صدر عن دار القلعة كتاب "شرعية الأحزاب السياسية فى القرآن والسنة تأليف توحيد الزهيرى وهو طبيب وعضو عامل باتحاد الكتاب وله عدد من الإصدارات.

ويتكون الكتاب من تمهيد وبابين ينقسمان إلى عدة فصول، وفى التمهيد يشير الكاتب إلى أن قبائل العرب التى دخلت فى الإسلام أفواجا صارت أحزابا سياسية تطلب السلطة وتريد الوصول إلى سدة الحكم أو على الأقل المشاركة فيه، ويقول إن هذا هو التعريف الدقيق للحزب السياسى، فهو جماعة من الناس تربطها وتوحدها أفكار مشتركة، وتجمعها مصالح تبعثها على العمل من أجل الوصول إلى السلطة فى المجتمع أو المشاركة فيها.

وأورد الكاتب حديثا للنبى صلى الله عليه وسلم فى فضل قريش وإمامتها للعرب وقال إن المقصود من هذا الحديث بيان أن قريشا أعلم من العرب جميعا بأمور السياسة، لسابق خبرتها الناتجة عن طول بقائها فى مجتمع مستقر وقيامها على تنظيم موسم الحج باستمرار، وهو الموسم الذى يتطلب إعاشة أعداد كبيرة من الناس الذين يأتون إلى بيت الله أفواجا فى كل عام، ولابد من توفير الماء والطعام والملابس والإيواء ووسائل الراحة لهم وتلك مهمة الحاكم (الراعى) الأساسية إزاء شعبه (رعيته) وذلك ما كانت قريش تقوم به لكل العرب، وعلى هذا فقريش – كما يرى الكاتب- هى الحزب الذى اختاره النبى صلى الله عليه وسلم للحكم.

وخلص المؤلف – بعد تحليله للحديث وأيام الخلفاء الراشدين بعده– إلى القول إن جميع الناس لهم الحق فى التطلع إلى الجلوس على كرسى السلطة، مع ضرورة العلم بالواجبات الثقيلة التى فرضتها الشريعة الإسلامية على الحاكم وألزمته بأدائها ، وإلا فلا سمع ولا طاعة (= لا شرعية) له وأن الغاية المنشودة فى كل الأحوال هى تحقيق مصلحة البلاد.

كما بين المؤلف فى كتابه ضرورة ألا يتبع الحاكم الهوى فى إصداره للأحكام، وأشار إلى تحذير النبى صلى الله عليه وسلم أصحابه الذين تطلعت نفوسهم إلى الإمارة وأورد قوله لأبى ذر الغفارى فى هذا الشأن "يا أبا ذر إنى أراك ضعيفا وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزى وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذى عليه فيها، وإن أحب لك ما أحب لنفسى، لا تتأمرن على اثنين ولا تولين مال اليتيم.