شعر/ محمد خضر عرابي
ليلى والمجنون
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلى يذهب صوتي عبر الريح..
لا أحد يسمع ..
أين الأحباب ..
وأين الباقون ..
وأين الأوراق الأشعار ..
أطلال الذكرى تجلدني ..
فأطير إلى النهر ..
علي أتنفس بعض نسيم ..
من عبق الماضي ..
ترتد الأحزان على وجهي ..
وتبتل الكلمات بدمع القهر ..
فأهرول بين شوارع ذاتي ..
كالمجنون ..
أنادي ..
ليلى....
من غير أبعاد مدينتنا ؟
من أذكى الحقد الغل الكره بكل مكان ؟
من أطفأ نور سكينتنا ..
من أحرق طيري ..
من قسمنا أحزاباً وجماعات؟
من هدم داري ..
وحرف في أشعاري ..
لا أسمع غير البوم .
وصوت فحيح يأتي بين الحين وبين الحين ..
وصوت أنين مهزوم ..
وغير الغربان الهائمة ..
على أطلال البؤس القابع فوق سماء مدينتنا ..
فأهيم على وجهي ..
أجري بين دروب الحزن أل كانت بالأمس مرابع فرحي ..
أجري بين حطام فؤادي وأنادي ..
ليلى ..
أصبحت الأن وحيداً ..
تلفظني أمواج القهر..
لا أعرف أين صوابي ..
اختلط الأمر لدي ..
فكل الأيام سواء..
وكل الأصحاب سواء ..
أشباح الخوف تطاردني ..أشلاء الموتى ..
رائحة الغدر..وأسائل نفسي ..
هل ماتت بين الأنقاض ؟
هل ليلى اختطفت واغتصبت في جنح الليل ؟
من يدري ..
وأنادي ليلى ..
لكن ندائي محض هباء ..
ويجيء صدى الصوت حزيناً..
ليلى..
اغتصبت عند مرابع دجلة في ليل مسكون بالعار ..
أمام أبيها وأخيها أبناء عمومتها
كانت سائرة فوق الشط تغني وكانت حالمة بالشعر..
ويجيء صدى صوت آخر..
لا ليلى كانت تمشي في بغداد
اغتصبت رغماً عنا..
اغتصبت في حي صلاح الدين ..
كانت تمشي بين الحسناوات ..
ودلال القد يراقصها يسحر لب الناظر ..
وتحلى بالديباج
وباللؤلؤ والمرجان
فاغتال الوغد بكارتها فبريق الذهب الأصفر جاذب عينيه..
ويجيء صدى صوت آخر ..
مهموم مقهور مفزوع ..
لا لا ..
ليلى اغتصبت في بلد المختار ..
في وسط العاصمة طرابلس ..
شاهدت الوغد يحاصرها ..
كانت تتغنى بالحرية ..
وتغني للقومية والعربية ..
كانت تصرخ في وجه الطغيان ..
يا أهلي يا بلد الفرسان ..
يا كل العربان ..
عرضي كم بات يهان
صمتت كل الآذان ..
ويجيء صدى صوت مهزوم ..
ليلى ..
شاهدت حبيبتنا ليلى في السودان ..
أقصد عند جنوب السودان ..
كانت تتغنى للحب وللأحباب وللأوطان ..
وعيون الغدر تراقبها في كل مكان ..
تتعالى من حولي الأصوات تحاصرني ...
من سوريا والأردن وفلسطين ..
تخبرني بحديث مهموم مفزوع عن ليلى
وأنا مخبول مذهول .
أبحث عن ليلى ..
لا أدري في أي البلدان..
لا أدري في أي مكان .
شعر / محمد خضر عرابي