الطائرات التي يتسلمها العراق، مقابل 12 مليار دولار ليست سوى "خردة" ، لاتملك عمراً تقويمياً او زمنياً



تاريخ النشر: 2012-09-14 00:00:00

وكالات / متابعة

كشف مهندس طيار عن ان صفقة طائرات الـ (F16) يشوبها فساد كبير يقدر ببضعة مليارات من الدولارات، مؤكداً ان الطائرات التي يتسلمها العراق، مقابل 12 مليار دولار ليست سوى "خردة" ، لاتملك عمراً تقويمياً او زمنياً.

وقال : ان الولايات المتحدة بدأت بالاستعداد لانتاج الجيل السادس من طائرات الـ (F16)، لكنها لن تبيع العراق، سوى طائرات من الجيل الثاني او الثالث على ابعد تقدير، مبرراً ذلك بعدم موافقة اسرائيل، كون الشركتين المصنعتين للطائرة، يملكها يهود.

وبحسب المهندس العراقي، فان قيمة الـ (F16) الواحدة لا يتجاوز الـ ٢٥ مليون دولار، وبالتالي فان ثمن الصفقة (٣٦ طائرة) هو ٩٠٠ مليون دولار، وليس 12 مليار دولار. وقال ان من المتعارف عليه ان البلد المجهز ان يقوم بتدريب الكادر سواء الطيارين او المهندسين على نوع السلاح المشترى، ويثبت ذلك ضمن قيمة مبلغ الصفقة.

وتابع قائلاً: حتى لو افترضنا تم فرض ثمن التدريب كمبلغ اضافي فان عدد الطيارين الذين سيتم تدريبهم هو ١٣ طيارا وثلاثمائة ونيف من المهندسين والفنيين ولايمكن باي حال من الاحوال ان تكون كلفة التدريب مساوية لكلفة الطائرات المشتراة اي (٩٠٠ مليون دولار)، ولكن لنفترض ذلك، بالاضافة الى ملحقات الطائرات من ذخائر جوية مختلفة بقيمة نصف مليار فيصبح المبلغ الكلي اقل من مليارين ونصف اي ان هنالك تسعة مليارات ونصف من الدولارات، من اموال الشعب العراقي لا يُعرف اين ستذهب.

وقالت استاذة الرياضيات بكلية العلوم بجامعة بغداد سابقاً، والخبيرة السابقة في شركة لوكهيد لانتاج الطائرات. ، فان الجيلين الثاني والثالث من طائرات الـ (F16)، يمتاز بضعف امكانيات الطائرة العملياتية والتكتيكية وعدم فاعلية الاسلحة المجهزة بها، ذلك لان سنة صنعها قديمة وهذا يعني انها استنفذت عمرها التقويمي، اذ ان لكل طائرة عمر يقاس بالسنوات حتى وان لم تستخدم، وكذلك عمرها الزمني، الذي يُحدد بعدد ساعات الطيران، مشيرة الى ان هذه الصفقة لو تمت بالفعل فانها ستكون "حديد خردة"، د تم طلائها واعطائها عدد ساعات طيران محددة وعمر تقويمي محدد.

وتساءل المهندس العراقي: لماذا فرضت اميركا شرطا في العقد يتضمن ان لا تطير الطائرة اكثر من نصف ساعة يوميا اي خمسة عشر ساعة في الشهر، وهذا ما اكده ايضاً اسكندر وتوت نائب رئيس لجنة الامن والدفاع في البرلمان.

يشار الى ان طائرة الـ F16 هي طائرة متطورة وذات امكانيات عالية وقد تم صنع اكثر من اربعة الاف طائرة منذ عام ١٩٧٣ ولحد الان من قبل شركتي general dynamics و Lockheed martin الاميركيتين المسيطر عليها من اليهود، وتعمل هذه الطائرة في اكثر من خمس وعشرين دولة .

لكن أحدث ما موجود منها هو الجيل الخامس (fifth generation) الذي يستخدمه سلاح الجو الاميركي، حيث يجمع كل الخبرات العملية والعملية منذ بداية اطلاق النوع الى يومنا هذا، فيما تشير مجلة الدفاع الاميركية الى انه يجري الان الاعداد للجيل السادس من هذه الطائرة.

وأبرمت بغداد مع واشنطن عقدا لاستيراد 18 طائرة على ان تلحقها 18 طائرة اخرى بعقد اخر تمت الموافقة المبدئية عليه من الجانب الاميركي. ورصدت الحكومة العراقية العام الماضي ميزانية مضاعفة لشراء 36 طائرة من نوع الـF16 واكدت في أيلول الماضي تسديد الدفعة الأولى من قيمة الصفقة إلى الولايات المتحدة.