حسين فيلالي

أشادت الصحافة الجزائرية بالإخراج الفني وجمالية الصورة لفيلم:
( فضل الليل على النهار ) المقتبس عن رواية الكاتب الفرنكوفوني الجزائري خضراء يسمينة ،وكان من حق المخرج الفرنسي"أركادي" أن يحرس على الجوانب الجمالية والفنية في إخراج الرواية وتقديمها للمشاهد، ليغطي على مضمونها المسموم.
يعتقد اركادي، وخضراء أن المتلقي الجزائري ساذج إلى حد أنه يتقبل- دون نقد - كل ما يعرض عليه حتى ولو كان على حساب تاريخه ،ومبادئه.
يستوقف المتلقي الجزائري للنص الروائي أو الفيلم العنوان: (فضل الليل على النهار) ويستفزه.

يمثل العنوان في عرف السرديين عتبة من عتبات النص. وهو بهذا مدخل من مداخل النص بل أصبح هناك فرع في علم السرد يسمى دراسة العنونة.

وإذا تأملنا عنوان الفلم نجده يتكون من رمزين: الليل والنهار، ثم أن الكاتب لم يترك للمتلقي حرية الاختيار بين الليل والنهار وإنما نحس بتوجيه خضراء ياسمينة للقاري ليختار الليل على النهار من خلال توظيفه كلمة(فضل ).
رمزية الليل: تتعدد رمزية الليل حسب السياق الذي ترد فيه، ونرجح هنا أن يكون رمزا للاستعمار الفرنسي ذلك أن موضوع الرواية يتناول علاقة فرنسا بالجزائر إبان الاحتلال. فالعنوان يشير إلى فضل فرنسا/الليل على الجزائر المستقلة/النهار حسب رؤية ياسمينة خضراء. لقد قلب حضراء يسمينة المعادلة وجعل الفضل لليل على النهار أي فضل الاستعمار الفرنسي على الجزائريين.
هذه مقولة بعض الفرنسيين الذين راحوا يبررون استدمار الجزائر بمصطلح المرحوم مولود قاسم بحجة أنهم ينقلون الحضارة إلى الجزائريين ويخرجونهم من البداوة ولعل شخصية يونس تعزز ما نذهب إليه.
ويحاول الكاتب والمخرج معا تبرئة الفرنسيين بأن يجعل الصراع بين القياد والفلاحين.هل هذا ما يجب أن ندرسه لأبنائنا في الذكرى الخمسين للاستقلال وننسى ما فعلت فرنسا من تدمير وتخريب ما يزال العديد من سكان أدرار يعانون منه؟ هل فضلها بان جعلتنا فئران تجارب لأسلحتها النووية.؟
دلالة اسم الشخصية:
الاسم: يعرف، ويسمي، ويحيل، ولهذا يحرس الكتاب على اختيار الاسم للتعبير عن مدلول معين.

المسخ: وقد حرس خضراء ياسمينة على مسخ يونس ليصبح جوناس في الرواية. بعد المسخ يتعلم جوناس اللغة الفرنسية ويتزوج من فرنسية ويتحول إلى شخصية إيجابية في الرواية حسب رؤية ياسمينة خضراء فلا يكف عن ترديد :''أصدقاء إلى الممات'' مثله مثل خضراء ياسمينة الذي دعا الجزائريين (إلى الخروج من ما أسماه الصدمة التاريخية، وما خلفته من آلام وجراح والنظر إلى الماضي برؤية أكثر تفاؤلا).هل تناست الصهيونية الهولوكوست؟هل تناست فرنسا ما فعله هتلر؟
لا يدري ياسمينة خضراء أنه بهذا يطلب من الجزائريين بتر جزء من ذاكرتهم، وبذلك يدخلون في غيبوبة لا يعرفون ما ضيهم من حاضرهم.
وكنا ننتظر من يسمينة خضراء أن يطالب بمحاكمة فرنسا على جرائمها بدلا من دعوتنا إلى نسيان جرائم فرنسا وهنا لا نملك إلا أن نذكره بما قال المرحوم مفدى زكريا: ياسمينة خضرا تناسيت ما ليس ينسى).
واعتذر للمرحوم مفدي زكريا على هذا التصرف في شطر بيته حيث استبدلت كلمة فرنسا بياسمينة خضراء . وفي الأخير لا نستغرب هذا القول من خضراء ياسمينة بل من حقه أليس هو القائل:(لا يمكنني أن أكره شعبا لي فيه 4 ملايين قارئ)؟
ومن حقنا نحن الجزائريين أن نجرم فرنسا،وألا ننسى تنكيلها بشهدائنا ومجاهدينا وما سببته من دمار وخراب في جزائرينا الحبيبة.