نواب لم ننتخبهم ولم نسمع بهم
أين ذهبت أصواتنا بالانتخابات ؟؟


جريدة المستقبل العراقي الصادرة ببغداد في 12/9/2012


كاظم فنجان الحمامي

سؤال كبير من الأسئلة المصيرية الملحة, بحجم المفوضية العليا للانتخابات, وبدقة معايير العدل والإنصاف, وبطول المسافة من زاخو إلى رأس البشة, ومن حقول (H3) إلى حقول الكرخة, وبارتفاع قمة هلكورد في سلسلة جبال حصاروست, وبعمق بحيرة ساوة في بادية السماوة, يتكرر كل يوم في مجالسنا ومقاهينا ويقظتنا وأحلامنا, يدور حول آلية الانتخابات, ويغوص في أعماق صناديقها, بحثا عن أصوات النواب الذين انتخبناهم رسميا, أو الذين اخترناهم فعليا, أو الذين رشحناهم ديمقراطيا, أو الذين فازوا بمقاعدهم رقمياً. .
يقول السؤال: كم عدد الذين انتخبوا البرلمانية (X) ؟, وكم عدد الذين انتخبوا البرلماني (Y) ؟. من المفيد أن نعلم إن عدد الأصوات التي اقرها القانون جاءت من حاصل قسمة عدد الأصوات, التي أعلنت رأيها بالمرشحين على عدد النواب, الذين يمثلون المحافظة في مجلس النواب, وهذا ما يسمونه (القاسم الانتخابي), أو (العتبة الانتخابية), فالنائب في محافظة البصرة يعد من الفائزين بالمقعد النيابي إذا حصل على (34) ألف صوت, وتتغير القيمة العددية من محافظة إلى أخرى, فهي في نينوى (36) ألفاً, وفي ميسان (28) ألفاً, وفي بغداد (35) ألفاً, وفي ذي قار والمثنى (33) ألفاً, وفي كركوك أو السليمانية (47) ألفاً, وفي واسط أو القادسية (34) ألفاً, وفي كربلاء أو الأنبار أو النجف (35) ألفاً, فهل الذين انتخبوا البرلمانية (X) في ميسان يصل عددهم إلى (28) ألف مواطن ؟, وهل الذين انتخبوا البرلماني (Y) في ذي قار يصل عددهم إلى (33) ألف مواطن ؟. .
نحن نؤمن إيمانا قاطعا بلغة الأرقام, ونؤمن إيمانا راسخاً بمصداقية المعادلة الحسابية المقدسة, التي تقول:
1 + 1 = 2
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
ونؤمن بعدالة النظام العشري, وجداول الضرب, والنسب المثلثية, وجداول اللوغاريثمات, ونؤمن أيضا بنظرية عصفور باليد خير من عشرة على الشجرة, لكننا لا نؤمن أبداً بصعود من لا يستحق الصعود إلى قبة البرلمان ليمثلنا من دون أن نعرفه أو يعرفنا, ولا نؤمن بصعود الذين تدنت أصواتهم إلى ما دون عدد أيام الشهر القمري, ولا نؤمن بصعود الذين هبطت أصواتهم حتى صارت اقل من عدد أيام السنة الهجرية. .
سمعنا إن السياسي المخضرم الأستاذ (عدنان الباجة جي) حاز على مقعده في البرلمان باثنين وعشرين صوتاً فقط, وان السيد (فؤاد معصوم) السياسي العتيد حاز على مقعده في البرلمان بخمسة وخمسين صوتاً فقط, فهل العدالة الديمقراطية تسمح بتفوق أصحاب الأصوات الضعيفة والأرقام الضئيلة على أصحاب الأصوات العالية والنقاط الكثيرة ؟, أوليس صناديق الاقتراع هي التي تؤهلهم لمجلس النواب ؟, وهي التي تفرز الأصلح والأكفأ والأنجح والأفضل ؟. .
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
الحقيقة إننا لسنا هنا بصدد الاعتراض على احد, ولن يغير اعتراضنا شيئا, لكننا سئمنا من تشدق الذين صعدوا بالترضية أو فازوا بالتزكية, أو الذين حصلوا على الهبات والمنح التصويتية, أو اللواتي جئن بقطارات الكوتا النسائية, لقد سئمنا من ادعاءاتهم المتكررة بأنهم يمثلوننا, وادعائهم بأنهم يعبرون عن مشاعرنا الوطنية, على الرغم من وقوعهم خارج التغطية الرقمية التي آمنا بها. .
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
ويبقى السؤال قائما: كم عدد النواب الذين دخلوا مجلس النواب باستحقاقاتهم الرقمية الانتخابية الحقيقية, التي حددتها العتبة الانتخابية, أو التي رسمها القاسم الانتخابي المتفق عليه؟؟. .