أما بعد،
فسبحان الذي قدّر ما كان ولا رادَّ لقدره. والغافل من يرى معركة دمشق ولا يُبصر، وأغفلُ منه من يراها ولا يذكر قول الله جل وعلا "وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى". أشْهرٌ خلت من عُمر ثورة لم يكن وقودها سوى: "ما لنا غيرك يا الله". ثورة أحرار لم يكن سلاحُهم في نسَمِها غير التوكل الصادق والعزم الحديد. هي ثورة تسير على بركة الله، باسم الله مجراها ومرساها.
ها هي الفئة القليلة المستضعفة تدكُّ جُدر الحصون التي خِلْتَها تمنعُك من الله. "وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله. والله مع الصابرين". ها هم الأحرار يخرجون من رحِم البأساء والضراء يُطوّقون سفاح الشام الحقير. وها هو الصبر يُؤتي أكله بإذن ربه، وقد خاب من ظن بالعلوج خيرا أو رَكَن إلى أذلاء ذوي القربى. وأخيبُ منه من ظن أن حلفاء البغي يمنعونه أو ينفعون. وليس غير الله الركن الركين. لن يمنعك حزب الضلال ولا فُرْس ولا الرّوس والصين، كيف ولا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم؟
يقيننا أن الله أجْرى الأمور عل أذْلالِها، على هول المصاب وشدة النوائب. ولله في خلقه شؤون. فأبشرْ بالهزيمة النكراء وخزي وذلة ونحن نترقب المُطهِّر. وما أدراك ما رمضان أيها النُّصَيري الغافل؟ تلكم أنسامُ بدر نَتشمَّمُها، وليُهزمَنَّ جمعُك ولتُولُّنَّ الدُّبر.
والسلام على من اتبع الهدى
28 شعبان 1433ه (18/07/2012م)