الكلمة الجارحة

[سميرة رعبوب]

مدخل : قال تعالى : ( وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً )


تعلم عدم جرح الآخرين

كان هناك طفل يصعب ارضاؤه ,

أعطاه والده كيس مليء بالمسامير

وقال له:

قم بطرق مسمارا واحدا في سور الحديقة في

كل مرة تفقد فيها أعصابك .

في اليوم الأول قام الولد بطرق 37 مسمارا في سور الحديقة ,

وفي الأسبوع التالي تعلم الولد كيف يتحكم في نفسه

وكان عدد المسامير التي توضع يوميا ينخفض ,

الولد تعلم كيف يتحكم في نفسه , فالتحكم بالنفس

أسهل من الطرق بقوه على سور الحديقة ,

في النهاية أتى اليوم الذي لم يطرق فيه الولد أي مسمار في

سور الحديقة .

عندها ذهب ليخبر والده أنه لم يعد بحاجة الى أن يطرق أي مسمار .

قال له والده:

الآن قم بخلع مسمارا واحدا عن كل يوم يمر بك دون أن تفقد أعصابك

مرت عدة أيام وأخيرا تمكن الولد من إبلاغ والده أنه قد قام بخلع

كل المسامير من السور .

قام الوالد بأخذ ابنه الى السور وقال له:

(( بني قد أحسنت التصرف , ولكن انظر إلى هذه الثقوب التي تركتها في السور لن تعود أبدا كما كانت ))

عندما تحدث بينك وبين الآخرين مشادة أو اختلاف

وتخرج منك بعض الكلمات السيئة , فأنت تتركهم بجرح في أعماقهم كتلك الثقوب التي تراها

أنت تستطيع أن تطعن الشخص ثم تخرج السكين من جوفه , ولكنك تركت أثرا لجرح غائر

لهذا لا يهم كم من المرات قد تأسفت له ، لأن الجرح لا زال موجودا

جرح اللسان أقوى من جرح السنان

الأصدقاء جواهر نادرة , هم يبهجونك ويساندوك.

هم جاهزون لسماعك في أي وقت تحتاجهم

هم بجانبك فاتحين قلوبهم لك

لذا أرهم مدى حبك لهم ~

مخرج

واحرص على حفظ القلوب من الأذى فرجوعُها بعدَ التنافرِ يَصعُبُ
إن القلوب إذا تنافر وُدُّها شِبهُ الزجاجة كسرُها لا يُشعَبُ

مما راق لي ~