ا سؤال لا يتصل فقط بحقوق الملكية الفكرية، ولكنه يتصل أيضا بحقوق القراء كطرف أساسي لا يمكن تجاهله. ومع أني لست مؤهلا للحكم في هذه القضية القانونية، فإن هذا لا يمنعني من سرد وقائع تتصل بتاريخ الثقافة المصرية في مرحلة من مراحل نهوضها وازدهارها لعلها تعيننا علي الحكم الصائب، أو علي الأقل علي الحكم المرجح أن عز الحكم القاطع.

في 1956 خاضت مصر معركة ضد الاستعمار لا تقل في ضراوتها عن معاركها السابقة، منذ الحملة الفرنسية علي مصر في نهاية القرن الثامن عشر. وإذا كنا قد افتقدنا في المعارك السابقة ضد الاستعمار الكتابات الإبداعية والصحفية التي تعبر عنها، وتوقظ الوعي الوطني والضمير الإنساني، ففي 1956 كانت أقلام الكتاب وفرش الفنانين وأصوات المذيعين والمغنين تتحدث بطلاقة عن ضربة المعلم جمال عبدالناصر الذي حول مصر الملكية إلي جمهورية وأمم قناة السويس وتصدي للعدوان الثلاثي علي بورسعيد دفاعا عن استقلال الوطن، ودعم حركات التحرر الوطني في آسيا وافريقيا، والتعاون الثقافي بين شعوبها بالتقاء شباب العالم من كل الجنسيات تحت سماء القاهرة. وهناك أيضا بناء السد العالي والتصنيع والقطاع العام الخ. ومن عاش هذه الأيام في الخمسينات والستينات من القرن الماضي يذكر كيف كانت صفحات جريدة «الجمهورية» وهي جريدة ثورة 1952 تحتشد صفحاتها بمقالات وقصائد وقصص الكتاب والشعراء والقصاصين، حتي لا تتغرب مصر عن الواقع والعصر. وقد خرجت مصر من هذه الأحداث التاريخية من هوة بانتصارها، كما خرجت من سياستها المعلنة ضد الأحلاف العسكرية دولة من دول عدم الانحياز تحقق الكثير من المكاسب الاجتماعية والسياسية التي جعلت صورة عبدالناصر وشعاراته ترتفع في كل المظاهرات الشعبية التي تثور في مصر أو في العالم العربي إلي اليوم. ارتفع نجم جمال عبدالناصر، ليس فقط كزعيم لبلاده، أو كبطل قومي للعروبة، بل كعلم من أعلام الحرية في العالم، يبني وطنه في الداخل، ويغرس في ربوعه الأمل، ممسكا في يده بسيف بتار، يزيل به التناقض المحتوم بين الفكر والفعل. وتحت تأثير هذا الوضع الذي يلتقي به الوطن مع الإنسان، والحرية مع العدل، كتب الفريد فرج - إلي جانب عدد من المقالات الصحفية - مجموعة من مسرحيات الفصل الواحد، عرض منها علي المسرح القومي مسرحية «صوت مصر»، ووضع الخطوط العريضة لمسرحية «بالاجماع + واحد» التي استكمل كتابتها بعد ذلك بسنوات، في مارس 1965 ونشرها في مجلة «آخر ساعة»، معبرا فيها عن تقدير العالم لشخص الزعيم المصري الذي كان مرشحا حينذاك لانتخاب رئاسة الجمهورية، بعد ست سنوات من الرئاسة السابقة. في هذه المسرحية اتخذ الفريد فرج من أحد الصحفيين الأجانب المكلفين بتغطية عملية الانتخاب نموذجا أو مثالا للأحرار الذين يعجبون بعبد الناصر، وتراودهم الرغبة في التعبير عن هذا الإعجاب، بطلب من رئيس لجنة الانتخاب الإدلاء بصوته، رغم أن اسمه ليس مدرجا في كشوف الناخبين. وبذلك تكون نتيجة الانتخاب لعبدالناصر الذي التف الشعب كله حوله، بالاجماع زائد واحد، وليس فقط بالاجماع. ومع أن القيمة الفنية للمسرحية لم تكن في مستوي الأعمال الأخري لالفريد فرج، بسبب غلبة المضمون السياسي الدعائي علي الشكل الفني، وهو آفة الأدب الهادف أو الأدب الملتزم، فلم يتحرج الكاتب، الذي كان منقطعا للتأليف،من إعادة نشر مسرحيته في كتاب «صوت مصر» الذي ضم مجموعة مسرحيات الفصل الواحد: الفخ، صوت مصر، بالاجماع + واحد، بقبق الكسلان، وهي مسرحيات ذات أبعاد أخلاقية واجتماعية، تدافع عن قيم العمل والشرف والوطنية ومساواة المرأة بالرجل في كل الظروف. غير أنه بعد نحو عشرين سنة أو أكثر من صدور هذه المجموعة المسرحية وعند نشر الهيئة المصرية العامة للكتاب في 1989 مؤلفات الفريد فرج الكاملة، في اثني عشرجزءا، أسقط بنفسه هذه المسرحية، دون أن يذكر سببا، أو يشير إليه مجرد إشارة. ولم يعرف أحد السبب المباشر من وراء هذا الاسقاط، بما فيهم من كانوا مقربين جدا منه، مثل عبدالرحمن الشرقاوي وحمدي غيث وادوار الخراط وأحمد مرسي الذين كان الفريد فرج ينظر إليهم بعين الاعتبار وكانوا يحملون له أكثر تقدير. هل كان السبب في نظر الكاتب ضعف بناء المسرحية واقترابها من التحقيقات الصحفية أم لأنه خضع لمراجعة قناعاته وخياراته بعد أن انطوي العهد الناصري؟! وغدا اسم عبدالناصر في الكتابات السياسية مرادفا لغياب القانون وغياب الحرية والديمقراطية والحوار في المجتمع فضلا عن اعتقال الآلاف وتعذيبهم في السجون حتي الموت، بلا تحقيق وبلا اتهام. لقد اصطلي الكاتب بهذا النظام الديكتاتوري، كما اصطلت به أعداد غفيرة من المثقفين والكتاب من أصحاب الرأي، أخذوا من الدار للنار بالظن والريبة. ولم يكن الفريد فرج بالطبع مع هذا الضرب من الحكم الذي يمثله هذا الزعيم لأنه يفتقد كل قيم الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية. أم أن هناك أسبابا أخري أدت إلي اسقاط هذه المسرحية من المؤلفات الكاملة، تتعلق بمنهج الفريد فرج في الكتابة، وبخبرته وحيله الحرفية، مهما كان الموضوع أو وزن الشخصية التي يتناولها، ومهما كان تألق الفكرة التي تقوم عليها المسرحية. أيا كان السبب المجهول فإن النص الذي ينشره المؤلف في الدوريات ثم في الكتب المودعة بدار الكتب ومن السهل العثورعلي نسخ منها في أسواق الكتب القديمة - هذا النص لا يعد في تقديري ملك مؤلفه، أو ملك ورثته، وإنما هو ملك تاريخ الثقافة الوطنية خاصة إذاكان الكاتب من صناعها المعروفين الذين صاغوا مسيرتها في أكثر من فن. وبهذا الحق وحده تنشر «القاهرة» هذا النص في ذكري ميلاد الفريد فرج (14 يونية 1929- 3 ديسمبر 2005) في غمار الاستعدادات للجولة الثانية لانتخابات الرئاسة التي تثير حيرة القوي الثورية والمدنية والليبرالية، لأنها تجد نفسها بين المطرقة والسندان، إن فشلت جهود هذه القوي في تشكيل مجلس رئاسي يحمي مصر وينقذها مما هي مقبلة عليه، في حالة عدم القدرة علي تصحيح أو تغيير ما وصلت إليه، رغم 25 يناير 2011. هذه القصة لم تقع، لكن كان من الممكن أن تقع! الزمان: 15 مارس 1965 المكان: القاهرة الشخصيات: > صحفي أوروبي > رئيس إحدي لجان الاستفتاء لانتخابات رئاسة الجمهورية > عضو اللجنة > ناخبون.. من بينهم موظفة وطالب وعامل وآخرون.. المنظر: «إحدي لجان الاستفتاء الشعبي لانتخابات رئاسة الجمهورية، الغرفة كانت في الأصل فصلا دراسيا علي جدرانه رسوم تلاميذ، في يمين المسرح مكتب يجلس إليه رئيس اللجنة، وعلي المكتب صندوق مثقوب، في قاع المسرح ساتر يملأ الناخبون بطاقاتهم خلفه، وفي يسار المسرح باب يفضي إلي الخارج، وكلما فتح يظهر من فرجته طابور الناخبين، الآن يفتح عضو اللجنة الباب فيخرج ناخبون ثلاثة بينما يدخل غيرهم.. في المقدمة فتاة يبدو من مظهرها أنها موظفة وطالب وعاملون وفي وسط المسرح صحفي أوروبي قد سدد الكاميرا إلي الداخلين.. فلاش، يغلق عضو اللجنة الباب ويستغرقه عمله مع الناخبين بينما يعود الصحفي إلي كرسيه إلي جوار رئيس اللجنة». الصحفي: انتهت جولتي وزغللت بالفلاش عيونا كثيرة. أرجو ألا أكون قد أثقلت عليكم أكثر مما يحتمل كرمكم الشرقي. رئيس اللجنة: بالعكس، نحن سررنا بخدمتك، اشرب معنا القهوة أو أي شيء تطلبه. الصحفي: أي شيء أطبه؟ رئيس اللجنة: أؤمر.. «ثم يأخذ حذره» مادام في استطاعتنا.. الصحفي: «لنفسه» لم لا؟! ما المانع؟ رئيس اللجنة: في حدود ما نستطيع لا تتردد. الصحفي: أمنية أعرف أنها تراود الكثيرين من بني وطني، وفي العالم كله.. ربما. رئيس اللجنة: «يداري حذره بالمداعبة» ياه! لا تبالغ في طلبات أرجوك.. الصحفي: أريد أن أدلي بصوتي في الاستفتاء. «عضو اللجنة تلتقط أذنه الحديث فيرفع رأسه في دهشة بينما الناخبون منصرفون لعملهم حول الساتر». رئيس اللجنة: «بعد لحظة» تقصد..؟ يعني..؟ «ثم يداري ارتباكه بضحكة» نشكرك علي شعورك بكل امتنان.. الصحفي: ان صحف العالم تستفتي قراءها في زعماء العالم كل حين، ومن حقكم ان تفخروا بعشرات ملايين الأصوات التي ينالها الرئيس ناصر.. رغم أن العالم تظلله سحابة من الدعاية المضادة لكم. رئيس اللجنة: نعرف أن الشعوب.. الصحفي: أليست هذه إشارة إنسانية ذات مغزي؟ رئيس اللجنة: نحن أيضاً نهتم لسلام ورخاء العالم. الصحفي: «يقاطعه» ولكني أنا حظيت بأكثر مما حظي به الآخرون من مجرد النظر إلي بلادكم من بعيد أنا رأيت السد العالي. وفي كتراكت سمعتهم يقولون بكل لغات العالم: «البناء العظيم!» «جيل من الشغل!» «الماكينات الجبارة!» «ياه.. ووه!» .. وما إلي ذلك كلام عابر سبيل يرمي نظرة هنا ونظرة هناك.. ولكني أنا، الذي طفت بالدنيا أرقبها من خلال عدستي الصغيرة، ورأيت المجاعات والتشرد والاستغلال الوحشي وجفاف الأرض.. أنا ترقرق قلبي أمام السد. الجرانيت الهائل والماكينات الهدارة وحرارة الشغل ملأتني حنانا.. في عدستي السحرية رأيت البناء العملاق بيوتا صغيرة في أقاصي الريف والصعيد تضاء غدا بالكهرباء وتشرق بروح أسرية وديعة حميمة في المساء رأيت جموع الفلاحين الطيبين يزرعون غدا بمرح حيث كانت الرمال خشنة آلاف السنين.. رأيت ملايين المرات الصغيرة تتلألأ في القلوب البريئة بعد طول شقاء صدقني ياسيدي.. لو تصورت أنا السد تمثالا فلن يعبر عن خيره العميم إلا تمثال للأمومة الفياضة. اقتربت الفتاة ثم الطالب «وقد التقط كل منهما طرفا من حديثه». الفتاة: أهو فنان؟ الطالب: لماح. من يكون؟ رئيس اللجنة: «يقلق» صحفي. الفتاة: أجنبي؟ من أي بلد؟.. رئيس اللجنة: أوروبي ويريد.. آه! الصحفي: وهدير المصانع.. أنا أغبطكم.. الطالب: عندكم في أوروبا صناعة؟! الصحفي: نعم. الفتاة: وخير كثير.. الصحفي: نعم. لكن من حقنا أن نسأل: من أين الخير الكثير؟ أمن فروق أسعار قطنكم وبترولكم وما تبتزه البورصات الشريرة!؟ ولمن الصناعة؟ألحلقات السادة الاحتكاريين الناعمين في نواديهم الخاصة؟! وعندنا في أوروبا أيضا كلمات خبيثة كثيرة. ولي زملاء يتضاحكون في تشف مغرور وهم يقولون: «مصر؟.. بلد فقير! هه! عندهم بلهارسيا وحكايات فساد».. ثم يرتشفون الويسكي المثلج بضمير نائم. ولكني أنا أعرف أن عندكم أثمن ما يحلم به الإنسان، وأقوله: «الأمل». الطالب: صدروا لنا الفقر طوال مئات السنين.. الفتاة: ولكننا نشتغل.. الصحفي: الأمل في خير عميم، وعدل عميم.. الأمل حياة القلب والعقل، الضمير والإرادة.. الكنز الثمين.. أنا أقول لهم: لن تجدوا في كهوف الليل في باريس، ولا في أنات الفنانين التجريديين في أوروبا.. لن تجدوا في دهاليز الميكيافيلية السياسية، ولا في شحنات الأسلحة الغربية، ولا تحت راية العسكر المرتزقة في الكونجو.. ولا في مغاور البورصات ولا في خزائن البنوك السرية المظلمة.. ذلك الأمل المشرق في القاهرة وإرادة التقدم وحب العدل والتصميم علي السلام. (اقترب العامل. لحظة ثم يطرق الباب وتتعالي وراءه - أصوات المنتظرين: «نريد أن نذهب لمصالحنا: خلصونا»..). العامل: رجل أمين بحق لا كالآخرين.. لو منه كثيرون في أوروبا. رئيس اللجنة: «ضاق صدره» ياللا ياحضرات. أرجوكم. الطالب: خليني لحظة. أنا محرر في مجلة الكلية وسأدون ما قاله بالحرف. الفتاة: ونحن عندنا مجلة الحائط في الشركة وسأعتبر هذا حديثا صحفيا لي.. رئيس اللجنة: أرجوكم. التزاحم ممنوع.. «ثم ينظر للصحفي فيتردد ثم يخاطب عضو اللجنة» طيب: دخل ثلاثة آخرين. «وبينما عضو اللجنة ينفذ الأمر ويتابع عمله يستمر الحوار». العامل: أين كنت قبل القاهرة؟ الصحفي في غزة: وقبلها في اليمن.. الفتاة: «بأسي» رأيت اللاجئين؟ رئيس اللجنة: «باهتمام مفاجئ» في أي جبهة في اليمن؟ ابني هناك.. أرأيتهم؟ الصحفي: كنت في صرواح. الفتاة: شهدت الموقعة؟ الصحفي: أنا شاهدت حروبا كثيرة لم تعد تهزني الانفجارات والقصف الشديد، لا تثيرني كثيرا، لكن يثيرني المعني العميق.. المغزي البعيد لكل هذه التضحيات، البسالة الوحيدة التي عرفتها في حياتي بأصدقاء هي لمن يحارب تحت راية شريفة أنا رأيت أولادكم يحاربون تحتها هناك. العامل: رأيت كل شيء بنفسك. كتبت؟ الصحفي: طفت العالم ورأيت الحق والباطل في صراع مرير.. شهدت أولاد آدم الشريرين وأولاده الخيرين.. رجال الحرب ورجال السلام.. سواعد للدم وسواعد للبناء.. وكتبت- لرئيس اللجنة لكن لم يخطر ببالي قط ما طلبته منك إلا الآن، إذ خطر لي أنه ربما. «يفرغ الناخبون الثلاثة الآخرون من عملهم الواحد بعد الآخر ويقتربون». الطالب: ماذا طلبت منه؟ نحن في الخدمة. الفتاة: طلبت منه..؟ رئيس اللجنة: «مقاطعا للصحفي» أرجوك. لا تكرر ما قلت. نشكرك علي أي حال. العامل: ما طلبك؟ الصحفي: أريد أن أنتخب الرئيس ناصر. العامل: طلب عجيب. الفتاة: لا عجب فيه. رئيس اللجنة: «بضيق وسخط» ربما كان لاعجب فيه. نحن نسمعهم يتحدثون عن حكومات عالمية وما إليه. ربما بعد مائة سنة.. خمسين.. لكن الآن، هذا يقتضي حصوله علي الجنسية وهذه ليست إدارة جنسية. الصحفي: ولكني أريد أن انتخب الرئيس ناصر لا بصفتي عربيا بل بصفتي من مواطني هذا الكوكب المهدد كله بالحرب والجوع والذل. الفتاة: لم لا. أعطه بطاقة أي غائب، انه يعرف أن حيادنا يحميه من خطر الحرب. رئيس اللجنة: اسمح لي ياسيدي بأن أقول لك إن أي اقتراح كهذا يعتبر تلاعبا. فهنا بطاقات وقوائم وأسماء، هذا عمل رسمي. الصحفي: ولكني أنا ياسيدي حاربت في إسبانيا ولست بإسباني، وأصبت بطلقة أتلفت كليتي مع أن اسمي لم يكن مدرجا في قوائم المطلوبين للجندية هناك. رئيس اللجنة: هذا لا يكفي ليعطيك الحق في.. الصحفي: حاربت في الحرب العالمية أيضا، وسقطت أكثر من مرة ووجهي في الطين.. صدقني ياسيدي لم يكن الطين في كل مرة هو طين بلادي. رئيس اللجنة: نحن نثني علي بطولتك، لكن هذا شيء مختلف. الصحفي: طفت العالم بعد ذلك. كوريا، فيتنام، الجزائر، الكونجو، اليمن، قبرص، وأديت خدمات أيضا صدقني.. فهل سألني أحد: بأي حق تقدم يدك. بحق ما أنا رجل شريف ياسيدي، أعتقد أن لي فوق ما يمنحني جواز سفري من حقوق. الطالب: لا أعرف في التاريخ سابقة.. الفتاة: لم لا؟ هذا شيء لم يكتب فيه الكتاب بعد، لكن ماذا يكتبون؟ العامل: رأي بنفسه، وعنده شعور.. الصحفي: أفهمتني؟ الذي يحمي سلام العالم يحمي أرواح أبنائي «طرق علي الباب». رئيس اللجنة: «بضيق» من فضلكم.. ياجماعة. ورانا شغل. «وعندما يري أن أحدا لا يتحرك يخاطب عضو اللجنة» دخل ثلاثة آخرين ياسيدي وخلي بالك. الصحفي: كل طلقة نار للتحرير، وكل حجر للبناء.. يحمي أرواح أبنائي. «يدخل ناخبان وناخبة فيلحظون الجمع». الناخب: ما الذي أخركم هكذا؟ «يتعرف علي العامل فيتقدم إليه» أنت هنا؟ ما الحكاية؟ العامل: سلامات. تعال.. صحفي أوروبي كان يصور. الناخب: انبسط من مصر؟ الطالب: يريد أن يدلي بصوته. الفتاة: يقول إن من حقه أن ينتخب الرئيس. الناخب: ياه! أصواتنا فيها الكفاية. رئيس اللجنة: «بحزم» هيا هيا. انتهينا. أرجوكم. الصحفي: اعذروني. جاشت نفسي اليوم فتجاوزت حدي. ظننت أني أستطيع أن أضع صوتي لناصر في الصندوق كرمز صغير لإرادة الملايين الذين يتطلعون إلي عالم جديد فاضل. الناخب: والله هذا الرجل إنسان. أعطه بطاقة.. الطالب: الدستور ينص.. الصحفي: أثقلت عليكم ياسادة. أشكركم وأرجو المعذرة. العامل: كان بودي أن أحقق طلبك. «ثم فجأة يتشاور همسا مع صاحبه». الفتاة: صحفي.. ولكنه رقيق المشاعر. رئيس اللجنة: «للناخب» هيا يامحترم. لم يبق إلا أنت. «يسلمه البطاقة». الناخب: «يتأمل وبيده البطاقة» تسمح. طلبت أن تضع اسمك نيابة عن ملايين من غير المصريين. الصحفي: «مكملا» رمزا لأملنا.. في هذا الصندوق جنب إرادتكم. الناخب: وما نفع ذلك؟ ما فائدته؟ لن تزيد الأصوات إلا صوتا واحدا. الفتاة: باسم الكثيرين. الطالب: تعبير عما كان يقوله.. الصحفي: وعن وحدة الإرادة الإنسانية للحرية والرخاء والعدل. العامل: «للناخب» أرأيت؟ لا غرابة في لبه. لم لا؟ الناخب: «بصوت هامس» سأرتكب مخالفة، لم يرد رئيس اللجنة شيئا. هيا يا جماعة. اصنعوا ساترا حولنا. «يسلمه بطاقته ويتحوطهما الجميع ويتوجهون للصندوق بينما الصحفي يسلم الكاميرا للطالب الذي يضبطها خفية». رئيس اللجنة: ماذا تصنعون؟ هذا ممنوع، ابتعدوا. سأستدعي البوليس. العامل: «لرئيس اللجنة» ممنوع صحيح، لكنه يستحقه. الناخب:«لرئيس اللجنة» أنت لم تر شيئا. «للصحفي» تفضل. الطالب: «ليس اللجنة» لا تفسد ما هو جميل. الفتاة: «لرئيس اللجنة» ليست بطاقة زائدة. رئيس اللجنة: تلاعب! «لعضو اللجنة» استدع البوليس! «عضو اللجنة لا يتحرك». الصحفي: «وقد ملأ البطاقة» قبلتها منك بكل سرور وارتياح. رئيس اللجنة: «بينما يحاول عبثا شق طريقه إلي الصندوق» هذه مخالفة. ياأسيادنا. مخالفة. الفتاة: ولكني سأصفق لهذه المخالفة. «تصفق، ويصفق معها الجميع بينما يضع الصحفي البطاقة في الصندوق، يومض الفلاش فيثير رئيس اللجنة من جديد». رئيس اللجنة: صورته؟! الصحفي: أعدك أن احتفظ بالصورة في بيتي للأصدقاء لا للنشر.. وأصفق معكم للأمل.

«يصفق بحرارة». «ستار».