اتجهات الاخراج في المسرح المصري

أولا نشأة ظاهرة الاخراج في المسرح المصري :

دخلت المسرحية مصر مع الحملة الفرنسية بغرض تسلية الجنود والترفيه عنهم واستقطاب البعض من اولاد البلد تمهيدا للتعاون معهم .
واذا كان المصريون قد عرفوا المسرحية علي يد الاحتلال الفرنسي فقد تطورت المسرحية في مصر من خلال اجتهادات واقتباسات كل من يعقوب صنوع عام 1870 واحمد ابو خليل القباني .

ان هؤلاء الرواد المؤسسين للمسرح العربي والمصري لم يكونوا مخرجين بالمعني العلمي لوظيفة المخرج ولكنهم كانوا منظمين يقتصر دورهم علي ترتيب عناصر العرض المسرحي وتنظيم انتاج العرض .
وعلي الرغم من قيامهم باعداد النص او اقتباسه وتوزيع الادوار واحيانا بالتلحين او بالتمثيل الا ان هذه الادوار لم تكن كافية كي نطلق عليهم وصف المخرج كما نعرفه في عالمنا المعاصر .

ويعزي الي جورج أبيض في المرحلة التالية لهؤلاء الرواد انتاج أول عمل مسرحي بشكل يقترب من المفاهيم العلمية وذلك بعد عودته من البعثة التي اوفده اليها الخديوي لدراسة المسرح .
وتلقي هذه الاراء الضؤ علي أهم انجازات جورج ابيض كرائد من رواد المسرح المصري فقد طبق المعني العلمي في تعامله مع تجربة العرض المسرحي من رسم حركة علي خشبة المسرح والتزام الممثلين بالحركة والتزامن وهي كلها مظاهر تعد من أهم واجبات المخرج الحديث .

كما لعب جورج ابيض دورا في تمهيد الطريق الي القبول الاجتماعي للتمثيل كمهنة وللممثل كفنان وهو تمهيد كان ضروريا ولازما لتطور الحركة المسرحية المصرية .
ان اعتزاز جورج ابيض بالتمثيل وعشقه له دفعه الي الاستعانة بكل من عزيز عيد وزكي طليمات ثم فتوح نشاطي للقيام بالاخراج بينما تفرغ هو للتمثيل .

وقد أعجب بالادوار الكلاسيكية العالمية المركبة التي تعتمد علي البلاغة اللفظية والمهارات الصوتية والحركة الرصينة وكافة مفردات البناء الطبيعي الفرنسي الذي يعتمد علي تحقيق الانفعال عن طريق الاندماج والتقمص للتعبير عن صدق الشخصية علي خشبة المسرح .
وقد قدم جورج ابيض ادوارا مسرحية مختلفة مثل عطيل واوديب وقد ساهمت هذه المسرحيات في خلق مناخ من الثقافة المسرحية الاوربية كما أرست تقاليد مسرحية في المجتمع المصري ككا كان له أكبر الأثر في تحقيق قاعدة جماهيرية للمسرح .
ولم يكتف جورج أبيض بالتمثيل وتطبيق ما تعلمه في فرنسا ولكنه قام بتدريس فن التمثيل والالقاء في معهد التمثيل .