خليفة بن سلمان وادارة اخوية للسياسة الخارجية: الكويت نموذجا
---
من المعلوم لدى دراسى العلوم السياسية بصفة عامة والسياسة الخارجية على وجه الخصوص أن الدول لديها حزمة من الادوات لتنفيذ سياستها الخارجية بدءا من الاداة الدبلوماسية مرورا بالاداة الاقتصادية وصولا الى الاداة العسكرية. كما من المعلوم ايضا ان ادارة ملفات السياسة الخارجية تحتاج الى خبرة عميقة وحنكة سديدة ورؤية ثاقبة ونظرة شاملة لتداعيات الحركة على الساحة الدولية. واذا كان من الصحيح ان ادارة العلاقات الدولية فى ظل عالم يموج بالتحولات والتقلبات والتغيرات تحتاج الى نمط جديد من الادارة يتناسب مع حجم الصعوبات التى تواجهها الدول وكذا حجم الاهداف والطموحات والامال المعقودة على المسئولين لتحقيقها.
ومن ثم برز الى الواقع نمط جديد من الادارة يقوم على ادارة العلاقات الدولية استنادا الى تنمية العلاقات الاخوية بين البلدين من خلال زيارات متبادلة ولقاءات ودية واجتماعيات رسمية وغير رسمية بين مسئولى البلدين سعيا الى تعميق العلاقات وتلطيف الاجواء وتنقية الممارسات من اية شوائب قد تعلق بها. وليست مبالغة القول أن النموذج الذى يطرحه رئيس الوزراء البحرينى الشيخ خليفة بن سلمان فى ادارة حكومته للسياسة الخارجية يمثل التجسيد العملى والتطبيق الفعلى لهذا النمط من الادارة القائم على تدعيم العلاقات الاخوية بين مملكة البحرين ومختلف دول العالم بما يحافظ على مكانة المملكة ونهجها السلمى التعاونى فى ادارة علاقاتها الخارجية، ولعل الزيارة الاخيرة التى قام بها الشيخ خليفة الى الكويت فى اواخر الشهر الجارى تجسيدا حقيقيا لذلك، حيث عكست الزيارة بعدين مهمين:
الاول، بعد اخوى تجلى فى كونها تاتى فى إطار العادة السنوية الأصيلة التي يحرص سموه عليها بزيارة الأشقاء في دولة الكويت في شهر رمضان من كل عام، وما تخللها من لقاءات مع كبار المسئولين الكويتيين يؤكد على مدى عمق العلاقات الأخوية الوطيدة التي تربط بين البلدين، والرغبة الأكيدة لديهما في الارتقاء بها إلى آفاق أرحب.
الثانى، بعد سياسى/ اقتصادى تجلى فى أمرين:
1- أكدت على الترابط بين البلدين المرتكز على حالة من التناغم والتناسق في الرؤى والمواقف تجاه العديد من القضايا الاقليمية والدولية والقضايا التي تهم منطقة الخليج والامتين العربية والاسلامية، بما ينتهجانه الدولتان من سياسة خارجية قوامها العقلانية والحكمة والتمسك بمبدأ الحوار في كافة المحافل الإقليمية والدولية، والتمسك بالثوابت العربية والإسلامية تجاه كافة القضايا، وتعزيز العمل العربي المشترك، والسعي الجاد لإحلال السلام الشامل والعادل، ودعم كافة الجهود التي تضمن تحقيق الأمن والاستقرار العالميين في كافة أرجاء العالم.
2- كان لهذا التميز في العلاقات السياسية والشعبية بين البلدين عظيم الأثر في تطوير علاقات وشراكة اقتصادية بين البلدين، ويتحرك البلدان في إطار منظومة تعاون اقتصادي متكاملة تهدف إلى تحقيق مصالحهما المشتركة، وتلبية متطلبات شعبيهما إيمانا منهما بأهمية دور التعاون الاقتصادي في عالم اليوم سواء الثنائي أو الجماعي من خلال مجلس التعاون في دعم جهود التنمية الشاملة، وتحقيق النماء والازدهار المأمول في كافة القطاعات.
خلاصة القول أن النجاحات التى حققتها الحكومة البحرينية برئاسة الشيخ خليفة بن سلمان فى مختلف المجالات الداخلية وكافة القطاعات الوطنية انعكست بلا شك فى سياسة المملكة الخارجية ورؤيتها لعلاقاتها الدولية بما يعود ايجابيا على كافة المواطنين والمقيمين فى المملكة.