ياسيدي يارسول الله
ضوءٌ من الشمس أم نورٌ من القمر ِ
أطلَّ بالخير والنعمى على البشر ِ
مدوَّنٌ في كتابِ الروح، منتشرٌ
بين الحنايا، ومرسومٌ على العمُر
مسافرٌ في قلوبِ الناس ، منسربٌ
بين الشرايين ِ ، منثالٌ مع المطر ِ
يُضيءُ كلَّ المدى، لو كنتَ تـُبصرهُ
تخيُّلا ً لاحتواكَ الضوءُ في البصر ِ
نحسُّهُ في المآقي ، بين أضلعنا
نبضا ً تقينا به ِ النجوى من الكدر ِ
نشمُّهُ في أريـــــــج الورد ، نسمعهُ
في خفقة ِ الطير، فوق الماء ، في الشَّجر ِ
فإسمهُ حين يتلوهُ اللسانُ تـُقىً
يشعُّ من كلِّ قلب ٍ مؤمن ٍ عطر ِ
محمدٌ سيرة ٌ، ديباجها ألـــقٌ
جبريلٌ قد خطـَّها بالأحرفِ الغُرَر ِ
وسِفرُهُا خالدٌ أنـّى سَرَتْ أممٌ
تتيـــــــــهُ في محتواها، ذاتَ مدَّكر ِ
نجومُهُا مزهرات بين أسطرها
سبحانَ من زانـَها بالآس ِ والـــدُّرَر ِ ِ
مبثوثة ٌ في شعابِ الروح ِ أحرفـُها
تشعُّ في كلِّ ما فيـــــها من الـــصور ِ
هو النبيُّ الذي تمشي بموكبه ِ
ملائــــــــكُ الله في عِــزٍّ وفي كـِبــَر ِ
تخضرُّ من خطوه ِ الآمادُ مُعشِبة ً
وينبعُ المـــاءُ مدرارا ً من الحجر ِ
يا سيدي يا رسول الله، يا قدرا ً
قد جاء بالخير ، ما أبهاهُ من قدر ِ
يا أكرمَ الخلق ِ ، يا مَن زانَ جبهتــَهُ
ربُّ السماء ِ بعِرق ٍ نابض ِ الوتـَر ِ
وحينَ يرنو إلى الأعداء في غضبٍ
يبان في الوجه تعبيرا ً عن الضَّجر ِ
غضنفرٌ تهزمُ الأهوالَ خطوتُهُ
وتشعرُ الراسيــــات الشمُّ بالخطر ِ
فإن رآهُ عدوٌّ فرَّ من فزع ٍ
وصار يختضُّ من خوف ٍ ومن حذرِِ
ناداهُ جبريلُ : إقرأ، جاءَ في وله ٍ
للناس ِ من فالق ِ الإصباح ِ بالخبر ِ
فكان للحقِّ ميزانا ً وبوصلة ً
لينقذ الخلــــق من ظلم ٍ ومن شرر ِ
وكان للناس شمسا ً يُستضاءُ بها
في حالكات ِ الدُّنـا من مُشرك ٍ أشــر ِ
وكان بحرا ًغزيرا ً لا حدودَ لهُ
يفيضُ باللؤلؤ ِ المكنون ِ والــــــدرر ِ
هو الذي قد رآى ما ليس نبصرهُ
من غائر ٍ في ثنايــــا الكون ِ ، مُستتر ِ
وكم سعينا له شوقا وكم خفقتْ
منـّا الأضالع فرط العشـــــــق ِ من صِغر ِ
نطيرُ في الأفق ِ ، لم ندرك مجرََّتــَهُ
كأننا فوقَ سطح ِ الأرض ِ لم نــــطر ِ
ندورُ في شمسه ِ ينتابنا خورٌ
فتضمحلُّ الرؤى من شــــــدَّة ِ الخــور ِ
وكم مشينا خِفافـاً نحوَ هالتــــــه ِ
قلوبنا تقطعُ الآمـــــــادَ في السَّفــــــر ِ
لكننا مثل من هيضتْ قوادمهُ
عدنا إلينـــــــا بلا خطو ٍ ولا أثـــر ِ
محمدٌ حشدُ أفلاك ٍ سرت شهُبــا ً
فأرسلتْ نورَها فيضـــا ً إلى البشر ِ
توضأوا بسناها قالَ قائلهـــــــــــمْ :
يا عيــنُ فيضي بدمع ِ منك ِ وانهمري
ولو غدونا سهارى فرط لهفتنا
نقولُ للروحِ : لا تــُبقي ولا تـــــذري
ممـّا حوى القلبُ من نبض ٍ وأوردة ٍ
ولتستجيبــــــي لأمر الحبِّ وائتمري
**********************************
عادل الشرقي
المفضلات