نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


قانون الجذب / سميرة رعبوب

في حياتنا اليومية نركز أفكارنا على شيء نريده ، وأمرا نطمع إليه ، ثم نجد أنفسنا قد حصلنا عليه ..
وفي المقابل نخشى من أمور معينة أو ربما لا نرغب بالحصول عليها ونجد أنفسنا تورطنا في ذلك ..
ماهو السر في كل هذا ؟

هل هو قانون الجذب الذي يشير إليه الكثير من الفلاسفة والمفكرين عبر العصور أم أن الأمر بخلاف ذلك .. ؟!!

وحتى نجيب على تساؤلاتنا يجب علينا معرفة نبذة يسيرة عن قانون الجذب ..

ينص قانون الجذب الفكري : على أن مجريات حياتنا اليومية أو ما توصلنا إليه إلى الآن هو ناتج لأفكارنا في الماضي وأن أفكارنا الحالية هي التي تصنع مستقبلنا، بالأحرى يقول القانون أن قوة أفكار المرء لها خاصية جذب كبيرة جدا فكلما فكرت في أشياء أو مواقف سلبية اجتذبتها إليك وكلما فكرت أو حلمت أو تمنيت وتخيلت كل شيء جميل وجيد ورائع تريد أن تصبح عليه أو تقتنيه في حياتك فإن قوة هذا الأفكار الصادرة من العقل البشري تجتذب إليها كل ما يتمناه المرء.*

يقول برنتيس مالفورد : كل شيء يحدث في حياتك فأنت من قمت بجذبه إلى حياتك ، وقد انجذب إليك عن طريق الصور التي احتفظت بها في عقلك ، أي ما تفكر فيه .
فأيّا كان الشيء الذي يدور بعقلك فإنك تجذبه إليك .*

ونحن كمسلمون نؤمن تماما أن مشيئة الله تعالى نافذة في الخلق وهو المسيطر على الكون والوجود ، وأن مشيئتنا خاضعة لمشيئة الله جل وعلا يقول الله تعالى : ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴿30﴾ الإنسان )
ويقول أيضا : "وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ"
القصص الآية 68

ويقول في الحديث القدسي الذي رواه الإمام أحمد : { أنا عند ظن عبدي بي إن ظن بي خيرا فله ، وإن ظن بي شرا فله }..

فهل الحديث القدسي يثبت قانون الجذب ؟!!
وكيف يتصرف الكون والقوى ما فوق الطبيعية دون أن تخضع لله تعالى وهو خالقها ؟
ونحن نعلم أن مشيئة الله تعالى متعددة متجددة ومنها الإرادة المشيئة الكونية القدرية
فهل التفاؤل والظن الحسن عاملان قويان لجذب الخير لنا كما ينص قانون الجذب ، حيث قال بعضهم أن قانون الجذب لا يعمل مع كلمات النفي " لا " أو " لم " أو " ليس " وحين تنطق بالكلمات النافية ، فهذا ما يستقبله قانون الجذب :
( لا أريد أن أتأخر ) = أريد أن أتأخر !

يقول : بوب بروكتور
إن قانون الجذب في حالة عمل دائما وأبدا ، سواء صدقت هذا أم لا ، أو فهمته أم لا ..*

في الحقيقة جربت قانون الجذب في حياتي في أمرين أحدهما سلبي وآخر إيجابي ..
النتيجة فاجأتني ، حدث لي ما كنت أفكر به سواء كان إيجابيا أو سلبيا !!
طبعا كل ذلك بإرادة الله تعالى ومشيئته ..
ولكن ما السر في ذلك ؟!!
وهل قانون الجذب قانون جديد أم هو مذ خلق الله الإنسان ؟!!
هذا يدفعنا لمعرفة تاريخ الجذب الفكري ..

الجذب الفكري في التاريخ

قانون الجذب الفكري ليس جديدا وليس من معطيات القرن الواحد والعشرين ولكنه قانون قديم قدم الحضارة نفسها إذ أن المصريين القدماء اعتقدوا بوجود هذا القانون واستعملوه في حياتهم اليومية وتبعهم اليونانيون القدماء عامة ونسي العالم بشأن هذا القانون لفترة طويلة حتى أواسط القرن العشرين حين بدأ علم البرمجة اللغوية العصبية يشق طريقه إلى العالم ويصبح علما معترفا به بدأ علماء هذا العلم بإحياء هذا القانون من جديد وهم يصرون على أن جميع من أنجزوا شيئا مهما في حياتهم أو بلغوا مستويات عالية من النجاح في الحياة قد طبقوا هذا القانون في حياتهم بشكل أو بآخر.*

ويبقى أن قانون الجذب ليس قانونا بل هو نظرية لم تثبت صحتها ولايوجد أساس علمي يفسر نظرية الجذب !

كيف يمكننا تطبيق هذه النظرية ؟!!
هناك ثلاث خطوات عملية إبداعية بسيطة وهي : اطلب - آمن - وتلقَ !

الخطوة الأولى : لكي تصير واضحا تماما بشأن ما تريده ، عليك أن تطلب من الله تعالى أن يسخر الكون لخدمتك ، فعندما تصبح واضحا فيما ترغبه ، فإنك بذلك تكون قد طلبت ..
هذه الخطوة ذكرتني بالدعاء الذي علمنا إياه النبي صلى الله عليه وسلم وجعله من أذكار الصباح والمساء
" يا حي يا قيوم ، برحمتك أستغيث ، أصلح لي شأني كله ، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين " .
وإذا لاحظنا وجدنا أن جميع سنة الأنبياء والرسل الوضوح في الطلب من الله تعالى سواء في النصر أو التأييد أو الذرية أو الملك !

الخطوة الثانية : الإيمان والثقة بحصولك على ما طلبت وذلك يتجلى بإطمئنان القلب والتصرف والتحدث والتفكير كما لو أنك قد تلقيت بالفعل ما طلبته ..

الخطوة الثالثة : التلقي ، الشعور على النحو الذي سوف تشعر به بمجرد أن تتحقق رغبتك .. هذا الشعور الطيب والجيد يزيل التردد في أعماقك ..

وهذه الخطوات ذكرتني بحديث حذيفة رضي الله عنه قال قام النبي صلى الله عليه وسلم فدعا الناس فقال (هلموا إلي فأقبلوا إليه فجلسوا فقال هذا رسول رب العالمين جبريل عليه السلام نفث في روعي أنه لا تموت نفس حتى تستكمل رزقها وإن أبطأ عليها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تأخذوه بمعصية الله فإن الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته)
رواه البزار والبيهقي وقال الألباني حسن علي أقل الأحوال .

في الختام ..

الله عزوجل لا يقفل أمامنا إلا الأبواب التي لا تناسبنا
والتي تخفي خلفها طريقا شائكا قد يضر بنا .. !
__________________________________________________ _______________

المصادر :
* الموسوعة الحرة
* كتاب السر