Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2968
التفاؤل

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: التفاؤل

  1. #1
    أستاذ بارز الصورة الرمزية السعيد ابراهيم الفقي
    تاريخ التسجيل
    30/11/2007
    المشاركات
    8,653
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي التفاؤل

    تفاؤل الرسول صلى الله عليه وسلم
    إسلام ويب
    10/10/2011 - 8:11am
    18

    إن من الصفات النبيلة والخصال الحميدة التي حبا الله بها نبيه الكريم ورسوله العظيم صفة التفاؤل؛ إذ كان صلى الله عليه وسلم متفائلاً في كل أموره وأحواله، في حلِّه وترحاله، في حربه وسلمه، في جوعه وعطشه، وفي صحاح الأخبار دليل صدق على هذا؛ إذ كان صلى الله عليه وسلم في أصعب الظروف والأحوال يبشِّر أصحابه بالفتح والنصر على الأعداء، ويوم مهاجره إلى المدينة فرارًا بدينه وبحثًا عن موطئ قدم لدعوته، نجده يبشر عدوًّا يطارده يريد قتله بكنز سيناله وسِوار[1] مَلِكٍ سيلبسه، وأعظم من ذلك دينٌ حق سيعتنقه، وينعم به ويسعد في رحابه.

    نعم إنه التفاؤل، ذلك السلوك الذي يصنع به الرجال مجدهم، ويرفعون به رءوسهم، فهو نور وقت شدة الظلمات، ومخرج وقت اشتداد الأزمات، ومتنفس وقت ضيق الكربات، وفيه تُحل المشكلات، وتُفك المعضلات، وهذا ما حصل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما تفاءل وتعلق برب الأرض والسموات؛ فجعل الله له من كل المكائد والشرور والكُرب فرجًا ومخرجًا.

    فالرسول صلى الله عليه وسلم من صفاته التفاؤل، وكان يحب الفأل ويكره التشاؤم؛ ففي الحديث الصحيح عن أنس -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل الصالح: الكلمة الحسنة"[2].

    وإذا تتبعنا مواقفه صلى الله عليه وسلم في جميع أحواله، فسوف نجدها مليئة بالتفاؤل والرجاء، وحسن الظن بالله، بعيدة عن التشاؤم الذي لا يأتي بخير أبدًا.

    فمن تلك المواقف ما حصل له ولصاحبه أبي بكر -رضي الله عنه- وهما في طريق الهجرة، وقد طاردهما سراقة، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم مخاطبًا صاحبه وهو في حال ملؤها التفاؤل والثقة بالله: "لا تحزن إن الله معنا"، فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتطمت فرسه -أي غاصت قوائمها في الأرض- إلى بطنها[3].

    ومنها تفاؤله صلى الله عليه وسلم وهو في الغار مع صاحبه، والكفار على باب الغار وقد أعمى الله أبصارهم؛ فعن أنس عن أبي بكر رضي الله عنه قال: "كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار، فرفعت رأسي، فإذا أنا بأقدام القوم، فقلت: يا نبي الله، لو أن بعضهم طأطأ بصره رآنا. قال: اسكت يا أبا بكر، اثنان الله ثالثهما"[4].

    ومنها تفاؤله بالنصر في غزوة بدر، وإخباره صلى الله عليه وسلم بمصرع رءوس الكفر وصناديد قريش.

    ومنها تفاؤله صلى الله عليه وسلم عند حفر الخندق حول المدينة، وذكره لمدائن كسرى وقيصر والحبشة، والتبشير بفتحها وسيادة المسلمين عليها.

    ومنها تفاؤله صلى الله عليه وسلم بشفاء المريض وزوال وجعه بمسحه عليه بيده اليمنى وقوله: "لا بأس، طهور إن شاء الله".

    كل ذلك وغيره كثير، مما يدل على تحلِّيه صلى الله عليه وسلم بهذه الصفة الكريمة.

    وبعد، فما أحوج الناس اليوم إلى اتباع سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21]. إن واقع أمة الإسلام اليوم، وما هي فيه من محن ورزايا، ليستدعي إحياء صفة التفاؤل، تلك الصفة التي تعيد الهمة لأصحابها، وتضيء الطريق لأهلها، والله الموفق.

    المصدر: موقع إسلام ويب.


  2. #2
    أستاذ بارز الصورة الرمزية السعيد ابراهيم الفقي
    تاريخ التسجيل
    30/11/2007
    المشاركات
    8,653
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي رد: التفاؤل

    التفاؤل الإيجابي
    د. ناصر العمر
    31/05/2010 - 12:49pm
    1
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد؛ فإن التفاؤل يدفع الإنسان لتجاوز المحن، ويحفزه للعمل، ويورثه طمأنينة النفس وراحة القلب.

    والمتفائل لا يبني من المصيبة سجنًا يحبس فيه نفسه، لكنه يتطلع للفرج الذي يعقب كل ضيق، ولليسر الذي يتبع كل عسر. وقد كان نبينا إمامًا في التفاؤل والثقة بوعد الله تعالى، تقول أمُّنا عائشة -رضي الله عنها- للنبي : هل أتى عليك يوم أشد من يوم أحد؟ قال: "لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم. فناداني ملك الجبال فسلم عليَّ ثم قال: يا محمد، فقال ذلك فيما شئت إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين. فقال النبي : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا"[1].

    وقد كان -عليه الصلاة والسلام- يبشِّر أصحابه بالظهور على الكافرين في جزيرة العرب وما جاورها في أوقات كان الواحد منهم لا يأمن على حياته وهو في بيته؛ فكانت النتيجة تسابقهم لرفع راية الإسلام في كل البقاع، بنفوس منشرحة قوية واثقة في نصر الله.

    إن سم التشاؤم الذي يحاول المنافقون دسه للمنتمين لهذا الدين له ترياق جدير بأن يذهبه، ألا وهو بثُّ اليقين بمعية الله تعالى وتوفيقه للمتوكلين الصادقين في صفوف المسلمين، وتعميق الإحساس بقدرة الله تعالى وعظمته في نفوسهم، وتبشيرهم ببوادر النصر التي تلوح في الأفق. ويكون ذلك بذكر حقائق الواقع الماثل؛ ففي فلسطين مثلاً، رغم تنكيل الصهاينة الغاصبين بالمجاهدين، ورغم تخاذل المسلمين عن نصرتهم، رغم ذلك ينطق تسلسل الأحداث بأن الغلبة لدين الله، وأن النصر لجند الله..

    فقبْل عشرين سنة فقط لم تكن في ساحة المقاومة راية تعرف سوى رايات الشيوعيين والعلمانيين ودعاة القومية العربية، وأشباههم مع بعض عملاء الصهيونية، أما اليوم فيشد أبناء فلسطين على أيدي المجاهدين ويقدمونهم لقيادة البلاد، ورعاية مصالح العباد.

    قبل أقل من عشرين سنة كانت الراية المرفوعة هي الأرض مقابل السلام، وكان القادة يتسابقون للقاء الصهاينة ومحاورتهم، بل على الأصح تنفيذ شروطهم وإملاءاتهم، واليوم يلتف أبناء فلسطين حول المجاهدين الذين أعلنوا أن الجهاد ماضٍ حتى تطهر أرض الإسراء كلها من كل الصهاينة المعتدين.

    قبل عشرين سنة فقط كان المظهر العام في فلسطين مثله مثل كثير من الدول العربية التي ابتليت بالتغريب والانحلال، واليوم يتجه الناس نحو الإسلام، بل صارت سجون الصهاينة كتاتيب ومعاهد يحفظ فيه الأسرى كتاب ربهم.

    إذًا فالواقع يصدق الشرع ويقول: إن الدين منصور، ألا بُعدًا لليأس والتشاؤم، فلنأخذ بأسباب النصر، ولنثق بأن الذي يُخرِج اللبن من بين الفرث والدم، قادرٌ على إخراج النصر من رحم البأساء والضراء.

    أما الذي يدعي أنه متفائل ويقعد عن العمل فعاجز لا متفائل، وقد روي في الحديث: "الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله"[2]. وما حمد التفاؤل إلاّ لأنه يدفع الإنسان إلى المضي، ويطرد عن النفس اليأس؛ لينبعث صاحبها ويعمل في جد واجتهاد، فإذا بطل هذا فلا تفاؤل على الحقيقة.

    رزقني الله وإياكم تفاؤلاً إيجابيًّا يثمر عملاً، ويرفع خور النفوس وعجزها، والحمد لله أولاً وآخرًا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    د. ناصر العمر

    المصدر: موقع المسلم.


  3. #3
    أستاذ بارز الصورة الرمزية السعيد ابراهيم الفقي
    تاريخ التسجيل
    30/11/2007
    المشاركات
    8,653
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي رد: التفاؤل

    مدرسة التفاؤل النبوي
    الدكتور عبدالرحمن العشماوي
    مدرسة التفاؤل النبوي

    كثر في زماننا هذا المتشائمون الذين يرون الحياة سوداء قاتمة قبيحة الملامح، ويضخمون المشكلات، ويعممون الأحكام تعميماً يصيب الناس باليأس والقنوط، وهذا الصنف من المتشائمين من المسلمين هم الذين لم يحسنوا التلقي والتعلم من مدرسة التفاؤل النبوي، تلك المدرسة التي أرسى دعائمها رسولنا صلى الله عليه وسلم، مكملاً بذلك مسيرة التفاؤل التي بدأها قبله الأنبياء والمرسلون عليهم الصلاة والسلام.

    مَن يتأمل سيرة رسولنا صلى الله عليه وسلم العطرة يرى التفاؤل فيها علامة بارزة تظل مصاحبة له حتى في أحلك المواقف وأصعبها.

    إن المتشائمين يكونون بعيدين - عادة - عن قراءة وتأمل سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام، ومقصرين التقصير كله في تدبر آيات القرآن الكريم التي تشيع في وجدان المتدبر الأمن والاطمئنان، وتبعده عن التشاؤم والقلق والنظرة السوداوية للحياة.

    لقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه أنه قد دخل مع أصحابه البيت الحرام، وقد أشار إلى ذلك القرآن الكريم في قوله تعالى: (لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا) وهي آية كريمة فرح بها النبي صلى الله عليه وسلم فرحاً كبيراً وبشر أصحابه الذين أخرجوا من ديارهم، وحرموا من أجر الطواف بالبيت والصلاة فيه، وحثهم على العمرة، وندب الأعراب حوله للخروج معه فأبطأ عليه كثير من الأعراب، وخرج عليه الصلاة والسلام علناً بألفٍ وأربعمائة في شهر ذي القعدة سنة ست للهجرة المباركة، وساق معه الهدي، وقلده مؤكداً بذلك أنه يقصد الزيارة ولا يريد حرباً، ولكن قريشاً خرجت عازمة على صده عن البيت الحرام، وجاءه الخبر بذلك، فجمع أصحابه وشاورهم في الأمر، فأشار عليه أبو بكر الصديق -رضي الله عنه - بترك القتال والاستمرار على ما خرج له من العمرة، فرجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى رأي أبي بكر وحينما بركت به راحلته وقال الناس: خَلأَت القَصْواء، خلأتْ القَصْواء، قال: (ما خلأت القصواء، وما ذاك لها بخلق، ولكنْ حَبَسها حابس الفيل) ومعنى خَلأَتْ بركت عاجزة عن المسير، وهنا قال عليه الصلاة والسلام (والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها)، وبدأت هنا الأحداث تتوالى، وبدأت روح التفاؤل تبرز كالشمس مشرقة في ليل تلك الأحداث.

    فحينما شاع بين الناس أن عثمان بن عفان الذي أرسله الرسول صلى الله عليه وسلم إلى قريش قد قتل، دعا الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه إلى البيعة تحت الشجرة قائلاً لهم: (أنتم خير أهل الأرض) وقال: (لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة الذين بايعوا تحتها أحد)، ولما عاد عثمان سكنت النفوس وسميت البيعة (بيعة الرضوان)، وأنزل الله سبحانه وتعالى في ذلك: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا). وحينما بعثت قريش سهيل بن عمرو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم للتفاوض معه قال - معلماً أصحابه معنى التفاؤل الحقيقي- (لقد سهل لكم أمركم)، وقال: (لقد أرادت قريش الصلح حين بعثت هذا)، ثم جرى بينهما الصلح التاريخي الذي كان فتحاً عظيماً كما نزل بذلك القرآن الكريم.

    التفاؤل والاستبشار من أهم صفات الناجحين في الحياة الذين لا يستسلمون للقنوط واليأس والتشاؤم وغيرها من الصفات التي تهزم روح الإنسان وعقله وتجعله يركن إلى الخمول والانكسار.

    إشارة :
    ما يئسنا، وكيف يَيْأَس قوم
    جعلوا الله ملجأً ونصيرا


  4. #4
    أستاذ بارز الصورة الرمزية السعيد ابراهيم الفقي
    تاريخ التسجيل
    30/11/2007
    المشاركات
    8,653
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي رد: التفاؤل

    المتفائلون في زمن اليأس
    د. سلمان بن فهد العودة
    09/10/2011 - 6:24am
    1
    التفاؤل هو توقع الخير، وهو الكلمة الطيبة تجري على لسان الإنسان.

    والتفاؤل كلمة، والكلمة هي الحياة!

    والتفاؤل هو الحياة، وعند الترمذي وابن خزيمة بسند حسن عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ فَإِنَّ الأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ اللِّسَانَ فَتَقُولُ: اتَّقِ اللَّهَ فِينَا، فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ، فَإِنِ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا، وَإِنِ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا".

    وهذا الحديث الشريف نص في أثر الكلمة واللسان والتفاؤل اللفظي على حياة الإنسان. ومن هنا يصحُّ أن نقول: ما تقولُه تكونه، وما تريد أن تكونَه فعليك أن تقوله على لسانك.

    فالذين يريدون أن يعيشوا حياة طيبة ناجحة سعيدة؛ عليهم أن يُجْرُوا هذا على ألسنتهم، ليكون عادةً لفظية لهم فلا يسأم الواحد منهم أن يردد: أنا مُوفَّق، أنا سعيد.

    النبي صلى الله عليه وسلم كان يتفاءل باللغة وألفاظها الجميلة؛ جاء إلى المدينة وهم يسمُّونها يثرب وهو اسم لا يخلو من إيحاءات سلبية، فسمَّاها النبي صلى الله عليه وسلم "طابة" أو "طيبة" من الطيب والخير.

    وفي صحيح مسلم أنه سأل عن فتاة: ما اسمها؟ قالوا: عاصية. فقال صلى الله عليه وسلم: "لا، هي جميلة".

    وهنا لا يفوت الملاحظ أن يدرك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسمّها مطيعة، وإنما سماها "جميلة"، وكلا الاسمين ذو دلالة إيجابية، لكنه صلى الله عليه وسلم أشاد هنا بالجمال، وأراد أن يبين أنه أحد الأوصاف الحسنة.

    والجمال يشمل فيما يشمل جمالَ الظاهر والباطن، وجمال الخَلق والشكل، وجمال الخُلُق والمعنى، وجمال الجسد وجمال الروح.

    وحين كان يسأل رجلاً عن اسمه؛ فقال: حَزْن. قال: "بل أنت سهل".كما في صحيح البخاري.

    وهذا دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب اليسر والسهولة، ويكره الحزونة والثقل والارتفاع.

    وعند أبي داود أنه صلى الله عليه وسلم غيَّر اسْمَ الْعَاصِ وَعَزِيزٍ وَعَتَلَةَ وَشَيْطَانٍ وَالْحَكَمِ وَغُرَابٍ وَحُبَابٍ وَشِهَابٍ؛ فَسَمَّاهُ هِشَامًا، وَسَمَّى حَرْبًا سلْمًا، وَأَرْضًا تُسَمَّى عَفِرَةَ سَمَّاهَا خَضِرَةَ، وَشِعْبَ الضَّلاَلَةِ سَمَّاهُ شِعْبَ الْهُدَى، وبَنِي مُغْوِيَةَ سماهم بَنِي رِشْدَةَ.

    فغيَّر العاصي كراهية لمعنى العصيان، وإنما سمة المؤمن الطاعة والاستسلام.

    وأما عَفِرَة فهي نعت الأرض التي لا تنبت شيئًا؛ فسمّاها خضرة على معنى التفاؤل حتى تخضر.

    وتغييره اسم حرب دليل أيضًا على كراهيته للحرب وتداعياتها وأثرها إلا حين تكون فرضًا مفروضًا لا مندوحة عنه.

    وقمّةُ التفاؤل اتصال القلب بالرب جل وتعالى، فالصلاة تفاؤل والذكر تفاؤل؛ لأنه يربط الفاني بالحي الباقي، ولأنه يمنح المرء قدرات واستعدادات وطاقات نفسية لا يملكها أولئك المحبوسون في قفص المادَّة.

    الدعاء تفاؤل؛ فإن العبد يدعو ربه فيكمل بذلك الأسباب المادية المتاحة له.

    وإني لأدعو اللَّهَ حتى كأنَّما *** أرى بجميلِ الظنّ ما اللَّهُ صانِعُ

    إن الدعاء ليس عبادة فحسب ولكنه تربية؛ فالإنسان حين يدعو ويردد هذه الألفاظ يتربى على معانيها، يتربى على أن هذا الدعاء يستخرج طاقاته الكامنة وإمكاناته المذخورة وقدراته المدفونة، ويحرك فيه الإحساس بالمسئولية.

    الدعاء ليس تواكلاً ولا تخلصًا من التبعة وإلقاءً بها، وإنما هو تحمل للمسئولية ومشاركة فيها بكل الوسائل.

    حسن الظن بالله تعالى هو قمة التفاؤل؛ حسن الظن فيما يستقبل فيحسن العبد ظنه بربه.

    حسن الظن في الحاضر؛ فلا يقرأ الأحداث والأشخاص والمجتمعات قراءةً سلبية قاتمة، وإنما يقرؤها قراءة إيجابية معتدلة تُعنى بالجانب الإيجابي وإبرازه والنظر إليه والحفاوة به بقدر ما تعنى برؤية الجانب السلبي برحمة وإشفاق وسعي وتصحيح.

    فالتفاؤل إذن شعور نفسي عميق واعٍ، يوظف الأشياء الجميلة في أنفسنا ومن حولنا توظيفًا إيجابيًّا.

    حين تسمع أحدًا يصيح: يا سالم يا موفق يا سعيد... إلى آخره؛ تستشعر كأن القدر ساق إليك هذه الألفاظ والعبارات؛ لتفرح بها وتتفاءل وتقول: حياتي إذن سعيدة، ومسعاي موفق، وطريقي سالم.

    إن الشؤم تراث ضخم في حياة البشرية كلها، ولكل شعب من الشعوب -كما تحكي كتبهم- تاريخ طويل من التشاؤم؛ تشاؤم بالأرقام كما يتشاءم الإنجليز وغيرهم بالرقم ثلاثة عشر، ويستبعدونه حتى في الطائرات وغيرها.

    التشاؤم بالحيوانات، كالقطط السود والكلاب السود.. أو غيرها، أو بالنباتات كما كان العرب يتشاءمون بالسفرجل أو بالسوسن، أو بالأشكال كما يتشاءمون بلون السواد، وهذا نوع من العنصرية في الألوان!!

    أو كما يتشاءمون من الأعور أو الأعرج.. أو غيرهم.

    التشاؤم من الأسماء؛ حتى إن القلوب المريضة بالتشاؤم قد تقلب الاسم الجميل قبيحًا وتتشاءم به، كما يقال عن ابن الرومي أنه جاءه غلام يدعوه فقال: ما اسمك؟ فقال: إقبال. فتشاءم وقال: لا أذهب. قالوا له: لم؟ قال: لأن نقيض اسم إقبال وعكسه: لا بقاء!

    يتشاءمون من الأجواء.

    قـال السمـاءُ كئيبـةٌ وتجهمـا *** قلت ابتسم يكفي التجهمُ في السما

    يتشاءمون من الأحلام التي يرونها في المنام؛ فتسيطر على يقظتهم وتؤثر في نفسياتهم وفي قراراتهم.

    يتشاءمون من العقبات والعوائق التي قد تعترض طريقهم؛ فإذا وجد الإنسان مشكلةً في بداية عمله أو دراسته أو حياته الزوجية أو سكنه في المنزل الجديد أو علاقته الشخصية مع فلان أو فلان؛ تشاءم منها وظن أن الطريق كله طريق شائك شاق، ونسب الأمر إلى حسد أو عين أو سحر، وأي خلاص أو سعادة لإنسان يحسُّ بأن الشر ممنوح له ينتظره في كل مكان!

    ولو أن هذا الإنسان تدرب على الصبر والأناة وحسن الظن، وأدرك أن من طبع الحياة أنها لا تصفو أبدًا، وأن الذي يحاول الأشياء الجديدة يحتاج إلى صبر وأناة حتى يفهم سرها ويدرك سنتها ويعرف مفاتحها، لوجد أن من الأمر المألوف أن توجد العقبات في بداية الطريق.

    سَهِرَت أَعيِنٌ وَنامَـت عُيـونُ *** فـي أُمـورٍ تَكـونُ أَو لا تَكـونُ

    فَاِدرَأِ الهَـمَّ مـا اِستَطَعــتَ *** عَن النَفـسِ فَحِملانُكَ الهُمومَ جُنونُ

    إِنَّ رَبًّا كَفاكَ بِالأَمسِ مـا كـا *** نَ سَيَكفيـكَ في غَـدٍ ما يَكـونُ

    إن على المرء أن يدرك أن للحياة وجهين؛ فليكن له وجه واحد كما يقول المتنبي:

    وَحالاتُ الزَمانِ عَلَيكَ شَتّى *** وَحالُكَ واحِدٌ في كُلِّ حالِ

    وإذا كانت الحياة عندك في هذا المساء قد شابها بعض الكدر والعذاب، فانتظر الصباح فإن غدًا لناظره قريبُ.

    بودادي عليك هون عليك الأمر *** لا بـد من زوال المصــابِ

    سوف يصفو لك الزمانُ وتأتيك *** ظعـون الأحبــة الغيّـاب

    وليـالي الأحـزان ترحــل *** فالأحزان مثل المسافر الجـواب

    ثانيًا: إن التفاؤل يعين على تحسين الصحة العقلية؛ فالمتفائل يرى الأشياء جميلة يرى الأشياء كما هي؛ فيفكر باعتدال ويبحث عن الحلول ويحصد الأرباح والمكاسب، بعيدًا عن سيطرة الوهم والخوف والتشاؤم.

    يعين على تحسين الصحة النفسية؛ فالمتفائل سعيد يأكل ويشرب وينام ويستمتع ويسافر ويشاهد ويسمع ويبتسم ويضحك ويجدّ دون أن يمنعه من ذلك شعور عابر من الخوف أو التشاؤم.

    التفاؤل يعين على تحسين الصحة البدنية؛ فإن النفس تؤثر على الجسد، وربما أصبح الإنسان عليلاً من غير علة، ويا لها من علة؛ أن تكون النفس مسكونةً بهواجس القلق والتشاؤم وتوقُّع الأسوأ في كل حال.

    المتفائل يعيش مدةً أطول، وقد أثبتت الدراسات أن المُعَمَّرين عادةًً هم المتفائلون في حياتهم، وفي نادٍ أقيم في كوبا حضره عدد من المُعَمَّرين الذين تجاوزت أعمارهم مائة وعشرين سنة، تبيَّن أن هؤلاء جميعًا تلقوا الحياة بقدر من التفاؤل.

    لكن واخيبتاه! المتشائم حين يقرأ أو يسمع مثل هذه الأخبار، يقول بأسفٍ: وأي حاجة لي في مائة وعشرين سنة أعيشها، يكفي ما عشته، يكفي أن أعيش هذه الأيام الكئيبة الحزينة.

    إنه قد حكم على نفسه بالموت البطيء، ووضع على عينيه نظارات سودًا؛ فهو لا يرى إلا القبيح.

    أيهذا الشاكي وما بك داء *** كن جميلاً تر الوجود جميلا

    التفاؤل يقاوم المرض، وقد ثبت طبيًّا أيضًا أن الذين يعيشون تفاؤلاً هم أقدر من غيرهم على تجاوز الأمراض وحتى الأمراض الخطيرة، فلديهم قدرة غريبة على تجاوزها والاستجابة لمحاولات الشفاء.

    المتفائل يسيطر على نفسه ويشارك في صناعة مستقبله بشكل فعَّال وكفء؛ فهو يؤمن بالأسباب ويؤمن بالحلول، كما يؤمن بالمشكلات والعوائق.

    المتفائل ليس أعمى ولا واهمًا يعيش في الأحلام، وإنما هو واقعيٌ؛ يدرك أن الحياة -بقدر ما فيها من المشكلات- يوجد إلى جوارها الحلول، وبقدر العقبات فهناك الهمم القوية التي تحوِّل أبدًا المشكلة والأزمة إلى فرصة جميلة.

    المتفائل ينجح في العمل؛ لأنه يستقبله بنفس راضية وصبر ودأب، ويعتبر أنه في مقام اختبار، وهو مُصِرّ على النجاح.

    وينجح في التجارة؛ لأنه يستقبل مشاريعه ومحاولاته برضا وثقة وطمأنينة، ويحسب خطواته بشكل جيد.

    ينجح بالزواج؛ لأن لديه القابلية الكبيرة على الاندماج مع الطرف الآخر والتفاهم وحسن التعامل، والاستعداد للاعتذار عند الخطأ، والتسامح عند خطأ الطرف الآخر.

    ينجح في الحياة؛ لأنه يعتبر أن الحياة بصعوباتها هي فرصة للنجاح، وإثبات الذات، وتحقيق السعادة.

    والناجح لا يتوقف عن العمل أبدًا بل هو في عمل دءوب، وقد قال الله تعالى لنبيه محمد عليه الصلاة والسلام: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر: 99].

    فالمتفائل في عمل دائب قد يكون عمل البدن، وقد يكون عمل اللسان، وقد يكون عمل الروح، وقد يكون عمل العقل، ولا يمكن التقليل من أيٍّ منها.

    التفاؤل جملة في مواجهة الصعاب؛ فإن الحياة مطبوعة على الكدر:

    طُبِعَتْ على كَدَرٍ وأنت تريدها *** صفوًا من الأقذاءِ والأكدارِ

    لكن الذي خلق الصعاب هو الذي يعين العبد إذا استعان به, وهو الذي أودع بقوى الإنسان المذخورة القدرةَ على الصبر والتحمل عند الكثيرين من الناس.

    إن العبد قد يكون صبورًا بطبعه وقدرته على استخراج قوى النفس حتى لو كان بعيدًا عن هدي السماء, ولقد رأينا أبا جهل وهو يجندل صريعًا في المعركة كيف صبر! وقال: لمن الدائرة اليوم؟ فكان يسأل عن نهاية المعركة ونتيجتها -كما في البخاري- ويقول: وَهَلْ فَوْقَ رَجُلٍ قَتَلَهُ قَوْمُهُ!

    ونحن نجد اليوم ممن كانوا غير مؤمنين بالله تعالى, من زلّت بهم القدم, فوقعت أرجلهم في مصيدة: في تعذيب, أو قتل أو سحل, أو سجن؛ فأحسوا بالحاجة إلى الصبر والمصابرة, واستخرجوا قوى النفس؛ فحصلوا من ذلك على قدر جيد. فكيف لمن كان يستمد من قوة الله العظيم القادر جلَّ وتعالى, ويقبس من هديه, ويتلو كتابه, ويتلمس آثار محمد صلى الله عليه وآله وسلم في الصبر والمصابرة والرضا والتوكل!

    "إن لم يكن بك عليَّ غضب فلا أبالي, ولكن عافيتك هي أوسع, أعوذ بنور وجهك الكريم الذي أشرقت له الظلمات, وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة؛ أن يحل عليَّ غضبك, أو ينزل عليَّ سخطك, لك العتبى حتى ترضى, ولا حول ولا قوة إلا بك!".

    المصدر: موقع إسلام ويب، نقلاً عن الإسلام اليوم.


  5. #5
    أستاذ بارز الصورة الرمزية السعيد ابراهيم الفقي
    تاريخ التسجيل
    30/11/2007
    المشاركات
    8,653
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي رد: التفاؤل

    التوكل والتفاؤل أهم أسس النجاح

    قالت إحداهن: أشعر أن الحياة مظلمة أمام عيني، وأنني مهما اجتهدت فلن أتفوق، وهذه درجاتي أقل من مستوياتي الحقيقية ويظهر فيها الظلم في التصحيح فماذا أفعل؟
    الأخت الدارسة:
    إن من أهم الصفات النفسية لتحقيق أي هدف:
    1ـ التفاؤل والأمل في تحقق الهدف.
    2ـ التوكل على الله.

    إن التفاؤل في التفكير والتفاؤل في إنجاز العمل، والتفاؤل في النجاح، والتفاؤل في السير في هذه الحياة عمومًا ضرورة من الضروريات وهو أحد مقومات الحياة، فالمريض عليه أن يتفاءل بالشفاء، والأم تتفاءل حتى تضع جنينها مولودًا وكذا الحال مع الطالب فهو يتفاءل بالنجاح والتفوق، ولولا التفاؤل لاستولى اليأس على قلوب الكثيرين.

    والتفاؤل منظومة تقوم على عدة عوامل إيمانية منها:
    1ـ حسن الظن بالله، لأن التشاؤم سوء ظن بالله بغير سبب محقق، والتفاؤل حسن ظن به، والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله تعالى على كل حال.

    2ـ التوكل على الله عز وجل: وهو من أسباب النجاح، فالإنسان عندما يكون متوكلاً على الله في كل أمره يكون قرير العين مرتاح البال في أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه فيندفع في هذه الحياة باذلاً ما يستطيع من جهده في سبيل تحقيق أمنياته.

    اعقلها وتوكل:
    التفاؤل لا يعني النجاح بدون عمل وبذل الجهد. والتوكل على الله أيضًا لا يعني الثقة بالله بدون عمل وبذل وتعب، ولكن الاثنين مرتبطان بالعمل، وإلا فما قيمة التفاؤل والتوكل على الله بدون عمل كمثل الأعرابي الذي لم يربط ناقته فهربت وادعى أنه توكل على الله.
    إن قوة ثقتك في الله وعونه لك يهون عليك مصاعب المذاكرة، فعندما تؤدى ما عليك من أعمال توكلي على الله في التوفيق، ولا تحملي الهم، وخففي من الأعباء عن طريق إنجازها لا تأجيلها.

    إن من البيان .. لسحرا:
    إن الكلمات لها فن السحر كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن من البيان لسحرا) فالكلمات السلبية لها أثر في نفس الإنسان وسلوكه ومشاعره وأحاسيسه، أما الكلمات الإيجابية فلها أثر إيجابي على الإنسان ونفسه وسلوكه ومشاعره وأحاسيسه.
    نجد ذلك متجسدًا في تفاؤل الرسل بالنصر والتمكين رغم صعوبة الطريق وطوله، فهذا الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لعدي بن حاتم وهو يعرض عليه الإسلام لتفتحن الحيرة وستخرج المرأة من الحيرة تطوف حول الكعبة لا تخشى إلا الله، والله ليؤتى إلينا ها هنا كنوز كسرى والله لينفقن المال حتى لا تجد من يأخذه.

    وقد قال رسولنا لأصحابه في المدينة لتفتحن القسطنطينية فنعم الجيش جيشها ونعم الأمير أميرها. هذه روح التفاؤل عند رسولنا الحبيب فما بالك أنت؟


    إن إستراتيجيتك في التفكير وحديثك مع النفس هام جدًا وله أثره إما:
    الإيجابي: سأحاول، سأنجح إن شاء الله, ربنا يعينني................
    أو السلبي: أنا تعبانة، لن أستطيع، هل سأنجح وأتفوق، أشك في ذلك؟............

    فشل يعقبه نجاح:
    أن الفائزين ليسوا ممن لم يتذوقوا طعم الفشل، ولكن الفائزين الذين يستفيدون من كل مرة يفشلون فيها وينظرون إليها على أنها خطوة نحو النصر، وأن الحياة مليئة بالحجارة وقولي لنفسك لن أتعثر فيها بل سأجمعها وأجعل بها سلمًا للنجاح.
    إن من معوقات النجاح التشاؤم والقلق والمخاوف، وكذلك الانفعال والتوتر والعصبية كل ذلك يؤدي إلى عدم الاتزان وبالتالي يؤثر على القدرة على التحصيل الدراسي؟.

    إن القلق الشديد من الإصابة بالفشل ربما يدفع صاحبه للفشل الفعلي، لذلك فعليك بالتركيز على الجوانب الإيجابية وتخلصي من التركيز على الجوانب السلبية.

    إصرار نملة:
    هل رأيت النملة عندما تحمل طعامًا وتتجه به إلى جحرها. هل يثنيها شيء عن هدفها هذا؟ تعلمي من إصرار النملة على الوصول بطعامها إلى هدفها.

    هل أنت فعلاً متفائلة؟
    إن كنت متفائلة ستركزين على التفاؤل وستلتقين مع المتفائلات مثلك، وتقرئين كل ما هو يدعو للتفاؤل، وتتوقعين الخير، فمن يركز على التفاؤل، يجده، ومن يركز على الفشل ويتوقعه يفشل، وهذا معروف في قانون نشاطات العقل، فأي شيء يفكر فيه الإنسان يتسع وينتشر ويؤثر على جوانب حياته وتركيزه وتوقعاته.
    إن فكرة النجاح والتفوق تكون قوية عندما يركز المخ على النجاح والعكس صحيح. وأسوق إليك في هذا المقام مثالية كدعوة لتفاؤل مع التركيز على النجاح:
    هذه هيلين كيلر ـ عمياء خرساء صماء وتصبح من أكبر الفلاسفة.
    وهذا خلدون ـ هو شاب لا يتحرك منه إلا عيناه ولا يعمل إلا عقله يكمل دراسته الجامعية ويعمل في مجال من أصعب المجالات وهو الكمبيوتر.
    وهناك حكمة هندية تقول: تحديات الحياة لا تؤثر في الإنسان ولكن تظهر ما بداخله.
    وقد جعل الله هذه التحديات حتى نتحسن دائمًا ونعمل ونبذل ونجني ثمار ما بذلنا.

    تفاءلوا بالخير .. تجدوه:
    إن تفاؤل الإنسان محكوم بمدى الرغبة الداخلية لديه في إيجاد مثل هذا التفاؤل؛ كما أن البؤس يصنعه المرء بيده، بل ويتفنن البعض في وصف لوحته المأساوية والتي تحتوي على سلسلة من الاضطهادات والظلم وسوء النصيب والمعاناة.
    إن الطريق إلى السعادة وإلى النجاح والتفوق بسيط وواضح ولكنه يحتاج قبل بذل الجهد إلى اليقين والثقة في إمكانية حدوثه وتحققه والتفاؤل المستمر مهما واجه الفرد من الإخفاقات والعقبات.
    الأخت الدارسة:
    عندما تضعين احتمالات النجاح أمام عينك بدلاً من أن تركني إلى الفشل ستجدين عالمًا جديدًا يفتح لك الأبواب. عالمًا من التفاؤل والفرص الجديدة وسيكون التغلب على ما يواجهك مهما بلغت صعوبته أسهل كثيرًا من أي وقت مضى، لأنك لن تتركي همومك ومخاوفك تعيقك. فعندما يغمرك التفاؤل ستصبحين أكثر سعادة وأكثر نجاحًا.

    المصدر: التوكل والتفاؤل أهم أسس النجاح-موقع الرواق.


  6. #6
    أستاذ بارز الصورة الرمزية السعيد ابراهيم الفقي
    تاريخ التسجيل
    30/11/2007
    المشاركات
    8,653
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي رد: التفاؤل

    التفاؤل: سنة نبوية ينادي بها العلماء
    عبد الدائم كحيل
    لو تأملنا الأبحاث النفسية الصادرة حديثاً نرى أن العلماء يركزون على التفاؤل كأسلوب علاجي فعال لكثير من الأمراض، لأن الدماغ يستجيب للتفاؤل ويصدر أوامره لرفع مناعة الجسم....



    تجربة علمية جديدة

    وجد العلماء أن بعض التغيرات الواضحة في طريقة عمل الدماغ يمكن أن تعطي مؤشرات تسمح بالتفريق والفصل بين الشخصية المتفائلة وتلك المتشائمة، ومن المعروف أن العديد من الناس لهم ردود فعل مختلفة تماماً لنفس المشهد أو الحدث أو الفعل، منها السلبي ومنها الإيجابي.

    ويرى فريق علمي من جامعة ستانفورد الأمريكية، قام بدراسة حول الموضوع، أنه يمكن التفريق بين الشخصية المتفائلة المرحة وبين تلك الحزينة المتشائمة، وغطى البحث مجموعة من النساء المختلفات تتراوح أعمارهن بين تسعة عشر واثنين وأربعين عاماً.

    وقُسمت النساء إلى قسمين وعرض العلماء على القسمين صوراً لمشاهد مفرحة، مثل حفلات أعياد ميلاد، وصوراً أخرى كئيبة حزينة مثل أجنحة مستشفيات وما إليها، وفيما كانت عملية عرض الصور مستمرة قام العلماء بقياس نشاط الدماغ، ولاحظ الفريق العلمي أن المرأة المتفائلة استجابت بشكل أقوى للصور السعيدة مقارنة بالنساء القلقات المتشائمات. والعكس كان صحيحاً أيضا، فقد لوحظ وجود نشاط غير عادي في أدمغة النساء القلقات العصابيات عندما عرضت عليهن صور كئيبة ومحزنة.

    ويقول الدكتور جون جابريلي رئيس فريق البحث: إن استجابات الدماغ للمشاهد اعتمدت بشكل كبير على طبيعة شخصية كل امرأة منهن، إلا أن التجربة لم تبرهن بالطبع على ما إذا كان السبب في التشاؤم أو التفاؤل هو ضعف أو قلة نشاط الدماغ، أو أنه مجرد عرض أو تغير فسيولوجي آخر.

    لكن الدكتور جابريلي يقول إن إلقاء مزيد من الضوء على نشاطات الدماغ وطبيعته المعمارية لاحقاً يمكن أن يكون مفيداً في معالجة أمراض نفسية مثل الكآبة، وأنه من غير المعلوم حتى الآن ما إذا كان الموضوع متعلق بشروط جينية مسبقة، أم هي جزء من العملية التربوية والتكيف الاجتماعي.

    ولذلك فإن الدماغ يكون في حالة استقرار وراحة عندما يكون الإنسان متفائلاً، ويؤكد علماء النفس أن استقرار عمل الدماغ مهم جداً للحفاظ على صحة الإنسان النفسية والجسدية. وينصح العلماء بالتفاؤل كأسلوب مهم لعلاج الكثير من الأمراض النفسية. بل هناك دراسات كثيرة تؤكد أن المتفائلين أكثر صحة من المتشائمين. وبالتالي فإن التفاؤل يعتبر علاجاً لكثير من الأمراض المستعصية، وربما يكون من أهم الأشياء أنه في حالة التفاؤل فإن النظام المناعي لدى الإنسان يعمل بحالة أفضل!!

    من الهدي النبوي الشريف

    كلُّنا يعلم كيف كان نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم ينظر إلى الحياة نظرة متفائلة، وكيف كان يعجبُه التفاؤل ويأمر أصحابه أن يكونوا متفائلين. بل إن النبي صلى الله عليه وسلم وهو في أصعب المواقف التي مرت في حياته، علمنا كيف نعالج القلق والخوف بكلمة واحدة فقط! وكلُّنا يذكر قصة الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة، عندما خرج النبي وصاحبه أبو بكر الصديق ودخلا الغار، وكان المشركون يبحثون عنهما، ولم يكن بينهما وبين الموت إلا أن يراهما أحد المشركين، ولكن رحمة الله وحفظه أكبر وأقوى من كيد المشركين.

    في هذا الموقف الصعب التفت أبو بكر إلى النبي وقال له يا رسول الله: لو أن أحدهم نظر إلى موضع قدميه لرآنا، ثم قال له يا رسول الله إني لا أخاف على نفسي ولكن أخاف عليك... إنه موقف يعتبر في قمة الخوف والقلق. فكيف عالج النبي هذا الموقف؟ تأملوا معي هذا النص الإلهي الذي يصور لنا تلك الحادثة: (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [التوبة: 40].

    إنها كلمة رائعة (لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) يجب على كل مؤمن أن يتذكرها عندما يتعرض لموقف صعب، وهكذا جميع الأنبياء عليهم السلام، ومنهم سيدنا يعقوب بعدما ابتلي بفقدان ابنيه فماذا فعل، وكيف عالج هذا القلق والحزن؟ هل تشاءم وغضب وانفعل؟ انظروا ماذا قال لبنيه: (يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) [يوسف: 87]. انظروا إلى هذه العبارة الرائعة: (وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)، إنها أجمل عبارة لعلاج القلق والتشاؤم.

    وأخيراً تأملوا معي هذا النداء الإلهي المفعم بالتفاؤل والأمل، تأملوا كيف يعلمنا القرآن الأمل والثقة برحمة الله، وأن ندعوه في جميع حاجاتنا ومشاكلنا، وسوف يستجيب لنا، بشرط أن يكون الدعاء صادقاً! يقول تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة: 186].


  7. #7
    أستاذ بارز الصورة الرمزية السعيد ابراهيم الفقي
    تاريخ التسجيل
    30/11/2007
    المشاركات
    8,653
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي رد: التفاؤل

    تفاؤل الرسول صلى الله عليه وسلم
    07/12/2003
    إنّ من الصفات النبيلة والخصال الحميدة التي حبا الله بها نبيه الكريم ورسوله العظيم صفة التفاؤل، إذ كان صلى الله عليه وسلم متفائلاً في كل أموره وأحواله، في حلِّه وترحاله، في حربه..


    أرسل لصديق طباعة
    قراءة : 28218 | طباعة : 208 | إرسال لصديق : 2 | عدد المقيمين : 32
    إنّ من الصفات النبيلة والخصال الحميدة التي حبا الله بها نبيه الكريم ورسوله العظيم صفة التفاؤل، إذ كان صلى الله عليه وسلم متفائلاً في كل أموره وأحواله، في حلِّه وترحاله، في حربه وسلمه، في جوعه وعطشه، وفي صحاح الأخبار دليل صدق على هذا، إذ كان صلى الله عليه وسلم في أصعب الظروف والأحوال يبشر أصحابه بالفتح والنصر على الأعداء، ويوم مهاجره إلى المدينة فراراً بدينه وبحثاً عن موطئ قدم لدعوته نجده يبشر عدواً يطارده يريد قتله بكنز سيناله وسوار مَلِكٍ سيلبسه، وأعظم من ذلك دين حق سيعتنقه، وينعم به ويسعد في رحابه.

    نعم إنه التفاؤل، ذلك السلوك الذي يصنع به الرجال مجدهم، ويرفعون به رؤوسهم، فهو نور وقت شدة الظلمات، ومخرج وقت اشتداد الأزمات، ومتنفس وقت ضيق الكربات، وفيه تُحل المشكلات، وتُفك المعضلات، وهذا ما حصل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما تفاءل وتعلق برب الأرض والسماوات؛ فجعل الله له من كل المكائد والشرور والكُرب فرجاً ومخرجاً.

    فالرسول صلى الله عليه وسلم من صفاته التفاؤل، وكان يحب الفأل ويكره التشاؤم، ففي الحديث الصحيح عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل الصالح: الكلمة الحسنة ) متفق عليه.والطيرة هي التشاؤم.

    وإذا تتبعنا مواقفه صلى الله عليه وسلم في جميع أحواله، فسوف نجدها مليئة بالتفاؤل والرجاء وحسن الظن بالله، بعيدة عن التشاؤم الذي لا يأتي بخير أبدا.

    فمن تلك المواقف ما حصل له ولصاحبه أبي بكر رضي الله عنه وهما في طريق الهجرة، وقد طاردهما سراقة، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم مخاطباً صاحبه وهو في حال ملؤها التفاؤل والثقة بالله : ( لا تحزن إن الله معنا، فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتطمت فرسه - أي غاصت قوائمها في الأرض - إلى بطنها ) متفق عليه.

    ومنها تفاؤله صلى الله عليه وسلم وهو في الغار مع صاحبه، والكفار على باب الغار وقد أعمى الله أبصارهم فعن أنس عن أبي بكر رضي الله عنه قال : ( كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار، فرفعت رأسي، فإذا أنا بأقدام القوم، فقلت: يا نبي الله لو أن بعضهم طأطأ بصره رآنا، قال: اسكت يا أبا بكر، اثنان الله ثالثهما ) متفق عليه.

    ومنها تفاؤله بالنصر في غزوة بدر، وإخباره صلى الله عليه وسلم بمصرع رؤوس الكفر وصناديد قريش.

    ومنها تفاؤله صلى الله عليه وسلم عند حفر الخندق حول المدينة، وذكره لمدائن كسرى وقيصر والحبشة، والتبشير بفتحها وسيادة المسلمين عليها.

    ومنها تفاؤله صلى الله عليه وسلم بشفاء المريض وزوال وجعه بمسحه عليه بيده اليمنى وقوله: لا بأس طهور إن شاء الله.

    كل ذلك وغيره كثير، مما يدل على تحلِّيه صلى الله عليه وسلم بهذه الصفة الكريمة.

    وبعد: - أخي القارئ الكريم - فما أحوج الناس اليوم إلى اتباع سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم : { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا } (الأحزاب:21) . إن واقع أمة الإسلام اليوم ، وما هي فيه من محن ورزايا ، ليستدعي إحياء صفة التفاؤل ، تلك الصفة التي تعيد الهمة لأصحابها ، وتضيء الطريق لأهلها، والله الموفّق .
    ====
    السرجاني -- دكتور راغب


  8. #8

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •