ملامح الأدب الانجليزي المعاصر

تشكل الادب الانجليزي علي طول تاريخه وخاصة في مراحل ازدهاره الهامة من خلال تفاعل العناصر المحلية والقومية مع عناصر وافدة فنية وفكرية .
ففي العصر الإليزابيثي كان عصر ازدهار المسرح حصيلة امتزاج التراث المسرحي الشعبي بالتراث الاغريقي واللاتيني وكان ازدهار الشعر الغنائي نتيجة طبيعية لاستيراد وتطويع بعض الانماط الشعرية الايطالية .

وفي القرن السابع عشر تطورت الكوميديا الواقعية والتراجيديا البطولية في ظل الموئرات الكلاسيكية الفرنسية كما تمثلت في أعمال كل من راسين وكورني .
وفي النصف الاول من القرن العشرين نجد الروائية الانجليزية فرجينيا وولف تنحت اسلوبا سرديا جديدا مستلهمة أفكار الفيلسوف الفرنسي هنري برجسون عن تيار الوعي وعن الزمن النفسي الذي يختلط فيه المستقبل والماضي بانطباعات الحاضر في لحظة انية دائمة ومستلهمة ايضا الاسلوب التأثيري او بعد التأثيري في الفن التشكيلي .

واذا نظرنا الي واحدة من روايات هذه الكاتبة خصوصا رواية السيدة دالاوي نجدها تستخدم اسلوبا مركبا يعتمد علي الانطباعات المتناثرة والتداعيات الحرة التي تبدو في ظاهرها وكأنها تتجمع بصورة عشوائية والتي تفتقر الي رابط منطقي او خيط سردي متصل .
وهي تستخدم هذا الاسلوب الذي يوصف احيانا بأنه اسلوب تيار الوعي يتقدم لنا صورة تقترب من المشاعر احيانا في كثافتها الاستعارية وتعدد دلالاتها وقدرتها علي الايحاء ومن المونولوج الداخلي في احيان أخري .
والرواية تمثل لقطة متصلة نافذة وتفتقر الي الحبكة او الحدوتة بأي معني من المعاني .