قد آنَسُـوك

الدكتور عثمان قدري مكانسي

مرّوا بعصافيرهم التي ملأت أركان البيت حركة وحياة ونشاطاً ، ثم رحلوا:

قد آنسـوك فأحدثـوا بِشـْراً *** وحَبَوك أنساماً زكت عطراً

فـَلهـُم تحـيـّة راغـب وَلـِهٍ *** يحـيـا بهم عمُـراً ثنـا عمُـرا

أحبابَ قلبي كم سعدتُ بكم *** لمـا حـَلـَلـْتـُم كالسـنـا قـَدَرا

ومـلأتُـمُ داري بطلعتـكم *** غـَدَقاً حَيَاً وهبَ الحياةَ ثـَرا

فَسرى بها روحاً فأطربها *** طرَبَ المشوق تَسامعَ الوترا

وتفتّـقـَتْ أزهـارُ دارتـِنـا *** فالغيـثُ هـَلّ بأرضها وجرى

دفقُ الجداول إن سقى شجراً *** روَتِ الغصونَ فأعطَتِ الثمرا

يا من أنستُ بقربهم زمناً *** كـان الدواءَ لـوحدتي، وبَـرا

ووهـَبـْتمُ قـلبي بمقدَمكـم *** نَـوْرَ الربيع يعـانـِق الزَّهَـرا

غبتُم فغاب السعد من ألمٍ *** طَعمُ الفراقِ ..المُرُّ مبـتسِـراً

يا ليتني ما ذُقتُ شهدَكـُمُ *** فالصبرُ عنكمْ ماثـَلَ الصبِرا

هذي الحياة: نهارُها بَهِجٌ *** يتـلوه ليـلٌ غـيّـبَ القـمـرا

وتقَلـّبُ الأحوال عـادتُها *** ما حقّـقَـت لولـيّهـا وطـَراً

فانْهَـدْ ليوم إن عملتَ له *** نلتً الرغائب فيه والظفرا