أركان الثقافة المسرحية

أعتبرت الدولة المسرح ركنا قويا من أركان الثقافة المسرحية وقد تمثل هذا الدعم في بناء المسارح ونشاط حركة النشر ودعم تذاكر المسرح وايفاد المخرجين في البعثات عن طريق المعهد العالي للفنون المسرحية .
ولقد ساهمت هذه البعثات وعن طريق جهود المخرجين الذين درسوا في الخارج في تطوير أليات التعليم والتدريب بالمعهد العالي للفنون المسرحية سواء علي المستوي النظري او علي المستوي العملي التطبيقي .
كما ساهمت جهود المبعوثين العائدين في انشاء وتطوير الفرق المسرحية الحكومية وصياغة هيكلها الفني والاداري ووضع الاسس الفكرية التي تنهض عليها تلك الفرق .

كما ساهمت جهود المخرجين العائدين من البعثات في تطوير فن الاخراج المسرحي ذاته عن طريق نقل احداث مناهج واساليب الاخراج العالمية الي المسرح المصري بشكل يؤكد ان مرحلة جديدة قد بدأت في تاريخ المسرح المصري .
لقد تزامن مع هذه الصحوة العلمية والمعرفية ظهور جيل جديد من الكتاب المسرحيين بالاطافة الي جيل الخمسينيات ومن طليعة هذا الجيل نجيب سرور وصلاح عبد الصبور ومحمود دياب .

وقد صاحبت حركة التأليف حركة الترجمة موازية فقد ترجمت أعمال بريخت وبيتر فاديس جنبا الي جنب مع أعمال بيكيت وسارتر .
وبينما شغف البعض بترجمة أعمال تنيس ويليامز وأرثر ميللر اهتم البعض بتجربة أعمال أخري من المسرح الكلاسيكي الانجليزي والفرنسي والاسباني .
لقد أمنت الدولة في أواخر الخمسينيات واوائل الستينيات بأهمية وصول الرسالة الثقافية الي كل ربوع الوطن فأنشات جهاز الثقافة الجماهيرية علي غرار التجربة الروسية والمجرية في هذا الشأن .

وقد تبني هذا الجهاز الضخم مسؤلية تأسيس بيوت ومراكز وقصور الثقافة في أغلب المدن والاقاليم وأنشأت الفرقة المسرحية داخل هذه الكيانات الثقافية .
وأرسلت لها كبار المخرجين بشكل يبشر ببعث حركة مسرحية قوية علي مستوي الهواة وبجانب المستوي الاحترافي ولم تكتف الدولة بذلك فأنشأت المعاهد المكملة لفن المسرح مثل معاهد الموسيقي والباليه والسينما والفنون الشعبية والنقد الفني .