القتال في حرب الفكار

الكاتب : زينو باران – 12 |2005
الناشر : RSS

تقديم :

الاسلام والغرب غير مشتركون في صدام الحضارات " على الأقل في الوقت الراهن " . لكن الغرب يتدخل من خلال رسم معالم الصراع بين أطراف وجهتي نظر مختلفتين في العالم الاسلامي ، الطرف الأول : من يرى في الاسلام قادر على التوافق مع علمانية الغرب وحرياته المدنية ، الطرف الثاني : الملتزم بتغيير النظام العالمي القائم بنظام " الخلافة " .. الجديدة .. وهي دولة الاسلام العالمية .. وهذا الطرف هو من يسعى حقيقة الى اذكاء صراع الحضارات الحقيقي لاجبار المسلمين على تبني موقف واضح من الاسلام .

في السنوات الأخيرة الماضية ، ظهرت منظمات اسلامية متطرفة مثل " القاعدة " ، واكتسبت شهرة من محاولة تنفييذ رؤيتها من خلال الارهاب والعنف السياسي ، وظهر جهات مكملة لهذا العمل رغم كونها اقل شهرة ، لم تشارك في العمل المادي وانما من خلال النضال الفكري لمحاربة المفاهيم الغربية . يعتبر " حزب التحرير " أهم هذه الجهات . وحزب التحرير : هو حركة عالمية تمثل طليعة التطرف الاسلامي السني .

حزب التحرير ليس منظمة ارهابية ، ولكنه فعال في ارفاد الارهابيين باحزمة فكرية داعمة ، وذلك من خلال تربية الناس على الافكار المتطرفة التي تدفعهم بتلقائية الى الانخراط في المجموعات المسلحة والارهابية التي تجندهم في العمليات العسكرية التابعة لها ، ذلك من خلال خطابه الفاشي ، ونظرته " اللينينة " بعيدة المدى ، وشعارته الدينية الوهابية .. بهذا جعل حزب التحريرمن نفسه خطر قوي وشديد من الصعب على المجتمعات الغربية مواجهته .

معتقدات حزب التحرير الدينية والمتطرفة ، التي يستمدها من الجماعات الاسلامية الأخرى لجعلها افكار جماهيرية ، في حين ان هذه الجماعات تعلن بانها قائم على فكرة اسلامية محددة لمنطقة محددة مثل كشمير ، او فلسطين .. يبقي حزب التحرير تركيزه على الهدف الأشمل وهو وحدة المسلمين تحت راية اسلامية واحدة تمكنهم من التعامل مع القضايا الاسلامية جمعيها دون تفريط ، وصد الظلم المهيمن على المسلمين ، وتمكينهم من استعادة مركزهم الحضاري الفعال في صراع الحضارات ..وبهذا ترى العديد من الحركات الاسلامية الاخرى حزب التحرير كحليف وليس منافس، وعليه فهي تستخدم ادبيات وافكار حزب التحرير في حشد مؤيديها ومناصريها .


رابط المقالة :

http://www.foreignaffairs.com/articl...-war-of-ideas#

ترجمة : سهم 30 | 9|2012