Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
مراجل الفوضى الأمريكية في ليبيا

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: مراجل الفوضى الأمريكية في ليبيا

  1. #1
    أستاذ بارز الصورة الرمزية كاظم فنجان الحمامي
    تاريخ التسجيل
    22/12/2008
    المشاركات
    1,084
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي مراجل الفوضى الأمريكية في ليبيا

    مراجل الفوضى الأمريكية في ليبيا


    جريدة المستقبل العراقي


    كاظم فنجان الحمامي

    من منكم سمع أو شاهد أو قرأ عن عمل عسكري متقن نفذته أمريكا لوحدها أو بالاشتراك مع حلفائها وتكلل بالنجاح ؟, ومن منكم سجل أو رصد نصراً ساحقا وصريحا ومتكاملا لأمريكا على صعيد حروبها التعبوية المتلاحقة, ابتداءً من حربها في فيتنام وانتهاءُ بمشاريعها الاستباحية, التي اقتصرت هذه الأيام على عملياتها العسكرية المتهورة في الأقطار العربية والإسلامية ؟, والتي لم تخلف وراءها غير الخراب والدمار والفوضى, ولم تحرز فيها أي تقدم غير التقدم الذي أحرزته في العودة بالبلدان التي دنستها إلى عصور الجهل والتخلف, دخلت العراق غازية محتلة بذريعة البحث عن أسلحة الدمار الشامل, وبحجة صيانة الأمن العالمي, والحفاظ على بوصلة السلم من الانحراف, فلا عثرت على مبتغاها, ولا نجحت في توفير ابسط معايير الاستقرار, ثم تركت سفينة العراق وراءها بأشرعتها الممزقة تواجه مصيرها المجهول في خضم الأمواج الطائفية المتلاطمة, ومكثت في أفغانستان عقودا من الزمن بذريعة القضاء على أوكار الإرهاب ومطاردة السرايا المتطرفة المسلحة, فلم تنجح في تحقيق أي تقدم على الأرض, في الوقت الذي ارتفعت فيه مؤشرات العنف في كابل حتى باتت تهدد شبه قارة آسيا برمتها, اما مسرحيتها التي زعمت فيها إنها قتلت أسامة بن لادن ورمت جثته في البحر, فكانت من المسرحيات الهزلية التافهة, والأنكى من ذلك كله انها لم تحرز أي مكسب شعبي في كل الأقطار التي دخلتها غازية أو محتلة أو داعمة (للثوار), وليس أدل على ذلك من الشعارات الليبية الرافضة لها ولسياساتها المريبة في حوض البحر الأبيض المتوسط. .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    قبل بضعة أيام شاهدنا وقائع مظاهرات معادية لها, نضمها (أنصار الشريعة) في ليبيا, نقلتها لنا الفضائيات المحلية والأجنبية (لم تنقلها الجزيرة ولا العربية), وأصبح واضحا إن آخر ما تحتاجه ليبيا في مرحلتها الانتقالية الصعبة هو توسيع دائرة العداء لأمريكا في عيون الليبيين, الذين تتملكهم هواجس متباينة عن علاقاتهم الهشة مع الأمريكان, فهي أضعف من أن تتلقى ضربة قاصمة أخرى على غرار الضربة التي تلقتها قنصليتها في بنغازي, في حين تفجرت مراجل الفوضى التي صنعتها أمريكا في معامل الناتو, وتصاعدت وتيرة التهور الشعبي في سيناريوهات المليشيات الفوضوية المسلحة, بينما عادت القبائل الليبية إلى التخندق ضد بعضها البعض, مفضلة التغريد خارج الأسراب المفككة, كل حسب طريقته وعلى هواه, حتى أصبحت مصلحة القبيلة فوق مصلحة الوطن, في حين لم يعد للحكومة الليبية أي مجال للسيطرة على زمام الأمور في مدنها وقراها المتناثرة, ووجدت ضالتها في إلقاء تبعات فشلها على تنظيم القاعدة, باعتباره الشماعة الجاهزة لتبرير ضعفها وتقصيرها, ناهيك عن مخاوفها الحقيقية من بقاء الثوار خارج سيطرة أجهزة الدولة. .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ومن نافلة القول نذكر إنها لجأت أكثر من مرة إلى المليشيات الأقوى, التي أصبحت تمتلك سلطات جديدة تجاوزت سلطات (العقيد) أيام حكمه, فاستعانت بها في كبح جماح المليشيات الأضعف وفي ضبط الأمن عندما وقع الاعتداء العشوائي على مقر القنصلية الأمريكية. .
    فإذا كان رجال المليشيات الذين مازالوا يطلقون على أنفسهم تسمية (الثوار) يشكلون القوة الضاربة, ويبسطون نفوذهم على الشارع, فمن يقدر على نزع أسلحتهم وإقناعهم بالرضوخ لسلطة القانون ؟؟, وإذا كانت كتيبة واحدة لا تتبع النظام الجديد كلفت متظاهري بنغازي في جمعة الإنقاذ (17) قتيلا, و(70) جريحاً, فكم سيدفع الليبيون من ضريبة الدم لاجتثاث مراجل المليشيات وإرغامها على الانخراط في القوات الوطنية ؟, وهل سيرضى من يرى نفسه (الفاتح) و(المحرر) لليبيا أن يتلقى الأوامر من مناصب يراها دونه في المراتب الثورية ؟, وكيف سيكون توزيع عناصر المليشيات, التي تأسست على أساس عرقي ومناطقي وعشائري في وحدات القوات الليبية ؟. . .
    وهكذا أثبتت الوقائع إن المراجل الأمريكية هي المراجل التي فجرت الأوضاع في المنطقة, وهي التي عادت بها إلى عصور الجهل والتخلف, مستعينة بالوقود الطائفي الذي لا ينضب, ومعتمدة على مصادر الطاقات القبلية البديلة. .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ختاما نقول: قد يظن البعض ان أمريكا فشلت في تدخلاتها السافرة المتكررة, فنقول لهم: كلا. بل على العكس تماما فقد حققت نجاحا منقطع النظير في تصنيع وتوزيع وتشغيل مراجل الفوضى, التي صارت تعمل ذاتيا بوقود الطاقات الطائفية والقبلية المتاحة لها ولغيرها في مرحلة التراجع الفكري والوطني التي تمر بها المنطقة العربية هذه الأيام, ونجحت في تعقيد الأزمات الليبية المثقلة بتراكمات الماضي, ونجحت في تشكيل (1700) تشكيل مسلح بموجب التقديرات الصادرة عن هيئة شؤون المحاربين, ووصل عدد الكتائب في مراجل (الزنتان) وحدها إلى (240) كتيبة مسلحة. . .

    والله يستر من الجايات

    التعديل الأخير تم بواسطة كاظم فنجان الحمامي ; 25/10/2012 الساعة 01:58 PM سبب آخر: تعديل الخط

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •