ترحيبة وجدانية من قبل الأديب والشاعر المتصوف الأستاذ / عبد الجبار سعد برمضان هذا العام ، أحدثت في نفسي وقعاً خاصاً :

خواطر رمضانية

مرحبا أيها الحبيب !

يُقبِلُ رمضان في كل عام وتسبقه بشائر لا تخطئ الروح آثارها , وعلى مر السنين تتوثق العلاقة بين المؤمن ورمضان ، حتى كأن رمضان هو الحبيب الذي يُنتظر مقدمهُ كل مؤمن .
عبق رمضان الذي استَنشَقتهُ روحي منذ ما يزيد على خمسة عقود من الزمان ما يزال يعاودني كلما عاد هذا العائد الكريم , آثارهُ التي جَلَبَها منذ ذلك الحين لا تزال تُظِلني , أصوات المرحبين به في أوائله والمودعين في أواخره , صلاة التراويح , أذكاره المميزة ، وحتى وجباته التي لها طابع التفرد كانت وما تزال تؤكد حضورا مميزا لسيد الشهور .
لا غرابة إذن أن يَقضي سَلَفنا الصالح نصفي العام بين انتظار لرمضان وفرحة بمقدمه وبين توديع له وأسفٍ لرحيله .
أيها القادم الحبيب :
هل تذكر طفلاً كان يُعَمٍرُ لياليك مع السمار ؟ .. ويردد معهم :

"مُرَحّب مُرَحًب يا رمضان..يا مَرْحَبَا بك يا رمضان "

وقلبُه الصغير يَخفِق بجذلٍ كأنه يُعانِقك عناق طفلٍ لأبيهِ العائدِ من غياب ؟.
هل تذكره وهو يقوم مع القائمين في لَيلةِ المولدِ التي توافق ليلة الفرقان وليلة القدر مرددين جميعا :

"مَرْحَباً يا نورَ عيني مَرْحَبا .. مَرْحَباً جدُ الحُسَين والحَسَن "


وتتبلل لِحى الكبار بدموعهم ونبكي معهم نحن الصغار حنيناً لِلأحبةِ الذين لا نَعلمُ عنهم الكثير ولكننا نُحِبُهم كَحُبِ الآباءِ لَهم .. وهل تذكرني وأنا أودعك بحزنٍ مع المودعين ، مُردداً معهم :

"مودّع مودّع يا رمضان .. في إداعة الله يا رمضان"


هكذا كُنًا نقولَها بلَهْجَتنا التي تُوافِقُ معناها العربي الفصيح وداعة الله ؟
إن كُنتَ تذكُرُنِي أيها الحبيب .. فأنا لا زُلْت أذكرُ بِروحِ الطفلِ الذي شاخ جَسَده كل مَلامِحك التي لم يُغيرها الزمان كَمَا غَيًرَ مُحِبيك .. فَمَرْحَباً أيها الحبيب .