إن محاولات هدم الجسر بين إيران وحزب الله من خلال تقويض الوضع في سورية، وربطه بزيارة كلينتون إلى أذربجان، بعد الزيارة السرية لشمعون بيريز، يؤكد رغبة واشنطن وتل أبيب في ضم القواعد الخارجية القريبة من إيران، إلى خيار الحرب.. إلى ذلك، إن احتمال حرب كبرى تهب على المنطقة، ستزيد من تعقيدات الوضع الدولي الراهن. مما يفسر تداعيات التعاون العسكري السري بين برلين وتل أبيب، فانكشاف اللعبة، اتضح من جهة أخرى، مع محاولات جادة لإسقاط حكومة المالكي التابعة للولايات المتحدة الأمريكية، بعد صعود نجم مقتدى الصدر بسبب دعمه للقائمة العراقية. مما يؤكد ايضا أن اللا تقاطعات في السياسة الدولية مستمرة مع فقدان واشنطن لكل مفاتيحها.
غير أن تأكيد آسيا كونها منطقة مجال النفوذ الصيني / الروسي يظل أمرا ثابتا، مما يؤكد أن منظمتي فتح وحماس بأجنحتهما العسكرية والاستخبارية، قد تتجهان نحو بكين وموسكو، بعد الكشف الإعلامي عن التعاون العسكري بين ألمانيا وإسرائيل. وهذا يؤكد أن واشنطن وبرلين لم يعودا اللاعبين الرئيسيين في السياسة الدولية.
من جانب آخر إن توتر العلاقة بين إسلام أباد وأمريكا بعد العملية التي استهدفت بن لادن فوق أراضيها، وتجدد الاشتباك بين طالبان والجيش الأفغاني المدعوم ميدانيا من حلف الناتو، يوضح تعدد الخيارات أمام باكستان، وبقاء الكرة في ملعبها الاستخباري. ويعمل على تقويض عملية السلام في الشرق الأوسط ومنطقة غرب آسيا، ويقوي الجبهة السنية، في غياب دور إيجابي للرياض المهتمة بالملف الإيراني، إلى حد الهوس من وجود أدلة على أن طهران تخطو خطوات هامة على طريق إنتاجها السلاح النووي.
وضوح الصورة بعد ضبابيتها في الشرق الأوسط، بمحاولات الأطراف الإقليمية العربية، إقبار القضية الفلسطينية، أفقد العرب مجموعة من المبادرات، التي حاولت في وقت سابق محاكاة تقاطعات العلوم السياسية، غير أن تغيير المواقع بين الدول العظمى وفق الضرورات الملحة التي تفرضها تطورات الأحداث، يفسر صعوبة الموقف الدولي، ويزيد من الصراع بين حلف بريكس وواشنطن وألمانيا. فتداعيات انهيار اقتصاد المجموعة الأوروبية، يؤكد أن خلطا للأوراق حدث يصعب إعادة ترتيبه، على المدى البعيد. ويؤكد أن إدارة العالم أصبحت بيد ميتافيزيقا متعالية على الحس يصعب ضبطها.
نزار القريشي
المفضلات