الفرّاء أنّها " أفعلاء" ومفردها شيّئ وجمعه أشيئاء، كهيّن وميّت اللتين يخفّف التشديد فيهما ليصيرا هيْن وميْت.
    د- يتّفق الأخفش( الأوسط) مع الفرّاء في الوزن، ويخالفه في المفرد، فالمفرد عنده شيء( فَعْل) كبيْت، ويرى أنّ أفعلاء أخت " فُعلاء".
    هذه باختصار مذاهب من أرسى قواعد العربيّة، والإشكال لا يقف عند اجتهاداتهم التي جاءوا بها، بل يتعدّاها إلى قضيّة أقيسة الجمع؛ فهل يجمع " فَعْلٌ" على " أفعال"؟
    وهل يجمعُ " فيْعلٌ" و" فََعل"على أفعلاء؟ وإن كان الجمع على أفعال، فصيغة أفعال منصرفة! إضافة إلى أنّ ما ذهب إليه الفرّاء من حيث كونها أفعلاء، لا تظهر فيه علّة حذف اللام... ويطول النقاش في القضيّة، ولقد أسهب فيه وأجاد ابن جنّي قي كتابه: المنصف، شرح كتاب التصريف للمازنيّ( بيروت، 1999)، ص 358- 362، وعنه نقل ابن عصفور في الممتع في التصريف: 2: 513- 518،(بيروت: دار المعرفة 1987).

    ولئلا نقحم الطلبة غير المختصّين في هذه المتاهات، فلا بأس في أن نطبّق القاعدة السائرة التي تمنع أشياء من الصرف... أمّا مع المختصّين من الطلبة، فالأفضل- إن كان الصرف موضوع تخصّصهم- الخوض في هذه القضايا الاجتهاديّة الإبداعيّة.
    مع خالص المحبّة.
    إلياس عطاالله


  8. #48
    عضو المجلس الاستشاري الصورة الرمزية عبدالرؤوف عدوان
    تاريخ التسجيل
    02/02/2008
    العمر
    72
    المشاركات
    644
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    تلميذكم عبدالرؤوف عدوان أيها الأخ الفاضل إلياس عطا الله استفاد من بحثكم المعمق المتخصص ووفر جهداً ووقتاً نتيجة تبيانكم استحالة صرف كلمة (أشياء). نعم كما قلتم ياسيدي بأن سورة المائدة هي خير دليل شافٍ وكافٍ. بارك الله لنا بكم وبأمثالكم جهابذة العربية ورواد الصرف والإعراب. أنتم "خليل" القرن الحادي والعشرين أيها الأستاذ الفاضل، وأنتم شيخ العربية بهجت البيطار، وأنتم سعيد الأفغاني. سوف أظل أذكر شرحكم وتفصيلكم ومداخلاتكم، خصوصاً الوقوف على (أشياء) وتبيان حكمها.

    أيمكنكم حضور الاجتماع الذي تنوي الجمعية عقده في الأردن؟ مع خالص شكري وتقديري



    عبدالرؤوف عدوان
    دمشق - سوريا


+ الرد على الموضوع
صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 1 2 3

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •